نصرالله يبشّر "إسرائيل" بالهزيمة

2007-09-04

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب بثته محطات التلفزة اللبنانية والعربية أمس أن الحزب سيلجأ "إلى كل وسيلة" تمكّنه من الدفاع، مبشراً "إسرائيل" التي اختارت "الحرب المفتوحة" بـ "الهزيمة".

وقال نصرالله في رسالة بالصوت والصورة تم بثها بعد ساعات من إعلان القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنّه أصيب بجروح خلال القصف الإسرائيلي العنيف للضاحية الجنوبية خلال الساعات الأخيرة، متوجهاً إلى الإسرائيليين: "أبشركم بالهزيمة". وقال: "سنلجأ إلى كل وسيلة تمكننا من الدفاع طالما أن العدو يمارس عدوانه بلا حدود وبلا خطوط حمراء".

وتابع "نحن مازلنا بكامل قوتنا وعافيتنا، نحن الذين نختار المكان أو الزمان... مازلنا ندير أمورنا بشكل دقيق ومنظّم لا يتوقعه العدو وهو الذي يتصرف على قاعدة أن الأيام الأولى قاسية يحصل فيها تفكك في القيادة والقاعدة وهذا لم يحصل". وقال نصرالله الذي لم يُعرف المكان الذي يتحدث منه: "إن أهم نقاط قوتنا أن العدو يجهل قدراتنا... وهو يبني على تقديرات خاطئة ومعلومات خاطئة ويلجأ إلى الأكاذيب".

وتابع "العدو يجهل إمكاناتنا (...) نعتز بأننا غير مخترقين، وبأننا كنا نبني قوتنا على أكثر من صعيد لأننا كنا نحتاط لليوم الذي ستثأر فيه (إسرائيل) من لبنان بسبب الهزيمة التي ألحقها بها حزب الله". وكان يشير إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في مايو/ أيار 2000 نتيجة عمليات المقاومة، على حد قوله.

وقال نصرالله: "نحن مستمرون طالما أنّهم هم الذين اختاروا الحرب المفتوحة (...) عندما يتصرف العدو على أساس أن لا خطوط حمر، يحق لنا التصرف بالمثل". وأضاف في إشارة إلى إمكانات حزب الله العسكرية "لدينا الكثير الكثير ومازلنا في بداية المواجهة"، متوعداً باللجوء "إلى كل وسيلة تمكننا من الدفاع عن أنفسنا". وقال: "الترسانة التي تحسبون لها كل حساب مازالت موجودة وما أطلق هو القليل القليل".

وقال الأمين العام لحزب الله: "إن الحزب حاول في الأيام الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان التزام الهدوء والدقة وعدم التعرّض للمدنيين، إلا أنَّ الجيش الإسرائيلي استهدف القرى والمدن اللبنانية والمدنيين"، مشيرا إلى أن "الإسرائيليين فهموا صبرنا بالشكل الخاطئ".

وتحدث عن "انجازات" عسكرية حققها حزب الله في إصابة أهداف عسكرية إسرائيلية، مشيراً إلى أنّه اضطر إلى "الوفاء بالوعد" اليوم وقصف مدينة حيفا.

إلا انه قال: "تعمدنا تحييد المصانع البتروكيماوية في حيفا وهي تحت مرمى صواريخنا، حرصاً على أن يكون سلاحنا سلاح ردع لا انتقام". وأضاف "هذا التحييد لا يعني أننا سنبقى في هذا الموقع".

وأكد نصرالله أن الإسرائيليين هم الذين قصفوا السفينة المصرية وليس حزب الله. ونفى نصرالله نفياً قاطعاً وجود أي جنود إيرانيين في لبنان أو مشاركتهم في هجمات حزب الله، وقال: "ليس صحيحاً وجود أي جنود إيرانيين بين مجاهدينا".

الشرق الوسط 17/7/2006م

**************

 

 

كلمة السيد نصر الله: سندخل ما بعد حيفا

2007-09-04

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أننا سندخل من الآن في مرحلة ما بعد حيفا"، وقال ان هناك مرحلة جديدة من الصراع يفرضها العدو علينا، ولن يبقى قصفنا في حدود حيفا، وسننتقل إلى مرحلة جديدة، مشيرا الى أن التطورات ستحدد ما إذا كان يجب الانتقال إلى ما بعد بعد حيفا.

وفي كلمة وجهها في الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، عبر قناة "المنار" قال السيد نصر الله إن أمامنا أياماً حاسمة ومصيرية، وهي بحاجة إلى مزيد من الثبات والتماسك الداخلي.

وجاء في كلمة نصر الله:

بعد مضي أسبوعين من المواجهة والعدوان الصهيوني الهمجي والصمود الذي يقترب من المعجزة، صمود هذا الشعب الأبي وهذه المقاومة الشجاعة. أود أن أتوجه إليكم، لأن هناك ما يحتاج إلى تعليق واتخاذ مواقف محددة، لنعرف كيف نواصل أيامنا المقبلة.

في الجانب السياسي يجب أن نعرف ونستوعب حقيقة الحرب وخلفيات العدوان. بعد أسبوعين أصبحت الأمور أوضح بكثير، وتوفر الكثير من المعطيات والمواقف والتصاريح العلنية سواء من مسؤولي الإدارة الأميركية أو العدو الصهيوني، أو من يدور في فلكهم، وأيضاً الكثير من التحليلات والوقائع التي تؤدي الى استنتاج واحد وواضح. لو عرفنا أية حرب نخوض الآن، نستطيع أن نعرف كيف نواصل المسيرة.

بعد حديث وزيرة الخارجية الأميركية عن شرق أوسط جديد، يعني شرق أوسط أميركي إسرائيلي جديد، هل يتصور أحد أن هذا المشروع الضخم الكبير وُلد في يوم أو يومين من أسر المقاومة للجنديين الإسرائيليين؟

كل المعطيات تؤكد أنه كان يتم التحضير لإطلاق هذا المشروع منذ سنة في الحد الأدنى. في تقدير الأميركيين أن هناك عقبات أمام شرق أوسط جديد. فهو يعني المنطقة التي تسيطر عليها الإدارة الأميركية وتتفرد في إدارة شؤونها ومواردها وخيراتها، وتكون شريكتها الأولى إسرائيل. في الشرق الأوسط الجديد لا مجال لأي حركة مقاومة، المطلوب العمل على إزالة العقبات وهي حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وتالياً سوريا وإيران.

بدأ الأمر في فلسطين. كان المطلوب تصفية حركات المقاومة في فلسطين. جاءت الانتخابات، وانتصرت حركة المقاومة، ما أوقعهم في حرج شديد. ضربوا الشعب الفلسطيني، جوّعوه، أقفلوا عليه، منعوا المساعدات عنه، وكانوا يدفعون الأمور في فلسطين إلى الاقتتال الداخلي. وكان الخطر الذي يواجه الشعب الفلسطيني هو الاقتتال الداخلي. جاءت عملية أسر الجندي الإسرائيلي في غزة. أهمية هذه العملية أنها دفعت خطر الاقتتال الداخلي عن الفلسطينيين، وأعادته الى المعركة الأساسية والحقيقية.

في لبنان، خلال عام كامل كانت هناك جهود أميركية مباشرة وغير مباشرة. كان الأميركيون يتابعون تطورات الأوضاع الداخلية في لبنان بشكل واضح وتفصيلي وحثيث، وكانوا يراهنون، وفشلت رهاناتهم على مستوى الداخل، ولم يجدوا من يعمل على القضاء على تيار المقاومة ووجودها في لبنان. فوجئوا بحجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة. ذهبوا الى خيار آخر، خلال سنة درسوا واقع الجيش اللبناني، ونعرف أن هناك الكثير من الوفود العسكرية التي جاءت ووجهت الكثير من الأسئلة. وفوجئوا أن هذا الجيش اللبناني لا يمكن أن يقدم على معركة من هذا النوع لأنه جيش وطني. قياداته وضباطه ورتباؤه وجنوده. عقيدة الجيش تأبى أن تنخرط في مؤامرة من هذا النوع، وقيادة الجيش قامت بدور حكيم ودقيق في المرحلة الصعبة التي مرّ بها لبنان في أوضاعه الداخلية.

راهنوا على إدخال حزب الله في الحكومة وإشغاله في المناصب والمشاريع، ويمكن أن يدفعه ذلك الى التراجع عن المسؤوليات الجهادية، وهذا ما لم يحصل.

إذاً كل المعطيات الداخلية كانت أن لا سبيل للرهان على هذا الأمر. انتظروا نتائج الحوار الوطني. كانوا يواكبون بالتفصيل، ووصلوا الى نتيجة أنه لا يمكن الوصول الى هذا الهدف. وقد انتهى الأميركيون الى نتائج أنه ليس هناك من طريق داخلي يمكن الرهان عليه للإجهاز على المقاومة وتيارها ووجودها.

على المستوى الإقليمي، راهنوا كثيراً على أصدقائنا في سوريا وإيران، ووجدوا رغم كل الأباطيل والأراجيف، أن لا إيران ولا سوريا حاضرتان للإجهاز على المقاومة في لبنان أو في فلسطين. وصلوا الى الاستحقاق الذي لا بد منه في نظرهم. هناك جهة واحدة للتعويل عليها لضرب المقاومة في لبنان وفي فلسطين، ولاحقاً يعملون على عزل سوريا وإيران وتهديدهما.

الحرب الإسرائيلية

بناء على هذه القراءة كان خيار الاميركيين الحرب الاسرائيلية على لبنان. وما توافر لدينا من معلومات أن كل المناورات التي كانت تجريها قوات العدو في الاشهر القليلة الماضية، وخصوصا في شمال فلسطين المحتلة وجنوب فلسطين المحتلة، يبدو أنها كانت تحضيرات للعدوان على لبنان، والذي كان معداً أو يجري العمل على أساسه إما أواخر أيلول أو اوائل تشرين الاول. كانوا بحاجة ايضا الى بعض المعطيات أو المعلومات الاستخبارية لاستكمال خطتهم الحربية.

الخطة كانت تقضي انه دفعة واحدة يقوم العدو بسبب أو بدون سبب، خصوصا أنه يحظى بتأييد دولي وغطاء من أكثر من مكان في العالم، بحملة برية قوية تسيطر على منطقة جنوب الليطاني بالكامل لمنع إطلاق صواريخ الكاتيوشا. وفي نفس الوقت يقوم سلاح الجو الاسرئيلي بضرب جميع بيوت قيادات ومسؤولي ومراكز ومؤسسات حزب الله والبنية التحتية بما يؤدي الى شلل تام في حركة المقاومة وفي حركة البلد وتحريض الشارع اللبناني على المقاومة، وإفقاد المقاومة القدرة على استعادة المبادرة، وإلحاق ضربة قاسية فيها لا يمكن أن تقوم بعدها على الاطلاق. هذا السيناريو كان سينفذ لو لم نقم بعملية الاسر، وأنا شفاف وواضح. ودائما كنا نتساءل انه عندما أقدمنا على هذه العملية كنا نتوقع هذا الرد أو لم نكن نتوقع هذا الحجم من الرد. عندما قامت عملية الاسر فإن المقاومة من حيث لا تعلم أحبطت الخطة الاخطر والسيناريو الاسوأ للحرب على لبنان وعلى المقاومة في لبنان وعلى الشعب في لبنان.

هذه الحقيقة التي توصلنا اليها. من خلال عملية الاسر وجد العدو الصهيوني نفسه انه في حالة إذلال لا يمكن أن يتحمل هذه الضربة فاستعجل الحرب التي كان يعد لها. أهمية هذا الاستعجال تكمن في الدرجة الاولى في ان العدو فقد عنصر المفاجأة. كان يفترض اننا سنكون غافلين نائمين. في لحظة واحدة، جنوب الليطاني في الحد الادنى يتم احتلاله. تقصف بيوتنا ومراكزنا ومؤسساتنا. نفقد الادارة والسيطرة والتواصل وإمكانية الحركة وبالتالي يجهز إجهازا كاملا على المقاومة بأقل خسائر ممكنة. أحبط السيناريو الاول وسقط عنصر المفاجأة، وهو أخطر عنصر كان يعتمد عليه في هذا السيناريو. أضف الى ان العدو اضطر للقيام بهذه العملية قبل وقتها وقبل استكمال المعلومات والمعطيات والتحضيرات اللازمة والمكملة لهذه العملية والتي كان يمكن ان تساعد على نجاحها أكثر من أي زمن مضى.

أيها الشعب اللبناني العزيز ويا شعوب العالم التي يخفق قلبها لنا، نحن الآن بدأنا ندرك بشكل قاطع وواضح خلفيات وأهداف هذه الحرب، وبالتالي كل هذا السجال. العدو كان سيقدم على هذه الحرب وما قامت به المقاومة فيه لطف إلهي. اليوم المشروع الذي انطلقت على أساسه الحرب وخططت على أساسه الحرب هو إعادة لبنان الى دائرة السيطرة والهيمنة الاميركية الاسرائيلية. يعني أسوأ من اجتياح 82 واتفاق 17 ايار. المطلوب ان يخرج لبنان كلياً من تاريخه والتزامه وثقافته وهويته الحقيقية، أن يصبح أميركياً وصهيونياً من خلال واجهات أميركية تطيع وتلتزم ولا حول لها ولا قوة. قدرنا مع كل الوطنيين الشرفاء أن نواجه هذا المشروع المشؤوم وأن نسقط أهداف هذه الحرب، وأن نخوض معركة تحرير ما تبقى من أرضنا وأسرانا وأن نخوض معركة السيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي وهذا ما أكدنا عليه خلال الايام القليلة الماضية.

اليوم بدأت التحركات السياسية والدبلوماسية وقد أعطت العدو الفرص المطلوبة وستعطيه فرصة إضافية. جاءت قبل رايس وفود، وكل من جاؤوا حتى الآن جاؤوا بالاملاءات الاميركية الصهيونية، ولم يقدموا تسويات وحلولا للازمة القائمة والصراع القائم.

لن أدخل الآن في مناقشة الطروحات والشروط لان هذا الامر نفضل ان نتركه للآليات المعتمدة وللجلسات الخاصة، خصوصا ان هذا الملف في جزئياته وفي كلياته يتابع من خلال الايدي الامينة الموثوقة التي نراهن عليها. ولكن أريد أن أقول تعليقا سريعا فقط ليكون واضحا لكم وللعالم كله. أود أن أجزم بأننا لا يمكن أن نقبل بأي شرط مذل لبلدنا أو لشعبنا أو لمقاومتنا أو بأي صيغة يمكن أن تكون على حساب المصالح والسيادة الوطنية والاستقلال الوطني، وخصوصا بعد كل هذه التضحيات مهما طالت المواجهة ومهما عظمت التضحيات. نحن شعارنا الحقيقي والاساسي اولا الكرامة. البيوت هدمت ويعاد بناؤها ان شاء الله. البنية التحتية ضربت ويعاد بناؤها. ولكن الكرامة لا يمكن أن نسمح بأن يهدرها أحد. لا يمكن أن نقبل بأي شروط مذلة. نحن منفتحون على المعالجة السياسية وعلى النقاش السياسي ونتعاطى بمسؤولية وبمرونة، ولكن هناك خطاً أحمر. بعد ان جاءت السيدة رايس الى لبنان وغادرت الى فلسطين المحتلة أعطت للعدو فرصة إضافية. بالتأكيد نحن أمام أسبوع وأمام 10 أيام كما يقول الاسرائيليون أنفسهم، أمام أيام حاسمة ومصيرية بحاجة الى المزيد من الصمود والتماسك الداخلي والصبر هم يراهنون، والمعركة كلها من يصرخ اولا.

