إيران: الثورة الخمينية والثورة النووية
2007-08-22
أمين الله رضوي
لاشك إنَّ الكتابة عن الإمام الخميني وثورته وفكره ومنهجه يُعد أمرا ً صعباً فالمسائل التي آثارها الإمام والقضايا التي أحياها هي في الواقع مفصلية ومصيرية وطابعها ثوري وتغيري.
إذ لا يزال الباحثون والمؤلفون والعارفون والمثقفون والأكاديميون والمتخصصون والسياسيون والعسكريون والثوريون عاجزين عن فهم واستيعاب خصائص هذه الثروة والثورة معاً في شخص الإمام الخميني، على الرغم انتشار عشرات ومئات من الكتب والدراسات التي تتناول الإمام.
لم يكن يتطلع الإمام إلى مستقبل دولة بل تعداها إلى مستقبل أمة ـ هي في الوقت الراهن ـ غارقة ومتشربكة بحبائل الجاهلية والتبعية والتخلّف والخنوع والخضوع.. يريد انتشالها وإنهاضها لتستعيد موقعها الحضاري الريادي التي أراد الله سبحانه لها واختار لها.
إنَّ كلمات الإمام وخطابات الإمام وصيحات الإمام وصرخات الإمام لها الأثر الأعمق في قلب الشعب الإيراني والدافع الأكبر في تحركه وتحرره من قيود الجمود والقعود والخمول والذل والهوان.
لقد استطاع الإمام وبمدة وجيزة تحويل أنّات الشعب الصادرة وآهاته إلى سيل من الصرخات الهادرة التي تعبّر عن مظلوميته ومعاناته.
إننا لو أعدنا قراءة التاريخ نجد إنَّ هناك عدد قليل من الثورات التي تفجّرت وعدد أقل من الثورات التي نجحت وعدد أقل من الثورات التي التزمت بمبادئها ومعتقداتها بعد نجاحها، إلا أنَّ الثورة الإسلامية التي أشرقت بقيادة الإمام، تعتبر النموذج الأوحد والأول والمعروف والمشهور في تاريخ البشرية الحاضر باستمرار ماكينتها المعنوية لمدة 27 عاما دون أن تنقلب على أصالتها ومنهجيتها وحيويتها وأخلاقيتها وإنسانيتها وشعبيتها.
حيث إنَّ الثورة الخمينية تتميز بأربع مميزات ومرتكزات:
أولا: إسلامية الثورة: لقد باشر الإمام بسلوكه الرباني في تجسيد التعاليم الإسلامية الحقّة منذ وجوده في قم المقدسة وبعد نفيه منها، حتى أورث في النفوس الأمل وحشّد في الرؤوس الهمم، إذ إنَّ من المعروف لدى المقربين لسماحة الإمام أنَّه خرج من الدنيا لحظة دخوله ووصوله إياها !!!
لقد كان الإمام بكل تحركاته وتصرفاته وإشاراته ونظراته بحق، يمثل الإسلام الرسالي والتديّن القرآني والإنسان المثالي والشخصية النموذجية التي انعكست فيها كل المقومات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والعرفانية والروحانية للقائد الذي يصدق عليه القول أنه الإيمان المطلق.
لقد كان الإمام يمتلك فهما ً مغايرا ً تجديديا ً في مفهوم الإسلام، غير مفهومه العبادي، على كونه مفهوماً سياسياً حركياً جهادياً، فأدرك منذ البداية أنَّ الإسلام بتعاليمه وقوانينه وتشريعاته، ما هو إلا أداة لإدارة شؤون المجتمع وتنظيم حياة الأفراد، ففتح بذلك آفاق جديدة لأول مرة في تاريخ الفقه مهدت لتأسيس مشروع "ولاية الفقيه" العلمي والعملي.
فقد كانت الثورة الطريق الوحيد لحاكمية الإسلام والفقه بطرح الإسلام نموذجاً لدولة وحضارة راقية عملت على تغير نمط معشية الناس إلى تمدن وتطور وتقدم وتحضر.
