ارتباط مباني الإمام وآرائه الأخلاقية والعرفانية بعاشوراء

2007-08-21

وسام الخطاوي

الحمد لله الذي أظهر دينه وأنار سبيله بالإمام، حمداً يدوم مادامت الأنوار وانجلى بالحق غياهب الظلام، والصلاة على مشعل الحرية الموقود، وعلى آله مصباح النور، وبدمائهم هتفت أهل الثغور.

السلام على الإمام الثائر، والقائد الكبير، نبراس الحرية في متاهات الطرق، روح الله وروحه الأعظم العارف الأوحد الإمام الخميني، مادام نور وحق.

الانطلاق والتحرك الثوري الروحي له مناشئ تؤدي به إلى مسالك وطرق ومزالق، وكثيراً ما يخالطه اغتشاش فكري وروحي، لذلك كان سلوك هذا الوادي فيه عقبات وزلات غير محدودة، فترى كبار الثائرين أحجموا عن الخوض فيه. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى بعد تجاوز هذه العقبة تأتي أخرى لا تقل عنها أهمية وهي اختيار الطريق لهذا التحرك الثوري.

يُنقل عن السيد الشهيد الصدر (قده) أنه قال: "أكبر عقبة تواجه القائد هي عدم إطاعة الأمة له"، فترى المصلحين لم يلاقوا ذلك التعاطف من أُممهم لانطلاقهم الثوري فبقيت أفكارهم عقيمة وأيديهم قاصرة عن نيل ما زرعوه في أذهانهم؛ وصدق الله العظيم حيث يقول: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}[1].  

فأخذ رواد التحرك يرفعون قدماً ويؤخرون أخرى، ينطلقون من مبنى ويختارون آخر، ويعقدون على عزم ويتاه بهم سبيله، ويؤسسون بناءً وتنهار بعض قوائمه. فورث الصغير مرارة الكبير ورأى هذا سلوك ذلك فاتخذه مسيراً في حياته، فأخذ الانهيار يستوي على جميع الهياكل والأركان، وأخذ اليأس يدب في صميم الأمة، وأخذت الفجوة تكبر والجرح يلتهب والروح تنهار، وما بقيت من أُصول الجهاد الثوري إلا خواطر لسمر ليالي الشتاء الباردة.

وأخطر من ذلك هو ما دب في صميم قلب الأمة وهو صعوبة الأمر واستحالة تحققه وإلباسه بلباس التحقق والفعلية.

فأخذت هذه الجرثومة تستحكم واستولى الظلام على جميع العصور، وإن أخذت تبرق بعض البوارق لكن سرعان ما واجهت هذا الجرثوم ودب في صعيدها وروحها فخمدت في مهدها.  

الفقيه العارف والثائر المجاهد

إضافة إلى ما تقدم، حصل انكماش وتراجع واضح في حجم ومساحة النشاط العرفاني، حيث غلب على أهل الطريقة والسلوك ابتعادهم عن مجريات الحياة فضلاً عن الجهاد الثوري بهدف الخروج من هذه الساحة منتصراً، حيث إن العارف رهين روحه ونفسه يجاهدها ويلجمها ليفوز بالمقامات الكشفية وإظهار أنوار الخفايا الملكوتية.

وإن خرج من هذا القانون ممن يعتد به من أهل الله، فترى الثائر المجاهد جمال الدين الأسد آبادي الذي نفث من جسد الأمة الإسلامية روح الثورة والمقاومة والنهوض يخرج من مدرسة العارف الصوفي المولى الشيخ حسين قلي الهمداني (رضوان الله عليه) الذي كان مدرسة روحية كبيرة وعميد مشايخ التصوف في الحقبة الأخيرة، وقد خرجت من مدرسته جهابذة هذا الفن كالعارف ميرزا جواد الملكي التبريزي (رحمه الله) صاحب المراقبات وأسرار الصلاة، وهذا هو الذي تأثر به الإمام الخميني (قده) ونال من مشربه، وسيأتي مزيد ذلك.

ولكن بعد تحرك العارف الكبير الإمام الخميني (قده) ضد الاستكبار انطلق النشاط العرفاني لرواد المعرفة والسلوك ليكون لهم أُسوة في التحرك.

ولذلك يقول العلامة المجاهد السيد محمد حسين فضل الله (حفظه الله): وفي ضوء ذلك لم يكن العرفان لديه (الإمام الخميني) استغراقاً في الله بحيث ينسى الحياة… [بل] بالانفتاح على كل آفاق المسؤولية التي تحدد له وجوده إنساناً مسؤولاً عن الإنسان والحياة فيما أراد الله لهما أن يكونا على الخط الذي يحبه، ولم يفهم التذكر بالمعنى الجامد نفسه الذي ينغلق فيه الإنسان على المعنى الذاتي في روحيته التي تجعله يهرب من التجربة الحية التي تدفعه إلى الاقتراب من المواقع المحرمة في الحياة، ثم يعبر عن ذلك بالعزلة عن الناس وعن المسؤولية وعن كل المشاكل الإنسانية الكبيرة التي تحاصر الإنسان في حياته الخاصة والعامة كما يفعله الكثيرون من العرفانيين الذين استغرقوا في الجانب الفلسفي للعرفان[2].

