"في رحاب روح الله": معرض يخلد فكر الإمام الخميني

2012-06-07

"الامام الخميني (قدس) مؤسس الجمهورية الاسلامية كان أباً للشعب الإيراني والحركة الإسلامية المعاصرة في العالم الاسلامي والثورة الإسلامية بقيادته غيّرت المسار في ايران وسجلت صفحة جديدة في تاريخ البلاد ومنحت الشعب العزة، وكما كان أمير المؤمنين (ع) أبا للأمة وشعبنا يسمي يوم مولده 13 رجب بيوم الأب، فإن إمامنا الراحل أيضا كان ابا للشعب الايراني وكان مظهرا للمحبة وصلابة الشخصية، فالإمام الراحل حدّد لنا الطريق وعلينا التحرك والتقدم باتجاه هذا الطريق"، بهذه الكلمات، وصف آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، القائد التاريخي الذي غيّر وجه التاريخ، واستنهض أمة بكاملها.

وانطلاقاً من أهمية تخليد هذه الشخصية الإسلامية النادرة في تاريخنا المعاصر، كان لا بد من ايجاد رابط قوي يعرّف الأجيال الصاعدة ويقرّبهم من تفكير هذا الإمام، فكان المعرض الذي أقامته الهيئات النسائية في حزب الله للمطالعة تحت عنوان "في رحاب روح الله"، وذلك في قاعة مجمع الإمام الكاظم عليه السلام في حي ماضي.

* "الهدف من المعرض هو تقريب الأجيال الصاعدة من فكر الإمام"

مسؤولة الفرع الثقافي للهيئات النسائية في بيروت الحاجة فاطمة زيعور، أوضحت في حديث لـ"الانتقاد" أن الهدف من خلال المعرض هو "تعريف الاجيال الصاعدة على الإمام الخميني وربطه بثقافة وفكر وثروة وقيم ومبادئ ونهج هذا الإمام، وللتعريف على الكم الهائل من كتابات الإمام الخميني، هذا الإمام العظيم الذي غيّر معالم هذا القرن رغم كل التحديات الموجودة"، مشيرةً إلى أن "إيران التي تحارب اليوم انما تحارب لأنها إيران الإمام الخميني".

وحول سبب اختيار الكتاب تحديداً كوسيلة للتقريب إلى الإمام فأجابت "الله سبحانه وتعالى يطل على البشر من خلال العلم وأهم مصدر للعلم هو الكتاب"، مضيفةً إن "الكتاب في كل المجتمعات هو موروث لكل التاريخ والفكر والحضارة، علماً أن الإمام الخميني كان يركز جداً على ضرورة المطالعة"، ولافتةً إلى أهمية الرواية ودورها في ترجمة الاحداث وفهم التحولات التي تطرأ على الشخصية.

ولفتت إلى أن الإمام لم يكن يطالع مجرد مطالعة عابرة، بل كان يذيّل الكتب التي يطالعها بملاحظاته.

إشارة الى ان الكتب التي يحتوي عليها المعرض هي من منتجات الإمام الخميني (قدس) من كتب وأبحاث وخطب، إضافة إلى المؤلفات التي كتبت حول الإمام الخميني وفكره، وما يميز هذا المعرض هو أنه ليس معرضاً لبيع الكتب إنما هو معرض للقراءة، حيث خصصت زوايا هادئة للمطالعة، فضلاً عن ورشات عمل ومحاضرات عدّة تقام يومياً على مدى أيام المعرض السبعة.

* نبذة عن الكتب:

- كتاب "وصايا عرفانية"، وهو عبارة عن وصية الهية عرفانية سلوكية من الإمام إلى ابنه السيد احمد، يتحدث فيها عن المسائل التوحيدية والعملية، ومن بين ما جاء فيها "وصية من أب عجوز أهدر عمره ولم يتزود للحياة الأبدية، ولم يخط خطوة خاصة لله المنان.. لكنه غير آيس من فضل وكرم الكريم تعالى.. إلى ابن يتمتع بنعمة الشباب، متاحة أمامه الفرصة لتهذيب النفس وللقيام بخدمة خلق الله، والأمل أن يرضى الله تعالى عنه، كما رضي عنه أبوه، وان يوفق لخدمة المحرومين الذين يستحقون الأفضل من بين جماهير الشعب، وقد أوصى بهم الاسلام".

