هكذا تحدث الإمام

2007-08-21

مقتطفات من أقوال وخطب آية الله الخميني

تميز الإمام الراحل الخميني بقدرة فائقة على التحدث إلى الجماهير بمختلف مستوياتها الاجتماعية والثقافية. وتلخص خطبه التي ألقاها في مناسبات متعددة عوامل الضعف والقوة في المجتمع الإسلامي وسبيل تحقيق النهوض الإسلامي. ونوجزها بعضا من كلماته التي صدرت مطبوعة في اللغة العربية بعنوان "مختارات من أقوال الإمام الخميني" في أربعة مجلدات وترجمها السيد محمد جوار المهري:

 

لا شرقية ولا غربية

يقول تعالى في القرآن الكريم : {ولقد أرسنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله}.

يأمر الله النبي موسى بأن: أولاً يخرج الناس من الظلمات إلى النور. وثانياً يذكرهم بأيام الله. الأنبياء كلهم مبعوثون لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تبارك وتعالى {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذي كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}.

فكما أن الله ولي المؤمنين وهو الذي يخرجهم من جميع أنواع الظلمات ويرشدهم نحو النور، ففي المقابل: الطاغوت ولي الكفار فإنه يجرهم من النور إلى الظلمات. هذان موضوعان متقابلان، فإخراج من الظلمات إلى النور أي محو الظلمات وهداية الشعب إلى النور وفي مقابل ذلك القضاء على الأنوار وجر الناس نحو الظلمات، وهذا عمل الطاغوت. جميع المنكرات ظلمات وجميع التخلفات ظلمات وجميع التشبثات بالغرب ظلمات هؤلاء المتجهون نحو الغرب والأجانب والذي قبلتهم الغرب، هؤلاء تاهوا في الظلمات وأن أولياءهم الطاغوت.

إن أبناء الشعوب الشرقية الذي توجهوا نحو الغرب بواسطة دعايات عملاء الأجانب في الداخل والخارج وجعلوا الغرب قبلة آمالهم وفقدوا أنفسهم ولم يعرفوها ونسوا مفاخرهم واتخذوا بدلاً منها عقلاً غريباً، هؤلاء أولياؤهم الطاغوت وقد وردوا من النور إلى الظلمات، وأن جميع مشاكلنا ومصائبنا وجميع مشاكل الشرقيين هي لأننا فقدنا أنفسنا وجلس غيرنا في مكاننا، ولذلك تلاحظون ان كل بضاعة في إيران (إيرانية الصنع) ما لم يكن عليها اسماً غريباً فإنها بضاعة غير رائجة. الصيدلية أيضاً يجب أن يكون لها اسم غربي، ومصانعنا التي تنسج الأقمشة يجب أن تكتب بالخط الغربي (الأجنبي) في حاشية القماش وأن يجعلوا عليه اسماً غريباً. شوارعنا يجب أن تكون لها أسماء غربية، وعندما يذكرون الموضوعات يستشهدون بأقوال الغربيين، وهذا هو العيب، فإنهم متأثرون بالغرب ونحن أيضاً كذلك، فإن لم تكن أسماء كتبنا أسماء غربية ولو لم يكن للقماش اسم غربي ولو لم يكن على الصيدلية اسم غربي فلا يقبلون عليها كثيراً. عندما يأخذ الإنسان كتاباً ليطالعه يلاحظ الاصطلاحات الغربية من أول الكتاب.. إنهم نسوا ألفاظهم ولغتهم.

لقد نسي الشرقيون مفاخرهم كلها ودفنوها ووضعوا الآخرين مكانها. كل هذه ظلمات والطاغوت هو الذي نقلنا من النور إليها. الطواغيت في العصور الأخيرة وفي زماننا أشعلوا هذه الفتن الغربية فنسبوا كل شيء إلى الغرب.. نقلوا إلينا كل موضوع من الغرب، وحتى جامعاتنا في ذلك الزمان (زمن الطاغوت) كانت جامعة غربية. ثقافتنا واقتصادنا كانا غربيين، ولقد نسينا أنفسنا حقاً وأجلسنا مخلوقاً غربياً في مكاننا.

عندنا الأطباء ولكن عقولنا غربية وحتى أطباؤنا عقولهم غربية أيضاً، عندما تراجعهم يقولون: أذهب إلى أوروبا.. لقد فقدوا أنفسهم. لقد فقدوا وفقدنا قدرتنا وقضيتنا على كرامتنا ووطنيتنا فإن لم يتحرر هذا الشعب من التأثير بالغرب فإنه لن ينال استقلاله. ما دام مؤلفونا بهذا الوضع إذ عندما يبحثون عن موضوع ويريدون أن يضربوا المثل فلا يستشهدون إلا بقول فلان الغربي الأجنبي.. ما دامت هذه التبعية موجودة فلن تحصلوا على الاستقلال ما دامت النساء تنظرن الموضة التي تأتي من الغرب والزينة الموجودة في الغرب وكل شيء يحصل هناك لابد أن يقلدنها، فإن لم يتحررن من هذا التقليد فلا يكونن بشرا ولا يمكن أن تكونوا مستقلين. إذا أردتم أن تكونوا مستقلين وأن تعترفوا بأنكم شعب بذاته، فعليكم أن تخرجوا من تقليد الغرب، فما دمتم مقيدين بهذا التقليد فلا تتمنوا الاستقلال.

