الناطق باسم الحكومة: الاعتداء اللا مبرر على لبنان اعتداء على جميع القيم
2007-09-03
أعلن الناطق باسم الحكومة غلام حسين الهام اليوم ان الاعتداء اللا مبرر على لبنان والمدعوم من بعض القوى من اجل توسيع سلطة الكيان الصهيوني يعد اعتداء على جميع القيم.
وأفادت وكالة مهر للانباء ان الهام أوضح في مؤتمرةالصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين ان حزب الله اللبناني يعكس اليوم صورة لمقاومة الشعب اللبناني المظلوم مؤكدا ان لبنان بلا شك جزء من الأمة الاسلامية ومظهرا للتعايش السلمي بين مختلف الاديان والطوائف.
ووصف الناطق باسم الحكومة التصريح الأميركي الذي اعتبر الحرب على لبنان هي حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية بالخاطئ قائلا: إنَّ "هذه الحرب هي حرب على القيم والمبادئ الانسانية والقوانين المعترف بها دوليا وهذه التصريحات تثبت عجز الأميركيين عن تبرير دعمهم اللامعقول للصهاينة امام الضغوط العالمية".
وأكد الدكتور الهام ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية لاتعتمد ارسال قوات أو أية مجاميع الى لبنان, وما يردده البعض في هذا الشأن حولنا قد فنده المسؤولون في البلاد.
وأضاف الهام ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعو الى الاستفادة من الوسائل والطرق الدبلوماسية والقانونية والسياسية لايقاف هذه المجازر التي ترتكب بحق الناس الابرياء وتنتهك حرمة السيادة اللبنانية.
وفي سؤال عن الملف النووي الايراني حول أمكانية تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم فيما اذا أصرت اوروبا على هذا الشرط لبدء المفاوضات قال الهام "موقفنا يتلخص في ان المفاوضات هي طريق لتسوية الأمور والمشاكل العالقة وإزالة الغموض الذي يكتنف القضايا الدولية ".
وتابع الدكتور الهام أن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي قد شرح هذا الموضوع وأكد ان حزمة المقترحات تعتبر فرصة جيدة تدلل على ان الاوروبيين يريدون تسوية الملف النووي عن طريق المفاوضات دون التأثر بالقرار الاميركي, مما دعانا الى دراستها بتأني قبل إعطاء الرد عليها.
وقال الناطق باسم الحكومة "الظروف حاليا مهيأة للحوار , وينبغي ان تتواصل المحادثات في جو من التفاهم والتكافؤ وبدون شروط مسبقة ".
**************
سيد حسن الخميني: عروس الشرق الأوسط تحولت اليوم إلى أم المقاومة
2007-09-03
قال حفيد الإمام الخميني الراحل (رض) السيد حسن الخميني في الملتقى العام للأحزاب الإيرانية لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين "لقد تحولت عروس الشرق الأوسط اليوم الى أم المقاومة, وعلينا ان لا نتركها وحدها".
وأفادت وكالة مهر للأنباء ان السيد حسن الخميني ألقى كلمة في هذا الملتقى نيابة عن حزب الله اللبناني قال فيها "الجميع يتحدثون بفخر عن دعم المقاومة والشعب اللبناني ".
وأضاف "في آخر زيارة لي الى سوريا التقيت بالسيد حسن نصر الله هناك وقلت له بان جميع الأحزاب في إيران تشترك مع حزب الله اللبناني في تبني فكرة المقاومة, وليس لدي اي شك في هذا الأمر ".
وأوضح السيد حسن الخميني أن أحد أسباب النصر وسر نجاح حزب الله هو امتداد جذور محبته في قلوب الشعب اللبناني, مؤكدا انه أينما تواجد الشعب تبددت المشاكل الواحدة تلو الأخرى.
وقال حفيد مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني الراحل (رض)"ذلك الشيء الذي لا يقبل الهزيمة أبدا هو الايمان الى جانب التدبير برفقة غالبية المجتمع, والأجيال التواقة تعتبر خير سند لهذه الحركة ".
وأكد السيد حسن الخميني في ختام كلمته "ان عروس الشرق الأوسط تحولت اليوم الى أم المقاومة, ولهذا ينبغي علينا ان لا نتركها وحدها".
وكالة مهر للأنباء 2/8/2006م
**************
حداد عادل: الشعب اللبناني يقاوم العدوان الإسرائيلي الغاشم بقوة إيمانه
2007-09-03
أكّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الدكتور غلام علي حداد عادل أن الشعب اللبناني تصدى للعدوان الإسرائيلي الغاشم بقوة إيمانه بالرغم من استخدام العدو جميع إمكانياته.
وذكر مراسل وكالة مهر للأنباء ان رئيس مجلس الشورى الإسلامي تطرق في كلمة ألقاها في الاجتماع الثالث والعشرين لمدراء التربية والتعليم في كافة أنحاء البلاد الذي عقد بطهران الى الهجمات الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني على المدنيين اللبنانيين الأبرياء مؤكدا أن الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني (رض) كانت مصدرا للتغييرات في العالم الإسلامي وانموذجها البارز هو المقاومة المؤمنة في لبنان التي استلهمت من الثورة الإسلامية وتصدت لإسرائيل في حين ان الجيوش العربية لم تتمكن من مواجهتها.
وقال حداد عادل : اليوم هو اليوم الرابع عشر الذي تحاول فيه إسرائيل الهيمنة على ارادة لبنان , ولكن تلك القوة التي تصدت لها كانت قوة الإيمان , وهذه هي نتيجة التطورات التي طرأت على العالم الإسلامي, فقد أوقد السراج والله حافظ على ضيائه , وبعد الإمام الراحل فان قيادة هذه الثورة يمسك بزمامها آية الله الخامئني.
**************
رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني المتغطرس مصدر الفرقة بين دول المنطقة
2007-09-03
اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد ان اهم تحد يواجهه العالم المعاصر هو الظلم والغطرسة التي تمارسهما بعض القوى الكبرى.
وذكر موفد وكالة مهر للانباء ان رئيس الجمهورية اكد في كلمة القاها اليوم امام اعضاء مجلس النواب والاستاذة الجامعيين في تركمنستان, ان ايران وتركمنستان تربطهما العديد من المشتركات التاريخية والثقافية مضيفا: ان هذين البلدين عاشا جنب الى جنب منذ امد بعيد بسلام واستقرار, وان اهم الروابط بين البلدين هي الدين المشترك والجوار ومحبة الشعبين الايراني والتركمنستاني, وان هذه العوامل الثلاثة كانت دوما ثابتة.
واعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في جانب آخر من كلمته الى ان اهم تحد يواجهه العالم المعاصر حاليا هو الظلم والغطرسة التي تمارسمها بعض القوى العالمية , مضيفا : للاسف فانه بعد الحرب العالمية الثانية فان بعض القوى المنتصرة سمحت لانفسها بفرض ارادتها على الشعوب.
واضاف احمدي نجاد: ان هذه القوى المنتشية بالنصر اشعلت حرب فيتنام وقتلت مئات الآلاف وشردت الملايين من الاشخاص, وارتكبت اعتداءات متكررة على بعض دول امريكا اللاتينية واسقطت حكوماتها الوطنية ونصبت عملائها في السلطة, كما انهم اعتدوا على جيراننا واحتلوا العراق في الوقت الحاضر ويعرقلون اداء الحكومة والمجلس الوطني العراقي وخلاص الشعب العراقي من الفوضى الحالية هناك.
وتابع قائلا: انه مع تاسيس الكيان الصهيوني فان دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا اصبحت تواجه تهديدا دائما, وان اثارة هذا الكيان للازمات قد ادت انفاق مليارات الدولارات من اموال شعوب المنطقة لشراء الاسلحة.
وقال رئيس الجمهورية: ان الكيان الصهيوني المتغطرس كان دوما مصدر تفرقة بين دول المنطقة, وتلاحظون حاليا كيف يدمر بلدا وبناه التحتية ويشرد قسما مهما من مواطنيه.
واضاف: ما يدعو للاسف ما يحدث في هذه الحرب حيث الدعم اللامحدود والصلف لبعض القوى المتغطرسة, فهؤلاء لا يعيرون اية اهمية لحقوق وارواح واموال الناس والقيم الانسانية ويضحون بجميع ادعاءاتهم مثل احترام حقوق الانسان والديمقراطية والحرية من اجل مصالحهم والدفاع عن الصهاينة.
واشار رئيس الجمهورية الى ان احد التحديات الاخرى التي تواجه العالم المعاصر هو عدم كفاءة المنظمات الدولية وعجزها في اتخاذ قرارات عادلة وخضوعها لضغوط القوى الكبرى ودفاعها عن مصالح المتغطرسين بدلا من ضمان امن الدول.
واعتبر احمدي نجاد التحدي الآخر للعالم المعاصر هو الغزو الثقافي وان ثقافة اي بلد هي مظهر هويته واطالته وقيمه وتاريخه, مشيرا الى ان القيم الثقافية في ايران وتركمانستان وبقية دول المنطقة هو التوحيد والمحبة والصداقة في الكلام والعمل والوفاء بالعهد وحسن الضيافة والدفاع عن الوطن والحفاظ على كيان الاسرة وتكريم الوالدين واحترام الجيران وتكريم العلماء.
واكد رئيس الجمهورية ان الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو معلم للبشرية جمعاء وان كل الصفات الحسنة في العالم تتجسد فيه, موضحا ان الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو محور وحدة الامة الاسلامية.
وقال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية: ان الشعبين الايراني والتركمنستاني بامتلاكهما ثقافة ثرية واتباعهما الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتمسكهما بالقرآن الكريم واعتمادهما على جيل الشباب والتغلب على المشكلات سيتمكنان من ارتقاء مدارج الرقي والتطور وان يشيدا بلدين مقتدرين ومتطورين.
واكد احمدي نجاد ان شعبي ايران وتركمنستان مصممين على تعزيز صلات الصداقة والاخوة والجوار بينهما وتوسيع العلاقت الثنائية, مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست لديها اية قيود على تنمية العلاقات مع تركمنستان.
**************
أحمدي نجاد: أحداث لبنان الأخيرة فضحت أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية
2007-09-03
اعتبر رئيس الجمهورية الدكتور محمود احمدي نجاد ان الأحداث التي يشهدها لبنان في الوقت الراهن قد فضحت أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية.
وأفادت وكالة مهر للأنباء ان رئيس الجمهورية أشار خلال استقباله أعضاء لجنة إقامة صلاة جمعة طهران بمناسبة الذكرى السنوية لإقامة صلاة الجمعة بطهران الى تاريخ تأسيس الكيان الصهيوني , معتبرا ان استمرار التهديد الدائم في المنطقة والعدوان والظلم والقتل متأصلة في طبيعة هذا الكيان من اجل الحيلولة دون تطور واتحاد الدول الإسلامية.
وقال احمدي نجاد : ان الكيان المحتل لفلسطين بشنه جولة جديدة من العدوان والهجوم الوحشي على لبنان فانه بالحقيقة قد بدا في تدمير نفسه وان استمرار الوتيرة الحالية سيؤدي قريبا الى انفجار الغضب الكامن لدى الشعوب المسلمة في المنطقة.
وأضاف : ان الكيان الصهيوني وحماة استمرار جرائمه والذين حالوا في مجلس الأمن الدولي دون المصادقة على قرار بوقف إطلاق النار , عليهم ان يعلموا أنهم بدءوا بعملية لكنهم لا يستطيعون إنهائها حسب رغبتهم وبفضل الله قد فشلوا في تحقيق مآربهم وسيقضى عليهم بافتضاح أمرهم.