فالأفكار التي كانت تدور حول اقتصار حركة مشايخ التصوف على الأبعاد الروحية والأخلاقية والكشفية في داخل إطارات ضيقة قد تزلزلت وضعفت عند تحرك هذا العارف كثيراً حتى بدأ المجتمع ينتقد هذا الدور الضيق والاقتصار عليه؛ وقد نبّه الإمام (رحمه الله) على ذلك وأشار إلى ذلك الخطر مراراً وتكراراً، يقول (قده): لكن الأعداء أظهروا الإسلام بغير هذا المظهر؛ فقد رسموا له صورة مشوهة في أذهان العامة من الناس وغرسوها حتى في المجامع العلمية، وكان هدفهم من وراء ذلك إخماد جذوته وتضييع طابعه الثوري الحيوي، حتى لا يفكر المسلمون في السعي لتحرير أنفسهم وتنفيذ أحكام دينهم كلها عن طريق تأسيس حكومة تضمن لهم سعادتهم في ظل حياة إنسانية كريمة.

فقالوا عن الإسلام أنه لا علاقة له بتنظيم الحياة والمجتمع أو تأسيس حكومة ومن أي نوع، بل هو يعنى فقط بأحكام الحيض والنفاس... ومن المؤسف أن تكون لهذا كله آثاره السيئة ليس في نفوس عامة الناس فحسب، بل لدى الجامعيين وطلبة العلوم الدينية أيضاً، فهم يخطئون فهمه ويجهلونه، حتى لقد عاد بينهم غريباً[3].

ويقول أيضاً:

ولكن الأجانب وسوسوا في صدور الناس، والمثقفين منهم خاصة، بأن الإسلام لا يملك شيئاً.

الإسلام عبارة عن مجموعة أحكام الحيض والنفاس، وطلبة العلوم الدينية لا يتجاوزون في تخصصهم هذه المواضيع.

صحيح أن بعض الطلبة لا يهتم بأكثر من هذا، وهم مقصرون، وفي هذا ما يعين الأعداء أحياناً على نيل مقاصدهم، وفي هذا ما يدعو إلى ابتهاج المستعمرين الذين عملوا منذ مئات السنين على غرس بذور الإهمال في مجامعنا العلمية وصولاً إلى أهدافهم فينا وفي ثرواتنا وخيرات بلادنا[4].

فالإمام الخميني (قده) هو النموذج الأمثل للعارف السالك المتكامل في جميع سيره السلوكي.

وهذا التكامل ميزة يتفرد به هذا العارف عمن سواه من العرفاء الذين عرفهم التاريخ الإسلامي أو مشايخ ورواد الإصلاح الاجتماعي.

مضافاً إلى مميزات أكملت هذه الجوانب كان لها الشرعية في نهضته المباركة، وإضافة إلى تلك الخصوصيات، كان الموقف الشرعي بالنسبة له مكملاً للجوانب الأولى التي يتمتع بها خلال تحركه ونهضته المباركة.

كان الفقيه (حسب العرف السائد) له الناحية التكليفية في حياة مقلديه ولا يتجاوز عمله إلا الإفتاء وبعض الأمور التقديسية التي لم تكن محط نظر الرسالة العالمية الإلهية.

وإذا قارنا ذلك بالأئمة الهداة من أهل البيت (ع) وصاحب ثورة الطف على وجه التحديد، سنجد أن سيد الشهداء (ع) لم ينظر في إدارته للمجتمع مجرد الجانب التشريعي ـ بمعنى الإفتاء ـ فقط، بل إنه كان صاحب الموقف الروحي لصحبه وشيعته، وبهذا الشكل استطاع ان يربي ثلة من الأصحاب المثاليين في تاريخ وعالم الجهاد والتضحية. وهكذا لم تكن مؤهلات ومميزات الإمام الخميني (قده) محصورة بالجانب الفقهي في شخصيته، بل تعدتها إلى أبعد من ذلك في تأثيره على مريديه بما يشبه ما يسمى بالكريزما حسب المصطلح السياسي الحديث.

 وفي هذا الصدد، يصف السيد محمد حسين فضل الله شخصية الإمام الإلهية، فيقول: وهذه هي الميزة البارزة في شخصيته التي استطاعت أن تجعل ملامحها الداخلية والخارجية وحدة في الفكر والسلوك على أساس وحدة الخط الإسلامي الذي لا يبتعد فيه العرفان عن الشرعية، بل ينفذ إليها ليزيدها عمقاً في الحركة. ولا تتجمد الشريعة لديه في نطاق فردي، بل تنطلق لتشمل الحياة كلها بأبعادها العامة والخاصة في جميع المجالات[5]. ولذلك ترى الكرامات له على لسان أُمته والعشق الشديد له، فتراهم يمسحون لباسهم وأبدانهم بجسده المبارك، وعندما ينطلق بكلماته العرفانية كيف يتوجهون ويتأثرون بهذه الكلمات.

