أيها الخالد مازلت على الروح مُسمّر

2007-08-22

قصيدة الشاعر العراقي جواد جميل في الإمام الخميني طاب ثراه عنونتها بــ" أيها الخالد مازلت على الروح مُسمّر

" حيث لم اجدها معنونة.......

كيف لي أن أكتب الشعر

وكل الكلمات احترقت فوق يدي

ودمي يشربه الحزن الذي

لوّن أمسي وغدي

وتمنت كل أوتاري

بأن تبكي عليك

وتمنى القلب أن يفنى بشلال يديك

فخذ الدمع الذي يقطر من جمرة قلبي

وشظايا كبدي

أنت تدري

إنني كنت أرى فيك قُرانا وسواقينا

وباب المسجد

وأرى فيك ضحايا بلدي

وأمانينا وما تحكيه أنّات القصب

أي شئ حملته الريح من صوتك

غير الوتر الدامي وصيحات الغضب

أي شئ حملته الشمس من أحداق عينيك

سوى لون اللهب

آه يا عينيك

يا نافذتيّ نور على هذا الزمان الموقد

حملت همس النبيين وشيئاً أبدى

أي شئ حمل التاريخ من وجهك

غير الألم الخافي وأسرار التعب

يوم كان الخدر الثلجي يمتص حكايانا

بثغر من ذهب

كنت تلقي خوفنا فوق رماد الموقد المطفئ

جرحاً وخشب

يوم كنا نتباهى بدخان الموقد

رحت كالإعصار تنبئنا بآفاق حُبالى

بالسحاب الأسود

يوم كانت شفرة السيف أمه

كنت تبكي لليالينا العجاف المظلمة

لم تكن عيسى فكيف اجتزت حد الكلمة

لست إبراهيم كيف انفجرت رؤياك خنجر

لست موسى كيف صوّرت لأتباعك ملح البحر سُكر

أيها الخالد مازلت على الروح مُسمّر

يكبر النجم على النجم وقنديلك اكبر.. وحكاياتك اكبر

وستبقى رغم زيف الزمان الظالم..وهّاجاً وأكبر

لم أكن أعرف سر الصرخة الأولى

فمن أي حكاياتك أبدأ

من حناياك التي أوقدتها

والكون مطفئ

أم من القلب الذي بين عرى العرش مخبئ

لم أكن أعرف سر البحر لكنك مرفأ

لم أكن اعرف سر الرمل والصحراء

لكنك خيمة

لم أكن أعرف سر الخوف لكنك بسمة

لم أكن اعرف سر الظمأ القاتل لكنك غيمة

لم أكن أعرف سر الكون لكنك مليون مجرة

لم أكن أعرف سر الجرح

لكنك أشعلت احتضار الجرح ثورة

ولهذا سافرت خلفك كل الكلمات

وأنا يقتلني الصمت

وتحييني بقايا الذكريات

كلما حاولت أن أكتب حرفاً

يُغرق الدمع حروفي المتعبات

كلما حاولت أن أنشد لحناً

خشع اللحن ومات

ولماذا لم أقل قد خضت في الجمر

وقد خافوا رماده

وتلويت على السكين

كي تمنح للآتين وجهاً وإرادة

وشربت الملح صيرت لنا الجرح قلادة

ولهذا أنا لا أكتب مرثية موتى

إنما أكتب عن موت له شكل الولادة

لحكاياك وجوه كوجوه الأنبياء

ولعينيك عناد قادم من كربلاء

لم تكن خارج هذا الكون أو شيئاً خرافياً

ولكن كنت ما يشبه أسرار السماء

كنت شيئاً فيه لون الجرح, طعم القمح, دفء

السفح بدء العاصفة

عمر ما كسرته اللحظات الخائفة

ويد ما بحثت في قافلات الجوع عن خبز وماء

إنما تبحث عن سيف لوته الكبرياء

لم تكن شيئاً خرافياً

ولكن ما انحنى ظلك عند الأمنيات الزائفة

أيها الموت كفى

فالنخلة الفرعاء ماتت واقفة..