ولقد كان يعتقد الإمام أنَّ بناء هيكلية الحكومة الإسلامية مرتبطة بالبناء الإيماني والروحي لفرد الواحد، لذلك كانت أطروحاته وكلماته تخاطب العقل والروح والضمير ليحيي فيها إحساس الشعور بالله والعالم الآخر "الآخرة"
ويولد فيها فريضة وجوبية إحقاق الدين ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وإشاعة العدالة في الأرض.
لذلك تعمد الإمام وصاغ الثورة في قالب ديني عقائدي وألبسها العباءة القدسية وجمعها بين الدين والدنيا.
فكانت أشبه بالانقلاب الجذري على مفاهيم المادة والمادية الدخيلة من المجتمع الغربي الملحد منذ بداية طفرته وحتى وصوله إلينا وهو مجتمع وثني علماني كافر صفته الانفصال المفرط الظالم بين الإنسان وحضارته وديانته وخالقه.
ثانيا: جماهيرية الثورة: فقد كانت الثورة تخاطب جميع شرائح وطبقات الشعب فقرائه وأغنيائه.. كباره وصغاره بلا أي استثناء في جميع الأقاليم والمدن والقرى - على اتساع رقعة إيران الجغرافية ـ بضرورة النزول إلى الشارع حتى هبّت الجماهير الغاضبة من جميع أهل الأديان والطوائف والملل والقوميات الأخرى تلبي النداء.
ولو عدنا إلى معظم كلمات الإمام لوجدناه يعلق آمالاً كبيرة على جميع الشعوب الإسلامية لكونها القوة الحقيقية التي يمكنها أن تبدأ بالتغير والتوجه والإصلاح نحو الأفضل والأحسن، نحو إقامة عدل الله وحكمه.
إذ أنَّ الإمام لم يختصر المواجهة بين المسلمين والكفار والصهاينة بل قام بفتح باب المواجهة على مصراعيه وعمل على توسيع دائرة الهوّة والخلاف والصراع لتضم جميع مستضعفي الأرض مهما كانت ديانتهم وطريقة صلاتهم ضد جميع الظالمين والمتكبرين في الأرض من دول وأنظمة وقارات وحكومات وعصابات.
وقد قال الإمام في إحدى خطاباته (على الشعوب أن تنهض بنفسها، فمن الخطأ أن تجلس في انتظار أن يفعل لها الآخرون شيئاً ما على الصعيدين المادي والمعنوي).
إذن لقد أراد الإمام من هذه الثورة أن تكون ثورة تعبوية وشعبية وجماهيرية وعالمية لأن حضور الشعب في ساحة الميدان بشكل يومي ومكثّف يضفي على الثورة شرعية ونكهة خاصة إذ أنه أشبه باستفتاء واسع كبير غير رسمي.
كما أنَّ من بين المهام التي حرص الإمام على تنفيذها هي تصدير تجربة الثورة بكل ما تحمله من فكر وقيم ومعنى إلى الأمم المجاورة، إذ يقول في كلمة له (سوف نصدّر ثورتنا إلى جميع أنحاء العالم لأن ثورتنا إسلامية وما لم يملأ صدى شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كل العالم فإن الجهاد موجود، وإننا موجودون ما دام الجهاد ضد المستكبرين موجودا في أي مكان من العالم).
ثالثاً: سلمية الثورة: فعلى الرغم من أنَّ مسيرة الثورة استمرت 15 عاماً وتكللت بدماء الشهداء إلا أنها اتسمت بطابع سلمي وأسلوب عقلاني.
إنَّ الثورة في التعبير اللفظي (الثوران أي هاج وانتشر فهو ثائر)، ويُقال ثار الدخان والغبار والغضب، وكذلك أثار أي خصبه ونشره وحرثه من حراثة الأرض فهو حارث كما في قوله تعالى: {وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا}.
أما الثورة في التعبير الاصطلاحي فهو: التغيّر الجذري المفاجئ في الأوضاع السياسية والاجتماعية من قبل الشعب بأقل خسائر بشرية ممكنة.
لقد قمنا بشرح كلمة "الثورة" في اللغة والسياسة؛ لأنَّ هناك من يظن بسذاجته أنَّ الثورة تعني الدم واللكم.. والعنف والخطف.. والتدمير والتفجير وتعني ( إقتلْ.. كسرْ.. خربْ)!!
