ذكريات سيكتب لها الخلود

2009-06-02

انطباعات شخصية عن طهران ما بين الثالث والحادي عشر من شهر حزيران

كان لنبأ رحيل الإمام الخميني (رض) وقع شديد في أطراف المعمورة.

الأوراق التالية تسجل انطباعات أحد أبناء الأمة الإسلامية وهو يستلم الخبر ويتفاعل معه ويعيش أيام رحلة باقية رغم تغير الزمان، رحلة الإمام الخميني إلى ربه، ورحلة حب الأمة العظيم لقائد فريد.

 

السبت الثالث من حزيران عام 1989م/ 28 شوال عام 1409 هجري

طهران ويوم جديد. يوم آخر، كسائر الأيام، كل شيء يبدو طبيعياً، المدارس، الدوائر، وكأن شيئاً لم يكن، الطلاب يتجهون إلى مدارسهم، الموظفون لدوائرهم والعمال لمصانعهم. طهران المدينة الكبيرة الهادئة دوماً، تعيش يوماً هادئاً آخر، أما لو أنك تمعنت أعماقها لوجدت عاصفة هوجاء تنهض بكتفيها طهران، إيران تنتظر حدثا غير عادي، حدثا رهيباً يكاد يفزعها.

لا زلنا في الثالث من حزيران (يونيو) وكأن عقارب الساعة في سباق مع نفسها ـ الثانية... الثالثة... الرابعة... بعد الظهر. طهران لا زالت هادئة، الهدوء الذي يسبق العاصفة، يوم حار والغروب يبتلع النهار، الظلال المتعبة من جهد النهار تكاد تختفي هي الأخرى من على الجدران. الزمن بدا يأكل نفسه، حتى انك تسمع دقات الساعة في قلب طهران. والعاصمة الهوجاء تنتظر ساعة الصفر.

 

منتصف الليل

ليلة ليست ككل الليالي. ليلة رهيبة، أوجعت البعض وأثقلت خطاهم، حتى إنها جعلتهم لا يعرفون دربهم، إلا أن طهران الكبيرة... إيران... لا تدري شيئاً عن المصاب العظيم.

منتصف تلك الليلة الموجعة طهران تعيش نهاراً من نوع مختلف، خطوات مسرعة في شوارع المدينة، البعض يقلب طرفه في السماء الحزينة متألما. آخرون لا يعرفون شيئاً عما حدث. فهم في بيوتهم يغطون في نوم عميق ينتظرون يوماً آخر كسائر الأيام. إنهم لم يدركوا العاصفة الهوجاء، لم يهز الزلزال الكبير بيوتهم بعد، وصدى الفاجعة لم يعلن رسمياً. لا زالت طهران تقضي ليلة هادئة كسائر الليالي.

 

الساعة السابعة صباحاً الأحد 4 حزيران/ 29 شوال

دقائق من بعد وقت السحر، صوت القرآن يسمع من المذياع. الصوت الذي يعلن الفاجعة، العيون مضطربة بعد أن قضت ليلة موجعة، بانتظار مولد الفاجعة التي لا يمكن تصديقها.

 

الساعة السادسة صباحاً.

لم يعلن الخبر الموجع بعد، إلا أن صوت القرآن المستمر بثه من المذياع قد أعلن كل شيء...

الكل يستمع إلى المذياع... المذياع لازال يبث القرآن الكريم. الوجوه مشدودة إلى المذياع وقد أصفر لونها ويبست الشفاه فيها وابتلت العيون، صوت مذيع الراديو كان هو صدى الصاعقة، صاعقة الحدث العظيم. الروح العظيمة لقائد المسلمين والأحرار، الإمام الخميني، يلتحق بالملكوت الأعلى.

أصدر سماحة حجة الإسلام السيد أحمد الخميني، ابن الإمام، بياناً قرأ المذيع البيان والعبرة تكاد تخنقه، القلوب المليئة بالحب للإمام الموجعة بفقدانه ستظل وللأبد متأملة.

