قائد الثورة الإسلامية في ذكرى وفاة الإمام الراحل (رض)

2007-08-23

وكالة مهر للأنباء 7 جمادى الأولى 1427هـ

طهران‎ - القى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم كلمة أمام الحشود الجماهيرية في مرقد الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بمناسبة الذكرى السنوية 17 لوفاة الإمام الراحل.

وأكَّد قائد الثورة الإسلامية أنَّ على الجميع أن يعتبر الثورة والبلاد ونظام الجمهورية الإسلامية جزءً من كيانه، موضحاً أنَّ الذين يقبلون الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ويتبعون نهجه ووصيته هم من الموالين.

وأضاف سماحته: أنَّ الغرباء الذين يشتاقون لهيمنة أمريكا, هم الذين أصبحوا أبواقاً لمآرب وأفكار أعداء الشعب.

ووصف آية الله العظمى الخامنئي العدالة بأنَّها حاجة ماسة للبشرية مضيفاً: أنَّ العدالة يجب أن تكون راية ترفرف في أيدي مسؤولي السلطات الثلاث ومسؤولي البلاد للسير نحو العدالة.

وشدد سماحته على ضرورة اهتمام الجميع اهتماماً جاداً بالعلم كونه مصدراً للاقتدار الوطني, معتبراً أنَّ الشعب الذي لا يستفاد من العلم لن يحصل مطلقاً على حقوقه.

وأكَّد قائد الثورة الإسلامية على أهمية إرساء الوحدة الوطنية والاستقرار في البلاد من أجل تكريس الإيمان والعدالة والعلم في المجتمع.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أولئك الذين يعارضون الحركة العلمية في البلاد وإبعاد الجامعات والمراكز العلمية والبحثية عن القيام بالأبحاث العلمية بأنَّهم عملاء للأعداء مضيفاً : أنَّ الذين يعملون ضد أمن الشعب ويمسّون الوحدة الوطنية ويحاولون زعزعة وحدة إيران تحت شعار حماية القوميات هم عملاء للعدو.

وأكَّد آية الله العظمى الخامنئي على مهام الأجهزة المسؤولة في التعرف على أعداء الشعب وكشف مخططاته وعملائه في البلاد والدفاع عن حق الشعب وأمنه والأبحاث العلمية وتقدم البلاد.

وأشار قائد الثورة الإسلامية الى المزاعم التي تروجّها وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية, مؤكداً أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تشكل أي تهديداً للعالم وأنَّ جميع دول العالم تعرف ذلك.

وأضاف: نحن لا نهدد أية دولة جارة ولدينا علاقات ودية وأخوية مع جميع دول المنطقة.

وتطرّق سماحة آية الله الخامنئي الى علاقات إيران مع الدول الأوروبية ووصفها بأنَّها جيدة ونزيهة مضيفاً: نظراً الى الاحتياجات المتزايدة لأوروبا في المستقبل للغاز والطاقة فإنَّ هذه العلاقات ستتوسع.

وأشار قائد الثورة الإسلامية الى العلاقات الطيبة بين إيران والدول العربية مضيفاً: أنَّ العالم العربي يدعم موقف إيران تجاه فلسطين.

كما اعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي علاقات إيران وروسيا بأنَّها علاقات حسنة مضيفاً: أنَّ الروس يدركون ماذا سيحل بهم إذا جاءت حكومة موالية لأمريكا في إيران.

ولفت قائد الثورة الإسلامية الى علاقات إيران الجيدة مع باقي دول العالم, مؤكَّداً أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تشكَّل أي تهديد للعالم وأنَّ جميع دول العالم تعرف ذلك.

وأشار قائد الثورة الإسلامية الى الحملة الدعائية المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقف ورائها أمريكا وحلفائها, مؤكَّداً عدم وجود إجماع دولي ضد إيران.

ووصف الدعايات التي تبثها وسائل الإعلام المعادية حول وجود إجماع دولي ضد إيران وأنَّها تشكل تهديداً عالمياً وتسعى للحصول على قنبلة نووية وتنتهك حقوق الإنسان بأنَّها أراجيف واتهامات تطلق ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنَّ الأمريكان ووسائل الدعاية الصهيونية يركّزون على مسائل محددة ويكررون مزاعمهم الواهية لتحريض العالم ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ونوَّه قائد الثورة الإسلامية بدعم 116 دولة في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع الدول المستقلة للبرنامج النووي الإيراني , مشيراً الى أنَّه حتى الوسطاء الذين ينقلون رسائل أمريكا الى إيران بضغط منها يصرحون أنَّ هذه ليست وجهة نظرهم وإنَّما الأمريكان طلبوا منهم ذلك.

وقال قائد الثورة الإسلامية: إنَّ هناك شعوباً في العالم الإسلامي استعادت هويتها الحقيقية والوطنية والإسلامية بفضل الشجرة الطيبة للجمهورية الإسلامية.

وأشار سماحته الى هذه الشعوب التي كانت ترزح تحت سيطرة القوى المتغطرسة لفترات طويلة أخذت تشعر بالقوة مثل فلسطين والعراق ولبنان , مضيفاً: أنَّ هذه هي ثمرات الشجرة الطيبة التي استطاع هذا الرجل العظيم والصالح أن يغرسها من خلال انتفاضته وخصاله الفريدة.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية أنَّ العامل الرئيسي لنجاح الإمام الخميني (رضوان الله عليه) إيمانه العميق بالمبدأ القرآني والآيات القرآنية التي تؤكّد أنَّ الله تعالى ينصر عباده الذين ينصرونه, وأنَّ العبد إذا خطا خطوة في سبيل الله فإنَّ الباري تعالى سيضاعفها مئات المرات.

