أيها الدليل إلى الله

2007-08-22

محب الإمام

سماحة العلامة المجاهد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين الكوراني(دامت بركاته)

في رثاء عبد الله المسدد الإمام الخميني، نشر النص في جريدة العهد عند رحيله رضوان الله تعالى عليه.

أيها الدليل إلى الله. بك أحيانا الله، وأخرجنا من الظلمات إلى النور. من سيرتك أدركنا جهلنا بسيرة المصطفى وآل بيته الأطهار. على يديك أسلمنا. وبرئنا إلى الله من إسلام الطواغيت. إسلام يفرغ تارة من الجهاد الأكبر. وطوراً من الجهاد الأصغر فيتعايش حيناً مع التنكر لأمور المسلمين، وحيناً آخر مع سائر الكبائر والصغائر.

 أيُّها الدَّليل إلى اللَّه 

نم قرير العين يا أبا مصطفى. فقد آن لك أن تستريح.

" ولولا الأجل الذي كتب عليك لم تستقر روحك الطاهرة في البدن الطاهر طرفة عين " شوقاً إلى الله وعظيم ثوابه".

يا هدانا في غياهب التيه، ونورنا في تيه الظلمات.

يا ضمير أمة المصطفى وقلبها النابض.

يا بقية السلف الصالح.

أيها الدليل إلى الله. بك أحيانا الله، وأخرجنا من الظلمات إلى النور.

من سيرتك أدركنا جهلنا بسيرة المصطفى وآل بيته الأطهار.

على يديك أسلمنا. وبرئنا إلى الله من إسلام الطواغيت.

إسلام يفرغ تارة من الجهاد الأكبر. وطوراً من الجهاد الأصغر

فيتعايش حيناً مع التنكر لأمور المسلمين، وحيناً آخر مع سائر الكبائر والصغائر.

كنا قبلك غثاء. شلت إرادتنا، وهانت نفوسنا، وأضعنا الصراط المستقيم.

ونفخت يا روح الله في الزبد ليذهب جفاء، ويمكث في الأرض ما ينفع الناس. واستقمت كما أمرت، لا تأخذك في الله لومة لائم، تزول الجبال ولا تزول حتى حددت لنا المسار ورسمت الطريق.

فسَّرت بجهادك كتاب الله، وشرحت سنة رسول الله فإذا الصراط المستقيم واضح المعالم، والحجة قائمة تامة.

أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه واتبعت سنة رسوله وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين.

* * *

يا إمام المسلمين وأباهم.

يا أنيس قلوب المستضعفين.

أصحيح أنك رحلت، وتركتنا

أصحيح أننا لن نراك بعد اليوم تلوّح بيدك لنا

ولن نسمع صوتك يدوّي في جماران فترتعد فرائص أعداء الله، ويبتهج المؤمنون.

أصحيح أن قلب الأمة النابض توقف.

وأن عين الأمة الساهرة استسلمت للكرى الطويل. الطويل.

هل حقاً ما يقول الناعي.

لا نكاد نستطيع يا أبانا أن نصدق.

ليت الموت طوانا، وأبقاك.

ليت أعمارنا كانت بعض فداء.

اليوم نامت أعين بك لم تنم      وتسهدت أخرى فطال سهادها

* * *

أبانا، يا نائب الإمام

لن نجرؤ اليوم أن نقول: من لليتامى بعدك.

من لفلسطين يبلسم جراحها ويحمي " جهادها "

من للكعبة، ومهبط الوحي.

 من لأفغانستان، والعراق، وكل بلاد المسلمين

من للمقاومة الإسلامية الخمينية يمسح على رؤوس مجاهديها، ويشد أزرهم.

من لأبناء الشهداء. وقد كان لهم بوارف ظلك نعم العزاء

لن نجرؤ على ذلك وإن كنا نحمل غصته في قلوبنا، وتفيض منه دموعنا، ونعيش من بعدك – ربما لضعفنا – الإحساس بالغربة واليتم، وتكاد نفوسنا تذهب حسرات، لمرارة المصيبة، وعظم الرزية، لقد نسبنا كل هم الدنيا وغمها. بفقدك أيها الأب والقائد والأمل والروح والحياة. حيث جدد فينا فقدك، مصابنا برسول الله المصطفى ومصابيح الهدى من آل بيته المعصومين.