صوت الأحزان يرن في كل مكان... لحظات والوجوه صامتة وكأنها وجوه موتى، فهي لم تصدق النبأ إلى الآن، أبواب البيوت فتحت على مصراعيها والناس في الشوارع والطرقات والأزقة يبحثون عن الحقيقة، وهم لا يصدقون ما سمعوه، فإن من حق العاشق أن لا يصدق موت معشوقه.

ـ كيف؟

ـ كيف حث ذلك؟

ـ ومتى حصل؟ البارحة الإمام بخير؟!

ـ ألم تستمع إلى أخبار الراديو والتلفزيون، منذ أعلمنا أن صحة الإمام متدهورة.

ـ لقد كنا ندعو للإمام حتى الصباح بعيون باكية ولكن،... هل نصدق كل ما سمعناه...؟

 

البيان الأول لمراسم التشييع

الأحد، الرابع من حزيران (دقائق من بعد إعلان رحيل الإمام):

طهران كانت تبكي دماً، دقائق مضت على إعلان النبأ فاتجهت الناس إلى منطقة «جماران» في شمال المدينة، دقائق قلقة اضطربت فيها كل الأنباء...

ـ ماذا سيحدث؟ وما يجب أن نفعل؟

الأمة لم تصدق بعد عظمة الفاجعة، أعلنت الحكومة ما تبقى من الأسبوع عطلة رسمية وأربعين يوماً من العزاء.

الخبر يأخذ مداه من الانتشار بين الناس، والجماهير تتدفق على الشوارع وتتجه مسرعة إلى «جماران» حيث منزل الإمام.

الناس الذين كانوا يستمعون إلى المذياع، رفعوا الصوت إلى أعلى طبقاته. ومن كان منهم متجها إلى محل عمله اضطرب واصفر لونه. ثقيلة الخطى هذه الأمة المنكوبة وبين خطوة وأخرى يقعدها الهم والحزن.

ومع إعلان العطلة الرسمية والحداد العام، صدقت إيران كلها أسماعها وقبلت الأمر الواقع بقلوب حزينة منكسرة فهي الآن تستعد لأعظم مراسم حداد وحزن يشهدها العالم.

وبعد إعلان رحيل الإمام ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني (قدس سره) وتعزية الشعب الكبير والمضحي وشعوب العالم، أعلن البيان أن جثمان الإمام الطاهر، وبعد أن أجريت عليه مراسم التغسيل والتكفين، انتقل إلى الثلاجة التي سيحفظ بها مؤقتا. وشكر البيان الشعب على مشاعره وعشقه للإمام، وطلب منه أن يضبط مشاعره وأن لا يتحرك باتجاه جماران، وذكر البيان أيضاً بأن تاريخ مراسم تدفين الإمام ستعلن في بيان آخر.  

 

ليلة الوداع

الجماهير المليونية من الشعب الإيراني بدأت يوم الرابع من حزيران بأعين باكية وقلوب منكسرة وحزينة في هذا اليوم المفجع، يوم رحيل القائد استرجعت الأمة في خاطرها حياة القائد. القائد الذي صمد ووقفة وقفت رجل واحد أمام الإمبريالية العالمية ودافع بقوة عن شرف وعزة وحقوق المسلمين والمستضعفين في إيران والعالم.

الجماهير المليونية والقلوب المنكسرة تستعيد اليوم الكلمة التاريخية لقائد الأمة في حزيران من عام 1963م في المدرسة الفيضية في قم والتي فضحت مساوئ النظام وقانون (الحصانة القضائية) وكشفت الوجه القبيح للنظام الامبريالي قبل 36 عاماً. في يوم الغليان والصرخة في مدينة قم، نهض رجل روحاني، رجل حر أمام نظام عميل سياسياً واقتصادياً، فقال: إذا كانت الدولة تحت الاحتلال الأمريكي، قولوا ذلك وليطردوننا من هنا. وليعلم الرئيس الأميركي بأن الشعب يبغضه بغضاً شديداً، شعبنا يبغض أميركا اليوم. القرآن عدو أميركا، شعبنا عدو أمريكا. أيها الملك كل مشاكلنا من أميركا. كل مشاكلنا من إسرائيل، إسرائيل هي الأخرى من أذيال أميركا.. هؤلاء الوزراء هم أيضاً اميركيون.

