الإمام الخميني وزيارة عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

إن زيارة عاشوراء من أعظم الزيارات، لاحتوائها على المفاهيم الجهادية والتعاليم الثورية، وقد واظب عليها مراجعنا العظام، وفي طليعتهم إمام المجاهدين ومحي مدرسة عاشوراء في هذا العصر الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني (قده)، فقد واظب على قراءتها كما واظب المجاهدون في الجبهات على قراءتها، بل إن أحد أسباب انتصار هؤلاء المجاهدون هو هذه الزيارة الشريفة، ولكن للأسف الشديد وفي الآونة الأخيرة حاول البعض التشكيك في هذه الزيارة الشريفة.

فكان من الواجب علينا الدفاع عن هذه الزيارة وبيان علاقة الإمام الخميني (قدس) بهذه الزيارة، لذا فقد قمنا بجمع القصص التي يرويها أصحاب الإمام ورفقاء دربه حول علاقة الإمام بزيارة عاشوراء.

1 ـ زيارة عاشوراء في أرض الكفر :

يقول حجة الإسلام والمسلمين فردوسي بور: اليوم الأول من المحرم في (نوفل لوشاتو) كان يصادف الليلة الأولى التي كان فيها الإيرانيون يكبرون فوق السطوح، في هذه الليلة أتصل شخص من طهران وقال سأضع سماعة الهاتف قرب النافذة حتى تسمعون صوت تكبير الناس مع صوت إطلاق الأعيرة النارية، سجلت الصوت وبعثته للسيد الإمام، كان السيد الإمام واقفا في الغرفة في يده السبحة[1] ومشغول بذكر زيارة عاشوراء، ـ في الوقت الذي لم أكن ملتفتا لمسائل شهر محرم ـ كان الإمام يقرأ زيارة عاشوراء في مكان يمكن أن يكون أول مرة قد قرأت زيارة عاشوراء فيه[2].

2 ـ زيارة عاشوراء على رأس البرامج :

يقول حجة الإسلام و المسلمين السيد علي أكبر محتشمي: الكثير من الأشخاص عندما يكونون تحت ظروف خاصة يتغير وضعهم وبرامجهم، ولكن السيد الإمام (رضوان الله عليه) في كل هذه الأوضاع لم يتغير برنامجه، مثلا السيد الإمام دائما كان في العشرة الأولى من محرم يقرأ زيارة عاشوراء.

فطوال الأربعة عشر عاما التي قضاها في النجف الأشرف: كان الإمام في كل سنة في العشرة الأولى من المحرم في الساعة التاسعة صباحا يذهب إلى حرم أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ويقرأ زيارة أمين الله وزيارة عاشوراء، وهذا الأمر كان يستمر إلى اليوم الثامن من المحرم. بعد هذا كان الإمام يتشرف إلى زيارة كربلاء ويطبق نفس البرنامج في حرم الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

وعندما كان الإمام في باريس: في سنة 57 هجري شمسي، كان احد الأخوان يأتي في كل يوم في الساعة التاسعة ويقوم بإيصال الأخبار والتقارير إلى سيد الإمام (رضوان الله عليه)، وفي أحد الأيام على طبق العادة جئت في الساعة التاسعة ودخلت البيت فرأيت السيد الإمام مشغول بزيارة عاشوراء ـ حيث كان اليوم الأول من المحرم ـ وبعدما عرضت عليه الأخبار والتقارير، قال لي ـ

السيد الإمام ـ : سوف يتغير البرنامج من الغد، وأرجوا أن لا يأتي في الساعة التاسعة أحد لعرض الأخبار والتقارير، فليكن ذلك إما قبل زيارة عاشوراء أو بعدها[3].

3 ـ زيارة عاشوراء في حالة المشي :

يقول حجة الإسلام والمسلمين السيد رسولي المحلاتي: عندما كان السيد الإمام (رضوان الله عليه) يزور زيارة عاشوراء غالبا كان يقرأ اللعن والسلام مئة مرة وهو في حالة المشي، كما انه كان يستمر في قراءة زيارة عاشوراء من أول العشرة إلى أربعين يوم[4].

4 ـ زيارة عاشوراء فوق سطح البيت:

يقول خادم السيد الإمام (رضوان الله عليه) [ مشهدي جعفر ]: يقول أحد الإخوة في أحد الأيام وقريب من وقت الظهر سمعت صوت نحيب و بكاء، فبدأت بالبحث عن الصوت فرأيت السيد الإمام فوق سطح بيته مشغول بقراءة زيارة عاشوراء و هو يذرف الدموع[5].

5 ـ عدم ترك قراءة زيارة عاشوراء :

يقول حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الغيوري: تشرفت في إحدى الجلسات الخصوصية بحضرة السيد الإمام (رضوان الله عليه)، و دار الحديث حول الدعاء وتكلم السيد الإمام حول ذلك، ومن كلامه علمت أنه (قدس سره) سنوات مديدة لم يترك زيارة عاشوراء، كما انه عندما كان في النجف الأشرف كان كل ليلة في وقت معين يزور أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، وقليل جداً ما اتفق في بعض الليالي ترك ذلك، وكان أيضا كثيراً ما يقرأ الزيارة الجامعة وزيارة أمين الله.

وعندما كان الإمام يقرأ القرآن كان يجلس جلسة مؤدبة، و كان يتدبر في آيات القرآن، وكان مقيداً في أيام الوفيات بالمشاركة في مجالس التعزية[6].

6 ـ زيارة عاشوراء في الساعة التاسعة :

يقول السيد رحيم ميريان: كان السيد الإمام (رضوان الله عليه) في كل أسبوع على رأس الساعة الثامنة والنصف صباحاً في يوم الجمعة يستحم ويخرج من الحمام في الساعة التاسعة و يشرع في قراءة زيارة عاشوراء مباشرة، فإن كان في فصل الشتاء كان يقرأها في داخل الغرفة، وإن كان في فصل الربيع كان يضع الكرسي في ساحة البيت و يقرأها[7].

7 ـ زيارة عاشوراء مع السلام واللعن مئة مرة:

يقول الأستاذ مصطفى الوجداني: كان سماحة الإمام في أغلب أيام الزيارة إلى جوار قبر الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة و السلام)، وخلال عشرة المحرم كان يقرأ كل يوم زيارة عاشوراء، مع تكرار كل من السلام و اللعن الواردين في نهايتها مئة مرة[8].

 

ـــــــــ

 

[2]روزنامه رسالت، بتاريخ14/4/1368.

[2] كان الإمام يستخدم السبحة في زيارة عاشوراء لضبط اللعن والسلام مئة مرة كما كان الإمام ملتزما بذلك كما سيأتي.

[3] كتاب برداشتهاي از سيره اي إمام خميني ج 3، ص 41و42.

[4] مجلة الحوزة العدد37و38.

[5]مجلة أميد انقلاب العدد205.

[6] كتاب صحيفه دل ص109.

[7] برداشت هايي از سيره إمام خميني ج2ص159.

[8]المذكرات الخاصةج2ص152.