أقول صريحاً لولا أن الإمام الخميني أصبح الكلمة الوجودية لحديث (يقول للشيء كن فيكون) لم يكن له هذا التأثير الملكوتي والتصرف في العالم وفي النفوس وله التأثير العجيب.

يقول الدكتور ولايتي: إن أحد الدبلوماسيين كان يقول: إني التقيت رؤساء العالم، وعندما دخلت على الإمام الخميني أخذتني الرهبة ولم أعرف ما أصابني.

فهو الجامع بين المرجعية الدينية العليا في الفتوى والتقليد وقيادة الأمة والثورة والدولة وبين سلوكه العرفاني النظري والعلمي.

وكل هذه الخصال يتمم بعضها الآخر، وهي بمجموعها كلٌ لا يتجزأ، يسير بسير واحد وينحو بأسلوب فارد.

وقد كان هذا العارف صائب النظر في سيره النظري العرفاني، حيث أخذ يبث هذا السير الملكوتي، وتراه يشيد هذا المسلك بحواشيه على مصباح الأنس وفصول الحكم ومصباح الهداية ويبين سلوكه العملي العرفاني بكتابه آداب الصلاة ومعراج السالكين وخطبه البليغة.

أنظر مرة أخرى إلى الإطار العام والهيكل المجموعي لكلامه تراه مصبه العرفان العملي والأخلاق، وقد يتطرق إلى العرفان النظري قبله، وما كان يريد إلا أن يحفظ هذا الارتباط الروحي.

وهناك مشاعر الشعب الإيراني، حيث كانت أنفاسهم تصب مصب فكره، وأخذ المقاتلون في جبهات القتال تدوي هذه الأفكار بينهم، وهذا واضح لمن عاش تلك الأيام وجال خلال الديار.

هذا النهج الفريد وهذه الاستفادة من هذا المسلك الملكوتي ليس شرعاً جديداً ولا رأياً مبتدعاً لم يعرفه بعض مشايخ هذا الطريق، لكن نرى أنهم في السباق استفادوا منه من خلال مجالات ضيقة وأُفق ضئيلة؛ تراهم يقتصرون على تربية نخبة من طلاب الحوزة وجلسات مخصوصة وقد تعمم في بعض الأحيان كما في خطب المرحوم السيد علي التستري وآخرين، ولكن هذا واجه الفناء لعدم حركته الجذرية.

هؤلاء كانت طاقاتهم محدودة ونظراتهم قريبة وإن كانت هناك لهم مبررات قد لا تخلو من ضيق الأفق.

وعارفنا الأوحد الإمام الخميني استغل هذا الجانب بنحو أوسع وعممه على جميع قطاعات الأمة الإسلامية ورآه خير سبيل لقدح هذا الضوء الخافت.

وقد استعمل هذا الأسلوب للقوة التي رآها في ارتباط المريدين بالشيخ بحيث تفوق حد التصور والخيال فوضعه عاملاً مؤثراً في حركته الثورية؛ لأن هذه العلاقة والانجذاب كانت منهجاً يسير عليه مشايخ التصوف وأهل الله، وكان يشترط عليهم أن لا يسير المريد إلا أن يضع شيخه مناهج الطرق له ويوضح له معالمه وينير له الطريق بنبراس المعرفة والسلوك.

علاقة المريد لا تتجاوز حدود حق الاستاذ، بل هو يفديه بحياته... ويتبعه متابعة الفصيل لأُمه، لما يرى فيه من عطف ومحبة، وكونه يريد به السير من عوالم تفوق تصوره وخياله لا أن يغذي عقله ووهمه، بل يسمو به إلى عالم السمو وحاق النور والوجود.

استغل سيدنا الإمام هذا المنهج وجعله أول تحركه وسيره الجهادي واستفاد من هذا بأحسن أسلوب. أراد أن لا يهمل هذا المنهج وأن لا يكون تعليماً بحتاً، أراد أن لا تضيع جهود مشايخه وإن كانت ضيقة.

فلذلك أخذ يحشد قواه في هذا المجال، حيث شرع بدرس العرفان النظري والعملي والأخلاق على مشايخ لهم الوزن الثقيل في هذا الطريق، فأخذ يدرس العرفان النظري كالفصوص والمصباح على شيخه العارف الشاه آبادي (قده) ولم يكتفِ بذلك بل علق على آرائهم وكانت له نظرة في هذا المسلك. فاتضحت له معالم هذا العنصر وكشف الغموض عن جوانبه وعرف أساليبه وأُسسه.