لن نجرؤ أن نقول ذلك ونسترسل فيه لأننا نخشى أن نحيد عن خطك. فقد علمتنا أن يكون ارتباطنا بالله وحده الأساس. وأن القائد إلى الله هو وليه الأعظم الإمام المنتظر أرواحنا له الفداء.

* * *

بالله عليكم يا ملائكة الرحمن.

كيف كان استقبالكم لأبينا روح الله عندما خففتم للقائه قائلين:

سلام لك من أصحاب اليمين

كم كان شوقكم إليه، وأية أمواج هادرة من المشاعر تلاطمت في سرائركم.

بل. حدثونا يا ملائكة ربنا عن استقبال المصطفى والمرتضى لابنهما وهما مبتسمان له فرحان به يقولان:

هلم إلينا أما ما كنت تخافه فقد أمنته. وأما ما كنت ترجوه فقد هجمت عليه.

كم كانت فرحة أبي مصطفى بهذا اللقاء.

بالله عليكم يا ملائكة ربنا، حدثونا، هل شعرتم بأن عناء العقود التسعة الذي أثقل كاهله العظيم قد تبدد.

هل رأيتم طعنات علماء السوء في ذلك القلب الكبير، تبلسمت.

 هل أحسستم أن مرارة تجرع ما هو أشد من السم، قد ولت.

يا ملائكة ربنا، بالله عليكم، وبدم الحسين الشهيد

حدثونا عن لقاء أبينا بأمه الزهراء

فقد أمضى عمره الشريف فينا يحمل هم الزهراء، ويدعونا إلى مواساة الزهراء وإقامة مجالس عزائها بسيد الشهداء.

ولكن بالله عليكم إذا كانت الزهراء قد بكت لما أصاب ابنها الخميني حسين هذا العصر وحسنه، ولغربة نهجه. فبالله عليكم لا تخبرونا، فإنا والله لا نطيق.

حدثونا يا ملائكة الرحمن، أي إحساس عظيم خامركم عندما قبل أبونا يد الإمام الحسن المجتبى، فالتقى معدن الجهاد والصبر بفرعيه، وتجسدت ظلامة رسالة الله وأولياء الله.

حدثونا، حدثونا، ولا تخفوا علينا من أمر أبي مصطفى كبيراً ولا صغيراً.

فحديثه واحة النور الوحيدة في ظلام دنيانا المقيم

* * *

بالله عليكم يا ملائكة ربنا إلا ما رحمتم غربتنا من بعد أبي مصطفى.

أخبرونا كيف خف الشهداء لاستقباله.

السيد مصطفى، مطهري، الصدر، مدني، دستغيب، أشرفي أصفهاني، بهشتي، رجائي، باهنر، رملاوي، علم الهدى.

أي حشد مهيب من مواكب أمراء أهل الجنة كان في استقبال سيدهم وسيدنا.

كيف رحب أبو أحمد ( الشهيد الشيخ راغب ) ب " عبد الله المسدد أمير المسلمين الخميني"؟

هل قدم للإمام كل شهداء المقاومة الإسلامية وعدد أسماءهم بين يديه.؟

بالله عليكم. هل كان أبو أحمد يشرق بدموعه عند ذكر أسماء بعض الشهداء كالشهيد الشيخ علي كريم؟

هل أحفى الإمام السؤال عن شؤون المقاومة الإسلامية وشجونها وكيف كان سلام الإمام على صفوة جنده من شهداء العمليات الاستشهادية؟

لقد كان الإمام شديد الوطأة على أمريكا والإسلام الأمريكي. فكيف كان احتضانه لشهيد تفجير مقر المارينز؟

قال الإمام هنا إن شباب حزب الله حجة على علماء العالم الإسلامي فماذا قال هناك.

من لنا غيركم يا ملائكة الرحمن يحدثنا بذلك.

* * *

 إلى جنان الخلد يا أبا مصطفى.

ونم قرير العين.

مسيرة قائدها بقية الله لن تضيع.

وجذوة منه لهيبها لن تخمد.

وصارم منه مضاؤه لن يُفل.

* * *