السيد نصر الله: أعاد الإمام الخميني إحياء منظومة القيم الإلهية والنبويّة والإنسانية

 

2010-06-21

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وخاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

في البداية, في ذكرى الرحيل أتوجه إلى خليفة الإمام وحافظ نهجه سماحة آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف), وإلى مراجعنا الكرام وإلى الأخوة والأخوات في الجمهورية الإسلامية بإيران , رئيساً وحكومة وشعباً, وإلى جميع محبي ومؤيدي وعشاق هذا الإمام العظيم في لبنان وكل أنحاء العالم بأسمى آيات العزاء والمواساة في الذكرى التي لا يمكن أن تموت, لأن الإمام الخميني قدس سره كما قال سماحة الإمام القائد هو حقيقة حيّة باقية لأنها متصلة بمنبع الحق ومعدن الرحمة.

أيها الأخوة والأخوات:

للإمام انجازات كبيرة وعظيمة, ومن أهم إنجازات الإمام التي أود أن أتحدث عنها في الوقت المتاح هو إعادة إحياء منظومة القيم الإلهية والنبويّة والإنسانية والأخلاقية في حياة الإنسان والشعوب والأمم, وخصوصاً في عقول وقلوب هذه الأمة, وقد تعدّت تأثيرات هذا الإحياء لمنظومة القيم العظيمة هذه أمتنا العربية والإسلامية إلى أماكن كثيرة في هذا العالم, وكثيرون استلهموا ثورة هذا الإمام وحركته وقيمه في مواجهة تحدياتهم وطغاتهم وظروفهم الصعبة والقاسية.

جاء في الزمن الذي شاء الله سبحانه وتعالى أن يبعث رحمته ويضيء هداه من جديد، في المرحلة التي بدأت تسود فيها لدى شعوبنا وأمتنا وفي هذا العالم مفاهيم وقيم مختلفة, لا صلة لها لا بقيمنا ولا بثقافتنا ولا حضارتنا ولا تاريخنا, كمثل فكرة وثقافة القعود عن نصرة الحق بأعذار وحجج متفاوتة وواهية, بعضها يتغطى بالدين وبعضها يتغطى بالواقعية وبعضها يتغطى بالحكمة، كمفاهيم وثقافة التخلي عن المسؤوليات تجاه القضايا الكبرى, التخلّص من تحمل المسؤوليات, ننسحب من قضية كبرى على مستوى البشرية لنهتم بقضية كبرى على مستوى الأمة، ثم ننسحب من قضية الأمة إلى قضية الوطن، ثم ننسحب من قضية الوطن إلى قضية الجماعة، سواءً أكانت طائفة أو أتباع مذهب أو كانت حزباً أو فئة أو مجموعة أو زعامة، ثم ننسحب من الجماعة لنغرق في ذاتياتنا وحياتنا الشخصية، ثقافة التخلي عن المسؤوليات تجاه القضايا الكبرى, ثقافة الاستسلام لمنطق القوة المادية القاهرة، ثقافة اليأس من تحقيق أي انتصار أو إنجاز، انتشار الثقافة المادية التي تسقط كل القيم المعنوية والدينية من المعادلة، كالتوكل على الله والثقة به ونصره للمجاهدين وللمستضعفين الثائرين دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، ثقافة الاستسلام لمقولة التبعية في ذلك الوقت لأحد المعسكرين الشرق أو الغرب، أي أننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً ولا يمكننا إلا أن نكون إما مع المعسكر الغربي أو المعسكر الشرقي، ولنكون هنا وهناك يجب أن نكون تابعين، نتحرك في إطار مشروع الآخر لنحقق بعض فتات مصالح وطننا وأمتنا، ثقافة العجز عن تحقيق الاستقلال، ثقافة عدم الثقة بالذات، عدم الثقة بالناس، عدم الثقة بالأمة في كل الميادين، ولذلك كان علينا دائماً أن نقلّد الآخرين وأن نتبع الآخرين، وأن نجترّ تجاوب الآخرين، وأن نستعين بالآخرين لننقذ أنفسنا.. الثقافة التي كانت تضيع فيها المعايير الصحيحة لتحديد العدو والصديق، والمعركة الصحيحة، أي ما نسميه اليوم بتنظيم الأولويات.. ضياع الانتماء، الإحساس بالتناقض بين الانتماء الوطني والانتماء القومي، بين الانتماء الوطني والانتماء الديني الإيماني.

