الشيخ عباس الكعبي: كان الإمام الخميني يرى أن أساس الإصلاح هو القيام لله وأساس الفساد هو القيام للنفس

2011-06-13

سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي عضو مجلس الخبراء شارك بمناسبة الذكرى الـ 22 لوفاة الإمام الخميني (قدس سره), وقد افتتح كلامه بالآية القرآنية التي جعلها الإمام الخميني عنوانا للنهوض ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾، ثم أردف قائلا: إنّ الإمام الخميني كان بحق من آيات الله بما تحمل الآية من معاني ودلالات. وأضاف: هو الذي جسّد المثل والقيم العليا في شخصيته المباركة ولا أبالغ إذا قلت أنّ الإمام الخميني هو ثمرة جهود الأنبياء وعطاء الرسالة المحمدية وامتدادا للائمة الأطهار.

وذكَّر بمقولة آية الله الشهيد محمد باقر الصدر عند الثورة الإسلامية في إيران حيث قال: لقد حقق الإمام الخميني حلم الأنبياء. معلّقا بالقول: وحقا إنها كلمة عظيمة وبحاجة إلى شروح وتأملات قد تطول.

ثم أكد سماحة الشيخ الكعبي على أهمية القيادة في الأمة الإسلامية وقال: لولا قيادة أهل البيت عليهم السلام للأمة الإسلامية ما استطعنا أن نفهم ما هو معنى العدل والحرية والشجاعة والعطاء وما شابه ذلك.

وذكر سماحته أنّ الإمام الخميني كان يسير على نهج الأئمة، وأنه كلّما تقدم الزمن نكتشف أبعادا جديدة في شخصية الإمام الراحل، وهذا من خصال الأولياء والشخصيات العظيمة في التاريخ.

وكان مفصلا مؤثرا حين توجه الشيخ الكعبي إلى الحضور بالقول: علينا نحن أيضا أن نسعى لنكون مثل الإمام وكلٌّ بحسب استطاعته، لأننا إذا ركزنا في حياة الإمام الخميني سنجده انبثق من مثل هذه الحوزات العلمية, وعاش الإمام هذه الأجواء التي نعيشها نحن اليوم وبإمكانيات أقل.

وعن جوانب من سيرة الإمام الخميني(قدس سره) قال الشيخ الكعبي أن الإمام كان يُعرف بقم بالسيد روح الله مدرس وأستاذ الفلسفة والعرفان والفقه والأصول بالحوزة، وكان الإمام ينمّي شخصيته بالزهد والعرفان والمواظبة على تزكية النفس حتى وصل إلى هذه الدرجة الرفيعة.

وأضاف: كان تركيزه بالدرجة الأولى على التوحيد، وهنا أشار سماحة الشيخ إلى أنّ الإمام الراحل في زمن شبابه كان يهتم بكتاب "منازل السائرين" للشيخ عبد الله الأنصاري، وكان يركز تحديدا على الباب الأول من الكتاب الخاص بالتوحيد، لافتا إلى أنّه استلهم كثيرا من هذا الكتاب في عمله النظري والعملي.

وبعد هذا التكوين لشخصيته والتسليم للإسلام أخذ يعمل بوظيفته الشرعية ألا وهي تطبيق الأحكام الشرعية، فقد صار من عباد الله المخلصين، كان مخلصا في عمله إلى درجة رفيعة قل نظيرها في عصره.

ثم تحدث سماحة الشيخ الكعبي عن الرؤى والنظريات والآراء المتعلقة بالشأن العام والتي كانت سائدة في زمن الإمام الراحل وهي:

1- بعض الفقهاء كان يعتقد بأن السياسة وأحكامها من شأن الإمام المعصوم لذلك كان جلّ تركيزهم على الأحكام المتعلقة بالأفراد.

2- البعض كان يعتقد بجواز العمل في ظل السلطان الجائر وذلك لإصلاح وخدمة المجتمع.

3- النظرية الثالثة كانت تؤمن بتقييد السلطان الجائر بالقانون والدستور، وهذه كانت نظرية أمثال الشيخ النائيني كما في كتابه "تنبيه الأمة وتنزيه الملة" .

ولكن الإمام الراحل ما كان يؤمن بأي من هذه النظريات الثلاث حيث كان يؤمن بالإصلاح الشامل والعام للأمة ولو من خلال الثورة، وكان يستدل بهذه الآية الكريمة: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾، فالإمام الخميني(قدس سره) كان يرى أن أساس الإصلاح هو القيام لله وأساس الفساد هو القيام للنفس.

ومن هذا المنطلق انطلق الإمام الراحل لمواجهة الاستكبار العالمي من دون أي ذرة خوف أو ريبة، وقال الشيخ الكعبي: أنا أعتقد الآن أنه بدأت تثمر جهود الإمام الراحل وما هذه الثورات العظيمة التي نشهدها إلاّ ثورة على الظلم والطغيان، كما كان ينادي الإمام(قدس سره) داعيا إلى ضرورة أن نمتلك الجرأة والشجاعة لمواجهة هذا الغول الفارغ من أي قيم معنوية.