مرقد مسلم بن عقيل واولاده

يقع هذا المعلم الشريف بجوار جدار مسجد الكوفة وقرب قبر الشهيد هاني بن عروة وقبر المختار بن ابي عبيدة الثقفي، وصاحب هذا المرقد هو الشهيد البطل مسلم بن عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب، سفير الامام الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة وأول شهداء الطف. ويعود تأسيسه إلى احدى الرحلات التاريخية القديمة حيث عرف من الكتابة التي كانت منقوشة على البناء المشيد فوق قبري مسلم بن عقيل وهاني بن عروة، حيث ان محمد بن محمود الرازي وأبا المحاسن ابن احمد الشيرازي هما اللذان شيداه سنة 681هـ وفي سنة 1055هـ عمرت المرأة الجليلة (أم آغا خان) المرقد، إذ نصب على القبر شباك خشبي مكسو ومزدان بالنحاس الأصفر، وكتبت عليه أبيات شعرية بحروف بارزة بخط النسخ. وفي سنة 1166هـ كان نادر شاه الافشاري أول من تبرع بتذهيب قبة المرقد وبنى ايوانا ذهبيا ومنارتين جميلتين وبعام 1232هـ جدد حافظ محمد عبد الحي خان حرم المرقد وكما هو مكتوب على صخرة بيضاء من حجر النورة، بنيت على باب الحرم بالخط العربي الثلثي وبسبعة اسطر. وفي عام 1384 هـ قام الحاج محمد رشاد ميرزا بتجديد بناء المرقد والصحن وبعدها عام 1387هـ قام الحاج محمد حسين رفيعي بهبهاني الكويتي بتذهيب القبة بأمر الامام السيد محسن الحكيم (قدس) وبصنع شباك فضي للمرقد وبناء ساعة المرفوعة على منارة الصحن وانشاء رواق يحيط بالحرم من ثلاث جهات يتصل بقبر المختار الثقفي وبناء طارمة في الجهة الشمالية الشرقية بإرتفاع 10م، وزخرفة الجدران الداخلية للحرم والقبة بالمرايا. والمرقد عامر ومشيد وله حرم في وسطه شباك فضي صغير، تعلوه قبة شاهقة، يصل ارتفاعها إلى 18 م عن سطح الحرم وعن الارض 29م ويحيط بالحرم من ثلاث جهات رواق وكسيت جدران الاروقة بالمرايا ويقع مدخل المرقد في الجهة الشمالية الشرقية يوصل إلى طارمة، وهنالك باب ثان حديث البناء تبرع به المحامي عبد مسلم مهدي اسد. اما مرقد اولاد مسلم بن عقيل فهو يقع قرب مدينة المسيب وتبعد 42 كم عن الحلة و30 كم عن كربلاء، وهما محمد وابراهيم الشهيدان، وامهما من بنات جعفر الطيار، استشهدا بسنة بعد مقتل والدهما مسلم وقبراهما عامران وعلى كل قبر قبة في حرم واحد مستطيل، وامام قبريهما صخر فيه غرف للزائرين، وقد طرأت على مشهديهما عدة عمارات. وهذان الصبيان يجسدا ظلامة من ظلامات اهل البيت وغدرة من غدرات بني امية فحينما فرا في البوادي والصحاري خوفا من قتلهما بعد ـ قصة كربلاء ـ خصص الامويون جائزة لمن يعثر عليهما، فباتا ليلة في دار آوتهما، ولما علم صاحب الدار بأنهما ولدا مسلم بن عقيل أخذهما في قصة معروفة حتى قتلهما واخذ برأسيهما إلى الطاغية. وللشهيدين اثر عظيم ومفجع في نفوس كل من يزورهما لما لهما من براءة الطفولة ولما لمقتلهما من هول وقشعريرة في الأبدان.