السيد حسن نصر الله: الإمام الخميني أحيا قيم الجهاد ومواجهة الظلم

2010-06-05

 

حيا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الخميس، المشاركين في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، مشيدا بشجاعة من ضمتهم القافلة التي كانت تستهدف فك الحصار غير الإنساني المفروض على القطاع.

وأكد السيد نصر الله خلال مهرجان ببيروت أقيم في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الإمام الخميني رضوان الله عليه، أن تنوع المشاركين في هذه القافلة وتعدد جنسياتهم يعكس الرسالة الإنسانية الرائعة التي جسدتها.

وقال «إن مشهد أسطول الحرية هو من مشاهد الشجاعة والصدق والتضحية التي عبر عنها جميع المشاركين في الأسطول الذي كان متوجهاً لكسر الحصار اللا إنساني على غزة».

وشدد على أنه "من واجبنا جميعاً بمنطق العقل والفطرة والدين والقيم والجهاد والمقاومة أن نحيي هؤلاء المشاركين جميعاً وأن ننحني أمامهم إجلالاً وتقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم واستعدادهم للموت».

وأوضح السيد نصر الله «أن هذا التنوع في أسطول الحرية يبرز هذه القيمة العميقة، جنباً إلى جنب من أكثر من 35 دولة يواجهون البحر والرياح والخطر والتحدي، وما تعرضوا له من اعتداء وقرصنة وإجرام وما قابلوا به كل ذلك من صبر وثبات وإيمان راسخ، كل هذا يكشف عن جانب من أهم عناصر القوة التي طالما تحدث الإمام الخميني عنها».

واعتبر «أن ما جرى في أسطول الحرية له دلالات مهمة جداً ومتابعة ويستوجب إجراءات».

ودعا الجميع في لبنان للمشاركة غداً الجمعة في مهرجان التضامن والتكريم والاعتزاز والتأييد للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ولأبطال أسطول الحرية جميعاً الذين عادوا على قيد الحياة وللشهداء الذي سقطوا في هذه المجزرة، وذلك تضامناً معهم وتعبيراً عن الموقف بدعم المقاومة.

من جانب آخر، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الإمام الخميني (قدس سره) أحيا قيم الجهاد ومواجهة الظلم عبر خطاب إنساني يوحد كل الشعوب المستضعفة في العالم.

وتقدم السيد نصر الله عبر شاشة كبيرة بقاعة رسالات بضاحية بيروت الجنوبية في ذكرى رحيل الإمام الخميني (قدس سره) إلى الإمام السيد علي الخامنئي والمراجع الكرام والإيرانيين جميعا بأسمى آيات العزاء والمؤاساة في الذكرى التي أكد أنها «لا يمكن أن تموت لأن الإمام الخميني حقيقة دائمة لأنها متصلة بمنبع الحق».

وتحدث عن انجازات الإمام الكبيرة والعظيمة ومن أهمها إعادة إحياء منظومة القيم الإلهية والنبوية والإسلامية والأخلاقية في حياة الإنسان والشعوب والأمم وخصوصا في عقول وقلوب هذه الأمة، وأشار إلى أن تأثيرات هذا الإحياء تعدت أمتنا العربية والإسلامية إلى أماكن كثيرة في هذا العالم وقال «إن كثيرين قد استلهموا تجربته وقيمه في مواجهة تحدياتهم وطغاتهم وظروفهم الصعبة».

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن الإمام الخميني جاء في المرحلة التي باتت تسود فيها قيم وثقافات لا تمت بصلة لقيمنا وثقافاتنا مثل فكرة القعود عن نصرة الحق ومفاهيم وثقافة التخلي عن المسؤوليات تجاه القضايا الكبرى والتملص من تحمل المسؤوليات كأن ننسحب من قضية كبرى على مستوى البشرية من أجل قضية على مستوى الأمة ثم ننسحب لقضية على مستوى الوطن ثم لقضية على مستوى الجماعة ثم لنغرق في قضايا تخص ذاتنا، ثقافة اليأس من تحقيق أي انتصار أو انجاز، وانتشار الثقافة المادية والاستسلام لمقولة التبعية لأحد المعسكرين الشرق أو الغرب ولنكون هنا أو هناك يجب أن نكون تابعين، ثقافة العجز عن تحقيق الاستقلال ثقافة عدم الثقة بالذات والناس والأمة في كل الميادين ولذلك كان علينا دائما أن نقلد الآخرين ونستنجد بهم.

وتابع السيد نصر الله «الإمام الخميني جاء في وقت ضياع الانتماء، الإحساس بالتناقض بين الانتماء القومي والوطني، جاء الإمام ليقدم ويحيي ويثبت منظومة قيم مختلفة ومناقضة تماما لكل ما هو سائد».

وقال أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) أحيا فينا ثقافة الجهاد والوقوف في وجه الطواغيت والتي يرفض فيها الإنسان الذل والهوان، كما أنه أحيا فينا قيم التضحية والعطاء والجود بالنفس والأهل والمال حتى الشهادة في سبيل قضايا أمتنا وفي سبيل القضايا المقدسة، ومضى يقول: «أحيا فينا ثقافة نصرة المستضعفين، أحيا في البشرية كل القيم المعنوية والإيمانية المتصلة بالعلاقة مع الله».

وأضاف السيد نصر الله «الإمام الخميني أحيا فينا ثقافة الثقة بأنفسنا والناس والأمة بعقولها وقدرتها على التغيير وصنع المصير وتحقيق الاستقلال وتحرير المقدسات، وكان خطاب الإمام خطابا إيمانيا إنسانيا لم يتوجه فيه إلى المسلمين فقط، بل خاطب كل المستضعفين والمظلومين في العالم، عندما كان يتحدث عن المستضعفين والمعذبين، كان يتحدث ليس فقط عن منطقتنا وفلسطين، كان يتحدث عن الشعوب الأفريقية وعن الشعوب في أميركا اللاتينية والكثير من شعوب آسيا المضطهدين، في ضمير الإمام كان عشرات ومئات الملايين الذين يموتون جوعا في هذا العالم، عشرات ومئات الأميين الذين لا تتوفر لهم فرصة التعلم في هذا العالم، وكان يحمل الطغاة وعلى رأسهم من يسميه بحق الشيطان الأكبر أي الإدارة الأميركية، مسؤولية هذا الظلم والطغيان الذين تعاني منه شعوبنا وكل الشعوب المظلومة».