خطاب في المدرسة الفيضية

5/9/1979

خيار الاستقلال

نحن شعب مظلوم نحتفظ باستقلالنا. وإذا دار الأمر بين أن نرجع إلى حالة البشر الأولى ونسافر على ظهور المطايا ونحتفظ بحريتنا، وبين أن نكون عبيداً للسيد كارتر، وتكون لنا الحياة الفلانية المخصوصة فإننا نفضل الأولى. وشعبنا يفضلها، ويفضل الشهادة، ويقول: إنا نريد أن نكون شهداء. من البداية وكنت آنذاك في النجف، منذ ذلك الوقت إلى الآن يأتي الرجال والنساء، ويلتمسون مني أن ادع لنا لنكون شهداء، وأنا ادعوا ليحصلوا على أجر الشهيد، وقبل مدة كان لنا مجلس عقد قرآن معقود في طهران، فالعروسان تزوجا، وبعد ذلك أعطتني العروسة ورقة قرأتها، فرأي فيها: ادع لي أن أنال الشهادة! فالفتاة المتزوجة تواً مستعدة للشهادة. إن الشعب الذي يتطلب الشهادة ويدعو من أجل الاستشهاد، هل يخشى من التدخل العسكري؟ هل يخشى من الحظر الاقتصادي؟ فليغلق العالم جميع أبوابه بوجوهنا، ونبقى نحن والنيف والثلاثون مليوناً الذين يعيشون في إيران، وليبنوا جدارا حول إيران ويحبسونا داخل إيران، نفضل هذا الوضع على فتح الأبواب وانثيال القراصنة على بلدنا. ما نصنع بهذه المدينة الأسوأ وحشية من التوحش، هذه مدينة تفضل عليها سيرة حيوانات القفار...

ماذا نصنع بالعلاقات مع الذين يريدون نهبنا، فهل علاقتنا معهم غير علاقة الناهب بالمنهوب! ولماذا؟ فليغلقوا الأبواب وليحاصرونا اقتصادياً.

المؤتمر العالمي للنظر في تدخلات أميركا في إيران، 20/ رجب /1400

***

والشعب الذي لا يعتزل لا يجد طريقه إلى الرقي والتقدم، فالشعب الذي لم يكن في عزلة يعني الشعب الذي يعتمد على الآخرين، يأخذ كهرباءه من الآخرين، وهذا الشعب يجب أن يبقى أسيراً إلى الأبد، ما زلتم في عزلة لا تتمكنوا من الاستقلال، أي خشية لنا من الانعزال؟! إننا عندما كنا غير منعزلين كانت الابتلاءات كلها لنا والآن عندما أصبحنا في عزلة أصبحنا مستقلين. والآن كل منا سيد نفسه، ولا يحمل منّة الآخرين. هل تتمكن الآن سفارة، أي سفارة كانت أن تفرض على بلدنا، على حكومتنا أي شيء. إذن، إننا لسنا في عزلة. يخيل إليكم أننا في عزلة، العزلة بذلك المعنى الذي نعرفه، لا نريدها، وهذه معناها أن نكون تبعيين مرتبطين وأن نكون أرقاء إلى الأبد.

خطاب في لقائه بالطلبة المسلمين السائرين على نهج الإمام

3/11/1980 ـ 24 ذو الحجة 1400هـ  

الحكومة الإسلامية

يجب أن تتغير جمع الأمور في إيران في ظل الجمهورية الإسلامية. فالجامعات يجب أن تتغير في الجمهورية الإسلامية، وتتبدل الجامعات التابعة إلى جامعات مستقلة. ثقافتنا يجب أن تتبدل، وإحلال الثقافة المستقلة محل الثقافة الاستعمارية. وزارة العدل يجب أن تتغير فالقضاء الغربي لابد أن يتحول إلى القضاء الإسلامي. اقتصادنا يجب أن يتغير. الاقتصاد العميل يجب أن يتحول إلى اقتصاد مستقل. وجميع الأشياء التي كانت في حكومة الطاغوت وكانت قد طبقت استجابة لأوامر الأجانب في هذا البلد الضعيف، هذا البلد الذليل، هذه الأشياء يجب أن تنقلب رأساً على عقب بعد أن استقرت الحكومة الإسلامية والجمهورية الإسلامية.

وإذا رأى الشعب خلافاً من الحكومة فعليه أن يوقفها عند حدها. وإذا رأى الشعب حكومة جائرة تريد أن تظلمه فيجب عليه أن يقدم الشكوى ضدنا، وعلى المحاكم أن تقيم العدالة وإن لم تفعل فعلى الشعب أن يقيم العدل ويحطم أفواههم. ليس في الجمهورية الإسلامية ظلم ولا إجحاف. الطبقة الغنية لا تستطيع أن تظلم الطبقة الفقيرة ولا أن تستثمرها ولا تستطيع أن تأمر العمال بأداء أعمال كثيرة مقابل أجر زهيد.

