استقبال سماحة الإمام أعضاء الدولة وحديثه حول مجزرة مكة
وقد تحدث الإمام الخميني لدى استقباله رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء بمناسبة أسبوع الحكومة.
وقال في هذا اللقاء حول أحداث مكة المؤسفة: إننا قدمنا منذ بداية الانتفاضة سواء قبل الثورة أو بعد انتصار الثورة العديد من الشهداء إلا أن مسألة الحجاز هي مسألة أخرى تختلف عن المسائل الباقية.
وأكد قائد الثورة، مؤسس الجمهورية الإسلامية: إننا قد قدّمنا الكثير من الشهداء في كل فترة ومكان سواء في عهد (رضا شاه) وما حدث في هذه الفترة أو في عهد (محمد رضا) (المقبور) وما جرى في هذا الزمن والشهداء الذين قدمناهم في هذه الفترة وكل ما هو فإن مسألة الشهادة هي مسألة عظيمة إلا أن القضية لم تكن كقضية الحجاز وكما أن مسألة القدس هي مسألة كبيرة، إلا أن قضية القدس تعتبر شيئاً ويوم الجمعة الدامية في مكة يعتبر شيئاً آخر.
فإحياء يوم القدس هو من أجل إنقاذ القدس من أيدي الغاصبين، إلا أنه لم يكن بهذا الشكل حيث يسيئون الى القدس ويحطموه.
وأضاف الإمام الخميني في حديثه: إننا قد فقدنا العديد من الأعزاء الكبار أثر الإنفجارات والاغتيالات التي وقعت وفي الحرب مع صدام التي فرضها علينا فقدنا الكثير ن والعديد من الشهداء ولحق الكثير من الضرر بنا إلا أن هذه القضية، ليست كقضية الحجاز فإننا ما زلنا لا ندري ما حدث والعالم أيضاً لا يدري ما حدث.
فإن مسألة الحجاز هي انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية فاحترام الكعبة لا يختص بنا وحدنا وعند المسلمين فحسب بل إن كافة الشعوب تحترم الكعبة وأن كل الشعوب التي تعتقد بدين ما تحترم الكعبة، وأكد سماحة الإمام أن انتهاك حرمة الكعبة ليس بالمسألة التي يمكن غض النظر عنها، إذ أننا لا نستطيع أن نغض النظر عن مسألة الحجاز فإنها قضية أخرى والضروري العمل على إحياء هذا اليوم، اليوم الذي خانوا فيه الإسلام.
وأشار الإمام الخميني الى قرب حلول شهر محرم الحرام موضحاً أن سيد الشهداء (سلام الله عليه) قد فدى بنفسه لكي لا يبقى في مكة لتجنب الإساءة الى قدسية مكة والكل هم فداء لمكة فإن مكة هي المكان الذي كان فيه الأنبياء العظام، واليوم فقد وقعت مكة بيد جماعة ملحدة لا تفهم ماذا عليها أن تفعل.
وأكد الإمام الخميني في حديثه، أنه عار على المسلمين أن تنتهك فيه حرمة مكة باعتبارها مكاناً مقدساً إلهياً ويقف فيه المسلمون وقفة المتفرج، فالمسلمون يعرفون واجباتهم ويتعين العمل على احياء هذه القضية والاهتمام بها في هذا الشهر الحرام فإن سيد الشهداء استشهد لإقامة العدل الإلهي والحفاظ على بيت الله.
ومضى سماحة الإمام القائد يقول إن التعامل مع هذه القضية لا يعني التعرض للممثلين السعوديين والكويتيين أو من الأقطار الأخرى الموجودين هنا لأنهم في أمان. إن القضية أكثر من ذلك ويجب علينا وبكل ما نملك من قوة والمسلمين بكل ما يملكون من قوة والعالم الذي يؤمن بالله بكل ما لديه من قوة مواجهة هذه القضية.
وأوضح سماحة الإمام الخميني قائلاً أن هذه المؤامرة وبلا شك كان مخططاً لها من قبل وأرادوا أن يفرضوها على آل سعود الحمقى وأن يقوم هؤلاء بمثل هذا العمل الأهوج ليلحق بهم العار في جميع أنحاء العالم رغم أنهم كانوا منحطين وسيبقون منحطين.