جاء الإمام رضوان الله تعالى عليه ليقدّم ويحيي ويثبّت منظومة قيم مختلفة ومناقضة تماماً لكل ما هو سائد، فأحيا فينا وفي هذه الأمة ثقافة الجهاد والوقوف في وجه الطواغيت والظالمين. أحيا فينا ثقافة الحياة الكريمة والعزيزة التي يرفض فيها الإنسان الذل والهوان والاكتفاء ببعض عيش أو طعام أو رخاء. أحيا فينا قيم التضحية والعطاء والجود بالنفس والأهل والمال حتى الشهادة في سبيل قضايا أمتنا وفي سبيل قضايانا المقدسة، أحيا فينا ثقافة نصرة المظلومين والمستضعفين وعدم التخلي عنهم. أحيا في البشرية كل القيم المعنوية والإيمانية المتصلة بالعلاقة مع الله تعالى القادر الناصر المعين الهادي المرشد من ثقة وتوكل واستمداد، أحيا فينا ثقافة الثقة بأنفسنا بعد الثقة بالله سبحانه وتعالى، وثقافة الثقة بالناس، بالشعوب، بعقولها وعلمها وحضارتها وطاقاتها المتنوعة وقدراتها البشرية والمادية وقدرتها على التغيير وعلى صنع المصير وعلى تحقيق الاستقلال وعلى إزالة الظلم وعلى تحرير المقدسات.

وكان خطاب الإمام، رضوان الله تعالى عليه، خطاباً إيمانياً إنسانياً، لم يتوجه فيه إلى المسلمين فقط بل كان مخاطب الإمام كل المستضعفين والمعذبين والمظلومين في هذا العالم، كان يخاطبهم بهذه المصطلحات: أيها المستضعفون، أيها المعذبون، أيها المظلومون. عندما كان يتحدث عن مصاديق المستضعفين والمعذبين لم يكن يتحدث فقط عن الشعوب الإسلامية أو العربية أو فلسطين. كان يتحدث عن شعوب إفريقيا، عن شعوب أمريكا اللاتينية، عن الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، عن كثير من الشعوب الآسيوية التي تعاني الظلم والقهر والطغيان والاستبداد والتي تُنهب ثرواتها وتُترك للجوع والحرمان والإهمال والموت جوعاً.

في ضمير الإمام لم تكن الأمة الإسلامية فقط، في ضمير الإمام وفي خطاب الإمام كان كل بني الإنسان، كان عشرات ومئات الملايين الذين يموتون جوعاً في هذا العالم، عشرات ومئات الملايين الأميين الذين لا تتوفر لهم فرصة التعلم في هذا العالم، وكان يحدّد الأسباب ويحمل الطغات والمستكبرين وعلى رأسهم من كان يسميه بحق الشيطان الأكبر، الإدارة الأمريكية، مسؤولية كل هذا الظلم والطغيان والحرمان والقهر الذي تعاني منه شعوبنا وشعوب العالم المستضعفة والمظلومة. كان خطابه إيمانيا إنسانيا وكان يستدل، عندما يخاطب، ليس فقط بالقرآن والسنة، كان يستدل بالعقل الإنساني، ما يحكمه العقل، ما يحسّنه العقل، ما يقبحه العقل، وكان يستدل بمقتضيات الفطرة الإنسانية البشرية الجامعة التي لا تختلف من إنسان إلى إنسان، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله.

كان يخاطب الناس بالعقل والفطرة كما كان يخاطبهم بالكتاب والسنة وكما كان يبحث ويؤسس على المشترك بين الأديان وأتباع الأديان. ولذلك نجد في كلمات الإمام وأدبيات الإمام الكثير من الاستشهاد بأنبياء الله السابقين وخصوصا بأبي الأنبياء وشيخ الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام بكليم الله موسى وبروح الله عيسى إلى جانب رسول الله سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وبالأخص نبي الله إبراهيم، قلمّا نجد عالماً إسلامياً أو عالماً دينياً من أتباع الديانات الأخرى يحظى نبي الله إبراهيم باهتمامه وعنايته وذكره والاستشهاد به كالإمام الخميني قدس سره الشريف، وهذا يرجع إلى الخلفية الوحدوية والتوحيدية الجامعة في عقل وفكر الإمام الخميني قدس سره الشريف، لأن إبراهيم عليه السلام هو النبي الذي تلتقي عنده كل الرسالات وكل الديانات التي ما زالت موجودة إلى اليوم.

اليوم لا يوجد على وجه الأرض ديانة سماوية لا ترجع في نهاية المطاف إلى إبراهيم عليه السلام فإبراهيم هو نقطة الاشتراك بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، كلنا يدعي الإتباع والانقياد لإبراهيم شيخ الأنبياء وأبي الأنبياء عليهم السلام جميعا.