لقد حرص الإمام طوال إقامته بالخارج، وأثناء بلورة الثورة، أن لا يقع أي حالة تدافع وتصادم بين الجيش والشعب؛ لتفادي المزيد من إراقة الدماء من الأبرياء في الطرفين، وكان يوجّه بياناته وكلماته المسجّلة إلى الجيش لإستمالتهم نحو إخوتهم من الشعب.
فقد قال: (إنَّ كل طلقة تخرج من بنادق الجيش فإنَّها تدخل في صدر وخاصرة القرآن ) !!!
لقد عمل على تجنيب الشعب من خطر المجازر الوحشية، وقد نبذ وذم استخدام أسلوب المواجهة المسلحة المباشرة.
فقد دعا الشعب إلى الزحف نحو الجيش بصدورهم العارية وأقدامهم الحافية وقبضاتهم المجردة ووجوههم الباسمة ـ مرتدين الأكفان حاملين الأزهار معهم ـ كرسالة ود وحب وسلام إلى الجيش الإيراني.
لقد اعتمدت الثورة من بدايتها إلى نهايتها على عامل الكلمة والنصيحة الطيبة واستخدام أسلوب إقامة الحجة الوعظية الموضوعية المتزنة المقنعة.
إذ يجب أن تكون معاملة الحاكم للمحكوم معاملة إنسانية آدمية لطيفة خفيفة نظيفة، فيها احترام الذات وكرامة الناس، لا معاملة الحديد والنار والإرهاب.
كما يجب أن تكون علاقة الحاكم والمحكوم قائمة على لبنة الصدق والحب والتعاون والصداقة لا الاستعباد والاستبداد والاستكبار والاستعداء والاستفزاز والاستيلاء.
رابعا: مهدوية الثورة: لقد ركز الإمام في برنامجه السياسي الخطابي على الشعارات التاريخية والحسينية والمهدوية.
ودائما ما يكرر كلمة "الغيب" في حديثه ويؤكد على أنَّ هذه الجمهورية التي أسسها هي "مملكة بقية الله"، إذ شرع على جعل الثورة وسيلة إعلامية وتبشيرية وتمهيدية لثورة الإمام الغائب الثاني عشر للطائفة الشيعية الإمام المهدي (عجل الله فرجه)... فقد غرس في قلوب الناس والبشرية بذور الأمل والتفاؤل، ومحى من وجوههم سطوة وقساوة التشاؤم معتمدا ً على معرفته وحنكته وخبرته بالواقع العصري والمسائل العقائدية المرتبطة بالنبوءات التحليلية والتفسيرية والقرآنية.
ولقد قام الإمام بإدخال "قضية فلسطين" في وسط العداء الإيراني الأمريكي المتصاعد، وأثناء قمم ولجج الحرب العراقية الإيرانية كتكليف أساسي ولائي، ووظيفة شرعية إلهية منطلقة من خلفيات دينية وفقهية بحتة.
لقد أراد تحويل أرضية وشعبية إيران إلى قاعدة مؤقتة للإمام المهدي (عجل الله فرجه)، فقد كان يقول: (معركتنا ليست مع العراقيين بل مع الإسرائيليين وفي القدس) وكذلك يردد: (طريق القدس يمر بمحاذاة كربلاء) و(خطوة ألف ميل تبدأ بخطوة) وأيضاً: ثورتنا غيض من فيض ثورة عاشوراء)، وإعلانه الشهير بتسمية أمريكا "الشيطان الأكبر" رمز الشر والفساد، وكذلك وصفه إسرائيل بــ " الغدة السرطانية" في جسد الأمة الإسلامية والعربية.
لقد جاء الإمام بالمنطق السليم والفلسفة والإستراتيجية والأيدلوجية الصائبة للعقيدة المهدية والفكر الإنتظاري الراقي الإيجابي "يجب على الشعوب أن تثور ليثور الإمام الموعود لا يثور الإمام الموعود لتثور الشعوب".
لقد كسّر الإمام بصرخته المدوية (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) حاجز الخوف والرعب المسيطر والمعشش في رؤوس وقلوب البعض.