فالإمام العارف انتهج في حياته هذا المنهج لتأشير هذا الطريق وتوضيح معالمه وجلب أنظار أُمته إليه ليسير بهم على سبيل الحق ويخرق أكبر الحواجز والعقبات.

إذن كشف ذلك بطرق:

منها دراسته على مشايخ أهل الله كما تقدم.

ومنها إبداء أنظاره العرفانية على الصعيدين النظري والعملي.

ومنها إبداء المنهجين السابقين في حياته الزهدية وحياته البسيطة، حيث بيته في خمين وحياته التقشفية في النجف وتعامله الأخلاقي حتى مع أبعد مناوئيه، وبعد الثورة بيته في جماران الذي لم يتغير حتى آخر أنفاسه القدسية، كل ذلك أثر أثره، وأعطى الزخم لهذا العامل المهم.

فترى السيد أحمد الخميني (قده) يعرض ممتلكاته فما هي إلا ما كانت إلا لأقل أفراد الأمة الإسلامية.

ومنها خطبه العرفانية، فالصيغة العامة لخطبه كان طابعها العرفان ومنهجها السلوك الروحي لدعم هذا المنهج التربوي.

فهذا المنهج بالحقيقة ليس مستحدثاً في هذا المسلك بل ليس مستحدثاً في الإسلام المحمدي الأصيل، وإنما له جذوره في صعيد مشايخ السير والسلوك، كالشيخ الصوفي نجم الدين كبرى الذي استشهد في جمع من مريده من أهل السير والسلوك.

وكذلك هو منهج أهل البيت (ع) سادة الزهد والأخلاق والادلاء على الحق، خصوصاً قائد الثوار سيد الشهداء (ع)، فكلهم سفن النجاة وسفينة الحسين اسرع، وكلهم باب الله وباب الحسين أوسع.

إن نهضة الإمام الخميني (قده) المباركة الروحية والإنجازات الفريدة التي حققها لاتزال مباركة وتكون نبراساً يضيء في هذا المنهج لمن أراد أن يقود الأمة الإسلامية.

فاستطاع إمامنا الخميني أن يحدث تطوراً وصحوةً في الفكر العرفاني العملي وأن يطلق حركته نحو الأمام ويحرره من كثير من القيود والأغلال التي كانت تكبله ويفتح له آفاقاً واسعة نحو بناء المستقبل الإسلامي في ظل الحكومة الإسلامية، ومعرفة أبعاد هذا الأمر بسلوكه العرفاني خلال دراسة الظروف العرفانية للحوزة العلمية، وبالخصوص حوزة قم العرفانية، وهي التي كان ينظر إليها بأنها أكبر عدة لدراسة مشارب العرفان والفلسفة عكس حوزة النجف التي انطفى هذا المصباح فيها ـ مع الأسف ـ لعدم اعتنائها بهذه العلوم الفريدة، ولذلك ترى المواجهة الشديدة في حوزتها وقلة الأساتذة المختصين إلا على صعيد بعض الكتب كالتجرد والمنظومة، وهي مبادي فلسفية فضلاً عن أن تكون أسفاراً عرفانية. بخلاف حوزة قم وطهران فهي حاضنة أعمدة العرفان كالمرحوم الشاه آبادي والميرزا أبي الحسن القزويني والفاضل التوني والمرحوم الاشتياني جهابذة هذا الفن وخرّيتي الصناعة في هذه الأنوار، الذين لهم الدور في بلورة المدارس النظرية السلوكية والعرفانية.

هذه الحقبة الزمنية من المرحوم محمد رضا القمشئي وتلميذه الميرزا هاشم الاشكوري وحتى مشايخنا أرباب السير والسلوك هي نهضة روحية كان لها الأثر الكبير على صيقلة الحوزة، ولها التأثير البالغ لتجميع الهمم لثورة روحية كبرى ظهرت على يد إمامنا الخميني (قده) فيما بعد.

فأخذ أرباب هذا الفن بدراسة هذه المباحث والتعمق فيها، فأخذت تترونق وتزدهر حتى وصلت إلى أعلى القمم بيد عارفها الكمّلي إمامنا الخميني طيب الله تربته. فيحق لنا التساؤل عن أبعاد التغيير التي أحدثها الإمام الخميني (سقى الله تربته الأنوار) عن الفكر العرفاني العملي لقلب هذا النكوس في القلوب.

ولنذكر بعضها:  

1 ـ تطوير نظرية العرفان النظري للتغير الاجتماعي:

من أهم وأبرز إشكاليات الفكر العرفاني الشيعي، بل الإسلامي، منهجية التغيير الحوزوي والاجتماعي في المجتمع، وليس التيار الشيعي الذي يعاني من هذه الإشكالية فحسب، بل حتى التيار الإسلامي على صعيد المذاهب الإسلامية (مع كثرة تنظراته في هذا الحقل بالذات) بواجه هذه الإشكالية لرفع المستوى الروحي.

