إحياء الذكرى الـ 22 لرحيل الإمام الخميني
2011-06-02
أقامت السفارة الإيرانية في لبنان احتفالا في الذكرى الـ22 لرحيل مفّجر ثورة الأحرار ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني(قده) في قصر الأونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت.
وتقدم الحضور ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان علي عبد الله وممثل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان وممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الصحافي خضر طالب ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي وحشد كبير من الفعاليات السياسية والدينية والثقافية والشعبية في لبنان.
وألقيت خلال الاحتفال العديد من الكلمات التي تناولت أبعاد شخصية الإمام الخميني (قده) وما كرسه هذا الإمام من خلال الثورة الإسلامية الإيرانية من تحدي للظلم والظالمين ونصرة للإسلام والمستضعفين وفتح باب المقاومة ضد الاحتلال والاستكبار في العالم.
وتحدث خلال الاحتفال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حيث تطرق إلى إحدى انجازات الإمام الخميني (قدس سره). وقال "إن الإنجاز الأهم للإمام هو انجاز بناء وإقامة الدولة والنظام البديل عن نظام الشاه وبالتالي تعطيل كل ما يمكن أن يسمى ثورات مضادة اعتادت عليها الإدارة الأميركية". أضاف "مع الإمام كان انتصار الثورة كاملا وتاما وكان انجاز الدولة هو الانجاز الآخر والاهم.. كان الإمام ومعه شعبه أمام تحدي بناء نظام جديد يستند إلى إرادة وحضارة وثقافة الشعب ولديه القدرة على معالجة الأزمات والصمود أمام التحديات التي لم تتوقف يوما منذ الانتصار إلى اليوم..
وحول الموضوع اللبناني أكد "إننا في لبنان نريد الدولة ونؤيد مشروع الدولة"، وأضاف "لا أعتقد أن أحد في لبنان لا يريد ذلك لكن قد نختلف حول ما هي الدولة وكيف تكون".
وشدد السيد نصر الله على أن "الجميع في لبنان يريد دولة قانون ومؤسسات"، وتابع "هذه الدولة موجودة نسبيا لكن هناك عثرات ومشاكل في طريق اكتمالها"، وأشار إلى أن "واحدة منها تكمن في نظر البعض في الصيغة أو الدستور أو اتفاق الطائف"، ونبه أن "الدعوة إلى تعديل الطائف وبالمقابل الدعوة إلى التمسك بالطائف قد تفتح الباب مجددا للعودة إلى الاصطفافات الطائفية"، داعيا "للخروج من هذه الدوامة ومقاربة الموضوع بطريقة مختلفة".
وقال السيد نصر الله "تعالوا نتجنب الحديث عن التمسك بالطائف أو تعديله، تعالوا نقول لدينا دستور وقانون ونظام ولدينا بعد 20 سنة ثغرات تحتاج لمعالجة ووضع آليات جديدة"، وأضاف "فليكن عنوان مقاربتا لأي مشكلة من هذا النوع تطوير النظام"، وتابع "لا نريد أن نعود إلى الخلف بل نريد تطوير النظام بعيدا عن الخلفيات الطائفية والمذهبية وماذا تربح أو تخسر هذه الطائفة".
كما تحدث بالمناسبة السفير آبادي مؤكدا "وقوف إيران إلى جانب كل من لبنان وفلسطين وذلك التزاما بنهج الإمام الخميني"، مخاطبا "الشعب الفلسطيني بأن النصر بتحرير فلسطين قريب جدا"، لافتا إلى أن "نهضة الشعوب في المنطقة هي من ثمار نهضة الإمام الخميني(قده) الذي أسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأوصلها إلى قمة الاقتدار وأذاق أعداءها مرارة الهزيمة".
وفيما أشاد آبادي "بالتحرك الشعبي الذي قام به الفلسطينيون في يوم 15 أيار/مايو الماضي في ذكرى النكبة"، حيا "شهداء يوم النكبة في الجولان ومارون الراس الذين سجلوا مفخرة جديدة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني البطل".
وألقى عضو هئية الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان كلمة الرئيس نبيه بري حيث أكد "السير على درب المقاومة التي رفع رايتها الإمام الخميني(قده) والإمام المغيّب موسى الصدر"، وأشار إلى أن "الأجندة الأميركية والأوروبية ومن ورائها الأجندة الإسرائيلية تسعى لتغيير الدور السوري في المنطقة بفك علاقتها مع إيران والمقاومة في فلسطين ولبنان"، مشددا على أن "سورية ستتجاوز كل التحديات والضغوطات الغربية عليها بحكمة قيادتها ووعي شعبها المقاوم بمختلف مذاهبه وطوائفه".
بدوره ألقى الأب عبدو أبو كسم كلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حيث لفت إلى أن "الإمام الخميني لم يكن يقصد المسلمين فقط في كلامه وحركته وإنما كان يتوجه إلى المسيحيين أيضا من خلال الثورة التي قادها في إيران لرفع الظلم عن شعبه"، وأكد أن "حركة وثورة الإمام الخميني نابعة من إيمانه بالله وسلاحه كان الكلمة التي حركت أبناء أمته وشعبه"، وقال "ما أحوجنا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة أن نمارس منطق التوعية وإبراز مصلحة وطننا على مصلحة الغير"، مشيدا "بالانجاز الذي حققه لبنان الذي أبى إلا أن يحرر أرضه من نير الاحتلال بفضل جيشه ومقاومته وشعبه".
كما ألقى الشيخ أحمد درويش الكردي كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي شدد على أن "ما حدث في المنطقة بدءا من الثورة الإيرانية وصولا لثورة كل من تونس ومصر هو شاهد على أن نصر هذه الأمة قد بدأ لاستعادة ارض فلسطين المغتصبة"، وأشار إلى أن "الثورة التي قادها الإمام الخميني تؤكد أن الشعوب هم أساس النصر والنجاح والقوة التي لا يستطيع الطغيان الوقوف بوجهها"، وأكد أنه "لن نقبل إلا بحقنا كله في ارض فلسطين ولن نسمح لأي من الحكام بالتنازل عن هذا الحق".
وألقى "المفتي الجعفري الممتاز" في لبنان الشيخ أحمد قبلان كلمة نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" الشيخ عبد الأمير قبلان حيث رأى أن "الإمام الخميني شكّل نموذجا قياسيا لمعنى الثورة والإنسان وشكلت ثورته فارقة في تاريخ الإنسانية".
وخلال الاحتفال كرّمت السفارة الإيرانية عوائل شهداء مسيرة العودة الذي سقطوا برصاص العدو الصهيوني في مارون الراس حيث قدّم السفير آبادي دروعا تكريمية تعبّر عن الافتخار بالدماء الزكية التي قدمت في سبيل تحرير أرض فلسطين.
تعليقات الزوار