صوت العدالة

2007-08-22

عباس علي عابدي

بدأت أنغمس في صفحات التاريخ، تاريخ حياة الإنسان هذا الموجود الغريب الأطوار الأزقّة القديمة لهذا التاريخ عن مشاهده الجميلة والقبيحة التي شاهدتها، المشاهد التي سجلت ولا تنمحق ومن خلال هذه المناظر الطيبة والبشعة برز بعض الناس ونحتوا أسماءهم على جدران التاريخ وهذه الأسماء ليست غريبة عن أسماعنا ولاشك أن السر في عدم فناء هذه الأسماء هو الروح الملحمية التي كانت قد استوعبت كيانهم ونفوسهم ولو لم تكن هذه الروح الكبرى في نفوسهم لما بقي اثر منهم ولكن النقطة المهمة أن هذه الملحمة من أين تنبثق؟

الإنسان الكامل لا يرى إلا الحق والحقيقة وهو لا يهتم بنفسه وهواه بل يقاتل في سبيل عقيدته وهدفه منزّه من الأدناس ويحاول من اجل إنقاذ البشرية وكتب على لواء يا أيها الناس تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله وفي أثناء تأملاتي اسمع صوتاً.. ما هذا؟

انفجار البركان صوت العدالة ها هو صوت الإمام الخميني شعلة توهّجت في الظلام جذوة اشتعلت لإحياء العقيدة ينادي نداء الحسين عليه السلام (اللهم انك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافساً لسلطان ولا التماساً في فضول الحكام ولكن لنرى المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك ويأمن المظلومين من عبادك ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فإنكم إن لا تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم وعملوا في إطفاء نور نبيكم وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير) وعند ما سلّم الروح إلى بارئها بكت السماء بدموع الغمام واخضرت قلبها بلمعان البرق وصرخت بهدير الرعد وإن الأرض أنَّت بحفيف الريح وضجّت بأمواج البحر وحرمه التشريف أصبح العاشقين وربيع العارفين وروضة المحبّين ونور الصادقين وراحة أرواح الطيّبين.