الجماهير المليونية من الشعب الإيراني لازالت تتذكر تلك الكلمات الثورية للإمام ومازالت حية في مخيلتها، وهي الكلمات التي أدت إلى إبعاد الإمام خارج القطر إلى تركيا فالعراق. وبعد خمسة عشر عاماً من هذا التاريخ (شباط 1979) هز صدى تلك الكلمات عرش الطاغية في إيران... فانهار النظام العميل سياسياً واقتصادياً.

مرة أخرى يجلس الشعب يتأمل في حياة زعيم الأمة. لقد عاش زاهداً عارفاً أحب الحياة البسيطة المتواضعة ونبذ الكماليات وكان صرخة حق، حطمت قيود السجن وتجاوزت الإبعاد والنفي.

 

الخامس من حزيران: يوم الوداع وليلته

لقد كان الإمام الخميني طوال حياته قلبا وروحاً مع أبناء الأمة يتألم لمصابهم ويحس بهمومهم ويثأر لمظالمهم. وفي الفجر الحزين... في الفجر المهموم... في الفجر المتألم... كانت طهران الكبيرة وكل إيران، تبكي دما. جموع الناس رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً اتجهوا إلى مصلى طهران الكبير. لقد كانوا يعلمون أنهم يودعون قائدهم لآخر مرة وأنها فرصتهم الوحيدة لرؤيته وتوديع جسده الطاهر.

اتخذ المصلى مكاناً لتوديع القائد، ولم يصدق المودعون بأن جسد قائدهم وزعيمهم الديني سيوضع هنا وسيرقد رجل طالما أجج الأحداث، في هذا المكان البارد (الثلاجة).

 

الساعة الثامنة صباحاً...

المصلى... كاد أن يكون بحراً من الناس... مليئا بالحزن وكانوا يضربون على رؤوسهم ويبكون، وعندما جاؤوا بجسد الإمام إلى المصلى اتجهت الانتظار كلها صوب جسد الإمام، كلها تريد احتضان جسد الإمام ولمسه.

الناس كل الناس كانوا يرغبون بلهفة الواله المفجوع في لمس إمامهم وقائدهم. وهل كان ذلك ممكناً؟ هل كان من الممكن الوصول إلى جسد الإمام مع هذا العج الغاضب من الناس؟ وظل الجسد في مكانه المساء والليل وطلوع فجر اليوم الثاني والناس ظلوا مع الجسد لا يتركون المصلى ولو للحظة واحدة.

كانت آلاف الشموع مشتعلة في ذكرى القائد. آلاف الشموع.. آلاف القلوب تبكي دما.

أصوات البكاء، المناجات، الأنين، القصائد الحماسية القصيرة والطويلة كانت تسمع من جميع جوانب المصلى. بكت طهران في ليلة وداع شيخ جماران. بكى العشاق الذي فقدا معشوقهم وهم يحرومون كالفراشات المحترقة أجنحتها...  

 

أكبر تشييع في التاريخ

الثلاثاء السادس من حزيران / ذي القعدة عام 1409:

أي يوم هذا؟ اليوم يوم الحزن. هي لكل شيء نهاية؟ 50 مليون شخص إيراني يريدون توديع قائدهم. إنهم كانوا يتمنون أن لا تشرق شمس السادس من حزيران (يونيو) وأن لا يطلع الفجر، إلا أن الشمس وفي صباح السادس من حزيران خرجت تجر أذيالها، حزينة مكتئبة، مضطربة.