الإمام الخميني كان يستشهد في مجمل القيم التي أراد أحياءها بالأنبياء وبإبراهيم عليه السلام. لطالما تحدث عن وقفة إبراهيم وحيداً فريداً في وجه نمرود، وكل تلك الأصنام الحجرية التي كان يعبدها الناس سَفَها. لطالما تحدث الإمام الخميني عن وقفة موسى عليه السلام في قصر فرعون، ومعه ربه ومعه أخوه هارون وعصاه، لطالما تحدث عن روح الله المسيح عليه السلام الذي كان وحيداً فريداً أو في قلة من الأنصار يقتحم الهيكل ليواجه اللصوص والسارقين والمضلّين، وكانوا على نفوذ كبير جداً.

عندما يتحدث في السياسة في الجهاد في النضال في نصرة المظلومين يستشهد بالأنبياء.

وعندما يتحدث عن العرفان والقيم والأخلاق والسير والسلوك وتهذيب النفس والعلاقة الطيبة مع الناس مع عباد الله وعيال الله يستشهد بالأنبياء.

والإمام رضوان الله تعالى عليه لم يحيِ هذه القيم وهذه الثقافة وهذه المفاهيم فقط من خلال الكتابة والخطابة والبيان والتأليفات وما شاكل. وإنما كانت ميّزة الإمام الكبرى والتي تمكن من خلالها من أن يكون متميزاً عن المصلحين والكتّاب والمحققين والمحيين أنه أحيا كل هذه الثقافة وكل هذه القيم من خلال الفعل الميداني. لم يقضِ حياته فقط في التأليف والتحقيق والتدريس والتعليم والتربية للتلامذة، بل نزل إلى الميدان بشيبته المباركة بعمامته بفقهه بكل ما يحمله من روح عظيمة ومن تراث كبير ومن آمال لا حدود لها ومن توكّل على الله سبحانه وتعالى.

تقدم هو في الساحات وسار خلفه طلابه والناس. هو الذي بدأ تحدي الطغاة وكان أعزل حتى من العصا وتحمّل الصعاب وقدم التضحيات وحقق الإنجازات الكبرى وكان انتصاره المدوي على أعتى الملوك والطغاة في هذا العصر, وتمكن بفعل هذا الحضور الميداني والجهادي من إقامة نظام إسلامي عصري واستطاع هذا النظام بفعل أسسه المتينة ومبانيه المحكمة وقواعده الراسخة وحبله المتصل بالله عز وجل، استطاع هذا النظام الإسلامي الصمود في وجه كل المؤامرات الدولية والخارجية والداخلية.

أيها الإخوة والأخوات إن كل ما كان يهم الإمام هو أن تنتشر هذه القيم وهذه الثقافة الإيمانية الإنسانية بين الشعوب، وهذا ما قصده بالتحديد عندما تحدث عن تصدير الثورة.

هذا المصطلح الذي طرحه الإمام رضوان الله تعالى عليه حاول الكثيرون من أصحاب النوايا السيئة أن يستغلوه ليتحدثوا عن أهداف إمبراطورية إيرانية وان الإمام سيرسل جنوده وحرس الثورة وجيشه والقوات المسلحة وملايين المتطوعين لإسقاط الأنظمة ولفرض قيم وأفكار وآراء معينة على الناس. وفي هذا المجال أثيرت الكثير من الشكوك المستندة إلى أكاذيب والمستندة إلى أوهام.. سريعا ما بادر الإمام رضوان الله عليه إلى تفسير هذا الموقف وإلى توضيح هذه الرؤية، وهناك نص للإمام يقول في لقاء كبير مع علماء الحوزة العلمية والمبلغين وأساتذة الإمام، كان يقول لهم نحن عندما نتحدث عن تصدير ثورتنا فلا نقصد أننا نريد أن نفعل ذلك بالسيف، وإنما بالتبليغ، ثم يقول لهم ألفوا واشرحوا وتحدثوا للناس، وشكلوا لجنة تشرف على ما يكتب وعلى ما ينشر لان ليس كل ما يكتب وما ينشر هو من قيمنا ومن ثقافتنا, نحن نريد أن نقدم أفكارنا وآراءنا لشعوب العالم, فمن أراد أن يستلهم هذه الأفكار وأن يستفيد من هذه التجربة فهذا أمر يعود إلى إرادته والى قراره والى تصميمه هو.

إذن فكرة تصدير الثورة التي طرحها الإمام الخميني في الأعوام الأولى لم تكن على الإطلاق لا تصدير الجيوش ولا الغزو ولا الفتوحات بالمعنى الذي أشير إليه وإنما تصدير ونقل هذه القيم, هذه الثقافة, هذه الأفكار.