لابد من أن أقول لجميع طبقات الشعب: لا يوجد في الإسلام تمييز بين الأغنياء وغير الأغنياء، ولا بين البض والسود، ولا يوجد امتياز أبداً بين السنة والشيعة، والعرب والعجم، الأتراك وغير الأتراك. لقد جعل القرآن الكريم العدالة والتقوى ميزانا، فالامتياز لمن يملك التقوى.. الامتياز لمن يملك نفسيات طيبة. لا يوجد امتياز في الماديات، ولا ميزة في الثروات. يجب أن تزال هذه الامتيازات فالناس كلهم سواسية وحقوق كل الطبقات تمنح لهم، فالجميع متساوون مع بعضهم البعض، والأقليات الدينية تراعي حقوقهم. فالإسلام يكن لهم الاحترام.. الإسلام يكن الاحترام لكل الطبقات. الأكراد وسائر الطبقات الموجودة مع لغاتهم المختلفة كلهم إخواننا ونحن معهم وإنهم معنا وكلنا شعب واحد ومن دين واحد.

نحن إخوان لأهل السنة ويجب أن نلاحظ حقوق الجميع. نحن جميعاً متساوون في الحقوق والقانون الذي سوف يصادق عليه الشعب فيما بعد فقد لوحظ فيه حقوق جميع الطبقات وحقوق الأقليات الدينية والنساء وسائر الفئات، فلا يوجد فرق بين فئة وأخرى في الإسلام إلا بالتقوى والاتكال على الله تعالى، ونحن نرجو أن يوافقنا الله تعالى ما دمنا حتى الآن قد أوصلنا الأمر إلى هنا أعلنا الجمهورية الإسلامية.

أنا أعلن الجمهورية الإسلامية، واعتبر هذا اليوم عيداً، وأهنئ شعبنا العزيز وجميع الطبقات بمناسبة هذا اليوم. بارك الله لكم هذا العيد وبارك الله لكم الجمهورية الإسلامية.

خطاب بمناسبة إعلان الجمهورية الإسلامية

3 جمادى الأولى 1399هـ ـ 1/4/1979 

القوة في الاتحاد

إن مشاكل المسلمين كثيرة، ولكن مشكلة المسلمين الكبرى هي أنهم تركوا القرآن جانباً، وراحوا تحت لواء الآخرين. فالقرآن الكريم يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، إننا لو عملنا بهذه الآية فقط، لو عمل المسلمون بهذه الآية فقط تزول جميع مشاكلهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكل شيء دون التشبث بالغير. فالإسلام قد قرر للناس في كل الجهات أموراً سياسية تعبدية، إن هذه الجماعات (صلوات الجماعة) في جميع البلدان الإسلامية وفي كل مدينة وقرية وريف أمور اجتماعية سياسية، بحيث يجتمع كل أهل بلدة في المساجد يحلون مشاكلهم بأنفسهم بالنسبة لذلك البلد. وإن صلاة الجمعة عبادة سياسية اجتماعية حيث يجتمع في كل أسبوع اجتماعاً كبيراً، ويحلون قضاياهم هناك، وإن اجتماع الكعبة أعظم اجتماع لا تتمكن أية دولة أن توجد مثله، وقد أراده الله تعالى كذلك ليجتمع المسلمون ـ بدون صرف من قبل الحكومات وبدون صعوبات ـ هناك، ومع الأسف لا يستفاد منه.

على المسلمين أن ينتبهوا إلى قوة الإسلام، إن هذا هو الإسلام الذي نصر شعباً أعزل على حكومة كبيرة غاصبة وعلى الدول العظمى في العالم. كانت هذه قوة الإسلام. لماذا غفل عنها المسلمون؟ لماذا غفلت الحكومات الإسلامية عن قوة الإسلام هذه؟ لماذا تتحمل الدول العربية طوال السنوات المتمادية الضربة من الصهيونية؟ لماذا تبقى تحت سيطرة الدول الأجنبية؟ لماذا لم يتحدوا مع بعضهم؟ لماذا لم تبقى تحت سيطرة الدول الأجنبية؟ لماذا لم يتحدوا مع بعضهم؟ لماذا لم يعملوا وفق آيات القرآن الكريم؟ لماذا يجتمعوا ببعضهم؟ لماذا لم يعتنوا بأحاديث النبي الكريم حيث قال: "المسلمون يد واحدة على من سواهم"؟ ومع الأسف فإن الاختلاف موجود فيما بينهم. ومشكلة المسلمين هي هذه أنهم أوقعوا الخلاف بينهم، وبعد الحرب العالمية تقرر هذا المخطط، ونظروا إلى قوة الإسلام وخُطّت الخطة، وفصلوا البلدان الإسلامية عن بعضها، وجعلوا المسلمون مخالفين لبعضهم، أصبحت الدول الإسلامية أعداء فيما بينها.

