الرسالة السياسية للحوزات في فكر الإمام الخميني

2009-06-03

 

 

إن الدور الأساسي للحوزة ونخبها في السياسة يشكل أحد المفردات المهمة الجديرة بالتأمل من بين ما يندرج ضمن لائحة أعمال هذه المؤسسة.

أما ما المقصود من دور الحوزة الأساسي في السياسة؟ فهل هو أن الحوزة كمؤسسة دينية مكلفة إضافة إلى القيام بوظيفة تبليغ الدين وإرشاد الناس، بتشييد أسس الحكومة الإسلامية، والسعي لتطبيق قوانين الإسلام وتعاليمه؟ أم أن الحوزة ليس لها من دور في هذا المجال، كالكنيسة؟

لقد كان جر الحوزة نحو الإنزواء في الماضي، وإبعاد علماء الدين عن المشاركة في المجال السياسي أمراً أوثق ارتباطا بمخططات وحركات الإستعمار منه بالفكر الحوزوي وما يتركه بعض الحوزويين ومفكريهم من نتاج ثقافي. وكانت المكررات والدعايات التي ينفخها العدو في أبواقه والتي تتحدث دائما عن فصل الدين عن السياسة قد أخذت مأخذا في الأذهان، حتى أوجدت نمطا معينا من التفكير؛ وهو أن التدخل في العمل السياسي ليس وظيفة علماء الدين، بل إنه أمر لا يليق بشأنهم. وعلى ما يقوله الإمام الخميني لقد كان يعتبر لقب (الآخوند السياسي - رجل الدين السياسي) شتيمة.

وقد نهض الإمام الخميني (قدس سره) في هكذا زمن، وخلال فترة راجت فيها هذه الأفكار، ونزل إلى معترك السياسة، وأطلق البيانات والخطابات طالبا من الحوزة والعلماء ،انطلاقا من موقعيته كفقيه وعالم بالإسلام، الحضور في ساحات العمل السياسي والسعي لإطاحة النظام الطاغوتي ولرفع راية الحكومة الإسلامية، وذلك أداءً للواجب وللرسالة الدينية. وكثيرا ما عرض الإمام الخميني (قدس سره) فكره المتعالي المخلـّص الراقي هذا وأكـّد عليه، سواء قبل الثورة الإسلامية أم بعدها، وفي مختلف المناسبات. وكان هذا الإنسان العظيم يعتقد أن الحوزة لن تستطيع تأدية رسالتها التاريخية ووظيفتها الدينية حتى تتمكن من الحضور في قلب السياسة، وتكون السلطة التنفيذية بيدها. وهذا المعتقد له منشأه في عدة أصول رئيسية، لا يكون بدونها التمسك بهكذا نظرية أمراً منطقي:

1 ـ أصل الترابط بين الدين والسياسة.

2 ـ إن لعب الدور الرئيسي والحضور بفعالية في ساحة العمل السياسي من أهم وظائف الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام).

3 ـ الشراكة بين علماء الدين والفقهاء العدول والأتقياء من جهة وبين الأنبياء في هذه الوظيفة.

4 ـ إن تشكيل الحكومة هو أحد أهم الوظائف الأساسية الملقاة على عاتق العلماء والفقهاء المتعمقون والأتقياء العدول.

[تفاصيل pdf]