يبقى هذا الثغر واسعاً وتبقى الوسائل لسد هذا الفج من رواد هذا الفن للإصلاح الاجتماعي في جميع طبقاته.

وقبل انتصار الثورة وإعلان الإمام الخميني تحركه الثوري العرفاني كان الغموض والإبهام على طريقة السلوك في العرفان النظري والعملي مشهودة، وإن لم تكن تتجلى بصورة كلية لعدم وضع خطة جذرية لهذا التغير الروحي.

ولكن بتحرك عارفها السلوكي أخذت القواعد العرفانية السلوكية تتبلور وتنضج لنظرية التغيير في جميع أبعاد التحرك الإسلامي الروحي من أنحاء المعمورة.

ولا نغالي إن قلنا إن الأعمدة الروحية بجميع العالم الإسلامي أخذت تستفيد من هذا التحرك الفريد، وهذا واضح لمن سبر المجلات والصحف التي انتشرت وكانت تشرح الحياة الزهدية للإمام الخميني (قده).

وكان من الضروري دراسة وتحليل هذا المنهج التربوي ومعالم آثاره وكيفية سلوكه وكيف وضع الإمام الخميني هذا المنهج، وشرح لهذا العنصر الذي كان غامضاً في كيان مشايخه الكبار أهل السلوك وتوضيح بعض التفاصيل والجزئيات الأساسية على ضوء تحرك الإمام الخميني باعتبارها تجربة حية ناجحة وخطاً مهماً يمكن بلورته في جميع العصور المتتالية.

فالإمام الخميني (قده) في نظريته الروحية العرفانية لتغيير نفوس أُمته واجه عدة إشكالات في سيره ـ كما يأتي ـ، ولكن كيفية طرحه لهذا المنهج الروحي تجلت في إحاطته العلمية، والعملية لأن إشباع الأمة بهذا الفكر بحاجة إلى دراسة في حياته وسيرها ودراسة في الفكر العرفاني الصوفي الإسلامي لكي نتوصل إلى نظرية واضحة المعالم في عملية إدارة الثورات وقيادة الشعوب المسلمة نحو النهضة الإصلاحية بهذا العنصر.

ولاشك أن هذه النهضة الرائدة العرفانية التي بدأت بالإمام العارف هي الكمال في ذروتها السلوكية.

2 ـ العرفاء والفلاسفة والحكم الإسلامي:

مسألة إدارة المجتمع الإسلامي وقيادة الأمة الإسلامية هي الإشكال الأساسي في المسلك العرفاني على جميع العصور. فهذا السلوك بحاجة إلى تطوير أفكاره وطرقه السلوكية خلال الفترة المتأخرة. ومن المؤسف أن الحركات الإصلاحية قبل الإمام الخميني كانت لها تصورات جزئية جذرية في هذا المضمار، لكن سرعان ما واجهت تياراً من المواجهة الحوزوية، وكلما كانت الحوزة بعيدة من مسالك العرفان أخذ التحدي يزداد والقبح يتعمق وأخذ الفاصل يتسع.  

رواد الإصلاح وسيرهم الفلسفي والعرفاني

نرى المصلحين ـ مع غض النظر عن عقائدهم ونياتهم ـ يتمسكون بمبدأ السلوك لتوخيهم فيه الحل الثوري. فنرى محمد بن عبد الوهاب يرحل إلى أصفهان (فإنها معهد الحكمة المشائية والإشراقية وكانت من أكبر مدارس الحكمة المتعالية) ويدرس فلسفة الإشراق والتصوف على روادها ليستفيد منه فيما بعد لوضع مذهب جديد. ولذلك اختار لنفسه ولأتباعه اسم (الموحدين). وأما اسم الوهابية فهو اسم أطلقه عليهم خصومهم واستعمله الأوربيون ثم جرى على الألسن[6].

ونرى المصلح الآخر السيد جمال الدين الأفغاني يرمي إلى إصلاح العقول والنفوس أولاً ثم إصلاح الحكومة ثانياً؛ فبدأ بدراسته الواسعة في الفلسفة الإسلامية والتصوف ودروسه في الهند الرياضة على الطريقة العصرية.

فغرس بذور نهضته السلوكية بدروسه في بيته بمصر، فكان يلقيها على أمثال الشيخ محمد عبده والشيخ عبد الكريم سلمان والشيخ إبراهيم اللقاني والشيخ سعد زغلول والشيخ إبراهيم الهلباوي.

كان أكثر الكتب التي قرأها لهؤلاء وأمثالهم كتب منطق وفلسفة وتصوف مثل كتاب الزوراء للدواني وشرح القطب على الشمسية في المنطق والهداية والإشارات وحكمة العين وحكمة الإشراق في الفلسفة والإشراقية والمشائية[7].

لقاءات المرحوم السيد جمال الدين أسد آبادي مع المرحوم النائيني (رحمه الله) وعدم التوافق بينهما إشارة في هذا المجال، لابد من دراسة لهذا الاختلاف ومنحى كيانه الثقافي.