كلمة في لقائه بسفراء الدولة الإسلامية

عيد الأضحى 1400هـ ـ 20/10/1980م  

الوحدة الإسلامية

في الزمن العثماني وحيث كانت للمسلمين حكومة قوية تقريباً وكانت (الحكومة العثمانية) قوة تحارب اليابان أو الاتحاد السوفياتي أحياناً وتنتصر عليهم، مع ذلك فلخوف الأجانب من هذه الوحدة، فإنهم عندما انتصروا في الحرب العالمية الأولى، قطعوا الحكومة العثمانية قطعاً مختلفة وعيّنوا شخصاً على كل قطعة وسعوا لإيجاد العداوة بين الحكومات، لأنهم كانوا يعملون إذا اتحد المسلمون مع هذه الثروات وهذا العدد الضخم فلن يبقى هناك نصيب لأمريكا والغرب، وربما كان المسلمون يهددونهم. ولذلك فإنهم جعلوا الحكومات خصماء مع بعضها، وكان "رؤساء الحكومات" مأمورين من قبلهم.

لقاء مع ممثلي حزب التحرير الإسلامي

8 جمادى الثانية 1399 هـ ـ 5/5/1979م  

الوحدة الوطنية

من آداب القضاء في الإسلام أن القاضي إذا أراد أن ينظر إلى الطرفين فلا يطيل النظر على أحدهما دون آخر. وبالنسبة للجلوس: لا يجلس أحدهما في مكان أعلى من الآخر. فإذا وجدت مثل هذه الحكومة الإسلامية التي هي أملنا وأمل الإسلام وأئمة الإسلام وخلفاء الإسلام منذ البداية.. إذا وجدت حكومة كهذه فإني واثق أن تلك الادعاءات تزول فلا تدعي كل فئة أن لها حقوقا دون الأخرى لأن الحقوق تتساوى بين الجميع. فلا يمكن للحاكم أو ولي الأمر أن يهتم بمنطقة أكثر من منطقة أخرى وأن يعمر ناحية من البلاد أكثر من ناحية أخرى، فإذا حصلت حكومة كهذه التي هي منتهى آمالنا فلا أظن أن تكون لنا قضايا تحت اسم الكرد أو الترك أو الفارسي أو العربي أو غيرهم.

لقاء بالصحفيين المسلمين في بريطانيا ومراسلي

وكالات الأنباء الآسيوية والأفريقية

38 محرم الحرام 1400هـ ـ 17/12/1979م

 

يوم القدس

يوم القدس هو يوم الإسلام ويوم احياء الإسلام، فلابد من إحيائه وتنفيذ قوانينه وأحكامه في جميع الأقطار الإسلامية. يوم القدس يوم ننبه فيه القوى العظمى بأن الإسلام لن يقع بعد هذا تحت سلطتكم بواسطة عملائكم الخبثاء. يوم القدس يوم حياة الإسلام، ولابد أن يستيقظ فيه المسلمون ويعشوا بقدرتهم المادية والمعنوية.

إن يوم القدس يوم عالمي، وليس يوماً يخص القدس فقط بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. يوم مواجهة الشعوب التي رزحت تحت ضغط الظلم الأمريكي وغير الأمريكي. يوم يجب فيه أن يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين ويمرّغوهم في التراب. يوم يمتاز فيه المنافقون عن الملتزمين فالملتزمون؛ يعتبرون هذا اليوم "يوم القدس" ويعملون بما يجب أن يعملوا به، وأما المنافقون والمرتبطون مع القوى العظمى خلف الستار والذين يعقدون الصداقة مع إسرائيل لا يهتمون بهذا اليوم ويمنعون الشعوب من إقامة المظاهرات. إن يوم القدس يوم يجب أن يتعين فيه مصير الشعوب المستضعفة. لابد للمستضعفين أن يبرزوا شخصيتهم إمام المستكبرين.

خطاب بمناسبة إعلان يوم القدس

22 رمضان 1399هـ

إن إسرائيل اغتصبت القدس من المسلمين وواجهت مسامحة من الدول. وكما يتضح من آثاره الآن ان أمريكا بواسطة غصنها الفاسد إسرائيل تريد الاستيلاء على المسجد الحرام ومسجد النبي، والمسلمون لا زالوا قاعدين يتفرجون ولا يهتمون. قوموا ودافعوا عن مركز الوحي ولا تخشوا هذه النعرات فإن الإسلام اليوم يحتاج إليكم وأنتم مسؤولون عند الله تعالى، فتوكلوا على الله تعالى وتقدموا بوحدة الكلمة. ونحن بإتباعنا الإسلام العظيم نساند جميع المستضعفين ونساندكم أنتم وأي منظمة في العالم تقوم لإنقاذ وطنها.

نحن نؤيد إخواننا الفلسطينيين تأييداً كاملاً في مواجهة إسرائيل الغاصبة، وسوف ننتصر بمشيئة الله تعالى على أعداء البشرية والإسلام. أتمنى أن يكون نصر الله وفتح المسلمين قريباً.

من رد له على رسالة من اجتماع منظمة التحرير في الجزائر

4 محرم الحرام 1400هـ  

تصدير الثورة

التصدير ليس بالحرب ولا بالقوة. التصدير يتحقق بإنماء الحقائق الإسلامية والأخلاق الإسلامية الإنسانية هناك، وأنتم موظفون بذلك وعليكم أن تقوموا بهذا الأمر. لتكونوا مسلمين في أعمالكم وفيما تكتبون وتنشرون ولتكن مجلتكم وما تنشرون فيها من صور وتطرحون من مواضيع، لتكن كلها موافقة مع الجمهورية الإسلامية حتى تتمكنوا من التأثير هناك بواسطة الدعوة إلى الإسلام. وعليكم أن تقوموا بالدعاية للإسلام، أنتم وشبابنا الأعزاء في الخارج اسعوا أن تعرضوا قضايا إيران الإسلامية أينما كنتم مع أي طائفة تلاقيتم وحللوا المسائل التي تكتب وتنشر في المجلات والجرائد الخارجية واحدة تلو الأخرى لتظهروا أكاذيبها.