في ذلك اليوم أصبحت طهران وكأنها قطعة من الجماهير. فالناس امتدوا من مصلى طهران وحتى مقبرة جنة الزهراء. وعندما وضع جثمان الإمام في مصلى طهران ليقيم عليه آية الله العظمى الگبايگاني صلاة الميت وخلفه اصطفت ملايين الناس، ضج المصلى والسماء المحيطة به بأصوات البكائين تعينهم في ذلك الملائكة... صوت آية الله الگلبايگاني المتعب الحزين هو الآخر منح البكائين قدسية أضيفت إلى قدسية المصلى الذي كان جثمان الخميني قد بات فيه ليلة ونهار كاملين.

آية الله العظمى الگلبايگاني حذف عبارة «اللهم إن كان مسيئاً فاغفر له» وصلى عليه، المراسلون الأجانب، والصحافيون توقفوا كثيراً عند هذه المسألة لأن الجميع يعرف الخميني، ويعرفون زهده وتقواه وعشقه الكبير لله.

بعد الصلاة، لم يعد بمقدور قوات الأمن السيطرة على ملايين الناس. وضع جسد الإمام في سيارة برادة وبدأ التشييع... إنه أكبر تشييع في التاريخ حتى أن مطلقي الهتافات توقفوا وأخذوا يصرخون بالجموع الغفيرة: أن اصبروا، لأن حياة آية الله العظمى الگلپايگاني أضحت في خطر بسبب اندفاع الملايين من الناس خلف الجنازة ليقتربوا منها ويتبركوا بلمس التابوت.

وتأخر دفن الإمام عدة ساعات، لأن الجموع الحزينة أحاطت بالقبر الذي نزل إليه عدد من الناس يتبركون بترابه قبل أن يضم الخميني... ولسان حال كل واحد منهم يقول:

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم                     ما لذة العيش إلاّ للمجانين

لو أن ما بي على صخر لأنخلها                     فكيف يحمله خلق من الطين

الإذاعة الإيرانية قامت ببث برامج باللغة العربية عن العشق والحب الإلهي وهي ترد بصورة غير مباشرة على ما تناقلته بعض الإذاعات الأجنبية عن «جنون الإيرانيين» والهستيريا التي أصابتهم برحيل الإمام.

حتى إن البرنامج السياسي الذي يحقق في نصوص الإذاعات الأجنبية تحول بعد وفاة الخميني إلى قطعة شعرية وأدبية.

تركت اليوم من عشقي صلاتي               فلا أدري عشائي من غداتي

فذكرك سيدي أكلي وشربي                   ووجهك إن رأيت شفاء ذاتي

وإذا كان الخميني القائد والسياسي والعابد يعرف اليوم في إيران والعالم الإسلامي بأنه يفوق حافظ الشيرازي وابن الفارض في العشق الإلهي، فإن الإيرانيين الذي حضروا مراسم التشييع رددوا مقاطع من بعض قصائده العرفانية التي تظهر تعلقه بالحق جلا وعلا وتشرح سبيل العارفين الواصلين إلى أعلى الدرجات. ومعلوم أن السيد الإمام الخميني كان قد مارس كتابة شعر الحب الإلهي الذي يمتاز به الكثير من الشعراء المتصوفة كالحلاج والسهروردي والشبلي ورابعة العدوية وغيرهم. وقد لازمة التعبير عن تجربته الروحية في قصائد احتفظ بها لنفسه زمنا طويلاً.

 

وأخيراً دفن الإمام

وبعد ساعات من التأخير، وتوقف الزمن، حطت إحدى الطائرات العمودية (الهليكوبتر) في الساحة التي خصصت لتكون مدفنا للإمام. أحاط بها الناس، تدافعوا، اندفعوا، مزقوا قطعاً من الكفن ليجعلوه عندهم يتذكرون به الرجل الذي أحياهم... الزمن يمضي ببطء، شبان في أعمار الورد يسقطون مغشياً عليهم، عدد منهم التحقوا بالخميني من فرط الحب والشوق. وأخيراً تم دفن الإمام، ليصبح قبره مزار يتضيء في ظلاله العاشقون فينهلوا من روحه العظيمة أحاديث الحب والولاء والثورة.