المرحوم السيد جمال الدين من رواد المعرفة السلوكية، فطالما قرأ كتب العرفان والتصوف واستذوق ما فيها، ففي كلام له مخاطباً لهذه الكتب في مكتبته:

يا حكمة الاشراق وياحكمة المشرقية… طالما قرأتكن وحفظت مطالبكن ورجعت إليكن.

هذا المسلك يسريه في مصر للشيخ محمد عبده وغيره، وترى ذلك بادياً في سلوك الشيخ محمد عبده وأتباعه ومدرسته فيما بعد ذلك بنحو من الاختلاف.

ومن المؤكد أن السيد الأسد آبادي أراد أن يحرك هنا الاتجاه لعمله الثوري، ولكن هناك عوامل كان فاقداً لها لم تؤهله لأن يستمر بهذا الاتجاه.

وأهم عامل واجهه هو أن قيادة الأمة الشرعية كانت بيد أعاظم الحوزة النجفية كالمرحوم النائيني والعراقي والأصفهاني وغيرهم، وكان مسير هؤلاء واضحاً في عدم تحركهم السياسي والثوري.

وهذا الذي فهمناه هو ما توصل إليه الاستاذ أحمد أمين، لكنه لم يجل نقطة السر هذه حيث قال:

"ويظهر لي أن هذه الكتب (أي الكتب الفلسفية التي درسها) لم تكن لها قيمة في ذاتها؛ فقد كان الشيخ حسن الطويل مثلاً يقرأ بعض هذه الكتب في الأزهر ولم يؤثر أثره، إنما كانت قيمتها في أن كل فصل من فصولها أو جملة من جملها كان تُكأة يستند إليها الشيخ في شرح أفكاره وآرائه والتبسط في مناحي الفكر والتطبيق على الحياة الواقعة ونظرته إلى العالم كوحدة، مازجاً التصوف بالفلسفة وبالهيئة وبغير ذلك.

وهذا هو ما أقنع الشيخ محمد عبده من الشيخ وطمأن نفسه… فوجد عنده طلبته وأقصى أُمنيته…[8].

حيث يقول الشيخ محمد عبده: كان السيد جمال الدين يلقي الحكمة لمريدها وغير مريدها، ومن خواصه أنه يجذب مخاطبه إلى ما يريد[9].

وكان من المؤمنين بوحدة الوجود، كما كان يحكي عنه الشيخ محمد عبده وبعض خاصته، متصوفاً يدين بعقيدة المتصوفة[10].

والبعض الآخر كان له هذا المجال للتحرك لكن لم يعطه الشمولية لجميع أنحاء المعمورة.

وهناك مشكلة أخرى كانت تواجه الإمام الخميني، هي أنه كان يحس بأن أفكار الناس ترفض بأن يكون العارف السلوكي على مستوى عال من الحكم السياسي وأن يكون له نظرية في مسألة الحكم وإدارة الدولة، وكل ما لديهم إنما هي إرشادات روحية ومراقبات نفسية لم تمت بالحكم الثوري رأساً.

وعند تحرك الإمام (قده) انقلب هذا الفكر جذرياً وأصبح واضحاً ممكناً بل واجباً أن يكون قائدها روحياً وشيخاً سلوكياً يعرف داءها الروحي والنفسي ويشبع عواطفها الجياشة ويكون أباً روحياً لها يسلك بها طرق الملكوت يوصلها إلى معدن الرحمة وتصبح نفوسها معلقة بالملأ الأعلى وعز القدس.

ولقد طرح الإمام الخميني مفهوم الزهد قبل التحرك، حيث بعث رسالة إلى إيران بأن على جميع السادة الطلبة أن لا يغيروا منازلهم، بل يقتصروا على ما كانوا عليه، وكذلك رسالته إلى "غورباتشوف" حيث يحثه الإمام على قراءة كتب الشيخ السهروردي وغيرها من كتب محيي الدين ابن عربي، لأنه يراها خير سبيل للسمو والتخلص من الشرك، لذلك قال الإمام الخميني (قده):

إننا نستطيع تصدير الثورة الإسلامية، التصدير يتحقق ببعث الحقائق الإسلامية والأخلاق السامية الإنسانية… مختارات من أقوال الإمام الخميني، ص 50..

ويقول (رحمه الله):

عندما تدخلون بلداً يجب أن تتصوروا أنكم تريدون تربية أبناء البلد كما تربون أبناء بلدكم وتبتغون تصدير الإسلام إليه، وتصدير الإسلام يتم عن طريق الأخلاق والآداب والأعمال الإسلامية[11].