المهم إننا نعتقد بالجمهورية الإسلامية في قلوبنا مثل ما ننطق بأفواهنا، ولابد لقلوبنا أن تعتقد بأننا نريد الإسلام وبالتالي فإننا يجب أن نقاوم الانحرافات، وعلى الإنسان أن يبدأ من نفسه فيلاحظ انحرافاته الشخصية، لا شك أن كل إنسان يرى في نفسه عيوباً، وقليل من لا يرى عيب نفسه وهذا هو أحد العيوب. على الإنسان أن يتربى وأن تكون تربيته بتزكية نفسه. على الإنسان أن يبدأ من نفسه ثم من عائلته. فابدأوا من عوائلكم لتصلوا إلى الذين في الخارج.

اجتماع له بالسفراء الايرانيين المبعوثين إلى الخارج

27 صفر 1401 هـ ـ 14/1/1981 م

المرأة المسلمة

والمرأة اليوم ـ ببركة النهضة الإسلامية ـ عضو مؤثر في المجتمع، وقد وجدت منزلتها إلى حد ما، فإذا اجتزنا عدداً معدوداً في الطبقة العليا التي هي تراث عصر النظام المنحط السابق الأسود، والتي ترى منزلة المرأة بالتجميل والتزويق والحضور في محافل اللهو والطرب، وعرضت نفسها بصورة بضاعة، ويتبعن أعمال ذلك النظام، ويطبقن خطة الأجانب، ويساعدون منظمة (سي آي أي) والسافاك فإذا اجتزنا من هؤلاء فإن النساء الاخريات لبؤات ملتزمات يبادرن إلى جانب الرجال الأعزاء لبناء إيران العزيزة، كما بادرن إلى بناء انفسهن بالعلم والثقافة. وأنتم لا ترون مدينة أو ريفا إلاّ وتشكلت فيه الجمعيات الثقافية والعلمية من قبل النساء الملتزمات والسيدات الاسلاميات المكرمات، وقد أوجدت النهضة الإسلامية ـ ببركة الإسلام ـ تطوراً في نفس الرجال والنساء في المجتمع بحيث خطت طريق مائة سنة في ليلة واحدة.

وأنتم أيها الشعب الشريف قد نظرتم إلى النساء قد تقدمن أمام الرجال إلى الميدان وكسرن سد الامبراطورية العظيم. ونحن والجميع رهائن نهضتهن واقدامهن، ويمكننا بعد دحر الدول الكبرى وجذورها الفاسدة أن تتكلم إلى العالم والمجتمعات البشرية بفخر واعتزاز عن المرأة وتقدمها في الجمهورية الإسلامية وبحق اليوم الذي جعلناه يوم المرأة.

كلمة بمناسبة ذكرى ولادة فاطمة الزهراء (رض) ويوم المرأة العالمي

 29 جمادى الثانية 1400 هـ  

الجيش الإسلامي

حالوا أن تكونوا جيشا إسلاميا، قوة إسلامية، كونوا قوة بحيث تريدون بقوتكم أن تهذبوا الأشخاص المخالفين أيضاً، والضربة التي تضربونها فلتكن ضربة تربوية، "لضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، هذه رواية عن الرسول الكريم، فالضربة هي رفع اليد وإنزالها وقتل شخص في ذلك الخندق. وبالطبع فمن الناحية السياسية لأن تلك الضربة كانت ضربة أنقذت الإسلام من شر الكفار، ومن ناحيتها المعنوية هي أن ترتفع وتهبط. والإنسان ربما يقول ذات حين: أنا الذي أقوم بهذا العمل. أنا الذين عملت هكذا، أنا الذي كنت قمت بالعمل هذا. انه الشيطان. وذات حين يرى قدرة الله، ويرى نفسه لا شيء، ولم ير لنفسه أي شي، يعتبر هذه اليد من الله والسيف من الله.

كلمة في استقبال رجال القوة البحرية

شعبان 1400 هـ ـ 1 تموز 1980 م  

مدرسة التوحيد والشهادة

إن أحد دروس العقيدة الإسلامية ومدرسة التوحيد (وتمييز هذه المدرسة) مع المدارس المنحرفة والعقائد الالحادية، هو أن رجال هذه المدرسة يعتبرون الشهادة فوزاً عظيما لهم "يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيما". يستقبلون الشهادة لانهم يعتقدون بأن ما وراء العالم المادي هذا، عوالم أسمى وأنور من هذا العالم. هذا العالم سجن المؤمن... وبعد الاستشهاد يخرج المؤمن من السجن. هذا أحد الفروق بين مدرستنا، مدرسة التوحيد مع بقية المدارس الأخرى. شبابنا يطالبون بالشهادة وعلماؤنا الأعزاء يتسابقون إلى الشهادة.