نحن سنستمر في مواجهتنا، وأود أن أعلن وهنا أنا أنتقل الى الشق الميداني انه بعد كل هذا الوقت وكل هذا التمادي من قبل العدو الاسرائيلي، نحن كنا قد دخلنا في مرحلة حيفا، أنا أعلن أننا سندخل في مرحلة ما بعد حيفا، وبالتالي هناك مرحلة جديدة من المواجهة والصراع يفرضها العدو علينا كخيار لا بد منه في المرحلة الجديدة. نعم لن يبقى حدود قصفنا حدود حيفا مهما كانت ردات فعل قوات العدو. سوف ننتقل الى مرحلة ما بعد حيفا، واذا تطورت الامور سوف نختار الزمان الذي ننتقل فيه الى ما بعد بعد حيفا.

هذا اولا. ثانيا في المواجهة الميدانية الارضية حتى الآن قام مجاهدو المقاومة بإنجازات كبيرة جدا وكبدوا العدو خسائر كبيرة في ضباطه وجنوده وطائراته ودباباته. اليوم نحن نواجه في بنت جبيل وسنقاتل في بنت جبيل كما قاتلنا في مارون الراس، وكما سنقاتل في كل قرية وبلدة وموقع ونقطة. طبعا كما قلت قبل أيام نحن لسنا جيشا كلاسيكيا، لا نشكل خطا دفاعيا كلاسيكيا. نحن نقاتل بطريقة حرب العصابات. الكل يعرف أسلوب القتال. المهم في المعركة البرية ما نلحق بالعدو الاسرائيلي من خسائر. وأقول لكم أياً يكن التوغل البري الذي يمكن أن ينجزه العدو الاسرائيلي وهو يملك قوات كبيرة على هذا الصعيد، إلا ان هدف هذا التوغل لن يتحقق وهو منع قصف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة. هذا القصف سيستمر أياً يكن التوغل البري والاحتلال الجديد. ان احتلال أي شبر من أرضنا اللبنانية سيكون وازعاً ودافعاً إضافياً لاستمرار المقاومة ولتصاعد المقاومة. ان مجيء جيش الصهاينة الى أرضنا سيمكننا أكثر من أن ننال منه، من جنوده وضباطه ودباباته، سوف يعطينا فرصة أوسع وأكبر في الاشتباك المباشر ولاستنزاف قوات هذا العدو بدلا من أن يبقى مختبئا خلف حصونه عند الحدود الدولية ومكتفيا بسلاح جوّه القوي في دك القرى والبلدات وقتل الاطفال والنساء المدنيين. في المواجهة ستكون يدنا هي العليا، المعيار في المواجهة البرية هو ما نلحقه من استنزاف له وليس ما سيبقى في أيدينا من أرض أو ما يخرج من أيدينا من ارض لأننا لا نقاتل بطريقة نظامية. أي أرض يحتلها العدو سنستعيدها بالتأكيد بعد ان نلحق بهذا العدو كل الخسائر. اذاً في الحرب البرية نحن جاهزون ومستعدون ومستمرون ورهاننا وتوكلنا على الله سبحانه وتعالى وعلى تلك السواعد القوية والقلوب المليئة بالايمان والعقول المليئة بالمعرفة والنفوس التي تعشق لقاء الله سبحانه وتعالى، فيهون كل الدنيا وهوان الدنيا وأهوال الدنيا في عينها فتقف ثابتة القدم في المواجهة.

أريد أن ألفت في قضية المواجهات الميدانية الى طبيعة الحرب النفسية التي يخوضها العدو والتي يجب أن نلتفت اليها كمقاومين وكشعب. أنا أؤكد لكم اننا معكم شفافون وصادقون. نحن لا نخفي شهداءنا. لو قتل أي من قادتنا وكوادرنا سنعلن ذلك وسنفتخر بذلك. لو سقطت لنا أعداد كبيرة من الشهداء سنعتز بذلك ونفتخر بذلك. لو وقع هناك جرحى أو أسرى في يد العدو لن ننكر ذلك. لو وقع هناك جرحى أو أسرى لن ننكر ذلك. وهذه هي سيرتنا حتى عندما كان القتال في مارون الراس قلنا هناك قتال، وعندما خرجنا قلنا مارون الراس انتهت. عليكم ان تستمعوا الينا وليس الى الحرب النفسية التي يخوضها العدو الاسرائيلي. العدو منذ يومين يقول انه سيطر على مدينة بنت جبيل، ويساعده ويروج له للاسف العديد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية، وهم لم يسيطروا على مدينة بنت جبيل، ولا زالت كل مدينة بنت جبيل في يد المجاهدين حتى تسجيل هذه الرسالة وهم يقاتلون ويواجهون ويصمدون.

العدو يتحدث عن مئات الشهداء من حزب الله0 اين هم هؤلاء المئات؟ يتحدث عن 20 اسيرا، اين هم هؤلاء ال20 اسيرا؟ قبل ايام تحد ث عن أسيرين في مارون الراس، ثم أطلق سراحهما لانهما مدنيان لا علاقة لهما بالمقاومة.

اذاً العدو سيتحدث عن احتلال مدن واحتلال قرى وقتل أعداد كبيرة للمس بمعنويات المجاهدين والناس. أنا أقول لكم هذه الاكاذيب لا تصدقوها. استمعوا الينا. نحن عندما يسقط منا الشهداء سنعلن شهداءنا. عندما نخرج من بلدة بعد ان نقاتل فيها قتال الابطال سوف نعلن اننا خرجنا. نحن لا نكذب على شعبنا، ولكنه هو الذي يكذب على شعبه. هو الذي يمارس الرقابة الاعلامية. هو الذي لا يقول الحقائق لشعبه ولا للعالم. هذا دليل على ضعفه. أما شفافيتنا ووضوحنا فدليل على قوتنا وعلى إرادتنا.

في كل الاحوال عندما اخترنا هذا الطريق كنا نعرف اننا نمضي في طريق ذات الشوك والشهادة التي تصنع النصر. نحن مصرون على الوقوف وعلى الصمود وعلى ان نحفظ كرامتنا وسيادتنا وحريتنا وحرية وطننا. المطلوب ان نصبر وان نصمد وان نواصل وبالتالي الامور لن تبقى كما هي. نحن ان شاء الله موعودون بالنصر وسوف ننتصر في هذه المعركة كما انتصرنا في غيرها. صمودنا سوف يجعل الواقع من حولنا يتغير، الواقع الاقليمي والواقع الدولي. لن يكون هناك وقت طويل متاح للعدو أياً تكن التغطية التي تقدمها الادارة الاميركية لهذا العدو. في نهاية المطاف هذه الدماء الزكية التي تنزف من النساء والاطفال والمدنيين المظلومين ومن الشهداء والمجاهدين المقاومين المظلومين سواء في المقاومة أو في الجيش الوطني اللبناني أو في أي موقع من مواقع التضحية، اليوم هذه الدماء لا بد أن تنتصر على السيف، وهذه هي سنة الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

**************

 

 

 

 

نص كلمة السيد نصرالله في يوم الـ 18 من الحرب

2007-09-04

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يقول الله تعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم، (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوارة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاسستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) صدق الله العلي العظيم.

"ايها الاخوة والاخوات، ايها الاحبة والاعزاء في اليوم الثامن عشر من ايام العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان العدوان الصهيوني الاميركي الهمجي على لبنان. من واجبي مجددا ان اتوجه اليكم لعرض العديد من النقاط المرتبطة بمختلف جوانب المواجهة القائمة سياسيا وميدانيا وشعبيا ورسميا على مستوى لبنان وعلى مستوى الامة وبالاخص، اود في نهاية كلمتي ان اوجه رسالتي جوابا على رسالة المجاهدين التي اذيعت بالامس، ابدأ بالاول في البداية من الميدان، لان ما يجري في الميدان هو العامل الحاسم بالدرجة الاولى في تطورات المواجهة وما نحن اليوم فيه من مستجدات سياسية ومحاولات للبحث عن مخارج للازمة، اولا هي من بركات الصمود الميداني الاسطوري للمقاومة في لبنان، للشعب اللبناني، للبنان كله بكل طوائفه ومناطقه واطيافه ومؤسساته".

"من الواضح حتى الان ان العدو الصهيوني لم يتمكن من تحقيق اي انجاز عسكري، لا اقول انا ذلك، هم يقولون ذلك، العالم كله يقول ذلك، والمحللون السياسيون العسكريون يقولون ذلك، وعندما يتحدثون عن استمرار الحرب، يقولون إن العدو يبحث عن تحقيق انجاز عسكري يمكنه من الدخول في تسوية سياسية، الجميع يسلم حتى الان ان العدو لم يحقق انجازا عسكريا، اما تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتهجير الناس وهدم المنازل، هذا ليس انجازا عسكريا بالمعنى العسكري، هذا انجاز همجي وحشي لا يمكن ان يسمح له لاستثماره على المستوى السياسي، العدو لم يحقق حتى الان اي انجاز عسكري حقيقي، بل لديه اخفاقات عسكرية واسعة وتلقى ضربات قاسية على المستوى العسكري حتى الان".

"بإختصار شديد في هذا الجانب اهم بارجة عسكرية بحرية في قواته البحرية دمرت وهي واحدة من ثلاث. هذا المستوى البحري، قواته البحرية تلقت ضربة قاسية ومهينة، وقواته البرية اهم قوى في قواته البرية هو لواء غولاني وقد لحقت به هزيمة نكراء، حتى ان احد كبار ضباط هذا اللواء قال ان القوى التي دمرت في اطراف مثلث البطولة والرجولة والشجاعة والشهامة، مثلث مارون الراس - بنت جبيل - عيترون كانت تشكل رأس حربة لواء غولاني يعني نخبة الجيش الاسرائيلي دمرت بأكمله ما بين قتيل وجريح ومعاق نفسيا ويمكنكم ان تشاهدوا بعض الصور، لماذا كان بعض الجنود ينقلون على حمالات وهم نائمون على بطونهم لان الاصابات في ظهورهم، هذه النخبة التي تفر كالفئران من ارض المعركة".

"وعلى مستوى الجو محدودية في حركة المروحيات واعتماد كلي على الطائرات الحربية، حتى الان الغارات والاف الاطنان وتدمير الجسور والعبارات والبيوت والطرقات، قتل المدنيين لم يستطع ان يوقف سلاح الجو الاسرائيلي قصف المستعمرات بل دخل القصف الى مرحلة ما بعد حيفا بكل اقتدار، الى جانب الاخفاقات والفشل يلجأ العدو الى اخفاء خسائره وليس نحن الذين نخفي خسائرنا، معلوماتنا الميدانية تؤكد ان خسائره اكثر بكثير مما يعلن عنها وهو يتدرج في الاعلان، لماذا يفرض العدو حتى الان سيطرة شديدة على وسائل الاعلام وعلى كل ما يقال فيها حتى لا يرى شعبه ولا يرى شعبنا حجم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية التي تلحق بهذا العدو، حتى استطلاعات الرأي التي يعلن عنها، ان معلوماتنا من الداخل تؤكد انها مفبركة ومصطنعة كجزء من الحرب النفسية، لكن هناك حقائق لا يستطيع ان يحجبها العدو عن شعبه وعن شعبنا وعن العالم".

"متى ايها الاخوة والاخوات وعلى طول الصراع العربي الاسرائيلي؟ متى اضطر مليونا اسرائيلي على النزوح او البقاء في الملاجىء لمدة ثمانية عشر يوما واكثر وسيزداد هذا العدد مع توسعنا في مرحلة ما بعد حيفا لان قصف مدينة العفولة وقاعدتها العسكرية هي بداية هذه المرحلة وهناك مدن كثيرة في الوسط ستكون في دائرة الاستهداف في مرحلة ما بعد حيفا اذا ما استمر العدوان الهجمي على بلدنا وشعبنا وقرانا، هل يستطيع ان يخفي حجم الخسائر المالية والاقتصادية الضخمة التي لحقت بالكيان وهذا ما اترك شرحه للاختصاصيين في هذا المجال لكن الخسارة الاهم هي في نظرة وثقة ومعنويات هذا الكيان بقيادته وجيشه الذي لا يقهر واجهزته الامنية العظيمة ومدى قدرتها على مواجهة شعب صغير بالعدد وبلد صغير في المساحة والامكانات، ومقاومة شعبية محدودة الامكانات المادية والبشرية ولكنها صلبة في الارادة والايمان هذا ما يفسر لنا كلام شيمون بيريز انها معركة حياة او موت بالنسبة لاسرائيل، هو التأكيد لا يقصد ان المقاومة في لبنان ستدخل الى فلسطين وستحرر فلسطين وتزيل الكيان وتبيده وتميته، ولكنه يفهم جيدا ان هذا الصمود اللبناني الرائع وهذا الاستبسال اذا ما ختم له بالنصر سيميت العنجهية والغطرسة والعلو والروح التي قام عليها كيانه, وبالتالي لا يبقى لهذا الكيان اي مستقبل، هذه هي قصة الحياة والموت في معركة اسرائيل التي تخوضها الان عندما يفقد شعب هذه الدولة الطارئة ثقته بجيشه الاسطوري تبدأ نهاية هذا الكيان لان اسرائيل هي دولة اقيمت لجيش وليس لاسرائيل جيش لدولة وعندما يشعرون ان هذا الجيش بات عاجزا ضعيفا مهزوما ذليلا، فاشلا، بالتأكيد تكون المسألة هي مسالة حياة او موت". "

ايها الاخوة والاخوات، ان المجال الوحيد المتاح للعدو هو الضغط على لبنان وعلى المقاومة وعلى الدولة وعلى الشعب فقط، وفقط هي في زيادة المعاناة الانسانية والاجتماعية عبر تهجير المزيد من الناس وقتل المدنيين وتدمير المزيد من البيوت والبنية التحتية، هو يأمل ان يتمكن من توظيف هذه المعاناة في الضغط السياسي على الجميع من اجل ان يحقق بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالقوة العسكرية، وهذا يسقط ايها الناس يسقطه صبركم وصمودكم وثباتكم، في هذا الاطار تعود السيدة رايس الى المنطقة لتحاول فرض شروطها من جديد على لبنان خدمة لمشروعها الشرق اوسط الجديد, وخدمة لاسرائيل، علينا ان نعرف هنا وهذه هي ايضا معلومات ان الاسرائيلي بات جاهزا او ناضجا لوقف العدوان لانه بات يخشى من المجهول ومن المزيد من التورط وان الذي يصر على مواصلة العدوان على لبنان هي الادارة الاميركية. اليوم اكثر من اي وقت مضى تبدو فيه اسرائيل اداة طيعة وتنفيذية لمشروع اميركي وقرار اميركي في هذا السياق وليكسب لبنان المعركة يحتاج الى ارادة سياسية، يعني لبنان يحتاج الى ارادة سياسية لا تقل عن ارادة المقاتلين في الميدان ولا تقل عن ارادة الصامدين والنازحين والمتضامنين معهم من كل ابناء الشعب اللبناني".