إذ يقول المرشد الأعلى القائد المفدى الإمام الخامنئي في إحدى مذكراته، في زمن النظام العميل البائد أنَّه اقتيد وتم سوقه للسجن لمجرد أنَّه أتى بذكر إسم إسرائيل في إحدى محاضراته الدورية الترشيدية بخصوص تفسير آية من سورة البقرة تتعلق ببني إسرائيل..؟؟
لأنَّه كان سابقا ذكر إسرائيل بسوء يعتبر أمرا ً محرماً ؟؟؟
بالختام نقول لأولئك الذين يرون تعارضاً بين منطق الدولة ومنطق الثورة: بأننا لا نجد أي تعارضا بينهما، وإنَّ الجمهورية الإسلامية الفتية أثبتت بامتياز وجدارة أنَّ مبدأ الدولة والثورة ممكن أن يتعايشا مع بعضهما البعض وليس هناك أي حجاب يحول بين تلاقيهما.
إنَّ سياسة ورؤية الإمام هي سياسة الدين أفضل سياسة، ورئاسة العلم أفضل رئاسة؛ ولذلك رفع الإمام شعار (الانفتاح والإصلاح)؛ أي انفتاح الحوزة من المتحجرين، وإصلاح الجامعة من المفسدين هكذا كان يرى الإمام أنَّ الحوزة والجامعة معاً مكملين لبعضهما البعض، ولا تستطيع إحداهما أن تلغي الأخرى، وإنَّ باستطاعتهم خلق جيل من الشباب الخشن الواعي المثقف المجاهد..
في نهاية محور الثورة الخمينية نقف بكل خضوع وخشوع أمام شخصية الإمام الخميني الفذة العظيمة، ونعتذر من مقام الإمام، ومن القرّاء؛ لأننا لم نتمكن من الإسهاب والإيضاح وتقديم الأفضل، حيث أنَّ شخصية الإمام النادرة الجذابة الشجاعة الجريئة الصلدة اليقظة الحازمة المسؤولة، والتي لا تعرف مذاق المساومة والمجاملة والتراجع والتردد في العزل والتعين ومعرفة الصديق من العدو، جعلت قلمي يصاب بالصدمة والصاعقة.. ولم لا ؟؟
وقد أذهلت كلماته الوحوش الباهرة وأرعشت خطاباته الجيوش القاهرة !!
أما المحور الثاني وهو المتداول اليوم فهو يتعلق بالثورة النووية.
إنَّ مصادر الطاقة في الجمهورية الإسلامية من المعادن المشعة الغنية في إيران، تتمثل بـ معدن اليورانيوم والثوريوم والبلاتونيوم، وهي معادن تستخدم بصفة خاصة في إنتاج الطاقة الكهرونووية حيث تسهم بنحو 45000 ميجاوات أي حوالي 27% من جملة الطاقة الكهربائية المنتجة على مستوى العالم.
وعلى الرغم من أنَّ استخدامها بدأ دموياً ومأساوياً عندما سوّدت الولايات المتحدة الأمريكية وجه التاريخ والعالم بأسره، حينما ارتكبت أبشع مجزرة بحق الإنسانية والبشرية، والطبيعة البريئة في تاريخنا المعاصر بإسقاط عدد من القنابل الذريّة على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليبانية في أغسطس 1945، إلا أنَّ استخدامها في الوقت الحاضر انحصر على نطاق كبير في الأغراض السلمية وخاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تم احتكارها في توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أبحاث في علاج جزئي كيماوي لسرطان الجلد وتحسين السلالات النباتية والحيوانية المعقمة، وتستخدم أيضا ً في تسيير السفن والغواصات البحرية كالتي تم تحريكها بالطاقة النووية عام 1954 في أمريكا وتسمى بـ "غواصة نوتيلوس" وهي مشهورة.
إذن إنَّ هذا الحق الطبيعي في تخصيب مادة اليورانيوم الخام مكفول من قبل السماء قبل الأرض، وإنَّ إيران الإسلام ليست وحدها تمتلك مفاعلات نووية مدنية بل يوجد في العالم حالياً من الأرقام المتوفرة المعلنة من الوكالة الذرية 442 مفاعلاً نووياً تقريباً، هذا وغيره من المفاعلات النووية السرية تحت الأرض، كمشروع منهاتن السري الأولي البدائي الذي كان يدار تحت أرضية الجامعة، وتحديداً تحت صالات الألعاب القوى الرياضية في جامعة شيكاغو، بالإضافة إلى المنشئات والمصانع والترسانات النووية الحربية الغير معروفة في "إسرائيل" وحدها وتبلغ 50 مفاعلاً مغلقاً.