الذين لا يعتقدون بالله ولا باليوم الآخر يجب أن يهابوا الموت.. أن يخافوا من الشهادة. نحن وتلاميذ مدرسة التوحيد لا نهاب الشهادة، فليجربونا كما جربوا.

كلمة بمناسبة استشهاد آية الله مرتضى مطهري

2 جمادى الثانية 1399 هـ

القرآن الكريم كتاب علم وهداية

إن الغاية من بعث الرسول هي ما ذكره الله تبارك وتعالى في سورة الجمعة: {هو الذي بعث من الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}. الغاية هي هذه الأمور التي وردت في هذه الآية الكريمة. يقول تعالى: ان الله تعالى هو الذي بعث فيما بينكم رسولا من أنفسكم. وهذا الرسول مأمور بانجاز هذه الأمور:

{يتلو عليهم آياته} يتلو على الناس آيات الله تعالى. والمراد بآيات الله هو القرآن. فالهدف من البعث إرسال هذا الكتاب العظيم وتلاوة هذه الآية الالهية العظمى. وإن كان العالم بأسره آيات الله تعالى إلاّ أن القرآن الكريم أعظم آيات الله وجامع أهداف بعث الرسل. والقرآن الكريم مائدة أرسلها الله تبارك وتعالى إلى البشرية بواسطة الرسول الأكرم (ص) لينتفع بها كل البشر. كل بمقدار قدرته.

هذا الكتاب وهذه المائدة المبسوطة في الشرق والغرب ومنذ عهد الوحي حتى يوم القيامة، كتاب ينتفع به جميع البشر، من العالم والعامي والفيلسوف والعارف والفقيه. أي أن هذا الكتاب مع أنه نزل من عالم الغيب إلى عالم الشهود، وما أعد لنا سكان عالم الطبيعة، نزل من ذلك المقام الرفيع إلى موضع استفادتنا به، مع ذلك فيه مواضيع ينتفع بها جميع الناس من العارف والعامي والعالم والجاهل، وفيه مواضيع مختصة بالعلماء الكبار، والفلاسفة العظماء، والعرفاء الاجلاء، والأنبياء والأولياء فهي مائدة مبسوطة للجميع.

وكما يستفيد هؤلاء من هذا الكتاب المقدس، فيه أيضاً المسائل السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وغيرها. فالهدف من انزال هذا الكتاب المقدس والهدف من بعث النبي الأكرم، هو وضع هذا الكتاب في موضع انتفاع الجميع، ليستفيد منه كل فرد حسبما أوتي من وسع فطري.

ولكن ـ مع الأسف ـ لم نستطع نحن، ولم تستطع البشرية، ولم يستطع علماء الإسلام أن ينتفعوا من هذا الكتاب

المقدس كما ينبغي. فعلى الجميع أن يجتهدوا بأفكارهم ويستعملوا مواهبهم لإدراك هذا الكتاب لنستفيد منه بأقصى ما يمكن لنا، ويستفيد منه الجميع. فالقرآن نزل لجميع الطبقات يتناول منه كل حسب استعداده.

كلمة بمناسبة المبعث النبوي الشريف

27 رجب 1401 هـ

دور العمال والفلاحين

لقد أحاط العمل كل مخلوقات العالم، وقد وجد عالم ما بعد الطبيعة كالجنة والنار من العمل. الجنة والنار وجدتا من عمل الإنسان. وإن مبدأ الجنة يتحقق من العمل الصالح للإنسان ومبدأ الجحيم يتحقق بالعمل الفاسد وغير الصالح. العمل يكون مثل تجليات الله تعالى التي تمتد إلى جميع المخلوقات.

إن هؤلاء العمال هم أساس المجتمع الإنساني وان إدارة شؤون الدول بيد هؤلاء.. بيد عمال المصانع والمزارعين وهؤلاء هم أساس المجتمع وبالتالي فهم مدبرو أمور كل العالم، عالم الطبيعة في هذه الأرض التي هي جزء من هذا الكون. إن إدارة شؤون هذه الأرض بيد العمال وأن يد العالم هي التي تدير وتحيي هذا الكون، تحيي البلاد ولذلك فإن هؤلاء ملتزمون لأمر عظيم، ولهم احترام كبير ومسؤولية كبيرة. وكل من له احترام أكبر ومسؤولية أكثر في الدنيا، فإن الله تبارك وتعالى يحترمه.

كل ما يوجد من أعمال وخيرات في البلد فهي رهن وجود عمالنا من الفلاحين أو عمال المصانع أو سائر العمال ويجب أن يكون العمال في المقدمة، إلاّ أن المسؤوليات التي على عواتقهم أضخم من كل المسؤوليات، فإذا تقدم بلد نحو التطور فإنه يتقدم على أيديكم أيها العمال الأعزاء، وإذا ذهب بلد نحو الانحطاط فإن مسؤولية انحطاطه أيضاً تقع عليكم. والبلد يذهب نحو الانحطاط من عدم العمل أو قلة العمل أو عدم حب العمل. فالبلد اليوم بلدكم.