"لبنان بحاجة اليوم الى ارادة وطنية جامعة حتى لا تذهب كل هذه التضحيات هدرا, نحن حريصون على توفير هذه الارادة وهذا التضامن ونحن حريصون في هذه المرحلة ان تكون الحكومة قوية لتتحمل مسؤولياتها الوطنية من اجل لبنان وشعبه، نحن حريصون بأن نتعاون مع الحكومة ومع كل التيارات والقوى السياسية لنقدم لبنان موحدا متماسكا حول ما يحفظ ويضمن مصالحه الوطنية ونحن نتصرف على هذا الاساس لكن بالتأكيد المطلوب من الحكومة ان تتصرف من وحي ما يعبر عنه اللبنانيون اليوم من صمود ووحدة وشموخ وتعالي عن الجراح واستعداد للتضحية، علينا ان نعرف جميعا اننا بالرغم من هذا الدمار وبسبب صمودنا جميعا نحن امام فرصة تاريخية في لبنان لتحرير كل شبر من ارضنا واستعادة الاسرى وضمان سيادتنا الوطنية فلا تبقى سماؤنا ولا مياهنا ولا عرضنا ولا انساننا عرضة للاختراق والعدوان الصهيوني".

"ايها اللبنانيون المهم اليوم ان نصمد لننتصر ان شاء الله، ونحن سننتصر ان شاء الله. ما اقرأ وما اسمعه منذ ايام في مسألة الانتصار وتوظيف الانتصار واهداء الانتصار اريد ان اعلق عليه، لقد قرأت مقالات كثيرة وسمعت العديد من المقابلات السياسية، والسؤال المطروح ماذا لو انتصرت المقاومة، وعلمت ايضا ان بعض الاشخاص من بعض التيارات السياسية ولا اقول قيادات هذه التيارات، بعض الاشخاص يخوفون قواعدهم من تبعات هذا الانتصار للمقاومة، اجيب بشكل قاطع، اولا، للبنان ولشعبه تجربة مع هذه المقاومة في انتصار عام الفين وكيف تصرفت. وثانيا، من الآن انا اؤكد ان الانتصار سيكون لكل لبنان، بكل مناطقه وطوائفه وتياراته ومؤسساته الرسمية والشعبية بالدرجة الاولى للبنان طبعا، وسيكون انتصارا لكل عربي ومسلم ومسيحي وشريف في هذا العالم وقف ضد العدوان ودافع عن لبنان بالكلمة او بالفعل او المساندة، سيكون هذا الانتصار لدى اهل المقاومة وجمهورها بشكل خاص دافعا قويا للمزيد من الحب والالفة مع كل اللبنانيين وخصوصا اولئك الذين ايدوهم وساندوهم في السياسة والاعلام، واولئك الذين استقبلوهم واحتضنوهم واكرموهم من صيدا الى جبل لبنان الشمالي الى جبل لبنان الجنوبي الى بيروت الى الشمال الى البقاع، سيكون هذا الانتصار حافزا لاعادة لبنان اجمل مما كان، لبنان الجميل ولكن القوي، لبنان الجميل ولكن العزيز، سيكون هذا الانتصار حافزا للوحدة والتكامل وليس عاملا للتغلب والاستعلاء سيكون هذا الانتصار دافعا قويا لتجسيد وحدتنا الوطنية التي جسدها شعبنا في هذا الايام وجسد من خلالها قيم السيد المسيح عليه السلام وقيم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في التكافل والتضامن والتحابب والتآزر واللهفة والتعاون والمحبة التي ابداها الناس جميعا بكلمة مختصرة جدا ومسؤولة جدا، وارجو من البعض ان لا يذهب في تفسيرها بعيدا".

"اقول للبنانيين لا يجب ان يخاف احدا منكم من انتصار المقاومة، وانما يجب ان يخاف من هزيمتها، هكذا يتصرف الانسان الوطني. ايها الاخوة والاخوات، اننا نشهد تحركات شعبية متصاعدة في مختلف البلدان العربية والاسلامية وبلدان العالم، تضامنا مع لبنان وفلسطين، وهذا بالتأكيد يقوينا ويؤنسنا ويسعدنا ونحن نشكرهم على ذلك كله ونقدر لهم ذلك كله، في هذا الاطار، قد تصدر كلمات او مواقف او خطابا يسيء الى وحدة الموقف والى روحية المعركة، يجب ان لا نتاثر بها وننساق، احذر ان ينساق اي منا الى ردود افعال غير مناسبة. لان ردود افعالنا الخاطئة ستكون لتلك الخطايا تخدم عدونا وعدو بلدنا وامتنا، انني اتوجه بخالص الشكر الى السادة العلماء والمفتيين في العالم الاسلامي وقيادات الحركات الاسلامية على امتداد العالم الذين يتصدون لمحاولات الفتنة وتمزيق صفوف المسلمين وخصوصا في هذه المرحلة الخطيرة ان في ما يتعلق بالحكومات والانظمة فنحن لم نطلب من احد منهم ان يقاتل معنا ولا حتى ان يدافع عنا، وكل ما طلبناه ان لا يشكلوا غطاءا للعدوان على بلدنا وشعبنا فقط وفقط، مع انهم يستطيعون فعل الكثير للبنان وفي الحد الادنى ان يوظفوا كل امكانياتهم وطاقاتهم وصداقاتهم لوقف العدوان ليس اكثر، وفي كل الاحوال عندما يحصل اي تحول ايجابي في موقف اي دولة عربية تجاه لبنان وتتقدم هذه الدولة لمساعدته ودعمه وتبذل جهودها لوقف الحرب عليه فاننا نتلقى ذلك بكل محبة وشكر وتقدير، نحن لا نبحث عن خصومات او عداوات نحن طلاب وحدة وألفة وتعاون وتضامن وكل ما نريده هو الخير والعزة لوطننا وامتنا وفي سبيل هذا الهدف نقدم ارواحنا ودماءنا وهي اغلى ما نملك".

"ما دمنا نتحدث عن الحكومات والأنظمة أود ايضا أن أعلق على ماطرح في الأيام الأخيرة من تساؤلات إنتقادية، ليس استفهامية عن سوريا وإيران واسئلة وجهت إلينا نقول، أين حلفاؤكم في هذه المعركة القاسية، أنا أكتفي اليوم بالقول أنهما يعني إيران وسوريا، إنهما لم يجرا أحدا على لبنان ولم يساهما في تقديم أي غطاء لهذه الحرب وإنهما لم يساوما يوما على المقاومة، في لبنان وفي فلسطين لا في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل، مع أن أبواب المساومة مفتوحة وأنهما ما يزالان يعني سوريا وإيران، يقفان الى جانب لبنان وشعبه ومقاومته، وأنهما يوظفان كل إمكانياتهما مع أصدقائهما في العالم، لوقف العدوان الصهيوني على لبنان، بعيدا عن المزايدات وعن الإستعراضات، حتى لا يتهما بالدخول على خظ الأزمة وتوظيفها لمصالح إقليمية، وأنهما لا يريدان إلا الخير للبنان وشعبه ومقاومته, ونحن لا نريد منهما أكثر من ذلك، هنا يجب ان أنوه بالإحتضان الكبير الذي تقوم به سوريا قيادة وحكومة وشعبا، لعشرات الآلاف من النازحين اللبنانيين، وتصلنا أخبار العناية والتكريم والإهتمام اللائق بهم، وهذا مدعاة للشكر والإعتزاز، وهذا هو موضع الظن بهم".

"أيها الأخوة والأخوات، أصل الى المقطع الأخير من كلمتي وفيه كلمة للناس، وجواب لرسالة مجاهدي المقاومة وكلمة للعدو وللعالم، للناس الطيبين الصامدين في قراهم ومدنهم وللنازحين قهرا عنها، للصابرين المحتسبين، للواثقين بالنصر، للذين أدهشوا العالم بصبرهم وصمودهم وثقتهم وتماسكهم، للشيوخ الكبار والنساء والأطفال والمرضى، للعائلات التي تفترش الارض وتلتحف السماء، دون أن ينال ذلك من إرادتها وشهامتها وشجاعتها، وماذا أقول لكم وهل هناك قول يفي بعض حقكم ومقاومتكم، أقول لكم أنا وأخوانين فداؤكم أرواحنا ودماؤنا وأنفسنا فداء، لدموعكم وجراحكم وصمودكم وشموخكم، أيها الأحبة ستعودون الى الديار، هاماتكم مرفوعة أعزاء كما كنتم وكما أنتم وكما ستبقون، ليس عندنا سوى الوعد بالنصر الذي تحبون، والقول لكم جزاكم الله خيرا في الدنيا وفي الآخرة، يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس".

"أما للمجاهدين فأقول لهم وصلتني رسالتكم وسمعت مقالتكم، وأنتم والله كما قلتم، نعم أنتم الوعد الصادق، وأنتم النصر الآتي بإذن الله، أنتم الحرية للأسرى والتحرير للأرض، والحمى للوطن وللعرض وللشرف، يا أخواني أنتم إصالة تاريخ هذه الأمة وأنتم خلاصة روحها، أنتم حضارتها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها، أنتم عنوان رجولتها، أنتم خلود الأرز في قممنا وتواضع سنابل القمح في ديارنا، أنتم الشموخ كجبال لبنان الشامخة العاتية على العاتي وعالية على المستعلي، أنتم بعد الله تعالى الأمل والرهان، كنتم وما زلتم وستبقون الأمل والرهان، أقبل رؤوسكم التي أعلت كل رأس، وأقبل أياديكم القابضة على الزناد، يرمي بها الله تعالى قتلة أنبيائه وعباده والمفسدين في الأرض، وأقبل أقدامكم المنغرسة في الأرض، فلا ترتجفوا ولا تزولوا من مقامها ولو زالت الجبال".

"يا أخواني يا من أعرتم الله جماجمكم، ونظرتم الى أقسى القوم، جوابي لكم هو شكر لكم إذ قبلتموني واحدا منكم، وأخا لكم، لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم تاج رؤوس ومفخرة الأمة، ورجال الله الذين بهم ننتصر".

"للعدو وللعالم كله أقول، مهما طالت الحرب نحن أهلها، ومهما عظمت التضحيات فنحن لم نولد إلآ من رحمها، وفي معركة الإرادة لن ننكسر ولن نهزم. لبوش وأولمرت وكل طاغية معتدي أقول، فاسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا، فما جمعك إلا بدد ولا أيامك إلا عدد، سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين".

والسلام عليكم ورحمة الله

 

 

 

 

ممثل حزب الله: بدأت مرحلة تدمير الكيان الصهيوني

2007-09-04

اعتبر ممثل حزب الله اللبناني في طهران عبدالله صفي الدين أنَّ الحرب التي يشنّها الكيان الصهيوني هي حرب مصيرية بالنسبة للعالم الإسلامي وأعدائه، مؤكداً أنَّ حزب الله سيحقق الانتصار في هذه الحرب.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أنَّ صفي الدين أوضح في كلمة ألقاها أمام مسؤولين في حزب المؤتلفة الإسلامي انه كما قال السيد حسن نصرالله من قبل فان معتقداتنا وهدفنا ومسيرنا وقائدنا واحد.

وأعرب عن شكره للشعب الإيراني الأبي الذي أعلن استعداده للوقوف إلى جانب حزب الله في تصديه للعدوان الصهيوني، مبينا أنَّ حزب الله استخدم لحد الآن جزءاً قليلا من مقاتليه في العمليات العسكرية وانه مستعد لمواصلة القتال لأكثر من عامين.

ولفت صفي الدين إلى أنَّ حزب الله هو المنتصر في المعركة لحد الآن وأنَّ الانتصار النهائي وشيك ولو أنَّها طالت مثل حرب الأحزاب إلا أنَّ مستلزمات النصر قد تهيأت وبقيت النصرة الإلهية فقط.

واعتبر أنَّ هذه الحرب هي حرب مهمة وهي رمز للانتصار والنجاح لشباب العالم الإسلامي، وأنَّ أحد أسباب انتصار حزب الله هو عدم انشغاله بالقضايا الثانوية لأنَّ جميع مساعيه تركزت حول القضاء على إسرائيل استنادا إلى توجيهات الإمام الخميني (رض) وتجنب القضايا الهامشية، وأنَّ كل ما يملكه حزب الله هو من الثورة الإسلامية والإمام الراحل (رض) وقائد الثورة الإسلامية وإطاعة ولاية الفقيه المطلقة.

وأكَّد ممثل حزب الله بطهران إلى أنَّ مرحلة القضاء على الكيان الصهيوني قد بدأت وأتيحت فرصة جيدة لجميع المسلمين لأن يتكاتفوا ويتّحدوا من أجل القضاء على الصهاينة, مشيراً إلى عرض قدم إلى حزب الله بأن يعطى الحكومة اللبنانية مقابل عدم اهتمامه بفلسطين لأنَّهم يعتبرون أمن إسرائيل مهدد.

واعتبر صفي الدين أنَّ أحد أسباب انتصار حزب الله هو عدم الغفلة عن العدو، مبينا أنَّه بعد تحرير جنوب لبنان فإنَّ حزب الله لم يتغافل خلال السنوات الست الماضية ولو يوماً واحداً عن العدو الصهيوني ووضع الخطط لمثل هذه الأيام.

**************

 

 

 

نبيه بري وعمرو موسى ينتقدان تردد الأنظمة العربية

2007-09-04

انتقد رئيس مجلس النواب اللبناني والأمين العام للجامعة العربية اليوم تردد الأنظمة العربية في تبنّي موقف حازم حيال الكيان الصهيوني خلال اجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي في القاهرة.

ونقلن وكالة مهر للأنباء عن وكالة الصحافة الفرنسية أن بري قال في كلمة تلاها باسمه النائب اللبناني ياسين جابر إن "النظام العربي متردد وخائف ومضطرب وقلق ويكاد لا يحرك ساكنا إزاء ما يستهدف لبنان وفلسطين".

واتهم هذه الأنظمة بانها "تتجاهل " الوضع وهي "مدركة أنّ مقاومة الشعبين اللبناني والفلسطيني تشكّل خط الدفاع الأول والأخير عن جميع الأقطار العربية وعن كرامة وعزة شعوبنا".

ودافع بري الذي يتزعم حركه أمل عن عملية حزب الله مؤكداً أنّه "كان لا بد أن تحاول المقاومة تحرير الأسرى في غياب أي اهتمام أو مبادرة دوليه ", في إشارة الي المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الذين يطالب حزب الله بمبادلتهم بالجنديين.

وقال بري "اعلنت المقاومة مرات عديدة نيتها محاولة أسر جنود اسرائيليين لإجراء تبادل للأسرى مع المعتقلين اللبنانيين وهي وعدت وصدقت ".

من جهته وصف عمرو موسي في كلمة ألقاها في الاجتماع موقف الحكومات العربية بأنَّه "ضعيف ومنقسم ".

وقال "هناك فوضى كبيرة في الحركة العربية ولا بد من لملمة الموقف العربي والتحرّك نحو موقف عربي فعّال يعبر عن المصلحة الاستراتيجية العربية لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي ".