وأكد رئيس الجمهورية ان أحداث لبنان الأخيرة قد فضحت أدعياء حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية التي كانوا يعتبرونها الوسيلة الوحيدة لسعادة البشرية مضيفا : ان هذه الأحداث ستؤدي الى ان تعي الشعوب وخاصة الشعوب المسلمة حقيقة الروابط الموجودة في العالم والصلات الخفية بين بعض الخونة في العالم الإسلامي مع الصهاينة.
ووصف رئيس المجلس الأعلى للثورة الثقافية صلاة الجمعة بأنها منبر الدفاع عن حقوق الناس والمطالبة بالحق ومحاربة الظلم والجور , وتأكيد هوية البلاد في جميع المستويات مضيفا : ان إقامة صلاة الجمعة ممكنة فقط من خلال مشاركة الشعب ولهذا السبب فان صلاة الجمعة هي بالتأكيد في مقدمة الحفاظ على النظام الإسلامي والثورة.
وأكد رئيس الجمهورية ان الدين الإسلامي الحنيف لديه تدابير راقية جدا لتنظيم المجتمع الإسلامي مشيراً الى ان المساجد وصلوات الجمعة هي ركائز النظام الإسلامي على أساس شعبي.
**************
رئيس مجلس الشورى الاسلامي يشيد ببسالة المقاومة الاسلامية في لبنان
2007-09-03
اشاد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور غلام علي حداد عادل بالمقاومة الاسلامية وصمود الشعب اللبناني بوجه العدوان الصهيوني.
وافاد مراسل وكالة مهر للانباء ان رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور غلام علي حداد عادل قام عصر اليوم بزيارة السفارة اللبنانية بطهران والتقى مع السفير اللبناني عدنان منصور.
واعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي في هذه الزيارة عن تعاطفه مع الشعب اللبناني المظلوم , مستنكرا الجرائم الوحشية للكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان وحماته الدوليين الذين انتهكوا جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
واشار حداد عادل الى ان المخطط الامريكي الاسرائيلي في المنطقة هو تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير كما اعلنت عن ذلك وزيرة الخارجية الامريكية , موضحا ان حركة حماس احبطت محاولاتهم داخل فلسطين وان المقاومة الاسلامية اللبنانية افشلت هذه المعادلة.
واكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية بجميع طاقاتها الى جانب الشعب اللبناني معتبرا ان هذا واجب اسلامي وانساني.
وتطرق حداد عادل الى الحسابات الخاطئة للعدو بإيجاد خلاف بين الشعب اللبناني والمقاومة وأثنى على يقظة الشعب اللبناني وعدم وقوعه في هذا الفخ , معربا عن أسفه عن مواقف بعض الدول الاسلامية والعربية التي أيدت العدو من خلال التزامها الصمت.
وخاطب رئيس مجلس الشورى الاسلامي الشعب اللبناني قائلا : إنَّ رسالتي الى الشعب اللبناني هو أنَّ الجدران المدمرة يمكن تشييدها مرة أخرى ولكن الشعب المدمّر لا يمكن بناؤه مرة أخرى , ان ماحدث في لبنان هو تدمير الجدران وان الذي قاوم هو الشعب اللبناني , نحن نحيي هذا الشعب وندعو الله تعالى ان يمنَّ على هذا الشعب المقاوم بالنصر.
من جانبه اوضح السفير اللبناني عدنان منصور في هذا اللقاء الى ان الكيان الصهيوني ارتكب على مدى ثلاثة عشر يوما من عدوانه على لبنان ابشع الاعتداءات ضد الشعب اللبناني ذهب ضحيتها لحد الآن 350 شهيدا وتدمير آلاف المنازل.
واعرب السفير اللبناني عن تقديره لمواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية المساندة لبلاده والمساعدات الانسانية التي ارسلتها الى الشعب اللبناني.
**************
القائد العام لحرس الثورة: مقاومة حزب الله تعتمد على اسلوب حرب الاستنزاف
2007-09-03
اكد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية ان زعيم حزب الله السيد حسن نصرالله تحوّل الى شخصية محبوبة وبطل وطني في العالم العربي والاسلامي, وأثار اعجاب أحرار العالم بشجاعته ومقاومته.
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن اللواء سيد يحيى صفوي أضاف في كلمة ألقاها في مقر القيادة المشتركة لحرس الثورة الاسلامية: ان هدف امريكا والكيان الصهيوني منذ بداية الاعتداءات على لبنان هو الحاق الهزيمة بحزب الله ونزع سلاحه, وزرع الخلافات بين حزب الله والجماعات والاحزاب اللبنانية, والحيلولة دون تعزيز مكانة حزب الله باعتبارة يملك ثقلا سياسيا حاسما في لبنان والقضاء على التاييد الشعبي له.
واشار صفوي الى المناورات البحرية والجوية والبرية التي اجراها الكيان الصهيوني في الفترة من 11 الى 14 حزيران / يونيو الماضي بهدف الهجوم على لبنان ونزع سلاح حزب الله وقال : ان هذه الهجمات خُطط لها من قبل وفي الظروف الراهنة المعقدة والحساسة والمصيرية للغاية فان الامريكيين والاوروبيين مع عدم مبالاة بعض الدول العربية, يريدون تحطيم المقاومة الاسلامية لحزب اللة وعملياته الدفاعية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية, وان الصمت المريب لبعض الدول كذلك دليل على المخططات الامريكية والصهيونية.
وتطرق القائد العام لحرس الثورة الاسلامية الى ان جميع مسلمي العالم يعتبرون هذه الحرب حرب عدوانية وغير متكافئة, موضحا ان حزب الله خطط لإسلوب مقاومته على أساس عدم المواجهة المباشرة وحرب الاستنزاف, وبالتأكيد فإنَّه يقترب من مرحلة الانتصار من خلال امتلاكه القدرة والصلابة الفائقة والمقاتلين الشجعان المتحمسين والدعم الشعبي.
واستعرض اللواء صفوي مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي خططت له أمريكا بعد احداث 11 سبتمبر, مبينا ان العدوان الصهيوني على لبنان بالتنسيق مع امريكا يأتي في هذا السياق وقال: نظرا الى ان القضايا السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وايران مترابطة ومتشابكة مع بعضها البعض, لذلك فان من الضروري على دول المنطقة لاسيما الدول العربية والاسلامية ان تتصدى لهذه المؤامرة الامريكية من خلال اتخاذ موقف موحد والتحلّي باليقظة التامة.
واعتبر اللواء صفوي ان السياسة الامريكية قد فشلت في العراق باقامة حكومة علمانية ودستور وبرلمان حسب ما ترتاية لذلك اقدمت على دعم الكيان الصهيوني في هجومة على لبنان بهدف تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير, مشيراً الى ان الدول العربية في المنطقة التي التزمت الصمت ربما تكون الأهداف المقبلة لأميركا واسرائيل وتفقد تأييد شعوبها.
واستبعد عضو المجلس الأعلى للأمن القومي احتمال شن الكيان الصهيوني هجوما على الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: إنَّ هذا الاحتمال يبدوا ضعيفاً جداً.
وحول احتمال تدخل أمريكا مباشرة ضد لبنان قال اللواء صفوي: إنَّ التدخل العسكري الأمريكي المباشر في هذه الحرب أمر غير وارد, ولكن من الممكن أن تمارس ضغوطا سياسية على بعض الدول الاوروبية والمنطقة وتطلب منها التصدي لمقاومة الشعب اللبناني وحزب الله والحيلولة دون هزيمة الكيان الصهيوني.
**************
متكي: يدعو منظمة المؤتمر الاسلامي لعقد اجتماع طاريء لمناقشة أزمة المنطقة
2007-09-03
دعا وزير الخارجية " منوجهر متكي " منظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع طاريء لمناقشة الأزمة الحالية في منطقة الشرق الاوسط وذلك في رسالة بعثها الى الأمين العام لهذه المنظمة " احسان كمال الدين اوغلو ".
وافادت وكالة مهر للأنباء ان وزير الخارجية " منوجهر متكي " اكد في هذه الرسالة ان العالم الاسلامي يتوقع من منظمة المؤتمر الاسلامي الدفاع عن حقوقه المشروعة في الظرف الحساس الراهن.
واشار " متكي " في رسالته الى " اوغلو " الى الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الكيان الصهيوني المدججة بالأسلحة المتطورة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني في الوقت الراهن واكّد ان هذه الاعتداءات اسفرت حتى الآن عن استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين العزل في فلسطين ولبنان موضحا ان عدد هؤلاء الأبرياء يزداد يوما بعد آخر فيما دمرت البنى التحتية والاقتصادية فيهما.
واعرب وزير الخارجية عن اسفه للصمت المطبق الذي يلتزمه مجلس الأمن الدولي حيال كل هذه الجرائم التي يندي لها الجبين وتعتبر انتهاكا صارخا لجميع القوانين والمواثيق الدولية .
واكد " متكي " ضرورة توحيد صفوف الدول الاسلامية الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي واتخاذ موقف موحد إزاء الجرائم الصهيونية المستمرة دفاعا عن المسلمين العزّل والذود عن كيان الاسلام وحمل كيان تل أبيب مسؤولية تبعات كل هذه الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين الأبرياء وشدد على أهمية اتخاذ الترتيبات اللازمة لدفع الصهاينة التعويضات للشعبين الفلسطيني واللبناني للخسائر التي لحقت بضحايا عدوانهم.
**************
حداد عادل: على العالم الإسلامي أن لا يتخلى عن لبنان في هذه الفترة الحساسة
2007-09-03
انتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الدكتور غلام علي حداد عادل خلال استقباله السفير الليبي بطهران الدول التي تخلت عن الشعبين اللبناني والفلسطيني في هذه الفترة الحساسة.
وأفادت وكالة مهر للأنباء ان حداد عادل أشار في هذا اللقاء الى الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط وقال : ان العالم الإسلامي يواجه حاليا هجمة جديدة من قبل أمريكا بواسطة الصهاينة , وان مخططا جديدا قيد التنفيذ قائم على تغيير الشرق الأوسط وتحويله الى منطقة خاضعة للهيمنة الأمريكية.
وأشار الى المواقف الايجابية والشجاعة التي اتخذتها ليبيا حيال أحداث المنطقة مضيفا : أنه ما يبعث على الأسف ان مواقف بعض الدول العربية بالرغم من ادعاءاتها هي أنَّها تخلت عن الشعبين الفلسطيني واللبناني في هذه الأيام.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الى خطر وقوع مأساة مؤلمة مرة أخرى في المنطقة بسبب تمادي العدو الصهيوني في عدوانه مؤكدا أن السبيل الوحيد للحيلولة دون وقوع هذه المأساة هو اتخاذ مواقف شجاعة وصريحة لمواجهة الاعتداءات الصهيونية على لبنان وفلسطين , والمساندة الحقيقية للمدنيين الأبرياء العزل في هذين البلدين.
وقال : على العالم الإسلامي ان لا يتخلى عن الشعب والحكومة اللبنانية في هذه الفترة الحساسة.
واكد حداد عادل في جانب آخر من حديثه الى استعداد مجلس الشورى الإسلامي للمساهمة في توسيع العلاقات بين إيران وليبيا في شتى المجالات.
ووجه رئيس مجلس الشورى الإسلامي دعوة الى نظيره الليبي للقيام بزيارة رسمية لإيران.