خطاب بمناسبة عيد العمال العالمي

4 جمادى الثانية 1399 هـ ـ 1 / 4 / 1979 م

التربية الصالحة

إذا كانت التربية هناك (المدارس) أيضاً تربية إنسانية موافقة للفطرة البشرية التي أودعها الله في الإنسان {فطرة الله التي فطر الناس عليها}، وكذلك في الجامعة ثم يتحولون إلى المجتمع لاستلام مقدراته فسيكون البلد حينئذ بلدا نورانيا إنسانيا يربى على فطرة الله وبذلك يتقدم الوطن. وإما إذا كان همكم تدريس الأطفال من دون التوجه إلى التربية الإنسانية والخلقية فهم يمرون بمراحل الدراسة مع العلم بدون التأدب وذلك يجرهم أو يجر أكثرهم إلى الفساد.

إن الإنسان لا يولد فاسداً، ففي الحديث "كل مولود يولد على الفطرة" وهي فطرة الإنسانية وفطرة الصراط المستقيم وفطرة الإسلام وفطرة التوحيد. وهذه التربية اما أن تؤثر في تفتح تلك الفطرة أو تمنع من نضجها. وهذه التربية هي التي ربما توصل بلدا إلى الكمال المطلوب من أي مجتمع إنساني فيكون بلدا إنسانيا وفقا لما يتطلبه الإسلام، وأما هذه التربية أو التعليم الفاقد للتربية هي التي تؤثر في مصير البلاد إذا وصل الطالب إلى مرحلة يمسك فيها بزمام الأمور في البلاد.

خطاب لدى استقباله أكثر من ألف معلم

23 ربيع الأول 1401 هـ ـ 30 / 1 / 1981 م

***

لقد جعل الله العلم من العبادات الكبرى إذا كان موجها وذلك وفقا لما تقول الآية: {اقرأ باسم ربك}. لم تؤكد أمة على العلم مثلما أكد الإسلام لأمته، ولقد مدح القرآن الكريم العلم والتوجه إلى العلم والعلماء في مواضع كثيرة وقليلا ما تحدث عن الحديد، وعندما يتحدث عن الحديد يذكر منافعه للناس {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} فإن لم تكن فيه منافع للناس بل وكان في خدمة القوى الكبرى كما تلاحظون فليس له قيمة أبدا، وإن كان الحديد في خدمة الناس ولأجل منفعة الناس فإن قيمته كبيرة.

اسعوا في تعليم الناس وتوجهوا إلى التربية مع التعليم باسم الرب. واختصاص هذا الاسم "الرب" لكي يتوجه الناس إلى تربية البشر. يجب أن تقرأوا وتكون قراءتكم باسم "الرب". اقرأوا لتربية البشر.. استخدموا الاقلام لتربية البشر؛ فالبشر لم ينتفع بشيء بقدر انتفاعه من الاقلام السليمة، ولم يتضرر بقدر ما تضرر من الاقلام (المسمومة).

انتم يا مكافحي الأمية والجهل في جميع أنحاء البلاد: اعلموا أن هذه الخدمة التي تقدمونها للإنسان هي أكبر خدمة، وليعلم القرويون وسائر الطبقات الأمية أن هذه خدمة لابد لهم من تقبلها بأرواحهم وقلوبهم ولا يفكر أحدهم أنه لا يمكن التعلم. كل إنسان يمكنه أن يتعلم وأن يصبح إنسانا. العلم من المهد إلى اللحد، ولابد للعالم أن يقاد بالعلم الموجه".

كلمة في لقائه بمسؤولي مكافحة الأمية  

دور المسجد وعلماء الدين

لقد انطلقت منذ صدر الإسلام إلى اليوم كل الحركات من المسجد. ان المسجد هو الذي اوجد القوة الموحدة ضد الكفار والمشركين، وانتم المسجديون لابد أن تبنوا المساجد على أساس الإسلام والحركة الاسلامية، لأجل قطع أيادي الشرك والكفر ولدعم المستضعفين ضد المستكبرين.

بالرغم من أننا لا نملك أسلحة، ولكن بإرادة الله تعالى وببركة وحدة الكلمة انتصرنا على الطاغوت وانصار الطاغوت. إنني لآمل أن تنهض جميع الشعوب الإسلامية وبالاتكاء على الإسلام وينتصروا على الأجانب وعلى الذين يريدون أن يجعلوا الشعوب تحت سيطرتهم وسلطتهم. إن سر انتصار الإسلام في البداية أيضاً كان وحدة الكلمة وقوة الايمان. وهذين العاملين أديا إلى انتصار ثلاثين مسلما بقيادة خالد بن الوليد على ستين الف من طلائع جنود الروم.

كلمة لدى استقباله وفد رابطة العالم الإسلامي

وممثلي المجلس العالمي للمساجد 23 جمادى الأولى 1399 هـ ـ 21 / 4 / 1979 م

***

منذ زمن رضا خان، كانوا يتآمرون لعزل هذه الطائفة عن المجتمع، فلو عزلوها فان نواياهم تتنفذ بسهولة. لا تتصوروا أن هذه الفئات المثقفة والقومية وأمثالهما تستطيع أن تعمل شيئاً. لا قدر لهؤلاء لدى الشعب، ولا حاجة للناس بهم.

