فلسطين في خطاب الإمام الخميني
2008-06-01
26 جمادى الأولى 1429هـ
كما هو معروف فإن القضية الفلسطينية أخذت مكانها المتميز في الخطاب السياسي للإمام الخميني (رض) قبل انتصار الثورة الاسلامية وبعدها.
فمنذ اكثر من ستين عاما، وقبل قيام الكيان الصهيوني كان الامام قد نبه عددا من العلماء في مدينة قم المقدسة الى خطورة المخططات الامريكية-البريطانية التي تحاك خدمة للحركة الصهيونية، وكان هذا وفي وقت لم يكن فيه الامام مرجعية دينية.
وفي بداية الستينات من القرن الماضي وبعد انطلاق الحركة الاسلامية الشعبية في ايران دعا الامام الى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وعدم تركه لقمة سائغة للكيان الصهيوني. ومع الانطلاقة العلنية للثورة الفلسطينية المعاصرة، دعا الامام الى ضرورة احتضان الشكل الجهادي المقاوم لهذه الثورة، مؤكدا على ضرورة رفع قسم من زكاة الخمس دعما للمقاومة الفلسطينية.
وفي عام 1968 وعندما أقدم الكيان الصهيوني على ارتكاب جريمة احراق مسجد الاقصى في القدس، دعا الامام الخميني (رض) الى ابقاء آثار هذه الجريمة شاهدا على الممارسات الوحشية الصهيونية ضد المقدسات الاسلامية.
وفي عام 1973 عندما أندلعت حرب تشرين التحريرية، دعا الامام الدول العربية التي تحارب اسرائيل الى الاستمرار في هذه الحرب حتى تحقيق اهداف التحرير، الا ان الذي حصل هو ان البعض أراد من هذه الحرب ان تكون حربا للتحريك وليس للتحرير، في الوقت الذي كانت فيه سورية تريدها حربا تحريرية لاعادة الاراضي التي احتلتها اسرائيل.
وهكذا استمر الامام الخميني (رض) في احتضانه فلسطين وقضيتها، حيث اننا لا نكاد نسمع كلمة او حوارا او لقاءً او خطبة الا ولفلسطين مساحة كبيرة فيها. وفي كل مكان تواجد فيه الامام او نفي اليه من تركيا الى العراق وفي النجف الاشرف وفي الكويت الى فرنسا كانت فلسطين موجودة.
عندما عاد الامام عودته المظفرة من باريس قال قولته المشهورة (اليوم ايران وغداً فلسطين)، فما كان من الشعب الايراني في طهران الا واندفع كالسيل الهادر باتجاه سفارة الكيان الصهيوني وأنزل علم اسرائيل واحرقه ورفع مكانه علم فلسطين. واقيمت سفارة دولة فلسطين مكان سفارة اسرائيل. مسجلا بذلك حقيقة للتاريخ وهي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اول دولة في التأريخ تقيم سفارة لدولة فلسطين.
وبعد الانتصار والتزاما من الامام باستمرار احتضانه للقضية الفلسطينية دعا سماحته الى اعتبار يوم الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس يجب فيه على كل المسلمين وكل الاحرار ان يخرجوا ليعبروا عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني.
وقد ادرك الامام المكانة الدينية للمدينة المقدسة (القدس) اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المدينة التي منحها الله مكانة متميزة جعلت كل الانبياء والرسل والصالحين يأمونها ويحجون اليها.
بعد رحيل الامام ها هو الامام القائد السيد علي الخامنئي يعلن ان فلسطين هي قضية المسلمين الاولى، داعيا كل المسلمين الغيارى ان يهبوا في يوم القدس العالمي للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم.
ــــــــــــــــــ
(*) كاتب وباحث من فلسطين رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية ـ الايرانية.
تعليقات الزوار