من جانبه وصف السفير الليبي بطهران الذي انتهت مهام أعماله في إيران , علاقات بلاده مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانها جيدة , معتبرا الثورة الإسلامية بانها حدث عظيم في المنطقة.
وأعرب علي محمود ماريه عن امله في اقامة علاقات استراتيجية وطيدة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وليبيا تمهد لإقامة علاقات استراتيجية بين جميع الدول الإسلامية.
وأشار الى مقاومة حزب الله اللبناني للهجمات الوحشية الصهوينة مؤكدا ضرورة وقوف الأمة الإسلامية بأسرها في مواجهة هذه الهجمة الشرسة وعدم السماح لأمريكا وإسرائيل بمواصلة اعتداءاتهم على فلسطين ولبنان.
ودعا الى تعزيز وحدة الدول الإسلامية لمواجهة إسرائيل ومساندة حزب الله اللبناني.
نجاد للأسد: المقاومة أذهلت الكيان الصهيوني وأسياده والمعلم: أهلاً وسهلاً بالحرب الإقليمية
2007-09-03
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طرابلس في شمال لبنان أمس أن بلاده "بدأت تستعد (..) وسنرد على أي اعتداء إسرائيلي فوراً"، قائلاً "أهلاً وسهلاً بالحرب الإقليمية". ورداً على سؤال بشأن المخاوف من توسع النزاع في لبنان إلى حرب إقليمية، قال المعلم من مقر بلدية المدينة اللبنانية الشمالية بحضور نظيره اللبناني فوزي صلوخ "أهلاً وسهلاً بالحرب الإقليمية (...) سورية بدأت تستعد ولا نخفي استعدادنا وسنرد على أي اعتداء إسرائيلي فوراً". وأضاف المعلم الذي أتى للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الاثنين في بيروت انه يضع نفسه "في تصرف الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله في سبيل الدفاع عن لبنان وعن الأمة ووحدتها". وتابع "نحن ندافع عن لبنان ومقاومته ضد كل المشروعات التي يحاولون فرضها عليه عبر مجلس الأمن الدولي بقرارات لا تعكس ارجحية الانتصار العسكري اللبناني على الجيش الإسرائيلي".
واعتبر أن "المشروع الفرنسي الأميركي لمصلحة "إسرائيل" بالكامل" في إشارة إلى مشروع القرار الذي وزعه البلدان على مجلس الأمن من أجل وضع حد للنزاع.
على صعيد متصل قال رئيس الجمهورية الإيراني محمود أحمدي نجاد في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الأسد إن قوة المقاومة في لبنان "أذهلت وأربكت الكيان الصهيوني وأسياده". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن المركز الإعلامي في رئاسة الجمهورية الإيرانية أن نجاد والأسد ناقشا، خلال الاتصال الهاتفي الذي جاء بمبادرة من الرئيس السوري مساء أمس الأول، آخر المستجدات في الشرق الأوسط لاسيما "الأوضاع في لبنان والهجمات الوحشية للكيان الصهيوني على لبنان وكذلك سبل وضع نهاية لهذه الازمة". وأشار نجاد إلى الدعم الشامل لبعض الدول الغربية لاسيما أميركا وبريطانيا للكيان الصهيوني، وقال "إن هؤلاء كانوا يتصورون أن بإمكان هذا الكيان قمع المقاومة الجماهيرية من خلال هجومه الهمجي على المدنيين والبني التحتية، لكن اليوم وبعد مضي عدة أسابيع تبين أن اقتدار المقاومة والضربة التي ألحقتها بالكيان الصهيوني وأسياده اربكتهم وأذهلتهم بالكامل ".
من جهة أخرى حملت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية أمس على الزعيم اللبناني وليد جنبلاط من دون أن تسميه منتقدة خصوصاً تصريحاته بشأن "الدور السلبي" لسورية في الأزمة. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "في الوقت الذي يحتضن الشعب السوري بروحه الأخوية المعطاء وباندفاع عظيم مئات الآلاف من أشقائه اللبنانيين (...) تفاجئنا بعض الأطراف اللبنانية المعروفة بحقدها ومواقفها المشبوهة بتصريحات اقل ما يقال إنها مخزية ووضيعة بشأن ما تزعمه من أن سورية تلعب دوراً سلبياً وتحاول العودة إلى لبنان من خلال دماء اللبنانيين والشهداء".
كما شنت الصحيفة هجوما لاذعا على رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، بسبب التصريحات التي أدلى بها في موسكو والتي قال فيها إن سورية "تلعب دوراً سلبياً وتحاول أن تعود إلى المجتمع الدولي من خلال دماء اللبنانيين والشهداء الذين يسقطون في هذا البلد".
الوسط 7/8/2006م
**************
ولايتي : الغرب يريد إعادة تجربة البلقان في لبنان
2007-09-03
حذر مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية الدكتور علي اكبر ولايتي من محاولات الغرب لبلقنة لبنان.
وأفاد مراسل وكالة مهر للأنباء أن الدكتور ولايتي قال في كلمة ألقاها في ملتقى "العدوان الصهيوني , التداعيات الإقليمية والدولية " حول أحداث لبنان : في أزمة البلقان انتظر الغرب إلى أن قتل نحو 200 ألف مسلم من أصل مليونين ثم عقد اتفاقية دايتون للسلام , ونشر قوات الناتو في تلك المنطقة , والآن يحاول تكرار نفس التجربة في لبنان.
وأشار ولايتي إلى الضغوط السياسية التي تمارسها أمريكا والأمم المتحدة في هذا المجال وقال : إن أمريكا تعتزم نشر قوات عسكرية في لبنان خارج إطار الأمم المتحدة.
وأضاف مستشار قائد الثورة الإسلامية : إن الغرب يشكل مجموعات سياسية خارج إطار المنظمات الدولية من اجل تحقيق أهدافه , فعلى سبيل المثال فرض علينا مجموعة "5+1" علينا بهدف حل القضية النووية الإيرانية خارج إطار الأمم المتحدة.
وحول مشروع القرار الفرنسي الأمريكي المطروح على مجلس الأمن قال ولايتي : إن هدف القرار الأخير الذي يحاول الغرب إصداره هو أن تحتل إسرائيل في البداية مناطق في لبنان , ومن ثم تنتشر فيها قوات الناتو , مؤكداً أن اللبنانيين والعالمين والعربي والإسلامي سيرفضون هذا القرار.
وتابع وزير الخارجية الإيراني الأسبق قائلاً : بكل تأكيد فان الشرق الأوسط الجديد سيتشكل ولكن بالضبط خلافا لما يريده الأمريكان.
وأردف ولايتي قائلاً : إن أحداث لبنان الأخيرة أظهرت أن إسرائيل نمر من ورق.
**************
الكاشفة
2007-09-03
فهمي هويدي
إذا تباينت الاجتهادات في وصف الانقضاض "الإسرائيلي" على لبنان وفلسطين، فلا أظن أن أحداً يختلف على أنها حرب كاشفة، فضحت الكثير من عورات واقعنا. وبددت الكثير من الأوهام الشائعة في زماننا.
المشهد كان مخزياً وباعثاً على الرثاء يوم الأربعاء الماضي (26/7/2006). إذ في حين كانت المعارك الشرسة مستمرة في "بنت جبيل" اللبنانية، وعملية الفتك "الإسرائيلي" بالفلسطينيين تتواصل في غزة، في حين كان الدم العربي ينزف بغزارة، والأشلاء المتفحمة تتناثر في كل صوب، فإن أنظار العرب جميعاً كانت متجهة إلى روما، وليس إلى أي عاصمة عربية. هناك في العاصمة الإيطالية كان المصير العربي موضوعاً على الطاولة أمام فريق "المحلفين" الدولي تحت القيادة الأمريكية. كان هناك عرب حقاً، لكنهم كانوا يؤدون دور "الكومبارس" في المشهد من المحيط إلى الخليج.
كان طبيعياً والأمر كذلك أن يخرج العرب من المؤتمر مهزومين ومنكسي الرؤوس، وأن يشهر الأمريكيون اللاءات في وجوههم واحدة تلو الأخرى: لا لوقف إطلاق النار في لبنان، لا لإدانة قصف "الإسرائيليين" لموقع الأمم المتحدة في لبنان، لا بديل عن نزع سلاح حزب الله، لا ثمن للدم العربي، ولا حدود ولا مساس بحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها بالوسيلة التي تراها مؤدية للغرض، لا عودة للشرق الأوسط القديم.. الخ.
دعك من المفارقة في التوقيت، ذلك أن المؤتمر انعقد في الذكرى الخمسين لإحدى لحظات الكبرياء العربي (تأميم قناة السويس في 26/7/1956)، وهو الزمن الذي ودعناه منذ دخلنا عصور الانحسار والانكسار. وقد جاء مؤتمر روما يشهد ليس فقط بأن عرب هذا الزمان خرجوا من التاريخ فانتقلوا من جبهة الفعل إلى مؤخرة الصدى، ولكن أيضاً ليكشف لنا بجلاء عن حقيقة أن المصير العربي لم يعد بيد العرب، وأن مفاتيحه انتقلت إلى واشنطن، ومن ثم ذهب مؤشر الانكسار إلى ابعد، بحيث صار العالم العربي مفعولاً به وليس فاعلاً. آية ذلك أن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أخبرتنا، بعد أن وقفت صراحة إلى جانب إعطاء "إسرائيل" مزيداً من الوقت لاستكمال عملية ذبح لبنان وإشاعة الخراب فيه (الفلسطينيون لا بواكي لهم عند الأمريكيين ومن لف لفهم منهم)، أخبرتنا رايس بمنتهى البرود والصفاقة بأن شلال الدم العربي المتدفق وتلال الجثث المحترقة في لبنان وفلسطين إنما هي إرهاصات ميلاد جديد في المنطقة، ولم تجد أحداً من ممثلي العرب يرد عليها بذاءتها السياسية.
المشهد ليس جديداً، ولكن اللقطة فقط هي الجديدة. ذلك أنه منذ أطلقت مقولة ان 9.99% من الأوراق في يد الولايات المتحدة، ومنذ تدخلت قوات التحالف الدولي لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في عام،1991 الأمر الذي تزامن مع الانتقال إلى عصر ما بعد الحرب الباردة وانهيار النظام العربي، عندئذ دخل العالم العربي في طور انتداب جديد، قامت فيه واشنطن بدور الوصي وولي الأمر في المنطقة.
الانتداب مورس في حالات متعددة، خصوصاً في الشأن الفلسطيني والعراقي. وكانت له تجلياته القوية بعد أحداث سبتمبر/أيلول، التي رفع بعدها شعار إعادة تشكيل المنطقة، وها هو يمارس على نحو أكثر وضوحاً في الشأن اللبناني.