وفي ليلة الدفن أبت الملايين من الناس أن تترك قبر الخميني فظلت لصيقة به وهي تلطم الوجوه والرؤوس وتندب الخميني والفراق الطويل.

عدد كبير من أولئك الناس، ورغم التعب والغب الذي غطاهم، أشعلوا الشموع التي تضاءل نورها وانمحى جوار نور الخميني وقبره الذي قرر الإيرانيون أن يجعلوه جامعة ومركزاً فكرياً عالمياً كما كان الخميني أثناء حياته.

بعض الناس كانوا يرددون أبياتاً لحافظ الشيرازي عن «ليلة الدفن» التي يحرص الإيرانيون على تناول عشائهم فيها عند القبر ويسمونه بـ«شام غريبان» أي «عشاء الغرباء».

لقد وجد الناس في قبر الراحل الكبير ملاذا من الوحشة التي تركها غيابه في نفوسهم. ها هم حول القبر جلوس يقبضون على شموعهم والدموع منحدرة كالسيل من مآقيهم. لا تدري ما هي حالتهم، أهم المعزون أم اليتامى الذي يلتمسون من القبر العزاء؟ جل من قبر حوى ساكنا لم يعرف له الدهر مثيلاً منذ أمد بعيد. إنه يدرج الآن وحده في ملكوت الرحمة ويتحلل من أتعاب عالمنا المرة.

ورغم أن الخميني وصل إلى حبيبه فهو إذن ليس غريباً في الدار الجديدة، إلا أن جموع الباكين كانت تقطع القلوب بطريقتها في العزاء والبكاء.

العاصمة والمدن الأخرى تحولت إلى قطعة واحدة من العزاء، السواد يغطي البنايات والبيوت والأجساد... القرآن الكريم، وأصوات الضرب على الصدور والوجوه ما عادت تعطي لبقية الأصوات فرصة للظهور.

أما جماران حيث بيت الإمام، فإنها تحولت إلى عالم جديد وحال جديد، صور الحزن ارتفعت في كل مكان، حتى السماء صارت تنظر إلى جماران من أسفل إلى أعلى... فالحسينية المتواضعة، والبيت البسيط، وممتلكات الخميني التي حيرت الصحافيين وهم يلتقطون لها الصور ليقولوا للعالم: إن الرجل الذي ملك الدنيا، لم يكن إلا روح الله الذي زهد فيها ووضعها تحت قدميه..

هذا كرسيه الذي كان يجلس عليه يستقبل عشاقه ومريديه أصبح خالياً، زجاجة العطر الناقصة تدل عليه، قمصانه البيضاء التي تجتمع في حقيبة صغيرة تؤشر على طهارته.. وبعد أن كان الناس قد اعتادوا على إطلالة معشوقهم عليهم يمسح بيديه عن وجوههم غبار الزمن، وعن قلوبهم أثقال الدنيا وحجب الظلام.. فإنهم هذه المرة صاروا يواجهون ابن الإمام السيد أحمد الذي خنق عبرته وخانته الكلمات أياماً عديدة...

 

الليلة السابعة واليوم السابع

11 حزيران، 7 ذي القعدة، كانت سبعة الإمام، والوداع الذي يحمله كل مسلم عرف ربه... الإيرانيون أحيوا هذه الليلة بصورة رسمية وشعبية كانت تشبه يوم التشييع في كل شيء...

القبة الذهبية الجديدة التي قام بصناعتها حرس الثورة الإسلامية، كانت تتلألأ فوق قبر الخميني... والجموع الغفيرة تنادي الإمام قائلة:

لقد أصبحنا أيتاما بفقدك...

السلام عليك يا سيدنا...

رئيس مجلس الشورى الإسلامي هاشمي رفسنجاني خاطب الأرض التي ضمت الخميني وغبطها على ذلك متسائلاً:

أيتها الأرض، هل تعلمين أي نور حل بك الآن؟

ولازالت الأرض عاجز عن الكلام.