وعقد الاتحاد البرلماني العربي اجتماعا طارئا لمناقشه العدوان الإسرائيلي علي لبنان.

**************

 

 

 

النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله: نصمد لننتصر

2007-09-04

وجه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله رسالة الى اللبنانيين والعرب والمسلمين والعالم تطرق فيها الى التطورات السياسية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وشعبه وحيا صمود المجاهدين،

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يقول الله تعالى في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم، (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) صدق الله العلي العظيم.

"أيها الإخوة والأخوات، أيها الأحبة والأعزاء في اليوم الثامن عشر من أيام العدوان الصهيوني الهمجي على لبنان العدوان الصهيوني الأميركي الهمجي على لبنان. من واجبي مجددا أن أتوجه إليكم لعرض العديد من النقاط المرتبطة بمختلف جوانب المواجهة القائمة سياسيا وميدانيا وشعبيا ورسميا على مستوى لبنان وعلى مستوى الأمة وبالأخص، أود في نهاية كلمتي أن أوجه رسالتي جوابا على رسالة المجاهدين التي أذيعت بالأمس، ابدأ بالأول في البداية من الميدان، لان ما يجري في الميدان هو العامل الحاسم بالدرجة الأولى في تطورات المواجهة وما نحن اليوم فيه من مستجدات سياسية ومحاولات للبحث عن مخارج للازمة، أولا هي من بركات الصمود الميداني الأسطوري للمقاومة في لبنان، للشعب اللبناني، للبنان كله بكل طوائفه ومناطقه وأطيافه ومؤسساته".

"من الواضح حتى الآن أن العدو الصهيوني لم يتمكن من تحقيق اي انجاز عسكري، لا أقول أنا ذلك، هم يقولون ذلك، العالم كله يقول ذلك، والمحللون السياسيون العسكريون يقولون ذلك، وعندما يتحدثون عن استمرار الحرب، يقولون إن العدو يبحث عن تحقيق انجاز عسكري يمكنه من الدخول في تسوية سياسية، الجميع يسلم حتى الآن أن العدو لم يحقق انجازا عسكريا، إما تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتهجير الناس وهدم المنازل، هذا ليس انجازا عسكريا بالمعنى العسكري، هذا انجاز همجي وحشي لا يمكن أن يسمح له لاستثماره على المستوى السياسي، العدو لم يحقق حتى الآن أي انجاز عسكري حقيقي، بل لديه إخفاقات عسكرية واسعة وتلقى ضربات قاسية على المستوى العسكري حتى الآن".

"باختصار شديد في هذا الجانب أهم بارجة عسكرية بحرية في قواته البحرية دمرت وهي واحدة من ثلاث. هذا المستوى البحري، قواته البحرية تلقت ضربة قاسية ومهينة، وقواته البرية أهم قوى في قواته البرية هو لواء غولاني وقد لحقت به هزيمة نكراء، حتى ان احد كبار ضباط هذا اللواء قال إن القوى التي دمرت في أطراف مثلث البطولة والرجولة والشجاعة والشهامة، مثلث مارون الراس - بنت جبيل - عيترون كانت تشكل رأس حربة لواء غولاني يعني نخبة الجيش الإسرائيلي دمرت بأكمله ما بين قتيل وجريح ومعاق نفسيا ويمكنكم ان تشاهدوا بعض الصور، لماذا كان بعض الجنود ينقلون على حمالات وهم نائمون على بطونهم لان الإصابات في ظهورهم، هذه النخبة التي تفر كالفئران من ارض المعركة".

"وعلى مستوى الجو محدودية في حركة المروحيات واعتماد كلي على الطائرات الحربية، حتى الآن الغارات وآلاف الأطنان وتدمير الجسور والعبارات والبيوت والطرقات، قتل المدنيين لم يستطع ان يوقف سلاح الجو الإسرائيلي قصف المستعمرات بل دخل القصف الى مرحلة ما بعد حيفا بكل اقتدار، الى جانب الإخفاقات والفشل يلجأ العدو الى إخفاء خسائره وليس نحن الذين نخفي خسائرنا، معلوماتنا الميدانية تؤكد ان خسائره أكثر بكثير مما يعلن عنها وهو يتدرج في الإعلان، لماذا يفرض العدو حتى ألان سيطرة شديدة على وسائل الإعلام وعلى كل ما يقال فيها حتى لا يرى شعبه ولا يرى شعبنا حجم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية التي تلحق بهذا العدو، حتى استطلاعات الرأي التي يعلن عنها، ان معلوماتنا من الداخل تؤكد أنها مفبركة ومصطنعة كجزء من الحرب النفسية، لكن هناك حقائق لا يستطيع أن يحجبها العدو عن شعبه وعن شعبنا وعن العالم".

"متى أيها الإخوة والأخوات وعلى طول الصراع العربي الإسرائيلي؟ متى اضطر مليونا إسرائيلي على النزوح أو البقاء في الملاجئ لمدة ثمانية عشر يوما وأكثر وسيزداد هذا العدد مع توسعنا في مرحلة ما بعد حيفا لان قصف مدينة العفولة وقاعدتها العسكرية هي بداية هذه المرحلة وهناك مدن كثيرة في الوسط ستكون في دائرة الاستهداف في مرحلة ما بعد حيفا اذا ما استمر العدوان الهجمي على بلدنا وشعبنا وقرانا، هل يستطيع أن يخفي حجم الخسائر المالية والاقتصادية الضخمة التي لحقت بالكيان وهذا ما اترك شرحه للاختصاصيين في هذا المجال لكن الخسارة الأهم هي في نظرة وثقة ومعنويات هذا الكيان بقيادته وجيشه الذي لا يقهر وأجهزته الأمنية العظيمة ومدى قدرتها على مواجهة شعب صغير بالعدد وبلد صغير في المساحة والإمكانات، ومقاومة شعبية محدودة الإمكانات المادية والبشرية ولكنها صلبة في الإرادة والإيمان هذا ما يفسر لنا كلام شيمون بيريز أنها معركة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل، هو التأكيد لا يقصد ان المقاومة في لبنان ستدخل الى فلسطين وستحرر فلسطين وتزيل الكيان وتبيده وتميته، ولكنه يفهم جيدا أن هذا الصمود اللبناني الرائع وهذا الاستبسال إذا ما ختم له بالنصر سيميت العنجهية والغطرسة والعلو والروح التي قام عليها كيانه, وبالتالي لا يبقى لهذا الكيان أي مستقبل، هذه هي قصة الحياة والموت في معركة إسرائيل التي تخوضها الآن عندما يفقد شعب هذه الدولة الطارئة ثقته بجيشه الأسطوري تبدأ نهاية هذا الكيان لان إسرائيل هي دولة أقيمت لجيش وليس لإسرائيل جيش لدولة وعندما يشعرون أن هذا الجيش بات عاجزا ضعيفا مهزوما ذليلا، فاشلا، بالتأكيد تكون المسألة هي مسالة حياة أو موت". "

أيها الإخوة والأخوات، إن المجال الوحيد المتاح للعدو هو الضغط على لبنان وعلى المقاومة وعلى الدولة وعلى الشعب فقط، وفقط هي في زيادة المعاناة الإنسانية والاجتماعية عبر تهجير المزيد من الناس وقتل المدنيين وتدمير المزيد من البيوت والبنية التحتية، هو يأمل ان يتمكن من توظيف هذه المعاناة في الضغط السياسي على الجميع من اجل ان يحقق بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالقوة العسكرية، وهذا يسقط أيها الناس يسقطه صبركم وصمودكم وثباتكم، في هذا الإطار تعود السيدة رايس الى المنطقة لتحاول فرض شروطها من جديد على لبنان خدمة لمشروعها الشرق أوسط الجديد, وخدمة لإسرائيل، علينا ان نعرف هنا وهذه هي أيضا معلومات ان الإسرائيلي بات جاهزا أو ناضجا لوقف العدوان لأنه بات يخشى من المجهول ومن المزيد من التورط وان الذي يصر على مواصلة العدوان على لبنان هي الإدارة الأميركية. اليوم أكثر من اي وقت مضى تبدو فيه إسرائيل أداة طيعة وتنفيذية لمشروع أميركي وقرار أميركي في هذا السياق وليكسب لبنان المعركة يحتاج الى إرادة سياسية، يعني لبنان يحتاج الى إرادة سياسية لا تقل عن إرادة المقاتلين في الميدان ولا تقل عن إرادة الصامدين والنازحين والمتضامنين معهم من كل أبناء الشعب اللبناني".

"لبنان بحاجة اليوم الى إرادة وطنية جامعة حتى لا تذهب كل هذه التضحيات هدرا, نحن حريصون على توفير هذه الإرادة وهذا التضامن ونحن حريصون في هذه المرحلة ان تكون الحكومة قوية لتتحمل مسؤولياتها الوطنية من اجل لبنان وشعبه، نحن حريصون بأن نتعاون مع الحكومة ومع كل التيارات والقوى السياسية لنقدم لبنان موحدا متماسكا حول ما يحفظ ويضمن مصالحه الوطنية ونحن نتصرف على هذا الأساس لكن بالتأكيد المطلوب من الحكومة ان تتصرف من وحي ما يعبر عنه اللبنانيون اليوم من صمود ووحدة وشموخ وتعالي عن الجراح واستعداد للتضحية، علينا ان نعرف جميعا اننا بالرغم من هذا الدمار وبسبب صمودنا جميعا نحن أمام فرصة تاريخية في لبنان لتحرير كل شبر من أرضنا واستعادة الأسرى وضمان سيادتنا الوطنية فلا تبقى سماؤنا ولا مياهنا ولا عرضنا ولا إنساننا عرضة للاختراق والعدوان الصهيوني".

"أيها اللبنانيون المهم اليوم ان نصمد لننتصر ان شاء الله، ونحن سننتصر ان شاء الله. ما اقرأ وما اسمعه منذ أيام في مسألة الانتصار وتوظيف الانتصار وإهداء الانتصار أريد ان اعلق عليه، لقد قرأت مقالات كثيرة وسمعت العديد من المقابلات السياسية، والسؤال المطروح ماذا لو انتصرت المقاومة، وعلمت أيضا ان بعض الأشخاص من بعض التيارات السياسية ولا أقول قيادات هذه التيارات، بعض الأشخاص يخوفون قواعدهم من تبعات هذا الانتصار للمقاومة، أجيب بشكل قاطع، أولا، للبنان ولشعبه تجربة مع هذه المقاومة في انتصار عام ألفين وكيف تصرفت. وثانيا، من الآن أنا أؤكد ان الانتصار سيكون لكل لبنان، بكل مناطقه وطوائفه وتياراته ومؤسساته الرسمية والشعبية بالدرجة الأولى للبنان طبعا، وسيكون انتصارا لكل عربي ومسلم ومسيحي وشريف في هذا العالم وقف ضد العدوان ودافع عن لبنان بالكلمة أو بالفعل أو المساندة، سيكون هذا الانتصار لدى أهل المقاومة وجمهورها بشكل خاص دافعا قويا للمزيد من الحب والألفة مع كل اللبنانيين وخصوصا أولئك الذين أيدوهم وساندوهم في السياسة والإعلام، وأولئك الذين استقبلوهم واحتضنوهم وأكرموهم من صيدا الى جبل لبنان الشمالي الى جبل لبنان الجنوبي الى بيروت الى الشمال الى البقاع، سيكون هذا الانتصار حافزا لإعادة لبنان أجمل مما كان، لبنان الجميل ولكن القوي، لبنان الجميل ولكن العزيز، سيكون هذا الانتصار حافزا للوحدة والتكامل وليس عاملا للتغلب والاستعلاء سيكون هذا الانتصار دافعا قويا لتجسيد وحدتنا الوطنية التي جسدها شعبنا في هذا الأيام وجسد من خلالها قيم السيد المسيح عليه السلام وقيم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في التكافل والتضامن والتحابب والتآزر واللهفة والتعاون والمحبة التي أبداها الناس جميعا بكلمة مختصرة جدا ومسؤولة جدا، وأرجو من البعض ان لا يذهب في تفسيرها بعيدا".

"أقول للبنانيين لا يجب ان يخاف أحدا منكم من انتصار المقاومة، وإنما يجب ان يخاف من هزيمتها، هكذا يتصرف الإنسان الوطني. ايها الإخوة والأخوات، اننا نشهد تحركات شعبية متصاعدة في مختلف البلدان العربية والإسلامية وبلدان العالم، تضامنا مع لبنان وفلسطين، وهذا بالتأكيد يقوينا ويؤنسنا ويسعدنا ونحن نشكرهم على ذلك كله ونقدر لهم ذلك كله، في هذا الإطار، قد تصدر كلمات أو مواقف أو خطابا يسيء الى وحدة الموقف والى روحية المعركة، يجب ان لا نتأثر بها وننساق، احذر ان ينساق اي منا الى ردود أفعال غير مناسبة. لان ردود أفعالنا الخاطئة ستكون لتلك الخطايا تخدم عدونا وعدو بلدنا وامتنا، إنني أتوجه بخالص الشكر الى السادة العلماء والمفتيين في العالم الإسلامي وقيادات الحركات الإسلامية على امتداد العالم الذين يتصدون لمحاولات الفتنة وتمزيق صفوف المسلمين وخصوصا في هذه المرحلة الخطيرة ان في ما يتعلق بالحكومات والأنظمة فنحن لم نطلب من احد منهم ان يقاتل معنا ولا حتى ان يدافع عنا، وكل ما طلبناه ان لا يشكلوا غطاءا للعدوان على بلدنا وشعبنا فقط وفقط، مع انهم يستطيعون فعل الكثير للبنان وفي الحد الأدنى ان يوظفوا كل إمكانياتهم وطاقاتهم وصداقاتهم لوقف العدوان ليس أكثر، وفي كل الأحوال عندما يحصل أي تحول ايجابي في موقف إي دولة عربية تجاه لبنان وتتقدم هذه الدولة لمساعدته ودعمه وتبذل جهودها لوقف الحرب عليه فإننا نتلقى ذلك بكل محبة وشكر وتقدير، نحن لا نبحث عن خصومات أو عداوات نحن طلاب وحدة وألفة وتعاون وتضامن وكل ما نريده هو الخير والعزة لوطننا وامتنا وفي سبيل هذا الهدف نقدم أرواحنا ودماءنا وهي أغلى ما نملك".

"ما دمنا نتحدث عن الحكومات والأنظمة أود أيضا أن أعلق على ما طرح في الأيام الأخيرة من تساؤلات إنتقادية، ليس استفهامية عن سوريا وإيران وأسئلة وجهت إلينا نقول، أين حلفاؤكم في هذه المعركة القاسية، أنا أكتفي اليوم بالقول أنهما يعني إيران وسوريا، إنهما لم يجرا أحدا على لبنان ولم يساهما في تقديم أي غطاء لهذه الحرب وإنهما لم يساوما يوما على المقاومة، في لبنان وفي فلسطين لا في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل، مع أن أبواب المساومة مفتوحة وأنهما ما يزالان يعني سوريا وإيران، يقفان الى جانب لبنان وشعبه ومقاومته، وأنهما يوظفان كل إمكانياتهما مع أصدقائهما في العالم، لوقف العدوان الصهيوني على لبنان، بعيدا عن المزايدات وعن الاستعراضات، حتى لا يتهما بالدخول على خط الأزمة وتوظيفها لمصالح إقليمية، وأنهما لا يريدان إلا الخير للبنان وشعبه ومقاومته, ونحن لا نريد منهما أكثر من ذلك، هنا يجب ان أنوه بالاحتضان الكبير الذي تقوم به سوريا قيادة وحكومة وشعبا، لعشرات الآلاف من النازحين اللبنانيين، وتصلنا أخبار العناية والتكريم والاهتمام اللائق بهم، وهذا مدعاة للشكر والاعتزاز، وهذا هو موضع الظن بهم".