انكشاف الموقف العربي على ذلك النحو تجلى بصورة أخرى في قرار مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ الذي أعقب الهجوم "الإسرائيلي" على لبنان المتزامن مع الفتك "الإسرائيلي" بقطاع غزة. إذ أعلن ضمناً انه لم يعد بيد العرب شيء يفعلونه من جانبهم، وان غاية ما يملكونه الآن أن يتوجهوا إلى مجلس الأمن لكي يتحمل مسؤوليته في الحفاظ على الأمن والسلم في العالم. وهذا الموقف لم يكن سوى محاولة للاستعانة بأي ورقة توت لستر عورة الجسم العربي. ولست أشك في أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يدرك جيداً أن ورقة التوت هذه اتسع فيها الخرق، حتى باتت مناطاً للفضيحة وليس وسيلة للستر. لماذا؟
لأن مجلس الأمن انكشف بدوره، وبدا من الناحية العملية منحازاً إلى "إسرائيل" في الاختبار اللبناني، حين عجز عن إصدار قرار يوقف إطلاق النار استجابة للضغط الأمريكي. من ثم فإن المجلس للمرة الأولى في تاريخه تقاعس عن النهوض بمسؤوليته عن السعي لإقرار السلام، التي يستمد منها شرعيته ومبرر وجوده. كما بدا واضحاً للعيان في هذه الحالة وفي حالات أخر سابقة (السودان وسوريا ولبنان) أصبح إحدى أدوات تنفيذ السياسة الأمريكية، على الأقل في ما يخص الشرق الأوسط. وليت الأمر وقف عند ذلك الحد، لأن السياسة الأمريكية في ذلك الجزء من العالم بفضل تحالف المحافظين مع الصهيانة، أصبحت صدى للسياسة "الإسرائيلية". وقد رأينا كيف أن كوندوليزا رايس تصرفت في الموضوع اللبناني وكأنها وزيرة لخارجية "إسرائيل" أيضاً. بل زايدت عليها في ذلك، حين وظفت المسعى "الإسرائيلي" لضرب حزب الله وتصفية حكومة حماس لصالح المصلحة الأمريكية في إخضاع المنطقة وتركيعها (تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد)، ومن ثم محاولة خطف أي انتصار حتى وإن كان وهمياً، يعوض الإدارة الأمريكية عن فشلها الذريع في العراق.
ماذا يعني ذلك كله؟ يعني أولاً أن القرار المتعلق بقضايانا المصيرية خرج من أيدينا. وأننا حين حاولنا "تمثيل" مشهد يوحي بأننا نفعل شيئاً، فإننا أحلنا إلى طرف لا يتحرى إلا مصالح أعدائنا. يعني ثانياً أن الأنظمة العربية حين عولت على واشنطن وراهنت عليها من دون غيرها، فإنها فرطت في أصدقائها الذين انفضوا من حولها واحداً تلو الآخر، الأمر الذي أدى إلى استفراد الولايات المتحدة بالمنطقة، وإغرائها ــ ومعها "إسرائيل" بطبيعة الحال ــ بالعبث بمصائرها والعربدة فيها كيفما شاءت.
هل تذكرون قصة "أوروبا الجديدة"، التي ابتدعتها الولايات المتحدة وهي تتأهب لغزو العراق منذ ثلاث سنوات، وأرادت بها إقصاء وعزل معارضي الغزو (ألمانيا وفرنسا)، فادعت أن الأخيرتين تمثلان أوروبا القديمة التي شاخت وتجاوزها الزمن، في حين ان تمثل (الدول الثماني التي أيدت الغزو) تمثل أوروبا الجديدة التي يتعين التعويل عليها، باعتبارها مليئة بالشباب والحيوية والأمل.
لم يعد هناك ذكر لأوروبا الجديدة الآن. وإنما بدا واضحاً في ان إطلاق التسمية لم يكن سوى حيلة دبلوماسية لسد الثغرة التي بدت في "التحالف الدولي"، عبر تشويه صورة معارضي الغزو والتهوين من شأنهم.
الورقة ذاتها أخرجتها واشنطن من دفتر أوراقها القديمة هذه الأيام، الأمر الذي يكشف عن مدى الفقر والضحالة في الرؤية الإستراتيجية الأمريكية. كما ينم عن استخفاف لا مثيل له، يصل إلى حد الازدراء، بشعوب المنطقة وأنظمتها، التي يراد إقناعها بأن رسالة الموت والخراب التي حملتها معها كوندوليزا رايس هي بشارة ميلاد جديد.
هو غرور الثقة إن شئت الدقة، الذي يعمي البصر ويفقد العقل توازنه ورشده، ويوحي للمتجبرين والمستكبرين بأن يدهم مطلقه في تشكيل العالم المحيط بهم، ناهيك عن افتراس المستضعفين والفتك بهم والعبث بمصائرهم. وهو الوهم الذي سوق له نفر من المثقفين اليمينيين في الولايات المتحدة. ومن نماذج التنظير للفكرة تلك الدراسة الشهيرة التي صدرت هناك عام 1996، تحت عنوان "الصدمة والرعب.. كيف تحقق السيطرة السريعة"، وانطلقت من إمكان تحقيق النصر الشامل عن طرق تكثيف التدمير والترويع بأعلى درجاتها.
قبل أيام نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية مقالة لأستاذ التاريخ بجامعة كيمبريدج ريتشارد دريتن سجل فيها فشل هذه النظرية، واستشهد بما حدث في العراق، وكيف ان تجربته فضحت غرور القوة الأمريكية، وأثبتت أن تلك القوة قد تكون قادرة على أحداث الدمار واشاعة خراب لا حدود له، ولكنها تظل عاجزة عن السيطرة أو التأثير الإنساني الخلاق، وهو رأي يؤيده كل يوم الحاصل الآن في لبنان، كما يشهد به الحاصل في فلسطين، حيث يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن دم المستضعفين لا يزال قادراً على هزيمة سيف المستكبرين.
يحسب للحملة الصهيونية الأمريكية الراهنة أنها عمقت من خطوط الفرز في داخل العالم العربي. فعرف الناس كافة من هم الموالون ومن هم المهزومون، ومن هم المخترقون، ومن هم الفتانون والدساسون. ويلفت النظر أن هؤلاء من عناصر النخبة للأسف الشديد، وأنهم جميعاً وقفوا في جانب، في حين كان الشارع العربي واقفاً في جانب آخر. معاكس تماماً.
لأن المواجهة صريحة بين الحق والباطل، بين الخضوع والمقاومة وبين الذل والكرامة، لم يحتمل الأمر وقوفاً بين المنزلتين، ولا لعباً على الحبلين، ولا إمساكا للعصا من الوسط. وإنما تعين على كل أحد أن يحسم أمره بوضوح، وان يحدد موقفه من الصراع. لذلك قلت أكثر من مرة أن الصمت في هذه الحالة يعد جريمة تتراوح بين التستر والتواطؤ، وان الحياد انحياز ضمني للباطل، اما الوساطة فإنها تعد تخلياً عن الحق وإضعافاً له.
الموالون رأيناهم بأعيننا على شاشات التلفزيون، وسمعنا بآذاننا تصريحاتهم، التي عبرت عن وقوفهم في المربع الأمريكي و"الإسرائيلي"، واستحقوا لذلك شكراً علنياً من واشنطن وتل أبيب. وشارك وزير الداخلية العبرية في فضحهم، حين قال إن بعض الأنظمة العربية استحسنت ما تفعله "إسرائيل"، معتبرة أن معركتها ضد "التطرف والإرهاب" هي معركتهم.
المهزومون انكشف أمرهم أيضاً، وهم كل من آثر الانبطاح وتقاعس عن نصرة المقاومة، أو عمد إلى تجريحها والحط من شأنها. أما المخترقون فقد طالعنا خطابهم في كتابات غثه منشورة، ووقفنا على آرائهم في عدة برامج تلفزيونية أعدت خصيصاً لإشاعة الوهن وتسويغ الصمت المشين بحسبانه تعقلاً وحكمة. وكان كل ما صدر عن هؤلاء وهؤلاء بمثابة اعترافات مشينة، أدت إلى تعرية أصحابها أمام الرأي العام، وأثارت لدينا خليطاً من مشاعر الرثاء والغثيان والقرف.
الدساسون والفتانون فاجؤننا، وأطلوا علينا من حيث لا نحتسب. أعني بهم أولئك الذين لم يجدوا سبيلاً إلى طعن المقاومة اللبنانية إلا من خلال إثارة النعرة الطائفية والادعاء بأن عناصر حزب الله هم شيعة "رافضة"، لا تجوز نصرتهم ولا الدعاء لهم أو الصلاة على شهدائهم، إلى غير ذلك من الأغاليط المسمومة التي أهدت "الإسرائيليين" حزمة من الفتاوى الغبية، ففضحت أصحابها ومن وراءهم.
نحمد الله على أن تلك الفئات الأربع لا جذور لها ولا شرعية تذكر في العالم العربي، فضلاً عن أن مواقفها البائسة صنفتها تلقائياً في معسكر "الضد"، الذي وجد نفسه في نهاية المطاف واقفاً في المربع "الإسرائيلي" والأمريكي، أرادت عناصره أن لم ترد.
رغم أن ذلك الذي انكشف يثير الاشمئزاز بأكثر مما يبعث على القلق، فلست أخفي أنني واحد من الذين دأبوا على التساؤل طوال الوقت: لحساب من يعمل هؤلاء؟ ومن سلطهم علينا؟
الخليج 1/8/2006م
**************
غُلِبَت الروم
2007-09-03
قاسم حسين
قبل الهجرة النبوية الشريفة بثماني سنين (614م) وقعت حرب ضروس بين الفرس بقيادة الإمبراطور هيراكليوس (هرقل)، بين أذرعات وبصرى (في سورية الحديثة)، قبل الهجرة بخمس سنين، وانتصر فيها الفرس، بعد أن استولوا على أنطاكية، أكبر مدن أقاليم الامبراطورية الشرقية، ثم سيطروا على دمشق، وحاصروا بيت المقدس حتى سقطت بأيديهم.
فلما بلغ الخبر مكة فرح المشركون وقالوا للمسلمين: "سنغلبكم كما غلبت فارس الروم". ونقل ابن كثير عن ابن عباس: "كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم كانوا من أهل الكتاب".
في تلك الفترة، نزلت سورة "الروم"، فاهتز لها المسلمون طرباً وفرحاً، إذ كانت تبشّرهم بانتصار الروم في أقل من عشر سنين. ولمعرفة خلفية هذا الفرح، كان المسلمون يتعرضون للقتل والتعذيب على أيدي وثنيي قريش، إذ كانوا يضعون الأحجار الكبيرة على صدورهم وبطونهم في عز الظهيرة تحت رمضاء مكة.
في العام 622م (العام الهجري الأول،) كان هرقل قد استكمل عدّة الحرب، واختار أرمينيا أرضاً للمعركة ليمحو عار الهزيمة، وهكذا تحقّق الوعد القرآني الحق، وفرح المسلمون بنصر الله، لأن الروم أهل كتاب سماوي، وهم أقرب إليهم من الفرس المجوس.
المسلمون الأوائل كانوا بشراً طبيعيين، يتفاعلون مع حوادث العالم، وكان لهم أفقٌ يسع الدنيا كلها، والسورة الكريمة رسمت للأجيال لوحةً دقيقةً للشعور البشري السوي تجاه الحوادث التاريخية، ولم يعطِ القرآن أي انتقاد أو توبيخ أو إشارة سلبية في هذا الاتجاه، بل بشّرهم بانتصار الروم القريب.