فأراد التحرك من الأمة بعد أن أحدث التحرك في نفسه أولاً بحياته الزهدية نحو العمل الثوري. ولقد طرح الإمام الخميني فكرة التحرك بعد أن أزال عنها جميع الشبهات بأن جعل الحياة الروحية دخيلة في مسيرها الثوري؛ حيث يقول (قده): والإيمان بضرورة تشكيل حكومة وإيجاد تلك المؤسسات جزء لا يتجزأ من الإيمان بالولاية، والعمل والسعي من أجل هذا الهدف هو مظهر من مظاهر ذلك الإيمان بالولاية[12].

3 ـ الجدال المستمر القديم بين العارف العمل الثوري:

هذا الجدال العنيف، بأن الصوفي العارف ما له في التحرك نصيب، كان مرتكزاً تنطلق منه الأمة الإسلامية فضلاً عن العارفين؛ فمن المباحث المعمقة عندهم هو عدم تدخل العارف في ميادين الحكومة والسياسة، وكذلك كان هذا سارياً في جميع الأمم حتى غير الإسلامية منها.

فهذا النقاش الحاد وإن مضى عليه قرون لكن لازال مصباً لبروز تبعات لا تحمد عقباها حتى قال بعضهم:

أعوذ بالله من السياسة ومن لفظ السياسة ومن بعد معنى السياسة ومن كل حرف يلفظ من كلمة السياسة ومن كل خيال يخطر ببالي من السياسة ومن كل أرض تذكر فيها السياسة ومن كل شخص يتكلم أو يتعلم أو يجن أو يعقل في السياسة ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس[13].

وهذا ما أشار إليه صريحاً الإمام الخميني وانتهز كل فرصة لأن يطرحه ويقطع جذوره حيث قال:

المستعمرون قبل أكثر من ثلاثة قرون أعدوا أنفسهم وبدأوا من نقطة الصفر فنالوا ما أرادوا، لا تُمكنوا الغربيين وأتباعهم من أنفسكم.

عرِّفوا الناس الإسلام كي لا يظن جيل الشباب أن أهل العلم في زوايا النجف وقم يرون فصل الدين عن السياسة وأنهم لا يمارسون سوى دراسة الحيض والنفاس ولا شأن لهم بالسياسة…

وأنا أقول لكم إنه إن كان همنا الوحيد أن نصلي وندعو ربنا ونذكره ولا نتجاوز ذلك فالاستعمار وأجهزة العدوان كلها لا تعارضنا. ما شئت فصل… ما شئت فأذن، وليذهبوا بما آتاك الله والحساب على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وعندما نموت فأجرنا على الله، وإذا كان هذا تفكيرنا فلا شيء علينا ولا علينا.

هم يريدون أن لا نرتفع إلى مستوى الآدميين لأنهم يخافون الآدميين، وإذا وجدوا في مكان آدمياً فهم يرهبونه، لأن هذا الآدمي تقدمي متطور يستطيع التأثير في الناس والمجتمع تأثيراً يهدم جميع ما بناه العدو ويزلزل الأرض من تحت عروش الظلم والخيانة والعمالة، ولهذا فإنهم إذا وجدوا آدمياً في وقت من الأوقات ائتمروا به ليقتلوه أو يثبتوه أو يخرجوه أو يتهموه بأنه سياسي[14].  

4 ـ تطوير نظرية العرفان الإسلامي

لاشك ان تحديد مبنى العارف واتجاهه العرفاني من أهم الأمور التي تحدد السير السلوكي لمسير البشرية، فإن مبنى العارف الثوري هو الذي يؤثر على تحرك الأمة ويبرز روح نظامها ويعطي لباقي الثائرين منهجاً وأُسلوباً لعملهم الثوري الروحي؛ ومن خلال سلامة هذا الطريق السلوكي تعطى الاستقامة للانطلاقات الثورية التي تسير على طريقها.

ولقد كان العارف الإمام الخميني نموذجاً لسلامة هذا السلوك حيث فيه صفات تكاملت بعضها مع البعض الآخر لصنع هذا العمل الروحي.

يقول سماحة السيد فضل الله:

لقد استطاع [الإمام الخميني] أن يدمج شخصية العارف بشخصية الفقيه، ثم انطلق من ذلك ليندفع من خلال هذه الشخصية الجديدة إلى الله في خط المعرفة والحركة معاً ليعيش في شخصية الداعية إلى الله والمجاهد في سبيله.

ومن هذا الموقع كان انفتاحه على الأمة كلها، وعلى المستضعفين[15].

انظر بدقة كلمته الأخيرة وهي: (ومن هذا الموقع كان انفتاحه على الأمة كلها وعلى المستضعفين) وهي عين ما قلنا بأن هذا هو رمز انتصاره في عمله الثوري.

ومنها نموه السالم وتحركه السلوكي كان برعاية مشايخ هذا الطريق فأعطاه التحرك لمسيره الثوري الروحي، فدعم روحياً وشرعياً في مسيره الجهادي.

هذه العوامل هي التي صنعت هذه الشخصية لأن تقود العالم الإسلامي وأهلته بأن يختار منهجه الفريد في نهضة الأمة ويسير بها إلى منتهى الطريق ويضع مدرسة روحية ثورية للدراسة والتدقيق.

