بلال شعبان: إيران لا تزال وفية لنهج الإمام الخميني بقيادة الإمام الخامنئي

2010-06-03

نوه الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي في لبنان الشيخ بلال شعبان بثبات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مواقفها المبدئية في الدفاع عن قضايا الشعوب العربية والإسلامية والمستضعفة، واستمرارها على نهج الإمام الخميني (قدس سره) بقيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله).

وقال في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – أرنا: عندما نقرأ الأبجديات التي انطلقت عليها الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وهي العداء لأميركا والكيان الصهيوني والوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين والمضطهدين في العالم وخاصة في فلسطين المحتلة، وحين نرى أنها لا تزال تقف في وجه المستكبرين والمستعمرين دفاعاً عن حقوق هذه الشعوب وقضاياها، وحين نرى شعارات الموت لأميركا والموت لإسرائيل ما زالت مرفوعة، إلى جانب شعارات التأييد والدعم للمقاومة، وحين نرى أن إيران لا تزال على عدائها للمشروع الاستعماري والاستكباري ومشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة، حينها لا نجد مجالاً للشك بأن إيران لا تزال وفية للإمام الخميني ولنهجه بقيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله)».

وقال رداً عن سؤال: «لقد كان للثورة الإسلامية في إيران كامل التأثير في مشروع الحركات الإسلامية والجهادية في المنطقة، وهي نقلت مشروع مقاومة الاستعمار من مشروع يساري ذي خلفية وطنية بحدها الأقصى قبل انتصار هذه الثورة إلى مشروع إسلامي عالمي يتجاوز حدود الوطنية والقومية بعد انتصار الثورة الإسلامية».

أضاف: «لذلك رأينا بعد انتصار ثورة الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) أن كل مشاريع المقاومة تحولت إلى مشاريع إسلامية جهادية تقودها حركات إسلامية مثل حماس والجهاد وحزب الله، وذلك على أساس أن الإسلام جدي وجذري في صراعه مع الظلم وفي مواجهة مشاريع الكفر والاستكبار والاحتلال».

وأشاد الشيخ شعبان بسياسة رئيس الجمهورية الإسلامية محمود أحمدي نجاد وشخصيته الفذة ونهجه وأدائه المتميز، وقال: «إن الرئيس أحمدي نجاد يمتاز ببساطته وتواضعه التي يشهد له بها العالم كله، ويشهد بصدقه وشفافيته وصراحته، فهو رجل شجاع يقف بوجه الباطل ليقول إنه باطل (لا تأخذه في الله لومة لائم)»، مؤكداً «أن هذه الصفات يفتقدها الناس في كثير من الرؤساء والزعماء».

وأضاف: «أعتقد أن الرئيس أحمدي نجاد هو اليوم بمثابة الوجه الحاضر والصورة الحقيقية للثورة الإسلامية في أيامها الأولى، عندما استطاعت إيران أن تتحول من دولة تابعة من دول العالم الثالث، إلى دولة مستقلة، رائدة، كبرى، ودولة نووية».

وأكد الشيخ شعبان رداً عن سؤال أن الضغوط الكبيرة التي تمارسها دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ملفها النووي السلمي، هي ضغوط سياسية هدفها محاولة منع إيران من استكمال اكتفائها الذاتي، ومنعها من أن تكون دولة متقدمة ومتطورة تعتمد على قدراتها الذاتية.

وقال: «هناك خطان أحمران يضعهما العالم المستكبر، أمام الدول المستضعفة أو ما يسمى بدول العالم الثالث، ممنوع عليها تجاوز أي منهما، الأول هو الخط النووي وقد اجتازته إيران بكل ثقة، ولا تزال تنطلق وتنمو نمواً مضطرداً وعلى مختلف الصعد، وهي تستفيد من كل طاقاتها وقدراتها، وقد استطاعت بذلك أن تجد لنفسها مكاناً بين الدول المتقدمة».

أضاف: «أما الخط الأحمر الثاني الممنوع على الدول المستضعفة تجاوزه فهو عالم الفضاء والاتصالات وقد تجاوزته إيران أيضاً من خلال غزوها للفضاء وإطلاق الأقمار الاصطناعية، وبذلك استطاعت أن تتحول إلى واحدة من الدول المتقدمة في هذا المجال».

ورأى الشيخ شعبان بأن على العرب أن يمدوا أيديهم إلى إيران من أجل التعاون في مصلحة الشعوب العربية والإسلامية عموماً، «لأن قوة إيران هي قوة للعرب والمسلمين وليست قوة في وجههم،عليهم أن يستفيدوا من خبرات إيران التي أبدت استعدادها أكثر من مرة لمساعدة دول الخليج (الفارسي) في التحول من الطاقة النفطية إلى الطاقة النووية، لأن النفط آيل إلى النضوب». وقال: «هذه القوة إن شاء الله ستكون قوة للإسلام، وهي طبعاً إلى جانب العرب والمسلمين في قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لذلك نتمنى أن يعي العرب ذلك وأن يضعوا يدهم بيد إيران، وأن يتفاهموا معها على كل نقاط التلاقي وهي كثيرة، وأن يتفاهموا أيضاً على نقاط الاختلاف وهي ضئيلة جداً، حتى يشكلوا محوراً جديداً يضم في قوامه إيران وتركيا وكل الدول والشعوب العربية والإسلامية الأخرى، حتى تتحول هذه الدول والشعوب من كبوتها وتنتقل إلى حالة العز والاقتدار لتكون قادرة على الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين في وجه المستكبرين، وهذا واحد من أهم الشعارات التي رفعها الإمام الخميني (رضوان الله عليه)».

ودعا الشيخ شعبان الشعب الإيراني إلى الاعتزاز بثورته الإسلامية المباركة وقال: «إن ثورتكم التي يحاول الغرب أن يصورها على أنها منعت تقدمكم، وأنها ثورة الملالي كما يقول، هذه الثورة قد حولت إيران من جولة تابعة إلى دولة كبرى، قوية، رائدة، تلعب دوراً محورياً على المستويين العالمي والإقليمي، دولة لها مشاريعها ليس على المستوى الداخلي فحسب بل على المستوى الخارجي، دولة لها تأثيرها في العالم، ولذلك على الشعب الإيراني أن يستمر على هذا النهج وأن يحافظ على حيويته، وفي هذا الخط الذي أرساه الإمام الخميني (رضوان الله عليه)».

كما تستضيف لندن في الخامس من شهر حزيران يونيو الجاري مؤتمرا حول الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، والذي ينظمه المجمع العالمي لأهل‌ البيت (عليهم السلام) والمركز الإسلامي الانجليزي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ومن أبرز المواضيع التي يناقشها المؤتمر: مشاهدات وتجارب حول الثورة الإسلامية، المرأة والثورة الإسلامية، قيادة المجتمع، الإيثار لتحقيق العدالة والثورة الإسلامية.