مثل هذا الفرح أمرٌ طبيعي، فكلما اتسعت دائرة المشتركات مع الأطراف البشرية الأخرى، وكلما اتسع أفق الإنسان في نظرته إلى العالم، وخرج من شرنقته المذهبية أو الطائفية، كلما كان تفاعله مع العالم من حوله أكبر. أما لو كان المسلمون حينها يفكّرون كما يفكر بعض "الخلف" من مسلمي القرن الحادي والعشرين، لكان مؤكداً أنهم سيفرحون لانتصار الفرس واندحار الروم، فاليوم، وبينما تحرق "إسرائيل" المدن اللبنانية على رؤوس أهلها، بعد أن انتهت من إحراق مدن الضفة والقطاع، نرى بعض هذا "الخلف" يحذّر المسلمين من الدعاء لمن يقاتل "إسرائيل"، وبعضهم يحاول أن يمنع المسلمين من الفرح لما يلحقه المجاهدون اللبنانيون من أذى بالصهاينة المحتلين، بل ويكتب أحدهم محذّراً من "الانجراف مع مشاعر الفرح" عن التمسك بـ "هويته وعقيدته ورايته النقية"، التي لن ينجو من هذه الأمة غيرها، فالجنة محجوزةٌ له وحده ولجماعته ولأعضاء جمعيته،
أحد الأخوة العائدين من مصر، نقل كيف كانت مشاعر الشعب مع هؤلاء المقاتلين، على خلاف المواقف الرسمية العربية المكشوفة، التي لم تجد لها من يساندها من بين مليار مسلم من أتباع محمد (ص) غير عتاة الطائفيين. وأرجع هذا الموقف إلى عوامل الحقد والحسد، فضلاً عن "الأوامر السلطانية" ومحاولة إرضاء "أولياء النعم".
المسلمون الأوائل يفرحون لنصر النصارى، وبعض مسلمي هذه الأيام يمنعون المسلمين من الفرح بانجازات المسلمين العسكرية، ويتمنون أن تنتصر عليهم "إسرائيل"، نعوذ بالله من الفتن والمحن وقلة العقل في هذا الزمن، وصدق رسول الله (ص) إذ يقول: "إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، لأنه صادقٌ مصدّق..."، أما هؤلاء الخطباء و"الأئمة" والمفتون بغير علم ولا وعي ولا بصيرة... فيحرّمون الفرح القرآني المباح،
الوسط 25/7/2006م
**************
مدافع "المنار"
2007-09-03
قاسم حسين
كل مرة أشاهد فيها "المنار"، تتوقف عيني أمام شعارها الذهبي المكتوب بخط كوفي مُحْدَث. ربما لجمال التركيب وفنيّته، وربما لما يوحي به من خيال رجل يقف في الوسط موجهاً حروف الألف والراء كالمدفع نحو السماء. حتى لو لم يرتبط الأمر بالخيال، فهذا هو واقع هذه القناة المقاتلة ضد "إسرائيل"، فلولاها لحسمت الحرب الأخيرة ضد لبنان في ظهيرةِ يوم واحد.
مبنى القناة يقع وسط حيّ سكني، في حارة حريك، بالضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان، وأي استهداف لها من شأنه أن يوقع أعداداً كبيرةً من المدنيين، وهو أمرٌ لا يهم "إسرائيل" على الإطلاق. وبما أن من يمتلك ناصية الإعلام، يمسك نصف أوراق المعركة، فإن "إسرائيل" سعت إلى إسكاتها منذ اليوم الرابع، وتسويتها بالأرض.
بقاء صوت "المنار"، كان إحدى مفاجآت الحرب، التي ادخرها "حزب الله"، فالحزب كان يدرك أنه أمام عدو شرس لا ينسى هزيمته الكبرى في لبنان، ولابد أن تعود جحافله ذات يوم ليأخذ بالثأر. من هنا كان لابد من ادخار "منار " آخر للقتال من تحت الأرض.
في اليوم الأول من التدمير، انقطع صوت "المنار" لدقائق معدودة، ثم عاد لينطلق صوت المدفع مغرداً في الفضاء.
في الأيام الثلاثة الأولى، كان الإنهاك يبدو واضحاً على طائر "الفينيق" الجريح المنبعث بين الركام. إضاءةٌ ضعيفة، وصورٌ غير واضحة، وصوتٌ متقطع، وإنتاجٌ يبدو كأنه على أيدي هواة. كل الطاقم النسائي اختفى فجأة، ولم يبق غير اثنين من المذيعين الرجال، ترك الإنهاك آثاره على وجهيهما دوائرَ وهالات سوداء حول العيون، وذقوناً لم يقربها الموس بالتشذيب منذ أيام. حتى ظهور السيدحسن نصرالله وإطلاقه بشارة إغراق البارجة الإسرائيلية (ساعر) لم يمحُ صورة الإرباك.
ثلاثة أيام كانت كفيلةً بامتصاص الصدمة، والـتأقلم مع البث من تحت الأرض. الصورة أخذت تتحسن، الصوت انتظم، الطاقم النسائي أخذ يعود في خَفَر، الأناشيد الجهادية بدأت تعزف ألحان الحماسة بعد أن جاوز الظالمون المدى... وعادت مدافع "المنار" توجّه قذائفها نحو صدور العدى.
الوسط 24/7/2006م
**************
لماذا حزب الله؟
2007-09-03
فوزي الجندي
قد يعجب المرء من حالة الحماس الشعبي التي تسود العالم العربي حاليا، والتي تعكس بجلاء موقفا شعبيا عربيا مساندا للمقاومة اللبنانية، أو بالتحديد (حزب الله) وأمينه العام السيد حسن نصر الله، لكن السؤال الأهم هو: ماذا بعد هذا الحماس؟. وهل ينبغي فقط على الشعوب أن تهب بالمسيرات والهتافات السلمية، كي تعبر عن دعمها لفصائل المقاومة ضد عدو نجح بشكل مذهل في أن يخلق وحدة عربية نحو كراهيته وتعزيز آمال التخلص منه ولو بعد حين؟. دعونا نقرر أن مجرد الهبة الشعبية العربية التي تدعم المقاومة، تعكس حيوية الشارع العربي الذي اعتقدت إسرائيل دوما أنه لا يشغله سوى (لقمة العيش)، ودعونا نقرر كذلك أن ما قامت به منظمات المجتمع المدني في العالم العربي من جمع التبرعات وتأمين المساعدات للشعبين اللبناني والفلسطيني شكل هو الآخر ذراعا حضاريا للعمل العربي في مجمله، من منطلق أن تطور المجتمع المدني وانغماسه في الهموم والآلام التي يعانيها المجتمع، والعمل على تقديم المساعدات للمنكوبين، إنما يعد دليلا على تطور ونمو هذا المجتمع.
ودعونا نقرر ثالثا، أن حزب الله أيقظ في الشخصية العربية ثقافة وروح المقاومة، ونجح في قهر ثقافة التضاؤل والشعور بالدونية والضعف أمام الآخر، وإلا بماذا نفسر ذلك الجدل الدائر حاليا في إسرائيل بشأن ضعف الأداء الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي؟.
ثم بالله عليكم، ما هو تعقيبكم على قول السياسي الإسرائيلي العجوز شمعون بيريز إن الحرب مع حزب الله بالنسبة لإسرائيل "مسألة حياة أو موت"؟. كما أن تقارير الوضع الميداني في الجنوب اللبناني تفيد أن "إسرائيل ووسط حالة من الهستيريا، تستدعي الاحتياط وتقرر تكثيف الضربات الجوية وترفض توسيع الهجوم البري"؟ كما نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية على موقعها الالكتروني روايات جنود إسرائيليين واجهوا الأهوال على جبهة القتال مع قوات حزب الله. يقول احد الجنود للصحيفة الإسرائيلية "حاولنا تفتيش البيوت، لكن فوجئنا بكمائن حزب الله، قواتنا لم تكن كافية وقيادتنا عجزت أمام قذائف الكاتيوشا".
هذه مجرد نماذج بل مجرد صور من أرض المعركة، أوردتها صحيفة إسرائيلية بارزة، وليست صحيفة لبنانية أو عربية حتى يمكن القول إنه مجرد كلام مثلما كان الحال في حرب 1967 كما تعلمون.
أليس هذا مدعاة للفخر فعلا؟ خصوصا عندما نضع في الاعتبار أن قوات حزب الله ما هي إلا قوات مقاومة وطنية وليست جيشا نظاميا يمثل دولة بعينها، وتخصص له مليارات الدولارات حتى يصبح تسليحه على أحدث طراز.
أليس هذا مدعاة للفخر؟ حينما نرى "جيش الدفاع الإسرائيلي" يتراجع أمام مثل هؤلاء المقاتلين وتنسحب كتيبة منه من وسط "بنت جبيل" إلى "مارون الراس" بعد مواجهة ضارية بين الطرفين، ويكون الرد الإسرائيلي اليائس على هذا الصمود مواصلة قصف المدنيين العزل، وارتكاب مجزرة جديدة في (قانا) ليثبت من جديد أنه لا يجيد سوى الاعتداء على المدنيين الأبرياء؟.
هذا الجيش الذي يعتز بأنه "أفضل جيوش العالم مراعاة للبعد الأخلاقي"، ويا للبعد الأخلاقي؟ لكن يبدو أنني قد عثرت في أجندتي الخاصة على مبرر لهذا الجانب الأخلاقي، الذي يفخر به الجيش الإسرائيلي. إذ أعتقد أن مبرر هذا الوصف، ووفق ما شاهدت أكثر من مرة بأم عيني، هو أن عناصر هذا الجيش يلهون ويمرحون في كل مكان من أندية وفنادق وملاهي ومحطات الباصات، وكثيرا ما تجد الجندي مع صديقته سواء كانت مجندة أم لا يجولان في القدس المحتلة وتل أبيب وحيفا وبئر السبع، وفي الإطار بالطبع يرتكبان كثيراً من الأمور غير الأخلاقية، هكذا نعتبرها نحن أبناء العرب المتخلفين، وهم في الوضع "مسلحون".
أليست هذه هي الأخلاق التي يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي؟ أما زعمكم يا أبناء العرب بشأن قصف المدنيين، فهذا لا ينقص من إمكانات جيش الدفاع الأخلاقية الذي يضرب في البنية التحتية للإرهاب، وفي ذات الوقت، يعلي من القيم الأخلاقية.
الوقت 1/8/2006م
**************
غلطان يا نصر الله
2007-09-03
قاسم حسين
لماذا فعلت ما فعلت يا حسن نصر الله؟ ألم تعلم بأن التوقيت غير ملائم على الإطلاق للقيام بأسر جنديين إسرائيليين؟ ألم تعلم بأن موازين القوى في غير صالح الأمة العربية؟ ألم تعلم بأن "إسرائيل" لديها قوة نيران ضاربة يمكن أن تحوّل لبنان في أيام إلى ركام؟ وهل ببضعة مقاتلين تريد أن تعدّل ميزان القوى المختل في المنطقة منذ نكسة حزيران؟ وهل تطمح إلى أن تقوم مجموعتك الصغيرة بما عجزت عنه 22 دولة عربية بجيوشها وطائراتها ودباباتها ومخابراتها وجواسيسها؟ إنهم اجتمعوا في القاهرة، العاصمة العربية التي قاتلت 20 عاماً ضد "إسرائيل"، حتى ألقت السلاح واختارت "السلام" و"طريق الشجعان"، فنفضوا أيديهم من لبنان ورموه على مجلس الأمن، فلماذا تورّطهم بهذه الأعمال غير المحسوبة وغير المقبولة؟ ثم انه ليس العرب وحدهم الذين وقفوا ضد مغامراتك، بل كل العالم هو اليوم ضدك: من الاتحاد الأوروبي إلى مجموعة الثماني، كلهم أفتوا بـ "وجوب" إعادة الجنديين الأسيرين البريئين إلى أحضان عائلتيهما سالمين آمنين.
