الشيخ سليماني: أثبت الإمام الخميني أنّ الإدارة المادية غير قادرة على إدارة العالم

2011-06-09

وصف ممثل ولي الفقيه في محافظة سيستان و بلوچستان وجود مؤسس الثورة الإسلامية الكبير في العصر الحاضر بالمعجزة، وقال: أثبت الإمام الخميني (قدس) أنّ الإدارة المادية غير قادرة على إدارة العالم.

سماحة الشيخ عباسعلي سليماني إمام جمعة مدينة زاهدان، أشار إلى شخصية الإمام الراحل (قدس)، وقال: إنّ وجود الإمام في العصر الحاضر يعتبر معجزة القرن.

وفي معرض تحليله لهذا المدعى أضاف: أنّ نرى شخصاً لم يدرس في أي جامعة سياسية في العالم، ولم يسمح له الوقت أن يقضي دورة في الأمور السياسية في مركز من المراكز، وترعرع في ظل الحوزة العلمية مع أفكار وتعاليم مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام)، وهو يتمكن من تحليل جميع التيارات السياسية الموجودة في العالم،؛ إنّ ذلك يعتبر من جملة المميزات التي لا يمكن إنكارها.

ولفت سماحته إلى أنّ الإمام كان على إطلاع دقيق بعهدي حركة الدستور ونهضة النفط، وكان لهاذين العهدين أثر كبير في نضجه السياسي، مضيفاً: إنّ ما أنجزه الإمام يعادل عشرات أضعاف نهضة النفط وحركة الدستور؛ لأنّ تلك الانتفاضات كانت محدودة في داخل البلد، أما الثورة الإسلامية، وما أنجزه الأمام شمل جميع أرجاء المعمورة.

وأكد سماحته على أنّ الإمداد الغيبي كان يساعد الإمام على إدامة مسيرته، موضحاً: بالتأكيد أنّ رأسمال كبير كان يملكه الإمام الخميني (قدس) يمتثل بالإمداد الغيبي؛ بسبب ما كان ينجزه من أعمال عبادية عظيمة في الخفاء، وإنّ أشعار الإمام العرفانية شاهد على هذا الإمداد الغيبي.

وأضاف: بالتأكيد إنّ الإمام الخميني (قدس) كان يتمتع بهداية خاصة من قبل الذات الربوبية المقدسة، على ضوء قوله تعالى: «وَالَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا».

وفي إطار تأكيد إمام جمعة زاهدان على أنّ سياسة الإمام الخميني (قدس) أدهشت قوى الاستكبار وأذهلتهم، أوضح قائلاً: لقد تمكن الإمام من ضمان مسألة تألق الدين وسموه في الميدان السياسي؛ من خلال تمسّكه بالحقيقة الدينية والهوية الإسلامية والقيادية المذهبية في عصر التوجهات المادية.

ولفت سماحته إلى أنّ مؤسس الثورة الإسلامية أبدع في الإدارة والسياسة الدينية للمجتمع، وأثبت عدم إمكانية فصل الدين عن السياسة، وأنّ الدين هو الدافع لعجلة القوى في الميدان السياسي والاجتماعي، مضيفاً: لقد أثبت الإمام عدم إمكانية الإدارة المادية من إدارة العالم؛ لوجود الإرادة الدينية والوطنية فيما وراء المسائل المادية والقدرات الاستكبارية والرأسمالية.

وأشار سماحته إلى أنّ الإمام الراحل أحيى الفكر الديني في العصر الحاضر، وليس الإسلام فقط، ولفت إلى أن المسيحية واليهودية وجميع المذاهب الأخرى تؤمن بعالم الغيب، مضيفاً: ينبغي أن يقف المجتمع الإنساني وليس المجتمع الإسلامي فقط إجلالاً لهذا الوجود المبارك لإحيائه الفكر الغيبي، وعلى الشعب الإيراني المسلم المدين بحياته لبركة وجود إمام الأمّة، أن يكون أميناً في حفظ الأمانة التي خلّفها له الإمام، ويسعى أكثر فأكثر من أجل تحقيق أهداف الإمام.

وفي ختام حديثه صرّح ممثل ولي الفقيه في مدينة زاهدان قائلاً: نسأل الله تعالى أن يرفع روح الإمام في علو درجاته، وأن يديم سيرته، كما نسأله تعالى أن يكتب السلامة لخلفه الصالح قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، ويوفقه أكثر لمواصلة مسيرة الإمام بهذه الهيبة والقدرة العظيمة.