وقال إمام الأمة نحن في الحقيقة في حيرة ما يجب أن نعمله فإن الله تبارك وتعالى هو الذي يحمي بيته (إن للبيت ربّاً يحميه).
وأكد سماحة الإمام القائد أن آل سعود سيتلقون الصفعة من المسلمين ومن المؤمنين ومن الحجازيين أنفسهم ما عدا المرتبطين بهذه الزمرة الباطلة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إن أكبر دليل على أن هذه المسألة هي مؤامرة، هو كيفية تعاملهم وادعائهم بأن الإيرانيين أرادوا احراق الكعبة وأن يجعلوا (مدينة قم كعبة المسلمين) فإن هذا الكلام الأحمق يدل بوضوح على أنهم كانوا منذ البداية بصدد القيام بهذه المجزرة بذريعة أن الإيرانيين، جاؤوا لتدمير الكعبة ونحن قد هيئنا أنفسنا لمواجهتهم، إن القضية ليست قضية قتل وإنما هتك الحرمات.
وشدد الإمام الخميني قائلاً بأن لمسألة الحجاز أبعاداً مختلفة وأكبرها هو انتهاك حرمة مكان مقدس وأن المسلمين لن يسكتوا إزاء ذلك وأن فهد وأمثاله سيدركون فيما بعد ما الذي فرض عليهم وما حدث، وأن المسلمين يعرفون واجباتهم كما يعرف أهل الحجاز أيضاً.
وقال سماحة الإمام الخميني، لو كانت هذه المجزرة التي حصلت في الحرم، وقد وقعت في الطائف لكان يمكن تحملها آنذاك، لأنها كانت مجرد قتل يقع في الطائف ولكن ما حدث فقد حدث في الحرم, ذلك الحرم الذي جعله الله آمناً منذ البداية، ولكن الحرم غصب ووقع بيد هؤلاء، ومن هم هؤلاء ومن الذي عينهم في منصب خادم الحرمين وعلى أي أساس غير هؤلاء اسم البلاد الإسلامية من الحجاز الى المملكة العربية السعودية وما هو السبب في تغيير اسمها الى المملكة السعودية.
واستطرد سماحة الإمام قائلاً، إنها لمسألة غامضة، ولا نعرف كيف أن نزيل هذا العار، وأنني تريثت في الكثير من المسائل ومنها مسائل الحرب ولكن هذه المسألة قد سلبت تريثي، وآمل أن يوفقنا الله والمسلمين بأن لا نكون غير مكترثين حيال هذا الأمر في هذا الشهر الحرام.
وحول المؤامرات التي تحاك ضد الجمهورية الإسلامية أكد الإمام الخميني (بأننا سنصمد بوجه الأعداء الذين يريدون القضاء على الجمهورية الإسلامية).
وقال سماحته أن الحكومات في العام باستثناء الشعوب تريد القضاء على الجمهورية الإسلامية والإسلام ولكن الله أيد هذه الجمهورية ولقد صمدنا حتى الآن وسوف نصمد مستقبلاً بإذن الله).
وقال قائد الثورة الإسلامية (نشكر الله على أنه لا ملاذ لنا سواه في مواجهة المشاكل التي أثاروها للجمهورية الإسلامية ويثيرونها في الوقت الحاضر ونحن لسنا بشيء سوى خدام للشعب وليس لدينا شيء وكل ما لدينا هو من الله سبحانه وتعالى).
وأكد مؤسس الجمهورية الإسلامية بأنه على اطلاع على ما تواجهه الحكومة وموظفو الدولة في الظروف الحالية من مشاكل مشيراً الى حياة هؤلاء الموظفين تزداد بالمعنويات وتخلو من البهارج والزخارف.
وشدد سماحته على أن المشاكل ستحل بإذن الله وكما أن الجميع صمدوا أمام المشاكل سابقاً فإنهم سيقفون أمامها مستقبلاً أيضاً.
تعليقات الزوار