كوندليزا رايس أصدرت فتوى مماثلة. وقائمة الفتاوى والمفتين تطول: انجيلا ميركل، طوني بلير، جاك شيراك... حتى غير بيدرسون ممثل كوفي عنان الذي أصدر أول إدانة بعد ساعة واحدة من خطف الجنديين. كل ساسة العالم ضدك، فهل يعقل أنهم كلهم على خطأ وأنت وحدك على صواب؟
ثم أليس من المفترض أن تنتظر تهيؤ كلّ الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والبرجوازية والبروليتارية في العالم العربي حتى تفكّر في مثل هذه العملية؟ ألم يكن من المفروض أن تشاور جامعة الدول العربية وتستفتيها قبل أن تلحق الضرر بالمصالح العليا للشعوب العربية؟
ثم ان كلّ الكتاب والفلاسفة والمحلّلين السياسيين والمراقبين والمتلبرنين الجدد اليوم ضدك... كلهم يقولون انك أخطأت.
كتّاب الأعمدة في اليومين الماضيين، دخلوا على الخط أيضاً، فتحوّلوا فجأةً إلى منظّرين في حرب العصابات، وضرورة اختيار التوقيت الملائم للعمليات في الحروب الشعبية، ليصحّحوا خطأك الاستراتيجي الكبير. هواة "أكل التكّة" في المطاعم الشعبية أيضاً ينتقدونك، على فعلتك غير المدروسة المعلقة بين السماء والأرض.
حتى اليساريون الذين أقاموا مآتم تأبين تشي غيفارا طوال خمسين عاماً، وملؤا أدمغة الشبيبة في السنوات الخمس الماضية بتفاصيل سيرة من حمل البندقية ورفض كرسي الوزير، حتى هؤلاء دخلوا على الخط، واعتبروا أسر الجنديين خطيئةً كبرى. فهل كلهم على خطأ ووحدك على صواب؟ وإلى مَنْ تطمح أن يقف معك؟
أنت تلعب بالنار وحدك، غسلت يدك من الرهان على الحكومات العربية، وغسلت الجامعة العربية يدها منك. حتى الشعب العربي الذي يتعرّض لعملية "عصرنة" وتحديث، وتتولى فضائيات "الدندنة" تحويله إلى شعب راقص طروب، سرعان ما ستجد نفسك أمام ملايين العباقرة الموهوبين في الفن والغناء، فعلى ماذا تراهن؟
لم يبق غير فقراء الشعب العربي الذين يتسمّرون كل ليلة أمام الشاشة يترقّبون ما تفعله بـ "إسرائيل" كل يوم، ويحزنون لما تفعله طائراتها بكم. هؤلاء مستعدون لأن يتقاسموا معك خبزهم وحليب أطفالهم ليحيا أبناء لبنان وأطفال الجنوب، يتوسطهم شاعرٌ حالمٌ يردّد معهم على إيقاع ربابته القديمة: سمّيتك الجنوب... يا شجرَ االوردِ الذي يحترِفُ الفداء...يا جسداً يطلع من ترابِهِ قمحٌ وأنبياء.
الوسط 18/7/2006م
**************
خبر عاجل..
2007-09-03
محمد كاظم الشهابي
سلسلة المداخلات بعنوان: "حزب الله.. خلفيات اسطورة الصمود وملحمة النصر المبين.."، والتي بدأتها قبل ثلاثة أيام، لم تكتمل بعد، ولكن حدث ما دفعني إلى التوقف ـ اليوم فقط ـ وغدا سأعود لمواصلتها، فقد هاتفني أحدهم، وبعد السلام والتحية، سألني: ان كان لدي مانع من اجراء حوار حول ما أكتب؟ وكان جوابي: بالعكس، هذا يسعدني جدا، فطلب مني موعدا لحديث هاتفي، قلت له: مادام المطلوب مجرد حديث هاتفي تفضل أنا جاهز، فأفصح أنه مكلف من شخص آخر، (ذكر لي اسمه)، وأنه يريد ترتيب موعد للحديث، وأردف: (الرجل مشغول الآن)، واقترح أن يعاود الاتصال بي بعد ساعتين.. واتفقنا على ذلك.
كان من الواضح من خلال أجواء الاتصال، واسم الرجل، ونبرة صوت المتحدث، وحكاية طلب موعد للمكالمة، إضفاء أهمية خاصة على الرجل، وما يريد أن يقوله.. بعد مرور أكثر من ساعتين، جاء الاتصال، وتحدث معي الشخص الأول ليقدمني للرجل (المهم).. بعد السلام والتحية، ومقدمة طويلة أكد خلالها أنه حريص على متابعة ما أكتب، أبدى استغرابه من الحديث عن "نصر لـ "حزب الله"، فيما المعارك لاتزال مشتعلة على أشدها، وقد تكون الحرب طويلة وطويلة جدا"، وأضاف: "ألا تخشى أن تفقد مصداقيتك ككاتب محترم، اذا جاءت التطورات باتجاه معاكس، وهل لديك معلومات غير ما هو متداول، فكما يبدو أنك مطمئن تماما من نبوءتك بنصر مبين سيحققه "حزب الله"؟". وكان جوابي: أولا: دعنا نتفق على تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، فالملحمة التي يسطرها رجال "حزب الله" في مواجهة العدوان الهمجي البربري الامريكي الاسرائيلي الحقود، الذي يستهدف المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ وعجائز، ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، هذا بكل المقاييس العسكرية والسياسية، ليس حربا، وإنما هو عدوان أمريكي اسرائيلي مفضوح، وفضيحة كبرى لما يسمى "الشرعية الدولية أو المجتمع الدولي". ثانيا: يبدو أن سوء فهم، أو على الأقل، التباسا كبيرا قد حدث لديك، فأنا لم أكتب عن نبوءة كما ذكرت، بل هي قراءة تحليلية لعناصر القوة والضعف لدى كل من جبهة العدوان الامريكية الاسرائيلية، ورجال المقاومة الاسلامية، الجناح العسكري لـ "حزب الله"، وما أنجز ميدانيا حتى الآن، هو بكل المقاييس نصر مبين لمشروع المقاومة، وهزيمة تاريخية كبرى للمشروع الأمريكي في المنطقة، وقاعدته الاستراتيجية المتقدمة اسرائيل. ثالثا: للتذكير، فيما سمي بنكسة يونيو "حزيران" 1967م، والتي قيل عنها كذبا "حرب الأيام الستة"، في الحقيقة تمكنت اسرائيل من هزيمة كل الدول العربية، وحسم المعركة خلال أقل من ذلك، وها هو "حزب الله"، بامكانيات متواضعة يصمد أمام آلة القتل والتدمير الامريكية الصهيونية الهمجية، المدعمة بأحدث التقنيات حتى كتابة هذه السطور لأكثر من 12 يوما، ويطلق باعتراف العدو أكثر من 2200 صاروخ، تصيب العدو في عمق كيانه الاحتلالي، وتكبده خسائر بشرية فادحة، ناهيك عن خسائره الهائلة في التجهيزات الحربية في البر والبحر، وما حديث دبابات "الميركافا 4"، والبارجة "ساعر 5" عنك ببعيد. لست خبيرا عسكريا، ولكن، كمتابع لتطورات المشهد السياسي، وملاحظة ثبات الموقف السياسي لـ "حزب الله"، في مقابل تذبذب وتراجع وميوعة وتناقض الشروط السياسية للأمريكان والصهاينة لوقف اطلاق النار، يمكنني أن أقطع بأن معركة الصمود التي يسطرها رجال "حزب الله" هي معركة كسر عظم في المستوى الاستراتيجي السياسي للمشروع الأمريكي الصهيوني وعملائه وحلفائه التاريخيين في المنطقة. ما تحقق حتى الآن، نصر مبين، ومن يكابر أو يجادل في ذلك، ليس إلا جاهلا أو حاقدا.
أخبار الخليج 25/7/2006م
**************
هل يعيد التاريخ نفسه؟
2007-09-03
فهمي هويدي
كل ما نشاهده حولنا الآن غير قابل للتصديق: الجسارة والتخاذل والهمجية والتآمر والنذالة:
لسنا وحدنا الذين فوجئنا بما جرى في فلسطين ولبنان. ذلك بأنه ما خطر ببال أحد، في زمن الانبطاح والانصياع، أن تنشق الأرض العربية ليخرج من رحم الانكسار والهوان قوم منا لكنهم ليسوا مثلنا. أعني أولئك الشباب الذين رفضوا كل ما استسلمنا له فنفضوا الوهن واستحضروا عزائمهم، بعدما اشتروا آخرتهم بدنياهم، فكان الذي كان مما يعرفه الجميع من مباغتة العدو في مكامن صلفه وغروره، الأمر الذي انتهى بقتل بعض جنوده وأسر ثلاثة منهم.
معلوم صدى ما جرى في أوصال الأمة العربية، ليس فرحاً بقتل أو اسر بطبيعة الحال، ولكن حفاوة ببزوغ ضوء في الأفق المعتم، وثغرة في جدار اليأس والقنوط، وانتفاض على مسلسل الإذلال والقهر، غير أن صدى المفاجأة في أوساط النخبة العسكرية "الاسرائيلية" لم يكن أقل أهمية. نعم، تحدثت الأغلبية المتشنجة عن ضرورة "تأديب" العرب وسحق أولئك النفر الذي اجترأوا على المساس بشرف الجيش الذي ادعوا أنه لا يقهر، لكن المشهد لم يخل من أصوات لمست الحقيقة وعبرت عنها بصورة أو أخرى. فالجنرال شلومو غازيت الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية (أمان) وصف عمليتي المقاومة في فلسطين ولبنان بأنها أصابت "اسرائيل" بـ "الخزي"، ودعا حكومة بلاده إلى التخلي عن الغرور والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية مع الدول العربية، قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو اسوأ (الإذاعة "الاسرائيلية" 15/7). موشيه ارينز وزير الحرب الأسبق حذر في تصريحات له في إذاعة صوت الجيش (مساء 14/7) من تنامى دور المقاومة الإسلامية في العالم العربي، على النحو الذي قد يؤدي إلى تهاوي قدرة الردع "الاسرائيلية" في مواجهة العرب والمسلمين، وقال: إنه يجب سحق تلك القوى "حتى لا يتجرأ علينا الجميع، وحتى لا نصبح أضحوكة أمام العالم".
أما الجنرال عامي ايالون الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات (الشاباك) وقائد البحرية السابق (حالياً يمثل حزب العمل في البرلمان)، فقد اعترف بالتفوق الذي حققته المقاومة في العمليتين على الصعيدين المعلوماتي والمهني. وقال إنهما من نوع عمليات "الكوماندوز" الخطيرة. وإنه كعسكري مخضرم كان سيشعر بالفخر لو أنه هو الذي قادهما.