إذ تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة امتلاكاً للمفاعلات النووية، حيت تمتلك 110 مفاعلاً حسب إحصائيات 2003 بطاقة إنتاجية تبلغ 105825 ميجا وات أي بنسبة 40% (وهي النسبة المعلومة للحد الأدنى لإنتاج وصنع القنبلة النووية التقليدية كقنبلة هيروشيما) حيث تعتبر أكثر الدول منتجة للقنابل الذرية منذ عام 1940 ونجحت في تحسين وإنتاج أول قنبلة هيدروجينية متطورة عام 1952 وتقوم ببيعها وتوزيعها.
ثم تليها فرنسا بـ 57 مفاعل نووي ثم اليابان بـ 53 مفاعل نووي وبريطانيا بـ 36 مفاعل نووي وروسيا الاتحادية بـ 30 مفاعل نووي وغيرها من دول مثل ألمانيا والنمسا والسويد وأوكرانيا وكندا واستراليا والصين وكوريا الشمالية وباكستان والهند وليبيا متوزعة ما بين 15 مفاعل إلى 25 مفاعل نووي.
إذ يبقى السؤال: لماذا هذا التضخيم والتضييق والاستدراج والتشهير والانفعال والصراخ والاتهام والخوف والرعب والقلق فقط من البرنامج النووي السلمي الإيراني دون دول عالمية عديدة محيطة لها نفس البرنامج بل أخطر بكثير.
إن هذه الثورة النووية التي لاحت وبانت، هي بفضل العلماء والأساتذة من المتخصصين والشبان في المجال النووي العلمي وإيمانهم المطلق بالوعود الإلهية القرآنية الحتمية، وهو ثمار سهر الليالي وكد الصباح وتعب جهودهم وعرق جبينهم، إذ أنَّ هذا الإنجاز الضخم الذي تم بسواعد حديدية وعقول شرقية في هذه المدة القليلة والمرحلة العسيرة، من تأسيس الجمهورية الإسلامية وما عانته من سني الحرب والحصار المفروض، لهو دليل على عزّة ورفعة وصمود الشعب الإيراني الباسل.
حيث إنَّ كل الضغوطات والمؤامرات الغربية لم تستطع من تفتيت عزيمته الفولاذية الخمينية نحو التقدم والتطور والتحضر.
إنَّ على الدول والحكومات الأجنبية والعربية أن تتعلم من التجربة النووية، وأن لا تعتمد على ثوراتها الطبيعية وتتكل على دعم الكبار، حيث إن احتياطي مصادر الطاقة الغير متجددة مثل النفط والغاز الطبيعي باستثناء الفحم الحجري، معرَّضة للنضوب في فترة زمنية قياسية قصيرة تتراوح بين 40 إلى 80 سنة، ما لم تتحرك الدول في إيجاد بدائل فورية وحل للأزمة؛ لتأمين مصير ومستقبل واحتياجات واستقرار الشعوب والأجيال القادمة، وإلا ستعود الحياة إلى ما قبل حقبة النفط والصناعة والتكنولوجيا والعمارات والسيارات.
إنَّ هذه الثورة النووية في إيران، هي من بركات تلك الثورة الخمينية، فقد أخذت إيران اليوم تحتل مكان الصدارة في الإعلام اليومي وموقع الزعامة في النادي النووي دون منافس، حتى زحمت تصريحاتها ومواقفها كبار ساسة البيت الأسود في واشنطن على شاشات الأخبار، محاولين إجهاض حقها، لكن هيهات وهيهات إذ نحمد الله على هذه النعمة الثمينة بظهور ثورتين في إيران.. حيث أنَّ استمرار ديمومة وصحوة هذه الثورة الإلهية ستضيق الخناق والهواء على جميع الأنظمة المتغطرسة في المنطقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات الزوار