إن الأعداء لا يخشون سوى العلماء. في كل قرية من إيران يوجد عالم دين. وفي كل مدينة وكل محافظة يوجد عدد من العلماء. إنما يخشى الأعداء من هؤلاء، لأن الناس يحترمون ويقدرون رجال دينهم، ولكل إمام جمعة عدد من المؤمنين التابعين له، فإذا رفع الامام صوته يتزلزل العدو. لذلك فإنهم يريدون تحطيم هذا الحصن والقضاء على العلماء بأي ثمن كان.

كلمة في اجتماع مع العلماء قبل سفرهم إلى الحج

12 / 11 / 1981 م

 الذي قام بتعبئة الشعب هو رجل الدين، ففي كل منطقة وفي كل مسجد عدد من رجال الدين الذين يعتمد عليهم الناس. وإنني دعوت الشعب دائما بالمحافظة على هذا الحصن ونصحت أولئك المفكرين الذين ربما كانوا يبغون الاستقلال لوطنهم بأن هذا سد عظيم لو فقدتموه لما استطعتم أن تعملوا شيئا. إذا حذفنا رجال الدين من هذه الثورة، فما كانت ثورة حتى الآن والناس لم يستمعوا إلى أحد. إن رجال الدين هم الذين يتمكنون من تجهيز الناس حتى الموت.

الشعب كله من خطبائه وعلمائه والمؤمنين قاموا ولكن الفئة التي تمكنت من التعبئة العامة هي هذه الفئة، واني أطلب دائما من جميع الطبقات، وان كانوا وطنيين حقا، ان يؤيدوا هؤلاء. والله هو الذي يؤيدهم. وانتم، ان كنتم من الوطنيين فعليكم بمتابعة هؤلاء، عندما تلاحظون اليوم أنهم يحاولون تحطيم هؤلاء فإن هذا ليس في صالح دينهم ولا دنياهم.

هناك مخططات لفصل الشعب عن رجال الدين، يريدون أن يأخذوا رأسمال الشعب من يده وبواسطة الشعب نفسه، كما كان هذا المخطط في عصر رضا شاه. انهم يريدون القضاء عليهم واحد تلو الآخر، يبدأون من المبتدئين حتى يصلوا إلى القمم. ان القضاء على هذه الفئة يعني القضاء على أولئك الذين يتمكنون من اظهار الإسلام وترويجه وارساء قواعد الإسلام.

من مقابلة مع البروفسور حميد الغار الاستاذ بجامعة

بيركلي بكاليفورنيا 11 صفر 1400 هـ ـ 31 / 12 / 1979 م

حول الحج

ان هنالك اسبابا سياسية عديدة وراء عقد الاجتماعات والمجامع وخاصة اجتماع الحج القيم، والتي منها التعرف على المشاكل الأساسية والقضايا السياسية للإسلام والمسلمين، ولا يمكن ذلك إلاّ باجتماع رجال الدين والمفكرين والملتزمين الزائرين لبيت الله الحرام وذلك بعرض وبتبادل الآراء لايجاد الحلول وفي العودة إلى البلدان الإسلامية يعرضوها في المجامع العامة ويسعون في رفع وحل مشاكلهم. ومن جملة واجبات المسلمين في هذا الاجتماع العظيم، دعوة الشعوب والمجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة ونبذ الخلافات بين طبقات المسلمين. ويجب على الخطباء والكتاب السعي والجد في هذا الأمر الحيوي وفي إيجاد "جبهة المستضعفين" ويتخلصوا تحت شعار "لا إله إلاّ الله" ومع وحدة الكلمة من أسر القوى الشيطانية للأجانب والمستعمرين والاستغلاليين.

أيتها الأخوات والأخوة الأعزاء من أي بلد كنتم: دافعوا عن كرامتكم الإسلامية والوطنية، وقفوا في وجه اعدائكم المتمثلين في أميركا والصهيونية العالمية والقوى الكبرى سواء الشرقية منها والغربية دونما خوف أو وجل ودون ملاحظة بعض الشعوب والدول الإسلامية واكتشفوا عن الظلم الذي يمارسه أعداء الإسلام.

ان قبلة المسلمين الأولى اليوم بيد اسرائيل هذه الغدة السرطانية التي زرعت في الشرق الأوسط. ان اخوتنا الأعزاء في فلسطين ولبنان يتعرضون اليوم للابادة والقتل بكل شدة من قبل إسرائيل. تسعى اسرائيل اليوم بكل ما أوتيت من وسائل شيطانية لخلق التفرقة بيننا. على كل مسلم أن يجهز نفسه لمواجهة إسرائيل.

ان الدول الأفريقية المسلمة تئن اليوم تحت وطأة أميركا وبقية الأجانب وعملائها. ترفع أفريقيا المسلمة اليوم صوتها المظلوم إلى أعلى حد، وأن فلسفة الحج يجب أن تكون جواباً لهذه النداءات المظلومة.

ان الطواف حول بيت الله يعلمكم وينذركم أن لا تطوفوا حول غير الله وأن رجم الشيطان رمز لرجم شياطين الأنس والجن.

حينما ترجمون الشيطان عاهدوا ربكم على طرد كل شياطين الأنس والقوى الكبرى من بلادكم الإسلامية العزيزة.

رسالته إلى الحجاج الكرام في موسم الحج 1399 هـ