من زاوية أخرى أوسع، فإن ما جرى كان بمثابة ضربة موجعة لحسابات الإدارة الأمريكية، بعد أحداث سبتمبر عام ألفين. وهي الحسابات التي قامت على ضرورة إعادة تشكيل المنطقة في ما سمي مشروع الشرق الأوسط الكبير، لترويضها وتهذيبها، ولادماج "إسرائيل" بصورة نهائية في نسيجها العام. (قبل أسبوع من عملية حزب الله، كان وزير الخارجية التركي عبدالله جول في واشنطن لتوقيع بروتوكول بمقتضاه تقوم أنقره بدور رئيسي نشط في تنفيذ المشروع). ذلك أن الإدارة الأمريكية بعدما اطمأنت إلى استمرار مسلسل التنازلات في فلسطين، وبعدما احتلت العراق لتأديب نظامه المتمرد، وبعدما طردت السوريين من لبنان واستصدرت من مجلس الأمن القرار 1559 الذي يقضي بنزع سلاح حزب الله، تمهيدا لضم لبنان إلى معسكر التطبيع، بعدما توهمت واشنطن أن مخططاتها في المنطقة العربية تمضي في الطريق المرسوم لها، إذا بها تفاجأ بأن كل تلك المخططات انقلبت رأسا على عقب. فالعراق تحول إلى مصيدة للسياسة الامريكية، وبركة وحل لا تعرف كيف تخرج منها. والشعب الفلسطيني صوت لصالح حركة حماس، التي لم تعترف ب "إسرائيل" ولا بالتنازلات المجانية التي قدمت لها. ومن ثم فإنها أعادت القضية إلى نقطة الصفر، وأعادت شعار المقاومة إلى الواجهة مرة أخرى. وحزب الله في لبنان صار قوة يتعذر نزع سلاحها، ومنذ بداية العام وأمينه العام السيد حسن نصر الله يتحدث عن ضرورة استعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل، ويجهر بأن رجاله لن يترددوا في خطف الجنود "الإسرائيليين"، لإجبار تل ابيب على مبادلتهم بأسراهم. بل ذهب الحزب إلى حد القيام بعملية نوعية ادت إلى قتل 8 جنود "اسرائيليين" وأسر اثنين منهم. ذلك كله أصبح يعني شيئا واحداً، هو فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، ومعها المخططات والطموحات "الاسرائيلية". وككل القوى الباطشة والمغرورة، فقد كان اشهار العصا الغليظة هو الحل، فتحولت آلة الموت والخراب لتضرب غزة ولبنان، في حين أن العراق اخذ نصيبه من الاثنين وزيادة. بكلام آخر أصبح اسقاط حكومة حماس وتجريد حزب الله من سلاحه تمهيداً لتحجيم دوره ومن ثم حرمانه من القدرة على الممانعة فضلا عن المقاومة، هاتان المهمتان أصبحتا على رأس اولويات السياسات الأمريكية "والإسرائيلية" في المنطقة. والنجاح في انجازها إذا تم، يصبح بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية يسهم في احكام حلقات اخضاع العالم العربي، ومن ناحية ثانية فإنه يعوض الولايات المتحدة عن فشلها المهين في العراق، بما يسمح لها أن تدعي امام الرأي العام الأمريكي أن انتصاراتها في الشرق الأوسط مستمرة.
لأجل ذلك كان لابد من ضرب غزة ولبنان بلا رحمة، وقصفهما بكل ما في ترسانة السلاح "الإسرائيلية" من قوة تدمير (باستثناء السلاح النووي الذي لا تحتاج إلى استخدامه في هذه المرحلة). وكان مفهوماً أن تقف الولايات المتحدة بالكامل في المربع "الاسرائيلي"، وأن تؤخر قدر الإمكان إصدار مجلس الأمن لأي قرار يوقف اطلاق النار، وأن تقود واشنطن حملة تمكين "إسرائيل" من إشاعة أكبر قدر من الدمار والخراب لتركيع الفلسطينيين واللبنانيين، وصولاً إلى تحقيق المراد من العملية.
كان طبيعياً في هذا السياق أن يتم تجاوز موضوع الأسرى "الإسرائيليين"، وأن تنحى جانباً فكرة مبادلتهم بالفلسطينيين واللبنانيين، التي تمت في حالات سابقة، لأن الأهداف المرجوة أكبر وأبعد من مجمل ملف الأسرى، وهو ما وضع الجميع أمام موقف عبثي، بدأ في ظاهره بأسر ثلاثة جنود "إسرائيليين" في مواجهة عسكرية وانتهى برد "إسرائيل" بجنون شمل ضرب محطات المياه والكهرباء والجسور وتدمير البيوت ومقار الوزارات وخطف الوزراء وقتل المصيفين على شاطئ غزة، وقصف دار للأيتام في إحدى قرى النبطية بجنوب لبنان.
فجر الأربعاء 12/7 (يوم عملية حزب الله) ألقى سلاح الجو "الإسرائيلي" قنبلة بوزن طن على منزل من طابقين في غزة، يملكه المحاضر في الجامعة الإسلامية الدكتور نبيل إبو سلمية. أدت إلى قتل الرجل وكل أفراد أسرته، وإصابة نحو أربعين آخرين، وتدمير عشرة منازل مجاورة بشكل جزئي، بعد ذلك بأسبوع ألقى "الإسرائيليون" 23 طناً من المتفجرات على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية، أحدثت دماراً هائلاً وتعذر حصر الضحايا الذين تحولوا إلى أشلاء صغيرة تحت أنقاض المباني التي سويت بالأرض.
ولم تكن من قبيل الحوادث الاستثنائية، ولكنها نموذج للوحشية والبربرية والحرب اللاأخلاقية،التي ظلت تتكرر بصفة يومية طيلة الأسابيع الماضية.
لم يكن ذلك مستغرباً من "إسرائيل"، وسجل مجرمي الحرب الذين يقودونها منذ إنشاء الدولة في عام 48 حافل بمثل هذه الممارسات. لكن المذهل والمدهش حقا أن دول العالم الغربي بأسره باستثناء ثلاث هي ايطاليا وفرنسا وإسبانيا لم تكتف بموقف المتفرج مما يحدث فحسب، ولكنها ــ وعلى رأسها الولايات المتحدة بطبيعة الحال ــ باركت حملة القتل "الإسرائيلي"، وشجعته وتواطأت على تمكين "إسرائيل" من تحقيق أهدافها، وهو التواطؤ الذي كان مجلس الأمن إحدى أدواته، وهو ذاته المجلس الذي انتقل بكامل أعضائه لمعالجة مشكلة دارفور، وكان ظاهر الحزم في التعامل مع المسؤولين عن الجرائم التي أرتكبت بحق شعبها.
كان واضحاً لكل ذي عينين أن الدم العربي وحده الأرخص، وأن العرض والارض والزرع والضرع في العالم العربي هي المستباحة، ومن سخريات القدر أن السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اعتبرت أن شلال الدم النازف في بلادنا وأن الدمار الحاصل فيها هما من ارهاصات ميلاد الشرق الأوسط الجديد (هكذا قالت في مؤتمرها الصحافي يوم الجمعة 21/7)، من تلك المساخر أيضاً أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، اقترح إرسال قوات دولية على الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، وحين سئل عما إذا كان سيطالب بإرسال قوات مماثلة لإقامة منطقة عازلة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" في غزة، فإنه تلعثم ولم يرد، لأن المطلوب هو تكبيل حزب الله في لبنان وإطلاق يد "إسرائيل" في فلسطين. أما أم المساخر فهي التصريحات التي اطلقتها الممثلة الفرنسية العنصرية بريجيت باردو، التي لم يقلقها في كل ما يجري سوى معاناة الحيوانات من القصف في بيروت، فتبرعت بخمسة آلاف يورو لإحدى جمعيات الرفق بالحيوان في لبنان مساهمة منها في رعاية وإنقاذ تلك الحيوانات.
الأصداء في العالم الغربي لم تكن مفاجئة، وبعضها كان متوقعاً، أما الأصداء في العالم العربي فإنها بدت شاذة ومستغربة. لست أعني فقط الاجتماعات العديدة التي عقدها الزعماء الغربيون لبحث أزمتنا، وأحدثها لقاء روما الذي يلتئم غداً، في حين أن العالم العربي لا يزال يتلكأ ويسوّف في عقد القمة، إنما أتحدث أيضاً عن التصريحات الرسمية وما عبر عنه بعض المثقفين العرب. فمن انتقاد لحزب الله وغمز في قناته، إلى تجاهل للخلفيات التي سبقت الإشارة إليها، والادعاء بأن ما قامت به عناصر الحزب ليس سوى محاولة إيرانية لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة. وهو ما أعطى انطباعاً بأن هؤلاء يعتبرون العدو هو إيران وليس "إسرائيل".
في كل الأحوال فقد بدا أن تلك الأصوات لم تأخذ موقفاً حازماً رافضاً للهجمة "الإسرائيلية" والغطاء الأمريكي لها، الذي يفضح التواطؤ المسبق. وهو ما استقبلته دوائر عدة بحسبانه موالاة للولايات المتحدة وقبولاً ضمنياً بالعدوان "الإسرائيلي". وليس سرًا أن "إسرائيل" بدت سعيدة بذلك الموقف. عبر عن ذلك روني بارعون وزير داخليتها، الذي صرح في حديث له بثته الإذاعة "الإسرائيلية" في 15/7 بقوله إننا فوجئنا بالنقد الذي وجهته بعض العواصم العربية لحزب الله.. وأن معظم الحكومات العربية تؤيد ما نقوم به ضد الحزب في لبنان.. وأن المسؤولين العرب يدركون جيداً أن معركتنا ضد المتطرفين الإسلاميين في لبنان وغزة هى ذات المعركة التي يخوضونها في أقطارهم.
عزز من ذلك الانطباع أن وزيرة الخارجية الأمريكية في تأييدها المستمر لجرائم الحرب التي تمارسها "إسرائيل" في لبنان وفلسطين عبرت أكثر من مرة عن تقديرها وشكرها لموقف بعض العواصم العربية من الأزمة. وربما كان ذلك ما دعا السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، إلى القول في حواره مع قناة "الجزيرة" أن مواقف بعض الدول العربية شجعت "إسرائيل "على الاستمرار في عدوانها.
هذا المشهد أعاد إلى ذاكرتي ما حدث أبان القرن العاشر الميلادي، حين تمزقت الاندلس بين "ملوك الطوائف" المسلمين، الذين تباينت مواقفهم إلى الحد الذي دفع بعضهم إلى الاستعانة بملوك النصارى في صراعهم مع بعضهم، في قرطبة وقشتالة وبلنسية وغيرها. وبطبيعة الحال فإن ملوك النصاري لم يترددوا في تقديم ما طلب منهم من عون مقابل بعض الغنائم التي دأبوا على تحصيلها، الأمر الذي انتهى بتآكل الممالك الإسلامية وسقوطها في أيديهم واحدة تلو الأخرى ومن ثم اندثار دولة الإسلام في الأندلس.
ترى هل يعيد التاريخ نفسه، بحيث تلقي المقادير في وجوهنا بمشهد آخر من المشاهد غير القابلة للتصديق؟
الخليج 25/7/2006م
**************
حسن نصرالله.. المغامر!
2007-09-03
ناجي عباس
ببساطة ودون جعجعة فارغة، استطاع حزب الله نفض الغبار والصدأ، عن حلم تلك الأمة، في استعادة الحقوق المشروعة، والعيش بكرامة، برغم كل ترسانة السلاح العسكري الاسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الامركية.
ببساطة وهدوء المقاوم الشريف استطاع سماحة السيد حسن نصرالله، امتلاك قلوب شعوب المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، دونما بوارج وطائرات، واقمار صناعية، وسيارات وقصور، لم يرتد بزة عسكرية تحمل رتبة المهيب أو المشير أو الفريق الركن، ولا القائد الاعلى للقوات المسلحة، ولم يكن طرفا في صفقات سلاح بالمليارات، لم يمتلك اجهزة اعلام وصحف ومجلات، ولا آبار نفط..لم يمتلك كل ذلك، واكتفى بالحفاظ على كرامته وشرفه وعزته وابائه، لم يساوم على الدم حتى بدم.