ولذلك قال شهيدنا الصدر: (ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام).

إشارة إلى فناء هذا العارف في ذاته وأصبح مجلى للأسماء والأفعال وأصبح الإنسان الكبير الذي حوى الحضرات القدسية، وأصبح كلمته التامة.

ومن مسيره الجهادي حصلنا على أهم الفوائد التي هي السير العرفاني الصحيح ووضع مبانيه الصحيحة وطرقه السالمة، ولا يخفى أن الإمام كان ناظراً إلى جانب التفريط الذي قد ينشأ من هذا السير الآفاقي للمجتمع الإسلامي ولذلك وقف أمام أي إفراط في البين وتفريط.

وإني أظن أن استعراض صلاة الإمام الخميني في تلفزيون الجمهورية الإسلامية كان وضع خط لعدم تجاوز هذا الطريق، وأن لا يتجاوز عمله خارج إطار الشريعة المقدسة.

فإن المتبادر قبل ذلك من أنفاس البعض أن صلاة الإمام الخميني (قده) وأعماله الأخرى العبادية كانت بشكل خاص وتألّه خاص، فتلافياً لهذا التطرف الذي ظهرت معالمه خصوصاً على جبهات الحق حُدّت التطرفات ونُظر للإمام كما هو غير متجاوزين حقيقته.

وأشار المجاهد الكبير الشيخ محمد مهدي الآصفي دامت إفاضاته إلى ذلك: ومن أركان هذا الخط وميزاته وخصائصه: "الربانية" والارتباط بالله سبحانه وتعالى ارتباطاً وثيقاً قائماً على أساس العبودية الحقيقية لله تعالى والإخلاص له والاتكال عليه تعالى في كل الحالات.

وهذا هو قوام الخط وأساسه الأول، ومن دونه لا يبقى لهذا الخط شكل ولا محتوى. والتركيز على هذا الجانب هو المهمة الأولى لكل الأنبياء والأئمة (ع) والدعاة إلى الله تعالى.

فإن الدعوة إلى الله وتوحيده بالعبودية هي الحجر الأساسي في رسالة الأنبياء؛ {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}[16].

وحركتنا ليست حركة سياسية، تستهدف إسقاط الأنظمة الطاغوتية فقط، إنما تتحرك لتعبيد الإنسان لله تعالى، بعد إسقاط الطاغوت، وربطه به عز وجل وتخليصه لعبوديته سبحانه.

وقد رافقت الثورة الإسلامية منذ أيامها الأولى، بتوجيه وتأكيد الإمام مباشرة، موجة من التربية الربانية والدعوة إلى الله والتوجيه إليه عز وجل، بالدعاء والصلاة والتضرع وتبنى دراسة القرآن…

والصفة الأخلاقية التربوية في الثورة هي المميزة الأخرى المرتبطة بالربانية، فإن الثورة تمتاز بالأخلاقية وإعداد الجيل الصاعد لتربية أخلاقية شديدة في مكافحة الهوى وتهذيب النفس وبنائها على أساس من التقوى والالتزام الدقيق بحدود الله تعالى.

والذي يتتبع كلمات الإمام يجد حرصاً بالغاً واهتماماً كبيراً بخصوص مسألة تهذيب النفس ومخالفة الهوى.

ولاشك أن هذه المسألة تأتي بعد "الربانية" مباشرة في سلم اهتمامات الأنبياء (ع) ورسالتهم [17].

إذن استفاد هذا العارف من هذا المسلك (العلاقة بين المريد ومريده) أحسن استفادة للغرض الإسلامي الأصيل وخلق المستحيل، ونهض بحركة الثورة إلى الأمام بأسلوب فريد علماً وعملاً ومنطقاً، فأصبح مشعلاً للطريق ومناراً لمن أراد السبيل.

فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

----------------------------

[1]  آل عمران: 152.

[2]  دراسات في الفكر السياسي للإمام الخميني، ص 72 ـ 73.

[3]  الحكومة الإسلامية، ص20.

[4]  الحكومة الإسلامية، ص8.

[5]  دراسات في الفكر السياسي للإمام الخميني، ص 72.

[6]  راجع في ذلك زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص10.

[7]  راجع في ذلك زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص60.

[8]  راجع في ذلك زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص65.

[9]  راجع في ذلك زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص71.

[10]  راجع في ذلك زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص112.

[11]  مختارات من أقوال الإمام الخميني، ص48.

[12]  الحكومة الإسلامية، ص18.

[13]  آفاق المستقبل في العالم الإسلامي، ص217.

[14]  الحكومة الإسلامية، ص20.

[15]  دراسات في الفكر السياسي للإمام الخميني، ص73.

[16]  سورة فصلت: 33.

[17]  دراسات في الفكر السياسي للإمام الخميني، ص 40 ـ 42.