الخميني هو الروح التي بعثها الله لإحياء دينه وإيقاظ عباده

2008-06-16

أجرت وكالة رسا للأنباء في الكويت مقابلة مع سماحة الشيخ حامد الصالح وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لرحيل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) فقال الشيخ حامد بهذه المناسبة:

عظم الله أجورنا وأجوركم برحيل الامام روح الله الموسوي الخميني قدس الله سره وطاب ثراه.

لقد ثلم برحيل الامام في ثلمة لا يسدها شيء. فهو الروح التي بعثها الله سبحانه لإحياء دينه وإيقاظ عباده من غفلتهم وسباتهم في هذا العصر.

فقبل مجيء الامام كان المفهوم الغالب عند الناس عن التدين والعرفان بالله مفهوما سلبيا تماما. فالتدين معناه الصمت حتى الحق وعدم الاختلاط مع المجتمع أو الاهتمام بهمومهم ومآسيهم.

فأتى الامام رضوان الله تعالى عليه فغير ذلك كله بسيرته العملية. فعندما تنظر الناس الى الامام (قدس الله سره) تنظر الى العارف الحقيقي بالله سبحانه. تنظر الى الشجاع، والمكافح الذي لا تأخذه بالله لومة لائم. من كانت صلاة ليله زادا له في النهار لأجل تحرير العباد من عبوية غير الله والسعي بهم نحو الاستقلال والتقدم والرقي. وعدم الخضوع للاستعمار الذي ليس همه إلا اضعاف المسلمين واستنزاف طاقاتهم واستغلال ثرواتهم.

فالدين بعد مجيئه رضوان الله تعالى عليه أصبح لا ينحصر بالمعممين والدراويش إنما هو دين الحياة. دين الطبيب والجامعي والمهندس، دين الفلاح والزراع دين البشرية جمعاء.

وأتذكر شخصا من أحد البلدان غير الاسلامية وممن لا يحمل الهوية الاسلامية قال: نحن في بلادنا نعلق صور الامام في كل بيت من بيوتنا. فقيل له: وكيف وأنتم لستم بمسلمين؟ فقال: إن الامام لم يكن فقط يدافع عن المسلمين بل عن جميع المستضعفين في شتى أرجاء العالم.

ولذلك فعلينا جميعا الاقتداء بأثره والاستنان بسنته فمنهاجه كاسمه روح الله الذي يحيي الناس من جديد. قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ... {الأنفال/24}

فرحم الله هذه الروح التي أحيت الأمة بعد مماتها وأيقظتها بعد سباتها ثم رجعت الى خالقها وبارئها مطمئنة راضية مرضية.