لم يكن سماحة السيد حسن نصرالله طرفاً في مساومات على الأرض، ولم يسع لامتلاك القصور والطائرات واليخوت، واعلن منذ لحظته الأولى انه ليس معنياً باتفاقات تجحفه حقه في السيادة الكاملة ــ غير المنقوصة أرض ابائه واجداده، بغض النظر عن أطراف تلك الاتفاقيات. أدرك دون أدنى شك انه عائد مرة أخرى ومعه شرفاء تلك الأمة الى يافا وحيفا والناصرة وعكا والقدس. لم يتزعزع ايمانه ولو للحظة ان الموت بكرامة وشرف اكرم من الف حياة دونهما..لم يسمح لأحد بانتزاع حلمه باستعادة الحق ــ كما سمحنا جميعاً
واليوم. يمر على بدء المعركة بين الحق والباطل اثنى عشر يوماً كاملة. تخوض فيها المقاومة الاسلامية لحزب الله، وحدها دون أي سند معركة الامة بكاملها، لم يُحجم للحظة في التصدي لاعادة رسم خريطة المنطقة بالكامل بعيدا عن ارادة اصحابها، ولم يطلب عونا ممن يعتقدون انهم يملكون كل شيء، المال والنفط والسلاح والمطارات والصواريخ والبنوك، والمحطات التلفزيونية، لقناعته بأن هؤلاء باتوا بالفعل لا يملكون شيئاً على الاطلاق، بعد ان استبدلوا الأرض والعرض الكرامة والشرف بترف زائل
يخوض حزب الله معركته وحده، لا تسانده سوى قلوب الشرفاء على امتداد الأرض العربية بكاملها، ودعوات الأمهات والزوجات والأخوات. لقن اسرائيل درساً لم تستطيعه الجيوش العربية بكاملها، ولم يجرؤ غيره على اجبار اسرائيل على اطلاق صافرات الانذار في عكا وحيفا والناصرة، وحشد مليوني اسرائيلي في المخابئ والملاجئ..
لم تتركه الانظمة العربية وحده يخوض معركة تلك الامة فقط، بل وفرت الغطاء العربي لحرب الابادة الصهيونية في لبنان..وبدم بارد. قد تكون الانظمة العربية قد استطاعت تقييد شعوب تلك المنطقة بقوانين الطوارئ، واجهزة الأمن والهراوات والبلطجة، والتعسف في استخدام الحق، وقد تكون قد حرمت تلك الشعوب من ترجمة مشاعرها الى افعال لتساند المقاومة الاسلامية في معركة الأمة. لكن تلك الانظمة لم ولن تستطع من تقييد مشاعر البسطاء في الوقوف خلف سماحة السيد حسن نصرالله... المغامر.
اذا كان المدافع عن الأرض والعرض والكرامة هو المغامر، فلنتحول جميعنا اذاً الى مغامرين، اذا ما ضمنا العيش بكرامة وشرف وعزة نفس، ولنترك العقل لأصحاب الفخامة والجلالة والسمو والنفط واليخوت والاموال والحسابات السرية، فلعل كل ذلك يعوضهم عما يمتلكه المغامرون وحدهم..
جاءكم سماحة السيد حسن نصرالله واخوانه ومجاهديه ليزيل عنكم العطن فرفضتم، جاءكم يهديكم نتفاً من الكرامة والشرف فأبيتم ــ في اعتقاد مغلوط بان الفرصة قد حانت للتخلص من كل الواهمين والحالمين والمغامرين، ارتميتم برضا كامل في مستنقع واحد مع الامريكيين والصهاينة من كل صنف وملة، فابقوا حيث أنتم..الى حين وان غداً لناظره قريب.
صحيفة "المصريون" 24/7/2006م
**************
حرب وحب وحكمة.. نصر الله
2007-09-03
رشاد أبو داود
من أين أتى بهذا الهدوء وهو الجالس على بركان يتفجر صواريخ وناراً. كيف لم تخذله هذه الحكمة التي لعجوز محنك وأي شاب هذا الذي سكنت الثقة عينيه وجلسته، فراح يتحدث عن الحرب بخبرة الجنرال "جياب" وعن السياسة بدهاء "تشرشل".. وإن كان لا يحب أن نشبهه بهما، كما نعتقد.
هذا الرجل الذي كان أمامنا، أو بالأحرى نحن الذين كنا أمامه يتحدث لأكثر من ساعة على قناة "الجزيرة"، كان يتحدث ببساطة عن قضية أقنعونا أنها معقدة، يفتح خيارات، لمن يريد، بعدما قالوا لنا أن "السلام خيارنا الوحيد"، يقود حرباً استثنائية في وقت استثنوا فيه الحرب مع إسرائيل من كل استراتيجياتهم وأجنداتهم. و..تركوا الأمة في متاهات استراتيجية الغياب والتغييب واستمراء السير بالمقلوب في عالم انقلبت مفاهيمه وأخلاقياته وأصبحت الضحية تهتف بحياة القاتل وتقبله على الخدين وربما.. على الرأس!
وعلى رأس أولويات السيد حسن نصر الله كانت كرامة الأمة تلك التي لم تعد تذكر في قاموس السياسة العربية، لكأنها سقطت سهواً على بوابة فندق مفاوضات غير متكافئة، أو شطبت كشرط للتفاوض كما شطبت تعابير يعتبرونها "متعصبة" من المناهج المدرسية في أكثر من دولة عربية. وفي ظنهم أن الأجيال العربية القادمة ستكون منزوعة العداء للكيان الصهيوني على أرض فلسطين فيما هو عدو بالفطرة!
لقد انزلقت سهوا كلمة "إسرائيل" من لسان نصر الله في حديثه فسارع كمن ارتكب معصية إلى الاعتذار ليصحح "فلسطين المحتلة"، وربما هذا الإيمان المتجذر في القضية العربية المركزية هو الذي ساعد المقاومة اللبنانية في بناء استراتيجية ثابتة صادقة طويلة المدى، ولقد كان متاحاً أمام نصر الله أن يغلق ملف الجنوب ويضعه في تلك المنطقة الصغيرة من مزارع شبعا. وأن يفاوض من أجل سمير القنطار والأسرى من دون حرب كحرب هذه الأيام التي يضحي فيها اللبنانيون بحيواتهم وأمنهم وبيوتهم، لكن الإيمان العميق يذهب عميقاً في جذور المشكلة. وجذورها هناك في فلسطين. فلولا وجودهم لما احتل جنوب لبنان أكثر من عقدين، ولما انقسم اللبنانيون بين مؤيد للاعتراف بإسرائيل وبين معارض، ولما جرت الحرب الأهلية ولما.. ولما.. هي حرب استقلال للبنان، كما قال نصر الله، من دون تدخل سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا في شؤون لبنان.
ليس استقلال لبنان فقط، بل استقلال الارادة العربية وخروجها من مستنقعات الضعف ومصائد الارتهان للأجنبي الذي استعمر الأمة بالمال أو بالأفكار أو بالبوارج أو بالنمط الاستهلاكي بين وجبة سريعة وتسريحة خليعة وبين لغة مكسرة وأيادٍ تمتد في فضاءات ليست لنا.
جلسنا أمام نصر الله.. وعندما أنهى حديثه وجدنا أنفسنا معه.. خلفه طالما هو في مواجهة إسرائيل.
الوقت 22/7/2006م
**************
ماذا يضركم تأييد حزب الله؟
2007-09-03
فوزي الجندي
نعم، لقد أفلح العرب، أهلكوا إسرائيل شجبا واستنكارا. نعم، لقد أفلح العرب، وتمكنوا من تطوير الخطاب الإعلامي بمعدلات غير مسبوقة، فبعد أن كانوا يتحدثون بملء الفم عن جعل سيناء مقبرة للأعداء، هاهم الآن يتحدثون عن ضبط النفس والمغامرات غير المحسوبة، ويدعون إلى دقة الحسابات وعدم التهور.
نعم، لقد أفلح العرب وتفوقت الشعوب على الأنظمة، عبرت الشعوب بجرأة عن مواقفها الحاسمة والقاطعة، ووصل لهيبها إلى البيت الأبيض وارتجت المياه تحت أقدام بوش وكوندي وبلير، الذين استمعوا إلى مواقف أكثر وضوحا وصراحة من تلك المخزية التي عبر عنها القادة والزعماء، على رغم أن هذه الأنظمة وجدت في الأصل للعمل على صالح ومنفعة هذه الشعوب، وما كان لهذه الأنظمة أن توجد لولا أن منحتها شعوبها الشرعية (بالطبع فإن هذه الجملة افتراضية، كما تعلمون جميعا).
هناك سؤال يطاردني ليل نهار منذ أن اندلعت الحرب المأساوية في لبنان الحبيب والعمليات العدوانية الهستيرية التي يواصلها جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت راية تدمير حزب الله، وأيضا (ويا للسخرية) العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 بعد أن سجل المجتمع الدولي فشلا ذريعا على هذا الطريق.
سؤالي المؤلم: ما ذا يضركم يا سادة يا كرام في تأييد حزب الله؟ حزب الله لم يطلب معونات ومساعدات، ولم يعلن أنه بصدد تنفيذ مدّ إلى العالم العربي، مطلوب فقط دعم عربي معنوي لهذه المقاومة الباسلة التي ألهبت ظهر إسرائيل و"علمتها الأدب" وطردتها من الجنوب اللبناني قبل 6 سنوات. فهل الدعم عبر التصريحات أمر تنوء به الجبال؟ بمعنى أكثر دقة، أليس من الممكن أن يكون التصريح مثلا من قبيل "نحن ندعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي مع التأكيد في الوقت ذاته على أن مقاومة الاحتلال حق كفلته الشرعية الدولية، وإذا كانت إسرائيل حقا تريد الأمن والسلام فعليها الجلاء عن كامل التراب اللبناني".
أليس هذا تصريحا دبلوماسيا يمكن أن يكون منجاة من "المهالك" الأميركية ببصمات إسرائيلية؟ ثم أليس من حق هذه الشعوب أن يكون لموقفها تقدير واعتبار بدلا من أن يترك لها فقط (هذا الأمر افتراضي كذلك) الحق في التظاهر والهتاف (والجعجعة) ما دام الأمر مجرد هتافات وتعبير عن نبض الشارع، ثم نفعل نحن ما نريد وما نعتقد أنه مفيد (لمن،الله أعلم). ولعلني أشم للأسف رائحة مفادها أن هناك رغبة عربية دفينة بتدمير حزب الله من دون تدمير لبنان، أي أن هناك ضوءا أخضر عربيا لإسرائيل بأن تدك معاقل هذا الحزب (المقاوم)، لكسر الأنف الإيرانية (بشكل غير مباشر) الذي يشكل حزب الله رأس الحربة بالنسبة اليها في الشرق الأوسط. ربما تكون هذه مجرد خاطرة، لكنني أعود وأقول، كم يحتاج لبنان ولن أقول حزب الله إلى موقف عربي ناضج ولا أقول منسجما مع الموقف الشعبي وإنما يقترب منه على الأقل.
لن تكون إسرائيل يوما ما صديقة للعرب وإنما سيظل العداء كامنا وإن تلاشى قليلا لدى البعض، إلا انه سيظل فينا ما حيينا، وسيظل كذلك لديهم، وها أنا أقولها واضحة وصريحة من واقع تجربة شخصية مريرة في هذا الاتجاه، أكدت لي كيف أن هؤلاء يا سادة من المستحيل التعايش معهم نهائيا، فهم لنا بالمرصاد، ويحلمون بالاستيقاظ وقد أباد "تسونامي عربي" كل شعوب المنطقة لتصبح من الجنس اليهودي الخالص الذي لا تشوبه شائبة.
لن تجدي معهم لغة المصالح، ولن يفل الحديد إلا الحديد، ولن يجدي مع هؤلاء إلا الدم، وأكرر، هذا هو محصلة تجربتي.
وفي نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح، وما ضاع حق وراءه مطالب.
الوقت 25/7/2006م
تعليقات الزوار