"أيها الأخوة والأخوات، أصل الى المقطع الأخير من كلمتي وفيه كلمة للناس، وجواب لرسالة مجاهدي المقاومة وكلمة للعدو وللعالم، للناس الطيبين الصامدين في قراهم ومدنهم وللنازحين قهرا عنها، للصابرين المحتسبين، للواثقين بالنصر، للذين أدهشوا العالم بصبرهم وصمودهم وثقتهم وتماسكهم، للشيوخ الكبار والنساء والأطفال والمرضى، للعائلات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء، دون أن ينال ذلك من إرادتها وشهامتها وشجاعتها، وماذا أقول لكم وهل هناك قول يفي بعض حقكم ومقاومتكم، أقول لكم أنا وأخوانين فداؤكم أرواحنا ودماؤنا وأنفسنا فداء، لدموعكم وجراحكم وصمودكم وشموخكم، أيها الأحبة ستعودون الى الديار، هاماتكم مرفوعة أعزاء كما كنتم وكما أنتم وكما ستبقون، ليس عندنا سوى الوعد بالنصر الذي تحبون، والقول لكم جزاكم الله خيرا في الدنيا وفي الآخرة، يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس".

"أما للمجاهدين فأقول لهم وصلتني رسالتكم وسمعت مقالتكم، وأنتم والله كما قلتم، نعم أنتم الوعد الصادق، وأنتم النصر الآتي بإذن الله، أنتم الحرية للأسرى والتحرير للأرض، والحمى للوطن وللعرض وللشرف، يا أخواني أنتم أصالة تاريخ هذه الأمة وأنتم خلاصة روحها، أنتم حضارتها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها، أنتم عنوان رجولتها، أنتم خلود الأرز في قممنا وتواضع سنابل القمح في ديارنا، أنتم الشموخ كجبال لبنان الشامخة العاتية على العاتي وعالية على المستعلي، أنتم بعد الله تعالى الأمل والرهان، كنتم وما زلتم وستبقون الأمل والرهان، أقبل رؤوسكم التي أعلت كل رأس، وأقبل أياديكم القابضة على الزناد، يرمي بها الله تعالى قتلة أنبيائه وعباده والمفسدين في الأرض، وأقبل أقدامكم المنغرسة في الأرض، فلا ترتجفوا ولا تزولوا من مقامها ولو زالت الجبال".

"يا أخواني يا من أعرتم الله جماجمكم، ونظرتم الى أقسى القوم، جوابي لكم هو شكر لكم إذ قبلتموني واحدا منكم، وأخا لكم، لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم تاج رؤوس ومفخرة الأمة، ورجال الله الذين بهم ننتصر".

"للعدو وللعالم كله أقول، مهما طالت الحرب نحن أهلها، ومهما عظمت التضحيات فنحن لم نولد إلآ من رحمها، وفي معركة الإرادة لن ننكسر ولن نهزم. لبوش وأولمرت وكل طاغية معتدي أقول، فاسع سعيك وناصب جهدك، فو الله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا، فما جمعك إلا بدد ولا أيامك إلا عدد، سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. والسلام عليكم ورحمة الله".

موقع وعد 30/7/2006م

**************

 

 

بري: المشروع الاميركي - الفرنسي هو مشروع فتنة داخلية

2007-09-04

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان لبنان يرفض اي قرار خارج اطار النقاط السبعة لخطة الحكومة لانهاء النزاع مؤكدا ان المشروع الاميركي -الفرنسي المطروح في مجلس الامن هو مشروع فتنة داخلية.

وقال بري في مؤتمر صحفي عقده اليوم "لبنان يرفض اي قرار خارج اطار النقاط السبعه " التي تبنتها الحكومه معربا عن امله "ان يعاد النظر في المشروع (الاميركي - الفرنسي) بما يتلاءم وينطبق مع هذه النقاط".

وطالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وزراء الخارجيه العرب الذي يجتمعون الاثنين في لبنان بموقف عملي لانهاء الازمه مع اسرائيل عبر المساعده على تطبيق خطة النقاط السبعة التي قدمتها الحكومه اللبنانيه.

وقال بري "اقول للعالم قبيل وصول وزراء الخارجية العرب, اذا جئتم لتأييد البنود السبعة فقد وافقتم عليها قبل مجيئكم "في اشارة الى اعلان ابرز الدول العربية دعمها لخطة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.    

وتسائل بري "هل انتم (وزراء الخارجية العرب) مستعدون لاخذ موقف لانقاذ لبنان عبر تطبيق خطة البنود السبعة ام المطلوب ان يبقى الجرح اللبناني نازف ".

وناشد العرب ضمنا تقديم اكثر من الدعم الاقتصادي والسياسي للبنان وقال "هل هناك موقف عربي عملي؟ نحن لا نريد اشراك العرب في الحرب لكن عندهم ادواتهم وقوتهم التي يمكن ان تترجم سياسيا وهم (العرب) قوة لا يزال العالم يحسب لها الف حساب ". وأضاف "انا بانتظار الجواب العربي ". 

**************

 

 

نعيم قاسم: ليس من حق "إسرائيل" وأميركا تحقيق مكاسب

2007-09-04

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس إن أميركا و"إسرائيل" ليس لديهما الحق في الحصول على مكاسب سياسية من الحرب التي تشن على لبنان منذ 18 يوما.

وقال الشيخ قاسم ردا على سؤال بشأن نظرة حزب الله إلى مطالب أميركا لنزع أسلحته وإرسال قوة دولية إلى جنوب لبنان "ليس من حق أميركا و(إسرائيل) أن تحصلا على نتيجة لهزيمتهما فليس هناك فوز (عسكري) لأميركا و(إسرائيل) حتى تكون لهما مكاسب سياسية في هذا الاتجاه".

وأضاف قاسم لـ "رويترز"، "نحن لم نعتد وإنما وقف حزب الله في الموقع المقاوم والمدافع عن شعبه ووطنه ضد العدوان وطالبنا من اللحظة الأولى بوقف العدوان من دون قيد أو شرط. هذا هو مطلبنا من موقع القوة وليس من موقع الضعف لأن العدوان عبثي ولن يحقق مكاسب ميدانية ليستثمرها سياسيا". ومضى قائلا "لا معنى لاستمرار هذا العدوان من الطرف الآخر وأما بالنسبة إلينا فنحن نصد العدوان ومن الطبيعي أن نطلب وقفه من دون قيد أو شرط وعودة جميع النازحين إلى بلدانهم وقراهم". وقال "اعتقد أن فوز حزب الله في المواجهة العسكرية قد حسم وان كل ما فعلته (إسرائيل) هو الاعتداء على المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ واستهداف البنى التحتية وهذا العمل ليس أداء لجيش مقاتل بل هو أداء عدواني يفتقر إلى أدنى قواعد الإنسانية".

ونفى قاسم مزاعم إسرائيلية بقتل المئات من مقاتلي حزب الله، قائلا "حاولت (إسرائيل) منذ اليوم الأول أن تتحدث عن اغتيال قيادات وذكرت أسماء ثم تحدثت عن مئات من شهداء المقاومة ثم قللت فتحدثت عن العشرات في يوم واحد وهذه كلها تدخل في الحرب النفسية لأن الوقائع التي أعلنتها المقاومة الإسلامية أثبتت كذب العدو". وأضاف "نحن نفتخر بشهدائنا ونعلن أسماءهم عبر وسائل الإعلام وعددهم محدود وقليل بالمقارنة مع ما يزعمه العدو". وأوضح أن الحزب أبدى ملاحظاته على بعض المقترحات التي تقدم بها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لوقف إطلاق النار، لكنه قال إن "الأمور تحتاج إلى مزيد من التوضيح والنقاش والتفصيل لكن رأينا أن الخروج بموقف وطني واحد يستلزم أن نعطي الصورة الايجابية في أننا نتابع معا من خلال الحكومة على قاعدة أن تستمر النقاشات التفصيلية في داخلها لبلورة بعض القضايا التي هي محل تساؤل أو لم يتم الاتفاق عليها".

وقال نائب أمين عام حزب الله إن "ما جرى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة هو أنه تم نقاش مجموعة من الأفكار طرحها السنيورة في مؤتمر روما وقد أبدى الحزب ملاحظاته وطرح بعض الأسئلة إذ إن هناك أمورا تحتاج إلى مزيد من التوضيح والنقاش والتفصيل، لكن رأينا أن الخروج بموقف وطني واحد يستلزم أن نعطي الصورة الايجابية في أننا نتابع معا من خلال الحكومة". وأكد حرص حزب الله "على المظهر الوحدوي الذي خرج به مجلس الوزراء ومن الطبيعي أن نتابع المضمون في جلسات لاحقة وبعد معرفة المقترحات العملية القابلة للنقاش لنتوصل إلى نتيجة مشتركة. فالأمور مازالت في بداية الطريق وفي عمومياتها".

وردا على سؤال بشأن موقف حزب الله من موضوع القوة الدولية، قال قاسم: "قرر حزب الله ألا يدخل في نقاش سياسي علني بشأن أية نقطة من النقاط المطروحة سواء كانت القوات الدولية أم غيرها واننا نكتفي الآن بالحديث عن أولوية وقف العدوان وعودة النازحين".

 الوسط 30/7/2006م

**************

 

 

الرجل الثاني في حزب الله: الجيش الإسرائيلي "يخاف" الاجتياح البرّي

2007-09-04

أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الجمعة 21/7/2006 ان الجيش الاسرائيلي "يخاف" الاجتياح البري لجنوب لبنان بعد المعارك التي جرت أخيراً في مارون الراس بين جنوده وبين مقاتلي حزب الله.

وقال قاسم في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله "ان الجيش الاسرائيلي يعتمد على قتل المدنيين حتى يحقق انجازا عسكريا لأنَّه خائف من الدخول عبر البر بعد ان حاول التقدم ست او سبع مرّات وتلقى ضربة قاسية".

واضاف الشيخ قاسم "نحن لم نأخذ قرار المعركة, نحن في موقع المقاومة, وسنثبت لاسرائيل والعالم ان العسكر لن يتقدم خطوة واحدة, وعلى كل حال تجربة اليوم التاسع في صد العدوان في مارون الراس ومحيطها دليل على ذلك".

وكانت معارك ضارية نشبت الخميس في محيط بلدة مارون الراس الملاصقة للحدود مع اسرائيل ما ادى الى مقتل 4 جنود اسرائيليين.

واضاف الشيخ قاسم "لن نسمح لاسرائيل ان تحقق اهدافها مهما طال الأمر", مضيفا "ان استعداداتنا قادرة على ان تلحق هزيمة سياسية حقيقية باسرائيل من خلال اضعاف القدرة الميدانية الاسرائيلية على تحقيق اهدافها".

وتوقع المسؤول في حزب الله ان يتواصل التصعيد العسكري الاسرائيلي حتى وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "ليقرر الاسرائيليون عندها ما اذا كانوا سيستمرون في العمل العسكري ام يدخلون في العمل السياسي".

وكان مصدر عسكري اعلن ان الجيش الاسرائيلي استدعى اليوم الجمعة عدة الاف من الاحتياطيين لتعزيز انتشاره على الحدود الشمالية لاسرائيل.

وقال المصدر نفسه ان "الجيش استدعى الاف الاحتياطيين لتعزيز انتشاره ضد حزب الله", مؤكدا ان "عديد هؤلاء الاحتياطيين لن يتجاوز عديد لواء, اي حوالى ثلاثة الاف جندي".

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس في حديث للاذاعة العامة "نقوم بتقييم عديد القوى التي نحتاج اليها وفقا لحاجاتنا العملانية على الارض".

واستبعد وزير الدفاع بطريقة غير مباشرة شن اي عملية برية اذ قال ان اسرائيل "لا تنوي باي طريقة من الطرق ان تنجر الى حيث يريد حزب الله ان ياخذها".

واضاف "لا ننوي على الاطلاق غزو لبنان. نحن لا نحارب الشعب اللبناني بيد اننا نشن حربا لا هوادة فيها على المنظمات الارهابية".

العربية ـ 22/7/2006م

**************

 

 

 

 

الشيخ نعيم قاسم: النزاع في لبنان آخر الحروب التي تشنها إسرائيل

2007-09-04

بيروت: صرح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث نشرته صحيفة "النهار" اليوم الخميس ان الحرب الدائرة في لبنان منذ الثاني عشر من تموز/يوليو الجاري هي "آخر الحروب التي تشنها إسرائيل". وقال قاسم في المقابلة ردا على سؤال حول ما اذا كانت الحرب الدائرة حاليا في لبنان هي آخر الحروب التي يشارك فيها حزب الله في جنوب لبنان "اعتقد أنها آخر الحروب التي تشنها إسرائيل".  

وأضاف "عندما يتحقق النصر الحقيقي وهذا ما نأمل فيه سنضع حدا للاستخفاف الإسرائيلي بلبنان". ورأى ان "الانتصار الحقيقي يتمثل بأمرين: منع الأميركي من استخدام لبنان معبرا الى شرق أوسطه الجديد، وإبقاء إسرائيل تحت النار ومنعها من المساس بقوة المقاومة وسلاحها". وأوضح الرجل الثاني في حزب الله تكتيك الحزب في مواجهة الجيش الإسرائيلي. وقال ان "مهمتنا ليس الوقوف سدا أمام أي تقدم للعدو بل تكبيده اكبر خسائر ممكنة لردعه عن خطته وتقليصها الى الحد العدواني الأدنى".

وردا على سؤال حول موقف حزب الله من نشر قوة دولية في الجنوب وهو ما طالب به مؤتمر روما ودعا إليه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، تجنب الشيخ قاسم إعطاء رد حاسم. وقال "قبل مناقشة أفكار من نوع تشكيل قوة دولية أو متعددة الجنسية يجب وضع حد لعدوان إسرائيل أولا ولن نعلق على مناقشات تجري بين إسرائيل وأميركا والدول الكبرى ونغفل عن ان هناك طرفا اسمه لبنان وفيه المقاومة ويجب ان يكون له الدور الأساس في أي فكرة وأي مشروع".

وأضاف الشيخ قاسم "لن نغرق في مناقشة أفكار عامة قبل أن تبدأ الأمور الجدية لوقف العدوان". وكان المؤتمر الدولي حول لبنان أنهى أعماله

الأربعاء في روما من دون التوصل الى اتفاق حول الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار بعدما تصدت الولايات المتحدة بقوة لضغوط غالبية الدول الأخرى المشاركة في المؤتمر. واكتفى المؤتمر بالدعوة الى "العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لإطلاق النار". كما عبر مؤتمر روما عن دعمه مبدئيا لتشكيل "قوة دولية بتفويض من الأمم المتحدة" لمساعدة الجيش اللبناني على خلق "جو آمن" في جنوب لبنان، في حين أكد حزب الله أن الحزب يرفض في الوقت الحاضر أي نقاط تتجاوز الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل الأسرى. 