وفي مورد آخر قال "بني إن لم تكن من أهل المقامات المعنوية، اسع أن لا تنكر المقامات الروحانية والعرفانية، لأن الانكار من أخطر مكائد الشيطان".

ومن بين الوصايا ".. من الأمور التي أود أن أوصيك بها وأنا على عتبة الموت أصعّد الأنفاس الأخيرة، أن تحرص على الدقة في اختيار من تعاشر وتصاحب، فليكن انتخابك للأصحاب من بين أولئك الصالحين والمتدينين والمهتمين بالأمور المعنوية، ممن لا تغرهم زخارف الدنيا ولا يتعلقون بها".

كما أوصى الإمام بما يلي "استمع يا ولدي العزيز، لنصيحة أب قلق محتار، ولا تتعب نفسك بالتنقل وطرق هذا الباب أو ذاك للوصول إلى المنصب أو الشهرة التي تشتهيها النفس فأنت مهما بلغت من مقام فإنك سوف تتألم وتشتد حسرتك وعذاب روحك لعدم بلوغك ما فوق ذلك".

وقال "بني: إن ما هو مذموم، وأساس ومنشأ جميع ألوان الشقاء والعذاب والمهالك، ورأس جميع الخطايا والذنوب انما هو "حب الدنبا" الناشئ من "حب الناس" .

- كتاب أشعار الامام الخميني: ديوان الإمام، ويتضمّن مجموعة كبيرة من الأشعار التي كتبها الامام في محبوبه المتمثّل بالله سبحانه وتعالى، ومن بين أشعار الامام:

"ألا يا أيها الساقي املأ كأسي من الشراب

كي تخلصني من هوى سوء السمعة والشهرة

املأ كأسي من الشراب الذي يحررني من قيودي

ويمسك بزمامي محطماً مقامي".

"أتى به إلى الحانة

لكي يتوب على يد الشيخ

ولكي لا يتكلم عن الحب من بعد

ويحيي قلبه الدرويش".

يشار إلى أن الإمام يقصد بكلمة الكأس "قلب العارف الذي تجلى فيه الأنوار"، ويعني بالساقي "مصدر الفيض الأول"، ويعني بالحانة "مكان المناجاة والحب الالهي".

- كتاب الخميني القائد: الدروس الكبرى من أعظم شخصية قيادية، وهو من المؤلفات إلى كتبت عن الإمام الخميني، فيه تعريف بالامام (الإمام الفقيه، الإمام العارف، كتب الإمام ومؤلفاته)، وحديث عن ماذا أعطاه الله من إمكانات وقيادة الامام في العمل (أهداف الإمام الخميني وأبرز التحديات التي واجهت الإمام في عملية بناء الدولة)، وعملية بناء الدولة (الإمام يئد الفتنة، رسالة اللوعة، نماذج من مواقف الإمام)، إضافةً إلى عوامل انتصار الثورة الإسلامية وبروز قيادة الإمام وأهم انجازاته.

- كتاب الأربعون حديثاً، وهو من أثمن مؤلفات الإمام، ويتحدّث فيه عن أمراض القلب عند الإنسان، فيعتبر أن الرياء والعجب، يشيران إلى أن الانسان يكيل الأمر الذي انجزه إلى نفسه، وبالتالي، يعتبر الإمام ان هذا الانسان المصاب بالرياء والعجب انما هو دليل على عدم توحيده للخالق، وأن الكبر هو دليل على الكفر، والغضب هو دليل على الاستعلاء على الله سبحانه وتعالى.

في المقابل يرى الإمام أن الفضائل عند الإنسان هي من آثار توحيد الله سبحانه وتعالى .