وأضاف سماحة آية الله العظمى الخامنئي : أنَّ الإمام الخميني (رضوان الله عليه) طبَّق هذه الحقيقة القرآنية من أجل إنقاذ بلاده وشعبه , قام بالثورة ونصره الله, وبارك حركته وكافئه على كل خطوة بمائة ضعف.

ووصف قائد الثورة الإسلامية مزاعم وسائل الدعاية الصهيونية والأمريكية بأنَّ إيران تسعى لحيازة قنبلة نووية بأنَّها أكاذيب بحتة وغير واقعية.

وأكّد سماحته أنَّ إيران لا تحتاج الى قنبلة نووية مضيفاً: أننا نعتبر استخدام الأسلحة النووية يتنافى مع التعاليم والقيم الإسلامية.

وأكَّد آية الله العظمى الخامنئي أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر تصنيع وتخزين الأسلحة النووية أمراً محظوراً مضيفاً: أنَّ قنبلتنا النووية هي قدرة إيمان شعبنا.

ووصف قائد الثورة الإسلامية الإدارة الأمريكية الحالية بأنَّها أكثر الحكومات نفوراً في العالم، مؤكَّداً في الوقت نفسه أنَّ الحكومة الإيرانية هي أكثر الحكومات شعبية في إيران خلال القرن الأخير من بعد الثورة الدستورية.

وخاطب قائد الثورة الإسلامية المسؤولين الأمريكيين قائلاً: قارنوا بين حكومتكم وحكومتنا ورئيسكم مع رئيسنا, فحكومتكم تعتبر أكثر الحكومات نفوراً في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار سماحته الى أنَّ الرئيس الأمريكي بوش يواجه مظاهرات احتجاجية أينما سافر في دول العالم.

وأشار آية الله العظمى الى مرشحي الانتخابات الرئاسية في أمريكا اللاتينية اللاين فازوا في الانتخابات من خلال شعاراتهم المناهضة لأمريكا, قائلاً: إنَّ هذا الأمر يدل على مدى كراهية الشعوب للإدارة الأمريكية.

وأشار قائد الثورة الإسلامية الى أنَّ الرئيس أحمدي نجاد والرؤساء السابقين كانوا يلاقون ترحيباً جماهيرياً في الدول التي يزرونها, ووجَّه كلامه الى المسؤولين الأمريكيين : لماذا لا تفهموا هذه الأمور ولا تعترفوا.

ولفت سماحته الى فشل أمريكا في المجيء بحكومات عميلة في العراق وفلسطين وأنَّ سياسة بوش أدت الى أن تصبح أمريكا دولة منفورة في العالم.

وأكَّد آية الله العظمى الخامنئي أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية استفادت من خبرات شبابها المؤمن وعلمائها في مجال التكنولوجيا النووية ولم تأخذ شيئا من الآخرين.

وحذَّر آية الله العظمى الخامنئي من أنَّه إذا ارتكبت أمريكا أية حماقة ضد إيران فإنَّ حركة الطاقة في هذه المنطقة ستتعرض بالتأكيد الى خطر جاد.

ووجه قائد الثورة الإسلامية كلامه الى الأمريكيين قائلاً: إنَّكم لن تتمكنوا مطلقاً من ضمان أمن الطاقة في المنطقة.

وأكَّد سماحته أنَّ إيران لن تكون البادئة بالحرب مع أية دولة, مشيراً الى أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستخدم طاقاتها من أجل البناء وتحقيق السعادة المادية والمعنوية للشعب وأن تصبح إنموذجاً يقتدى به للشعوب الأخرى.

وشدد قائد الثورة الإسلامية على أنَّ إيران لا تشكل تهديداً ضد أية دولة مضيفاً: أننا ملتزمون بمبادئنا ومصالحنا الوطنية, والذي يهدد مصالحنا الوطنية سيتعرض الى غضب الشعب الإيراني.

وأكَّد أنَّ أمريكا لا يمكنها أن تتحدث مطلقاً عن حقوق الإنسان بعد فضائحها في معتقلات غوانتانامو وأبوغريب وجرائمها في مدينة حديثه وكابول.

وأشار سماحته الى نفقات الإدارة الأمريكية في العراق البالغة 300 مليار دولار وإخفاقها في المجيء بحكومة عميلة , كما أنَّها فشلت رغم بذل قصارى جهدها من أجل منع حركة حماس من الوصول الى الحكم إلا أنَّ الشعب الفلسطيني انتخب حكومة حماس رغماً عن إرادة واشنطن, مشيراً الى أنَّ الضغوط المتعددة على الحكومة الفلسطينية ستؤدي الى زيادة تضامن الشعب الفلسطيني مع حكومة حماس.

كما تطرَّق قائد الثورة الإسلامية الى فشل المحاولات الأمريكية للسيطرة على لبنان وإضعاف مقاومته والمجيء بحكومة تابعة لإسرائيل.

واعتبر رد الرئيس الأمريكي على رسالة رئيس الجمهورية الإسلامية بأنَّه رد غير لائق وخارج العرف الدبلوماسي وينم عن التكبّر والكراهية والعبثية.