**************

 

 

رئيس مجلس النواب اللبناني يهاجم الحكام العرب ويقول "ماذا ينتظرون"

2007-09-04

هاجم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة اليوم الجمعة لعدم بذلها ما يكفي من جهد لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن رويترز أن بري لم يحدد في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية الحكومات بالاسم لكنه قال انه خاب أمله حين ألقت بعض الحكومات العربية اللوم على حزب الله.

وتساءل بري في أسى "ماذا ينتظرون , ان تشب النار الإسرائيلية التي تأكل الثوب اللبناني في أثوابهم".

وأضاف رئيس مجلس النواب اللبناني "يجب الضغط على الدولة التي تساندكم وتساند إسرائيل لإيجاد حل للشرق الأوسط كله".

واستطرد "اعرف أنكم جميعا تحبون لبنان , هل هذا حب أفلاطوني ام حب ايجابي. صدقوني يا حكام العرب ان إسرائيل لا تحارب حزب الله أنها تحارب لبنان بكل أطيافه وبنيته التحتية."

وأعرب بيري عن استيائه من عدم انعقاد قمة عربية حتى الآن رغم الحرب الدائرة في لبنان وتساءل غاضبا "متى ستعقد قمة عربية , إذا كان الوضع في لبنان وفلسطين لا يستدعي قمة عربية فماذا يستدعي قمة عربية."

وتحاول جامعة الدول العربية الترتيب لعقد قمة عربية منذ اندلاع القتال لكن الانقسامات حول حزب الله أعاقت هذه الجهود حتى الآن.

وانتقدت السعودية ومصر والأردن وكلها حلفاء للولايات المتحدة حزب الله بسبب أسره جنديين إسرائيليين في 12 تموز / يوليو الحالي./انتهى

 

 

 

الوفاق في مقابلة مع عضو الشورى المركزية لحزب الله: ما جرى في مارون الرأس وبنت جبيل هو بعض بأسنا

2007-09-04

أجرى الحوار: مختار برتو

* إسرائيل خططت من قبل لشن هذه العملية

* الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الجديد تريد السيطرة على المنطقة وإسرائيل تكون شريكة أساسية لها

* ليس لدينا شيء نخاف عليه، نحن مستعدون وصامدون

* لدينا معلومات من مقاومينا تفيد ان العدو تلقى خسائر فادحة جدا

العدوان الإسرائيلي على لبنان والمشروع الأمريكي الصهيوني ومواجهات حزب الله البطولية مع العدو الصهيوني كانت قضايا تناولتها صحيفة الوفاق مع محمد احمد البرجاوي عضو الشورى المركزي لحزب الله لبنان، وما يلي نص هذه المقابلة:

- ما هو تقييمكم للوضع الحالي في لبنان في ظل هذا العدوان الصهيوني الغاشم؟

* مما لا شك فيه ان توقيت العملية التي نفذت من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية كان ليحبط التمهيدات الصهيونية بالقيام بهجوم ساحق ومدمر على لبنان ولكن القيام بهكذا عملية من قبلنا أدى الى عدم منح الفرصة للصهاينة لاستغلال عنصر المفاجأة.

- هل هذه العملية مرتبطة بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خطط لها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة؟

* الولايات المتحدة من خلال وزيرة خارجيتها أفصحت عن ذلك بشكل واضح وبالتالي لو لم يكونوا هم مخططين لهذا الأمر فإنهم يعملون على ذلك، بمعنى ان هذا لم يكن وليد الساعة، ساعة الضربة الصهيونية، الشرق الأوسط الجديد الذي يريدون من خلاله جعل المنطقة بكاملها تحت قيادة الولايات المتحدة وسيطرتها وبالتالي تصبح إسرائيل الشريكة الأساسية في هذا المنطقة للولايات المتحدة. وذلك بعد الفشل الذي منوا به من خلال الواقع العراقي والضربات التي تلحق بالقوات الأمريكية في العراق.

- هل خطط الصهاينة لهذه العملية مسبقا؟

* من الواضح ان رزمة الأهداف الصهيونية كانت جاهزة وهم كانوا مستعدين من قبل لتنفيذ هجوم ساحق على مجمل الأراضي اللبنانية، وكل ما يرتبط بالإنسان ولخدمة الإنسان وعلى سبيل المثال البنية التحتية اللبنانية والكثير من المعامل والمصانع الإنتاجية التي تعود للمواطنين وليس لحزب الله أي صلة بهم وهم من أديان مختلفة ومن مناطق بعيدة عن المناطق المعنية بالقتال، وإذا كنا نقرأ العديد من الصحف العربية التي تصدر خارج لبنان منذ أكثر من سنة كان كل هذا السيناريو موضوعا نشر في أكثر من صحيفة تحت عناوين استنتاجية وعلى قاعدة ان قوات الأطلسي أو القوات الصهيونية ستقوم بضربات متلاحقة في لبنان.

وبالتالي هذا التخطيط هو تخطيط قديم وهم كانوا ينتظرون الفرصة السانحة من اجل القيام بذلك ومنهم من كان يربط ضرب إيران بضرب لبنان على قاعدة عدم القيام بأي تحرك وبالتالي فهم من خلال هذا الإذلال الذي حصل للجيش الصهيوني سواء في غزة أو الجنوب اللبناني من خلال ضربات المجاهدين وإلحاق الضربة المعنوية القاسية من خلال العملية الأخيرة وبالتالي لم يكن هناك مفر أمام الجيش الصهيوني سوى القيام بهكذا عملية وبالتالي فإنهم كانوا سيقومون بذلك، من خلال معلوماتنا السابقة، في أيلول أو تشرين الأول القادم.

- ما هي الأهداف وراء توجيه الاتهامات ضد إيران وسوريا ؟

* عندما يوجهون الاتهامات، فهم يوجهون اتهامات لبعض هؤلاء الشرفاء، لم يبق في هذا العالم على ما اعتقد من أنظمة ومن حكومات شريفة سوى إيران وسوريا. وبالتالي فهم من خلال ضعفهم وعدم قدرتهم على مواجهة المقاومة وحزب الله في لبنان، يكيلون هذه الاتهامات على الآخرين ويزعمون ان الإمكانات والدعم المتوفر لدى المقاومة هو القادم من إيران وسوريا. من هنا فهم يحاولون بتبرير إخفاقاتهم الكثيرة وخاصة خلال الأيام الأخيرة أمام شعوبهم.

- كيف تقيمون الوضع الداخلي اللبناني في ظل مساعي الكيان الصهيوني لتفكيكه؟

* بكل أسف عند لحظة القيام بالعملية وردة الفعل الصهيونية كانت هناك بعض الأصوات المشككة ولكن حجم الضربات الصهيونية وتوسيعها على العديد من المناطق واستهدافها بشكل أساسي البنية التحتية التي تعني كل اللبنانيين، أعاد ذلك بعض اللحمة اللبنانية فالكيان الصهيوني كان يعمل بشكل جدي وفاعل من اجل المراهنة على بعض اللبنانيين وإثارتهم ضد المقاومة ولكن الواقع الشعبي كان بالمرصاد ووقوف وصمود المقاومة واهل المقاومة وهذه المعنويات العالية التي لم نر مثلها من قبل هي التي أوقفت هذا الواقع التفكيكي الذي أراده الكيان الصهيوني من خلال عملياته.

- قال سماحة السيد حسن نصرالله: إننا دخلنا حرب مرحلة ما بعد حيفا، كيف ستكون هذه المعركة؟

* انا اعتقد ان كلام سماحة الأمين العام كان واضحا، وبالتالي فإنها معركة مفتوحة وارض محروقة، فنحن ليس لدينا اي شيء نخاف عليه، نحن مستعدون، نحن صامدون، وكما سمعتم وسمع العالم اجمع ورأى بعينه ورأى الكيان الصهيوني بأم عينيه من خلال جيشه الهمجي ما جرى في مارون الراس وما جرى في بنت جبيل، هذا بعض بأسنا، كما سيرون البعض الآخر من بأسنا. بالتالي فان الشعب اللبناني بأكمله وخاصة شعب المقاومة هو على اتم الاستعداد ليكيل الضرب ضربتين في مواجهة هذا العدوان.

- هناك ما يتردد في الإعلام ان خسائر الكيان الصهيوني أكثر مما يتم الإعلان به، ما هو تقييمكم لخسائر العدو الصهيوني؟

* من الواضح ان العدو الصهيوني يتستر على الكثير من خسائره وإذا كنتم تتبعون بعض الأخبار الداخلية من خلال الصحافة وشبكة الانترنيت وبعض وسائل إعلام العدو ترون بشكل واضح. اما العدو فانه يتستر على خسائره التي تنزل به المقاومة من الضربات القاسية بدباباته وآلياته وجنوده، ولدينا المعلومات العديدة من خلال مقاومينا تؤكد ان العدو قد لحقت به خسائر فادحة أكثر بكثير مما يعلنه.

- ما هي رؤيتكم لما قد يحدث في الأيام القادمة ؟

* نحن حددنا موقفنا منذ اللحظة الأولى، أي وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات غير مباشرة عبر طرف ثالث من اجل تبادل الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وغير ذلك لا يمكن ان نتنازل او نتراجع. وأمام الإخفاقات المتعددة والمتكررة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة وتعالي النداءات من قبل العديد من الشعوب سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي او الدولي، خاصة بسبب المجازر التي ترتكبها، لم يعد امام الصهاينة سوى الرضوخ للأمر الواقع ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب التدميرية على الشعب اللبناني. وفي الختام أشاد بالشعب الإيراني وقيادته.

**************

 

 

 

من كلمات السيد حسن نصر الله(دامت بركاته) في خط الإمام الخميني المقدس

2007-09-04

ـ هذه المسيرة ورمزها الكبير وعنوانها العظيم المقاومة الإسلامية وتجربة المقاومة الإسلامية، هي مصداق من مصاديق هذا الالتزام الواعي بخط الإمام ونهج الإمام الخميني (قدس).

 ـ اليوم إذا كنا نتحدث عن انتصارات ونشهد انتصارات، اليوم إذا أصبحت هذه المسيرة في لبنان لها كل الاحترام في لبنان وفي المنطقة وفي العالم، إذا كنا وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه بفضل وبفعل التزامنا والتزام أهلنا وشعبنا وإخواننا وأخواتنا وشهدائنا ومجاهدينا بخط ونهج الإمام الخميني.

 ـ كان لإمامنا وسيدنا روح الله الموسوي الخميني في قلوبنا وأرواحنا وضمائرنا من المكانة والموقع والحضور ما يعجز اللسان عن شرحه وعن وصفه وعن التعبير عنه. في ذكرى رحيل الإمام نعود الى الإمام، الى فكره وشخصيته وقيادته، نستلهم منه ما يمكن أن نواجه به تحديات الحاضر وأخطار المستقبل، في كل السنوات الماضية كنا نفعل ذلك ونتعلم من الإمام الموقف، عندما كنا نتحدث عن الإمام الخميني والوحدة، والإمام الخميني والقدس، والإمام الخميني والجهاد والمقاومة، والإمام الخميني وإرادة الشعوب.

 ـ كان الإمام معروفا بشجاعته الكبرى وكانت الشجاعة صفة أصيلة في روحه وكيانه وأخلاقه ووجوده المبارك،

 ـ المميزات الشخصية في القادة لها تأثير مصيري في أي مواجهة يمكن أن تحصل، وهذا هو الذي جرى في إيران مع الإمام (رض) في بدايات الثورة سنة 61 ـ 62 ـ 63 للميلاد عندما بدأت الثورة برجل واحد اسمه روح الله الموسوي الخميني.

 ـ اليوم هذا ما نحتاج أن نؤكد عليه، أن نستلهم من الإمام صفة الشجاعة والإصرار والعزم.

 ـ سنبقى للإمام أوفياء، لطريق الإمام وفكر الإمام ونهج الإمام وعزم الإمام، ولن يكون أمامنا سوى الانتصار الذي وعدنا به الإمام منذ بدايات الطريق.

 ـ التزامنا بخط الإمام هو صنع هذه المقاومة، ولو أننا لم نلتزم بخط الإمام وسلكنا خطا آخر وطريقا آخر لانتهت المقاومة منذ سنوات طويلة، ولفقدت المقاومة الكثير من قدرتها على العفل وعلى صنع النصر وعلى استنزاف العدو وعلى استنهاض الأمة.

ـ ان الوقوف على الثوابت والأبعاد المختلفة لخط الإمام الخميني (قده) يعتبر من أسمى الأولويات للمنتسب إلى الإسلام في هذا العصر.

 ـ ان الوقوف على الثوابت والأبعاد المختلفة لخط الإمام الخميني (قده) يعتبر من أسمى الأولويات للمنتسب إلى الإسلام في هذا العصر.

حيث أن معطيات الشخصية المسلمة المجاهدة,لا يمكن أن تستقيم دون معرفة هذا النهج بأصوله كافة, فالإمام قد عكس شمولية الإسلام وإحاطته في كل جانب سياسي وجهادي وثقافي وأمني...الخ, فظهر الإسلام بشكل أطروحة متكاملة الأبعاد بعد غياب طويل عن الساحة لا سيما على مستوى التطبيق العملي.

نحن لا يمكن لنا أن نرى شخصية عبر التاريخ ـ بعد الأئمة (ع) ـ استطاعت أن تحيط بالإسلام وتعرفه للناس مثل الإمام (قده)، ومن هنا كان لا بد من التعرف على خط الإمام.

من كلمات السيد حسن نصر الله(دامت بركاته) حول الإمام القائد الخامنئي(دام ظله)

ـ هذا النصر نصرك، وهذا العز عِزك ...........

 ـ هذه بركات ولايتكم وإرشاداتكم وعنايتكم ودعائكم للمجاهدين في الليل والنهار.

 ـ هذا النصر هو انتصار خطكم وفكركم، الذي هو خط وفكر الإمام الخميني العظيم "قدس سره" هذا النصر صنعه أبناؤكم المجاهدون الحسينيون بدمائهم الزكية وجهادهم الدامي، هؤلاء الأبناء تخفق قلوبهم وأرواحهم بعشق الخميني والخامنئي .

 ـ لا يمكن لأبناء الخميني والخامنائي وعباس الموسوي وراغب حرب أن يتراجعوا عن هذه المقاومة.

 ـ إن الجهاد اليوم والطاعة اليوم والإنقياد اليوم والشهادة اليوم بين يدي حفيد الحسين السيد القائد (الإمام الخامنئي) هو إنقياد وطاعة وجهاد وشهادة بين يدي الحسين في ساحة كربلاء يوم العاشر من المحرم .

 ـ أن الأساس للعزة والوحدة والنصر هو أن نتمسك بولاية نائب الإمام المهدي سماحة القائد الخامنئي (دام ظله الشريف) في هذا الزمن.

