الطريق إلى كربلاء

أول الكلام : على طريق كربلاء

مع اطلالة ذكرى عاشوراء، يستوقفنا شعار نهضة كربلاء ألا وهو قول الإمام الحسين عليه السلام "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله". فما الذي أراده الإمام الحسين‏ عليه السلام من هذا الشعار؟ وهل هو شعار مرحلي أم شعار خالد أراد له الحسين عليه السلام أن يعبر كل العصور والأزمان؟ إن نهضة الاصلاح الحسيني هي العلاج الأساسي لكل الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا الإسلامية، لأن {الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. ولا يمكن أن يحصل هذا التغيير من دون صاعقة تهز أعماق النفس وترجعها إلى أصالتها وهويتها الإسلامية، وهذا لا يتم إلا بطريقين: 1ـ التضحية بالأنفس من أجل قضايانا المقدسة لما للتضحية من تأثير على النفوس. فما تقدمه نقطة دمٍ واحدة لأشد وقعاً من كثيرٍ من المؤتمرات والقمم والتحليلات والاصدارات. وقديماً قيل: السيف أصدق إنباء من الكتب. 2ـ العمل الدؤوب لمتابعة قضايا الأمة وما يعترضها وذلك في كل مجالات الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من أجل أن نقدِّم لشعبنا وللآخر منهاج حياة يتناسب مع الواقع المعاصر حتى لا نبقى أمة تعيش الماضي أسطورة. ولكي لا نفقد هويتنا ونصبح أمُعة نلهث وراء الغرب ولا ندركه.