وبالفعل اليوم عندما نتحدث مثلاً عن لبنان نستطيع أن نقول إن المقاومة التي انطلقت في لبنان وان كانت مقاومة وطنية واسعة شاملة, لكن فيما يعني المقاومة الإسلامية بالتحديد وفيما يعني مجمل المناخ العام والجو العام, نحن نستند إلى هذه القيم في الجهاد, في التضحية, في العطاء, في الجود, في الشهادة, في العزة, في الكرامة في الاستنهاض، في الثبات, في الصبر, في الأمل, في الثقة وفي التوكل, وهذا معنى أن يتم تصدير هذه القيم إلى لبنان والى كل مكان في هذا العالم، ليس مهماً أن يختم على هذه القيم أنها صنعت في إيران أو أنها كتبت بحبر الإمام الخميني، الإمام الخميني لم يكن يرى لنفسه وجوداً أصلا، هذه ثقافة وقيم أنبياء الله العظام, هذه ثقافة وقيم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) والمهم أن تنتشر هذه الثقافة في بلادنا العربية والإسلامية وعند جميع شعوب هذا العالم، وخصوصاً الشعوب المظلومة والمعذبة والمستضعفة. من أهم القيم التي أحياها الإمام هي ثقافة المقاومة، ومن أهم القضايا الكبرى التي أعطاها دفعاً قوياً وتاريخياً, 1978- 1979، بعدما بدا أنها تسلك طريق السقوط والحصار والتخلي هي قضية فلسطين والقدس وبيت المقدس.

أيها الإخوة والأخوات, بعد هذه العقود من ثورة الإمام وبعد عقدين من رحيله, ما زالت هذه القيم وهذه المفاهيم وهذه الثقافة حاضرة بقوة, بل اسمحوا لي أن أقول إنها اليوم أقوى حضوراً وتأثيراً من أي زمن مضى, كما إن كل التطورات التي شهدتها منطقتنا وأمتنا وخصوصاً في مسألة الصراع مع العدو الإسرائيلي تثبت صحة ومصداقية هذه الثقافة وما تطرحه من خيارات.

اليوم, انطلاقاً من هذا الفهم, من هذه القيم, من هذه الثقافة ومن هذه الروحية نحن أمام مشهد إنساني وإيماني وجهادي راق, مشهد أسطول الحرية من مشاهد الشجاعة والثبات والصدق والتضحية والإحساس العالي بالمسؤولية, الذي عبر عنه جميع المشاركين في أسطول الحرية والذي كان متوجها لكسر الحصار اللا إنساني على قطاع غزة، أجد أن من واجبنا جميعا بمنطق العقل والفطرة والدين والقيم والجهاد والمقاومة أن نحيّي هؤلاء المشاركين جميعاً وكل من يقف وراءهم وأن ننحني أمامهم إجلالاً وتقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم وإنسانيتهم واستعدادهم للموت في سبيل إنقاذ شعب بكامله يُحاصر ويُجوع ويقتّل، هذا التنوع في أسطول الحرية يبرز هذه القيمة الإنسانية العظيمة, من الشيخ المقاوم, إلى المطران المقاوم، إلى الرجال المقاومين والنساء المقاومات, إلى المسلمين والمسيحيين, إلى المتدينين والعلمانيين, إلى العرب والأتراك والأجانب من أكثر من خمس وثلاثين دولة, جنباً إلى جنب, وكتفاً إلى كتف يواجهون البحر والرياح والخطر والخوف والتحدي، ثم ما تعرضوا له من اعتداء وقرصنة وإجرام وقتل واحتجاز وعذاب وما قابلوا به كل ذلك من صبر وثبات وإيمان راسخ بأحقية ما يقومون به، كل هذا يكشف عن جانب من أهم عناصر القوة التي طالما تحدث الإمام عنها.

ما جرى أيها الإخوة والأخوات, أيها السيدات والسادة, في مسألة أسطول الحرية له دلالات كبيرة ومهمة جداً ويستلزم اتخاذ مواقف وإجراءات مهمة جداً ومتابعة على أكثر من صعيد.

عهدنا لإمامنا وقائدنا وملهمنا الإمام روح الله الموسوي الخميني أن نحفظ نهجه وخطه وأن نواصل دربه وأن نحقق أهدافه وأن نكون الأوفياء لخليفته المسدد والمؤيد وأن نصلي حيث كان يحب أن يصلي في القدس, في بيت المقدس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.