 ـ نحن لدينا ولي أمر هو نائب الإمام المهدي(عج)وأوجب علينا طاعته ونحن خبرنا هذا الولي والقائد، في طهارته وصفائه وورعه وفي الوقت نفسه في شجاعته وقوته وحكمته وتدبيره ووعيه؛ فهو يتحدى أميركا والاتحاد الأوروبي والأساطيل التي تملأ الخليج.

 ـ لقد أنعم الله علينا بولي أمر هو رجل فذّ وشخصية استثنائية، فلو فتَّشنا كل حوزاتنا وبلادنا الإسلامية لما وجدنا فقيهاً من فقهاء الشيعة يجتمع فيه هذا الحشد وهذا المستوى من المواصفات الراقية التي تجتمع في سماحة القائد الخامنئي (حفظه الله) كقائد وولي أمر.

ـ ...أجدد العهد وإياكم مع صاحب الزمان (عج) مع نائبه بالحق مع الدليل عليه والهادي إليه مع راية الحق وإمام الهدى والحجة الإلهية والشمس المشرقة في سماء هذه الأمة مع سماحة الإمام آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله الشريف.

ـ إذا أردنا الآخرة فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة ( عج) وأزيدكم إذا أردنا عز الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلا مع ولي الأمر.

 ـ هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده لولا رجل اسمه روح الله الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنائي لما استمرت المقاومة.

ـ إنّ من أراد أن يكون منصِفاً وعادلاً في تشخيص الحقائق يجب أن يعترف بهذه الحقيقة (سبب الانتصار)، القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي الذي أيّد ودعم وساند ودعا لهؤلاء المجاهدين في الليل والنهار حتى ينصرهم الله. 

 (مهرجان النصر في بلدة بنت جبيل المحررة 26-5-2000 م)

ـ أعبّر لسماحتكم عن بالغ امتناني وشكري على مباركتكم لهذا النصر المشرق، وأنا بدوري أبارك لسماحتكم هذا الانجاز الكبير الذي هو إحدى ثمرات الالتزام الإيماني والجهادي بأفكار ونهج الإمام الخميني العظيم وقيادتكم الرشيدة والمسددة.

 ـ إننا في لبنان دائماً نبتهل الى الله تعالى ان يحفظكم وأن يطيل عمركم الشريف ويحرس وجودكم المبارك لهذه الأمة ولهذا الإسلام العزيز، وعلى أمل ان تسمعوا عنا كل ما يدخل الفرحة الى قلبكم الطاهر وإلى قلوب كل المظلومين والمحبين. 

 

كلمات منوعة حول القدس وغيرها

ـ نلتقي في يوم القدس مع الروح العظيمة للإمام الخميني الذي أعلن هذا اليوم ليبقى يوما خالدا يعيش في ضمير الأمة وفعل تضحياتها، وشدد عليه الإمام السيد القائد الخامنئي حفظه الله تأكيدا على نفس النهج والطريق والخط.

يوم القدس العالمي 29-11-2002م

 ـ قضية العراق والمنطقة، الإستراتيجية المقابلة لإستراتيجية الحرب الأميركية الصهيونية يجب ان تكون في العمل الدؤوب من اجل منع حصول هذه الحرب. هذه السياسة اعلنها وهي معلنة من قبل سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله الشريف) في الأيام الأولى. وقال أنه يجب إتباع هذه الإستراتيجية. 

 

ذكرى استشهاد سماحة السيد عباس الموسوي(رض) 16/2/2003 م

ـ الصمود السياسي الكبير والخالد الذي مثّلته سوريا بقيادة الرئيس الأسد، والجمهورية الإسلامية بقيادة ولي أمر المسلمين الإمام القائد السيد الخامنئي (دام ظله).. هنا يكبر الأمل، ويتجدد الخيار الحسيني الجهادي الاستشهادي

ـ أود أن أقول لكم: إيران ليست مع خروج القوات الإسرائيلية من لبنان بلا قيد وبلا شرط فقط، إيران موقفها العقائدي والديني والشرعي والسياسي والثابت الذي تُجمع عليه إيران كلها، هو موقف الإمام، وهو موقف القائد أيضاً: "يجب أن تزول إسرائيل من الوجود"، ومَن كان موقفه بهذا المستوى هو أعلى وأشمخ وأرفع من أن يشار إليه بأصابع الاتهام وأن "يوشوش" عنه في الزوايا وفي الكواليس

ـ لصاحب الزمان، ولنائبه سماحة السيد القائد، ولكل الحسينيين الشرفاء والشهداء، للسيد عباس، وللشيخ راغب، لكل الذين نرى في عيونهم عيون الحسين، وفي وجوههم وجوه الحسين، وفي عروقهم دماء الحسين، نصرخ ونصرخ ونصرخ "لبيك يا حسين"..

 

اليوم العاشر من محرم (1419 هـ)

ـ قال سماحة سيدنا القائد الإمام الخامنئي دام ظله الشريف بعد استشهاد مولانا سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي عندما تشرفنا بزيارته وخدمته، قال بعد تقديم التهنئة والتبريك بشهادة السيد عباس، قال: ان أحسن وأجمل عاقبة حسنة يمكن ان يتمناها الإنسان لنفسه ولمن يحب هو أن يكون موته قتلا في سبيل الله عز وجل على أيدي القتلة اليهود هؤلاء وعلى ايدي قتلة الانبياء هؤلاء، هذه أجمل عاقبة وأحسن عاقبة يمكن ان يتمناها انسان.

 

حفل إفطار عوائل الشهداء والأسرى 11-11-2002

ـ شكر الجميع على هذا الحضور وهذه التلبية لنداء الإمام القائد السيد الخامنئي الذي أكد على وجوب إحياء "يوم القدس" هذا العام أفضل من أي عام مضى تأكيداً على ثبات الخط والنهج. فمنذ البداية وقيام الثورة بقيادة الإمام الخميني (قده)، الموقف من فلسطين ومن القدس ومن الكيان الصهيوني الغاصب، الغدة السرطانية التي يجب اجتثاثها من الجذور هو موقف إسلامي عقائدي ثابت، لا يمكن أن تبدّله كل المتغيرات الإقليمية والدولية لأنّ الحق حق، ولأنّ الباطل باطل، الحق لا يصبح باطلاً بمضيّ الزمان، فلسطين للفلسطينيين حق، القدس للعرب والمسلمين حق، "إسرائيل" كيان باطل ولا يمكن أن تكون الحقيقة غير هذه الحقيقة.

 

يوم القدس العالمي 22-12-2000

ـ نجدد البيعة والعهد مع إمامنا الخميني الذي أوصانا بالقدس وبقي يوصينا طوال حياته ولنجدد البيعة مع خليفته الإمام الخامنئي الذي يوصينا بالقدس في كل ليلٍ وكل نهار.

 

يوم القدس العالمي في بيروت 21-11-2003م

 ـ نلتقي في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي أعلنه الإمام الخميني يوماً للقدس، إحياء للقدس ولامر الإمام، ولتخرج القدس من دائرة النسيان التي أراد العالم لها ان تدخلها.

 

يوم القدس العالمي في بيروت 21-11-2003م

 ـ وبسبب ثباتهم هذا لم يجرؤ العدو الإسرائيلي أن يتقدم بقواته خطوة واحدة الى الإمام لأنه يخشى المواجهة وجهاً لوجه مع مجاهدي المقاومة الإسلامية وأبناء الإمام الخميني العظيم والجنود الأوفياء لسماحة قائد الأمة الإسلامية آية الله الخامنئي حفظه الله... (ذكرى أسبوع شهداء حرب تموز 1993 م)

ـ عهداً لإمامنا الحبيب الذي ألهم فينا روح الجهاد والثورة.. الإمام الخميني العزيز قدس سره الشريف.. لقائدنا المفدى سماحة آية الله الخامنئي الذي يحمل راية الجهاد ليتحدى بها كل طواغيت الأرض... أننا سنبقى في خنادق الجهاد ونكمل طريق المقاومة الإسلامية مهما تعاظمت المحن والتضحيات والمصائب حتى تحرير الأرض والمقدسات وإزالة هذا الكيان الغاصب وهذه الغدة السرطانية، وكلنا ثقة بالنصر الإلهي وإرادة المجاهدين وصبر شعبنا الأبيّ وثبات أمتنا التي أيقظها صوت نداءات الإمام الخميني الثائرة ولن يسقطها أي طاغوت وظلم حتى ظهور الحجة المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء..  

 

(ذكرى أسبوع شهداء حرب تموز 1993 م)

ـ الحمد لله يوجد بركات من الله عز وجل وبركات هذا السيد الجليل الإمام الخميني (رض) التي مازالت متدفقة ومستمرة مع خليفته سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي (حفظه المولى) ولنا الشرف في هذا، لا نحتاج الى احد. هذه قوة لكم يمكن ان تستعينوا بها من اجل كرامتكم وسيادتكم وعزتكم وشرفكم، ونحن حاضرون.

 

 (مبرة السيدة خولة (ع) في بوداي 21-9-2002م)

ـ ستبقى أميركا العدو الأساسي للأمة والشيطان الأكبر..

وسيبقى ولي الأمر آية الله الخامنئي قائدنا وإمامنا وسيدنا وقدوتنا في الجهاد والصبر والعزيمة..

وسيبقى الإسلام المحمدي الأصيل فكرنا وديننا ورائدنا، نفخر به، وندعو إليه، ونجاهد من أجله..

وستبقى "المقاومة الإسلامية" خيارنا الوحيد، وردّنا الدائم، وطريقنا الذي لن نتراجع عنه، والمعركة التي سنكملها، ولو استسلم كل العالم..

تشييع سماحة السيد عباس الموسوي (رض).

ـ نجدد التزامنا بنهج المقاومة والجهاد والصمود الذي رسّخه فينا وعمّقه في أنفسنا إيمانا وفكرا وعملا في هذا الزمن حفيد للحسين من كبار الفقهاء والثائرين أعني الإمام روح الله الموسوي الخميني (رض) الذي علمّنا كيف ينتصر الدم على السيف، هذا النهج الذي يتمسك به حفيد آخر للحسين وإمام آخر من قادة الثبات والصمود هو الإمام السيد الخامنئي (دام ظله) الذي لا ترهبه كل تهديدات أمريكا وأساطيلها...

(العاشر من محرم الحرام للعام 1423 هـ 24-3-2002م)

**************

 

 

نصرالله يكشف أوراق أميركا ويحجم "إسرائيل"

2007-09-04

محمد صادق الحسيني

"السعوا أول من ترونه واستمدوا حياتكم من موته" أرسطوفان (الزنابير) 422 ق. م.

يجب ان تكون "زنبوراً" قاتلاً بالفطرة والغريزة حتى تفهم هذا الهلع العصابي المتوحش الانتقامي لدى قوات الغزو والعدوان الاسرائيلي وهي تصدر اوامرها "بضرب كل جسم يتحرك جنوب الليطاني" بعدما عجزت ليس فقط عن مقاومة خصومها المقاتلين بل وعن نزع الحياة عن قرى وبلدات جبل عامل في الجنوب اللبناني وعن لبنان عموماً على رغم آلاف الاطنان من اسلحة الدمار الشامل والابادة الجماعية التي استخدمتها ضد شعب لبنان العظيم،

وفكرة "الزنابير" هذه بالمناسبة كما يقول الكاتب والمؤرخ السوري الكبير منير العكش في كتابه الشهير"اميركا والابادات الجماعية" هي التي صنعت وارست دعائم اميركا "العالم الجديد" وذلك بفضل 93 حرباً جرثومية شاملة قضت على 112 مليون انسان ينتمون الى أكثر من 400 شعب كانوا يملأون "مجاهل" العالم الجديد بضحكة الحياة قبل أن يأتي اليها من سماهم واطلق عليهم التاريخ الرسمي الاميركي "القديسين" و"الحجاج" القادمين من بلاد الانجليز من الانكلوساكسون البروتستانت والذين كانوا يعتبرون انفسهم بمثابة "طلائع" الحج الى كنعان الجديدة أو "أرض اسرائيل" الانجليزية كما كان يسميها حاكم المستعمرة الاميركية الأولى التي بنوها على انقاض ضحاياهم من الهنود الحمر. قبل نحو ست أو سبع سنوات تطرق الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله في كلمة له لدعم الانتفاضة الفلسطينية عن العلاقة الجدلية المريبة بين "اسرائيل" واميركا فقال: "إنني وخلافاً لما هو متداول ومشهور ومتعارف عليه بأن (اسرائيل) واللوبي الاسرائيلي هو الذي يحرك ويقود اميركا اعتقد بان العكس هو الصحيح وأن اميركا هي التي توجه وتقود وتوكل المهمات لـ (إسرائيل)".

واليوم وبعدما كشفت عنه الحرب الإسرائيلية الحالية الجارية على قدم وساق ضد لبنان من بعض خفايا الاهداف الاميركية وبعدما بدأ يظهر من كتابات للمؤرخين الإسرائيليين الجدد من كون "اسرائيل" ليست سوى "وكيلة مهمات" اميركية متعاقبة بدأت تثقل كاهل المجتمع الاسرائيلي قد نستطيع القول إن كفة الميزان بدأت تميل أكثر فأكثر لصالح الرأي الذي سبق أن ادلى به أمين عام حزب الله قبل عدة سنوات من الآن.

يقول السناتور الاميركي هارت بنتون في كلمة له أمام مجلس الشيوخ في العام 1846م "إن قدر اميركا الابدي هو الغزو والتوسع، إنها مثل عصا هارون التي صارت افعى وابتلعت كل الجبال. هكذا ستغزوا اميركا الأراضي وتضمها اليها أرضاً بعد أرض. ذلك هو قدرها المتجلي. اعطها الوقت وستجدها تبتلع في كل بضع سنوات مغازات بوسع معظم ممالك اوروبا. ذلك هو معدل توسعها".

ايضاً فلنقرء سوية ما قاله السناتور البرت بيفردج في العام 1900م: " إن الله اصطفى الامة الاميركية من بين كل الامم والشعوب وفضلها عليهم وجعلها شعبه المختار وذلك من أجل قيادة العالم وتخليصه من شروره".

أيضاً وايضاً فلنقرأ مقطعاً من الكتاب الذي أطلق سراحه حديثاً من احدى المكتبات التابعة للكونغرس الاميركي وقامت مؤسسة ودار نشر السويدي في أبوظبي بترجمته ونشره إذ جاء على لسان جورج بوش الجد: "ما لم يتم تدمير امبراطورية السارزن (المسلمين) فلن يتمجد الرب بعودة اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم".

القارئون جيداً لمسلسل الحوادث والوقائع التي مرت على لبنان خلال العام والنصف الماضي يستطيعون التأكيد من دون أية صعوبة تذكر أن "الحرب المفتوحة" التي اندلعت ضد هذا البلد الوديع والهادئ والذي كان يسير بأعجوبة نحو لملمة جروحه وإعادة ترتيب بيته الداخلي بعيداً عن "نموذج الفتنة العراقي" الذي كان يخطط له ليعم المنطقة نعم يستطيع التأكيد والجزم بأن الحرب الحالية الجارية ضد لبنان ليست إسرائيلية "الحدود" و"الذرائع" و"الأهداف" أبداً بل هي حرب أميركية بامتياز تهدف فيما تهدف إليه بشكل رئيسي إلى ما يأتي:

1ـ القضاء على مقولة المقاومة اللبنانية وتفكيك الذراع العسكري لحزب الله بصورة نهائية.

