الإمام‎ الخميني‎‎ خالد ما بقي الدهر

2007-08-22

تلفزيون الجمهورية الإسلامية 26 / 4 / 1426ه

طهران‎ - نعيش‎ هذه‎‎ الأيام‎ الذكرى‎ السنوية السادسة‎‎‎ عشرة لرحيل‎ محيي‎ القيم‎ الانسانيه ومعالم‎ الدين‎ والشريعة‎ الغراء وياني‎ مجد الاسلام‎ الخالد ومفجر الثورة الاسلامية المباركة وصحوتها المدوية الإمام‎ الخميني‎ الذي‎ يعجز القلم‎ مهما كان‎ صاحبه‎ بليغا وبارعا أن‎ يعطي‎ هذا المصلح‎ الكبير حقه‎ بما هو حقه‎.

فقد كانت‎ حركة الإمام‎ الراحل‎ في‎ الواقع‎ انفجار نور أيقظ المسلمين‎‎ من سباتهم‎ العميق‎‎ وأذهل‎ الشرق و الغرب‎ معا ليعيد للأذهان‎‎ أن هناك‎ دينا فطريا فيه‎ نظام‎‎ متكامل‎ ومتطور يواكب‎ العلم والحضارة‎ الانسانية‎, قد عمد المستعمرون‎‎ والمستكبرون الى‎‎ طمسه وحجزه في زوايا المساجد والمدارس‎ العلمية لأنهم‎ كانوا على‎ علم‎ بحيوية‎ هذا الدين‎ الذي‎ يمتلك‎ كل‎ مؤهلات‎ قيادة‎‎ الحياة.

وفعلا شائت‎ الإرادة‎‎ الالهيه أن‎ ينتصر هذا الرجل‎‎ بالاعتماد على‎ شعب‎ أعزل الا من‎ سلاح‎ الايمان‎, على‎‎ اعتى امبراطورية‎ طاغوتية‎‎‎ في‎ المنطقة رغم‎ امتلاكها لكافة عناصر القوة‎‎ والعدة والدعم‎ الخارجي‎ المفتوح‎ و يوطيء الى نظام‎‎ جديد لم تالفه‎ الحياة‎‎ السياسية.

لقد ترك‎ الإمام‎ الراحل‎ بصمات‎ مضيئة‎ خالدة‎ في‎‎ القرن‎‎‎‎ العشرين لا يمكن أن تمحى مهما فعل‎ الطغاة‎ الذين‎‎ خططوا كثيرا لأن يطفئوا نور الله‎‎ ويطمسوا معالم‎ هذه الاسطوره‎ لكنهم‎ خابوا وخسئوا, وقد اعترف‎ السياسي‎‎ المخضرم‎ والصهيوني الحقود هنري‎ كيسنجر على‎ مضض‎ أن‎‎ الاسطورة‎ إن لم‎ تكسرها في‎‎‎ حياتها فانها ستبقى على مدى‎ الحياة‎.

صحيح‎ أن‎ الإمام‎ الراحل‎ بشر كسائر الناس‎ لكن‎‎‎ ما يميزه‎‎ عن الاخرين حياته وسيرته‎‎ الذاتية التي‎ بدأها بالجهاد الأكبر قبل‎ أن‎ يبدأ الجهاد الاصغر وهذا هو الذي‎ صنع‎ من‎ الإمام‎ إماما يقتدى‎ به‎ وتنفذ كلماته‎‎‎ المدوية الى‎ قلب‎ أمته قبل‎ أن‎ تطرق‎ اذانها.

إنه‎ رجل‎‎ العصر الاسلامي‎ الذي‎ دخل القرن‎‎‎ العشرين من أبوابه‎‎ الواسعة كعملاق‎ حطم‎ عروش‎ الطغاة‎ وأرعب‎ المستكبرين‎ واداراتهم‎ فراحوا يصطفون‎‎ أمامه‎ ويحشدون كل‎ ما يملكون‎ ليزعزعوا ثورته‎‎ الخالدة, لكنه‎‎‎ كان‎ لهم‎ بالمرصاد, فهذه ثورته المباركه‎‎ وانجازه الخالد اليوم‎ أكثر شموخا وعزة‎‎ وتقدما واقتدارا رغم‎ غيابه الجسدي.

إن‎ الصحوة الاسلامية المعاصرة التى‎ تشهدها ساحتنا من‎ طنجا الى جاكارتا وعرضها عبر المحيطات‎ حتى‎ اوروبا وامريكا وغيرها من‎ القارات‎ مدينة‎ لهذا الرجل‎ العظيم‎ الذي‎ آثر حياته‎‎ وكل‎ ما لديه لاحياء الشريعة‎‎‎‎ الاسلامية الخالدة واعادة العزة والقدرة والكرامة والاستقلال‎ للمسلمين‎.

وما أنجزه‎‎‎ حزب‎ الله لبنان‎‎ من معجزة دحر الكيان‎ الصهيوني‎ وما تشهده‎‎ الساحة الفلسطينية‎‎ الا بعض‎ افرازات‎ نهضة الإمام‎ الخالدة‎.

كما أن‎ التحرك‎ المشهود الذي‎ تعج‎ به‎ اليوم‎ أكثر من‎ ساحة‎‎ اسلامية لدليل‎ اكيد على‎‎ أن‎ افكار الإمام‎ مسموعة‎ وفي طريقها الى‎‎ النور وهناك‎ الأبناء البررة‎ في كل‎ حدب‎ وصوب‎ يحملون‎ هذا المشعل‎ الانساني‎ الوضاء لإنارة الطريق‎ للمسلمين‎ في‎ صياغة حياتهم‎ من‎ جديد.