2ـ وضع اليد نهائياً على الدولة اللبنانية وإلحاق المجتمع اللبناني بمسلسل الفوضى البناءة الأميركية الذي أعد له جيداً لمنطقة "الشرق الأوسط الكبير".

3ـ تطويق كل من سورية وإيران بنيران الحرب المفتوحة على لبنان استعداداً لمهاجمتهما في أول لحظة مناسبة لادخالهما عنوة في مشروع الشرق الأوسط الجديد،

في هذه اللحظة التاريخية والحساسة جداً كان لابد من "استدعاء" دور القاعدة العسكرية الأكبر والأهم للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط أي الدويلة الإسرائيلية لتقوم هي بالمهمة التاريخية التي من أجلها انشئت أصلاً ولأجلها ظلت مستمرة حتى الآن،

ليس هناك أي تفسير لانقلاب المعادلات وتحول قواعد اللعبة بين "إسرائيل" ولبنان إثر أسر جنديين إسرائيليين سوى ما ذهبت إلى الكشف عنه كوندوليزا رايس وهي تخوض معركة دبلوماسية النار الإسرائيلية عندما قالت "من مخاض ما يجري سيولد شرق أوسط جديد"، وكلما ابدت "إسرائيل" عجزاً في تحقيق الأهداف المعلنة تمدد الإدارة الأميركية الوقت لإدارة أولمرت واقفة بكل صلابة ضد أي جهد دولي منفرد أو جماعي لوقف اطلاق النار منهية بذلك عهد منظمة الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية الأخرى ذاهبة إلى حد حصر مقولة "المجتمع الدولي" بالدولة الأميركية وتابعتها العسكرية الشرق أوسطية أي الدويلة الإسرائيلية،

منذ ما بعد 12 يوليو/ تموز يمكن للعالم أن يسجل بداية عهد حرب باردة جديدة بين كل عناصر "العالم القديم" الذي يضم "جيوب المقاومة" الشعبية والحكومية والدولية للمشروع الأميركي الامبراطوري وبين القوة العظمى الأكبر التي تطمح لتشكيل "العالم الجديد" المؤمل لها والذي يفترض أن يبدأ من "الشرق الأوسط الجديد" الذي يعدون له منذ غزو افغانستان والعراق والذي يحاولون بعث الحياة فيه مع قرار الحرب المفتوحة على لبنان.

إن تعثر قطار تحولهم وتغييراتهم المؤملة في كل من افغانستان والعراق وفلسطين هو الذي دفع بهم للانتقال من "البطن الواقية الرخوة" في العالم القديم إلى "بطنة الصلات" المتمثلة بالمقاومة والممانعة اللبنانية.

وما كل الكلام الذي يثيرونه بشأن دور كل من سورية وإيران في الساحة اللبنانية إلا من باب الدعاية الردعية المضادة المطلوبة لانجاز مهمتهم الأوسع من لبنان أصلاً والتي يفترض أيضاً أن تترك تداعياتها الخطيرة على الداخل اللبناني لاسقاط مشروع "الفتنة" العراقي عليه.

من هنا كان لهم السيدحسن نصرالله بالمرصاد يومياً وهو يصر على المحافظة على الوحدة اللبنانية والوفاق السياسي العام في البلد مهما كان الثمن باهظاً، ومن هنا أيضاً كان وسيظل مصراً على "اللعب" داخل المربع اللبناني بامتياز على رغم عمق رؤيته العروبية وعمق رؤيته الاسلامية وعدم اخفائه يوماً تحالفاته الاقليمية والدولية الواضحة.

الوسط 12/8/2006م

**************

 

 

 

لبنان.. والقرار الدولي

2007-09-04

أكد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم في رسالة الى اللبنانيين والعرب والعالم أن لبنان لن يخرج من هذه المواجهة الا منتصرا شعبا ودولة ومقاومة مشيرا إلى أنه لولا صمود لبنان لكنا اليوم امام نتائج سياسية وامنية سيئة جدا ومشددا على أن اي وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية ستلتزم به المقاومة دون اي تردد.

وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة الى اللبنانيين والعرب والعالم, جاء فيها:

"بعد السلام والدعاء والتحية للمجاهدين والمقاومين الابطال ولشعبنا الابي الصامد والوفي ولكل محب وصادق وداعم ومساند بالقول والعمل والحب، اود اليوم ان اتوجه اليكم بموضوع رسالتي الاساسي هو القرار الدولي الذي اتخذ منتصف هذه الليلة، وبالتالي التعليق على هذا القرار وتحديد كيفية تعاطينا مع الاحداث خلال الايام القليلة المقبلة، وايضا ماهو تعليقنا السياسي على هذا القرار وكيف ننظر اليه بالاجمال.

في البداية اود ان اؤكد بانه لولا صمود المقاومين الابطال الشجعان الشرفاء وصمود شعبنا الشجاع والعظيم والابي والوفي والصامد، وايضا صمود القوى السياسية اللبنانية والدولة اللبنانية بمختلف مؤسساتها السياسية والامنية والعسكرية والمدنية، يعني بكلمة واحدة لولا صمود لبنان لكنا اليوم امام وضع او نتائج سياسية وامنية سيئة جدا، ولكان عدونا اليوم في الموقع الذي يستطيع ان يفرض فيه شروطه السياسية والامنية ولاخذ لبنان الى واقع جديد هو اسوأ من اتفاقية 17 ايار. ولو اخذنا بعين الاعتبار الاهداف المعلنة في الحرب الاسرائيلية على لبنان والاهداف غير المعلنة لهذه الحرب وايضا للاهداف المعلنة من قبل الادارة الاميركية لهذه الحرب على لبنان.

اليوم اذا نحن امام النتائج الطبيعية المعقولة والممكنة للصمود الكبير الذي عبر عنه اللبنانيون من خلال المواقع المختلفة, في مايتعلق بالقرار الدولي الذي صدر وبالتالي كيفية تعاطينا مع موجبات ونتائج هذا القرار بمعزل عن الموقف السياسي الذي ساتحدث عنه بعد قليل او ملاحظاتنا او تحفظاتنا او تقييمنا، اود ان اقدم او اؤكد في البداية على منهج المقاومة في التعاطي خلال الايام القليلة الماضية:

اولا: في حال تم التوصل الى توقيت لوقف رسمي بالاعمال الحربية او الاعمال العدوانية، فليسموها ما شاؤوا، فيما لو حصل اتفاق على توقيت معين بمسعى من الامين العام للامم المتحدة وبالتنسيق بين لبنان وحكومة العدو فان اي وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية المقاومة ستلتزم به دون اي تردد، وفي هذا السياق قبل هذا الاعلان وبعد هذا الاعلان انا اؤكد بان المقاومة هي رد فعل، وبالتالي عندما تتوقف الافعال العدوانية الاسرائيلية فان ردود الافعال التي تعبر عنه المقاومة ستتوقف حكما وبشكل طبيعي.

ثانيا: كل مايمكن ان يسهل عودة اهلنا النازحين والمهجرين الى ديارهم والى بيوتهم، وكل مايمكن ان يسهل الاعمال الانسانية والاغاثية نحن سنكون في اتم استعداد واحسن تعاون ممكن خلال المرحلة الانتقالية.

وثالثا نحن في السابق ومن خلال موقفنا السياسي ومن خلال وجودنا في الحكومة اللبنانية قلنا اننا موافقون على فكرة انتشار الجيش اللبناني معززا بقوات اليونيفيل وهذا موقفنا نحن ملتزمون به، وعندما يتقرر انتشار الجيش وقوات اليونيفيل سوف تلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب ان شاء الله.

رابعا: طالما انهم يتحدثون عن الاعمال الحربية فيبدو ان العدو الصهيوني فهم من هذا الكلام وقد عبر اليوم بعض قادته عن ان هذا يعطيهم الحق في استكمال العمل الميداني البري ويعتبرونه دفاعا عن النفس واندفاعا في سياق تحقيق بعض الاهداف العسكرية والميدانية للعدوان الاسرائيلي على لبنان, في هذا السياق طالما ان هناك تحرك عسكري اسرائيلي واعتداء ميداني اسرائيلي وان هناك جنودا اسرائيليين يحتلون ارضنا فمن حقنا الطبيعي ان نواجههم وان نقاتلهم وان ندافع عن ارضنا وعن ديارنا وعن انفسنا، وبالتالي بطبيعة الحال طالما ان الاسرائيلي يمارس احتلالا وعدوانا فان المقاومة هي حق طبيعي لنا ولكل الشعب اللبناني ونحن سنمارس هذه المقاومة بالطريقة التي نعتقد انها مفيدة ومجدية.

وفي هذا الاطار وكما ذكر امس في الكلمات التي تقدمت على التصويت على القرار الدولي وتؤكد على ان تفاهم نيسان عام 1996 سيكون هو الاطار الحاكم لاي مواجهات ميدانية من هذا النوع، فانا اؤكد بشكل طبيعي التزامنا بتفاهم نيسان وندعو العدو الى الالتزام بهذا التفاهم , هذا على المستوى العملي خلال الايام القليلة المقبلة لان المشكلة الحقيقية في هذا القرار هي انه لم يعلن وقفا شاملا لاطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وانما تحدث عن وقف الاعمال الحربية وقد تكون هناك اجتهادات متنوعة في تفسير المقصود في الاعمال الحربية. يعني اود ان اصل الى نقطة واقول يجب ان لا نخطىء لا في المقاومة ولا في الحكومة ولا الشعب اللبناني ولا في لبنان, ونتصور ان الحرب انتهت في منتصف الليل عندما اتخذ مجلس الامن هذا القرار، الحرب لم تنته، بدليل ان العدوان مازال مستمرا، اليوم محاولات تقدم على اكثر من محور، انزالات في بعض المناطق، غارات جوية في الكثير من المناطق مثل تدمير وهدم، اليوم لم يتغير شيء، ويبدو ان غدا ايضا لن يتغير شيء، ويبدو ان الادارة الاميركية التي اعطت المهل المتواصلة للاسرائيليين ليحققوا انجازات ميدانية، لان مجلس الامن لم يجتمع الا بعد مضي شهر من الحرب, حرب العدوان على لبنان.

ايضا هناك اصرار على ان لا يكون هناك وقف اطلاق نار شامل وبالتالي اليوم السبت هناك فرصة للعدو غدا الاحد لتجتمع حكومة العدو وتعطي الجواب للاثنين حتى يتم التنسيق، وحتى بعد اعلان وقف الاعمال الحربية هناك ايام امام العدو بحجة انه لن يوقف اطلاق النار قبل ان يبدأ الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بالانتشار في الاماكن التي سينسحب منها العدو، هذه الالية هذه الطريقة في نهاية المطاف تعطي للعدو الاسرائيلي في الحد الادنى عدة ايام لمواصلة عدوانه باشكال مختلفة.

نحن يجب ان نكون يقظين جميعا في لبنان وان لا نتصرف على قاعدة ان الحرب انتهت، وبالتالي يؤخذ لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان وبالدرجة الاولى المقاومة على حين غفلة وكانه يحق للعدو في نهاية الحرب ان يقتل وان يدمر وان يوغل وان يفسد وان يفعل الافاعيل طالما ان الحرب خلال ايام ستضع اوزارها. هذه شبهة كبيرة يجب ان لا نتورط بها ولذلك في هذا السياق المقاومة اليوم مازالت تخوض مواجهات بطولية وسوف تبقى تخوض هذه المواجهات وتؤدي واجبها الوطني والجهادي والايماني والانساني والاخلاقي في مواجهة العدو الشرس والمتوحش والهمجي والذي لاحدود لاطماعه ولا حدود لعدوانه. هذا في ما يتعلق بطريقة ادائنا في الايام والمرحلة المقبلة.

بما يتعلق بالقرار، نحن لا نريد ان ندخل في تقييم عام للقرار الآن والى اي حد يتبنى المطالب اللبنانية في ما ذكر من نقاط سبعة أجمع عليها اللبنانيون او الى اي حد يقارب هذه المطالب او يؤسس لمعالجة هذه المطالب، على كل حال انا اعتقد ان المناقشة وان الوضع تجاوز هذا النوع من التقديرات والمناقشات ولكن بكلام مختصر وواضح اريد ان اقول ما يلي:

اولا، في بعض جوانب هذا القرار نحن نعتبره غير عادل وغير منصف عندما يحاول ان يحمل المسؤولية للمقاومة التي قامت بعملية عسكرية محدودة بالرغم من الاكاذيب التي سمعناها بالامس في جلسة مجلس الامن سواء من الوزيرة الاميركية او من المندوب الاسرائيلي, الذي حصل بالفعل هو أسر لجنود اسرائيليين وانتهى الامر، الاسرائيليون بدأوا باستهداف الابنية والمدن وقصفوا الضاحية الجنوبية يعني بدأوا من النهاية في الحقيقة واعتدوا على المدنيين وبعدها قمنا نحن بقصف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة.

القول الذي يتكرر على ألسنة الاميركيين والاسرائيليين وحتى للاسف بعض المسؤولين في الامم المتحدة ويقدمون المسألة بان حزب الله قام بأسر جنديين واطلق آلاف الصواريخ على الشمال, هذا غير صحيح هذا كذب ودجل وافتراء واضح , ان تلام المقاومة على عملية عسكرية محدودة الافعال والنتائج والتداعيات ولكن في نفس الوقت لا تلام اسرائيل ولا تدان اسرائيل ولا يذكر في القرار الدولي اي شيء يتعلق بعدوانية اسرائيل وارتكابها للمجازر المهولة وقتلها لاكثر من الف مدني في لبنان واقدامها على قتل النساء والاطفال في قانا في الشياح في القاع في بريتال في عكار في صريفا، لا تعد ولا تحصى, البلدات اللبنانية التي نفذت فيها مجازر في هذا العدوان وعن تدميرها للبنى التحتية اللبنانية وعن ارتكابها لجرائم الحرب لا يؤتى على ذكر ذلك بل يعتبر البعض كأن هذا هو حق طبيعي للاسرائيلي. هذا امر ظالم وغير منصف وغير عادل بكل تأكيد، في كل الاحوال هذا جانب وانا اتوقف عنده لاسباب اخلاقية ولاسباب انسانية ولاسباب سياسية.

هناك بنود اخرى نحن نتحفظ عليها، ولكن نؤجل الحديث عنها الى بعد التوصل الجدي الى وقف اطلاق النار لاننا نريد ان نكتشف او ان تظهر بالفعل نوايا العدو الاسرائيلي من خلال هذا التكتيك الذي اعتمد اميركيا واسرائيليا في توزيع الامر الى مرحلتي وقف الاعمال الحربية ولاحقا وقف اطلاق النار، وهناك بنود في القرار نحن نعتبر انها شأن لبناني داخلي يجب ان يناقش في اطار الحكومة، يجب ان يناقش في اطار هيئة الحوار الوطني. نحن كلبنانيين كقوى سياسية في لبنان معنيون بمناقشتها وحسمها ونحن سنقدم آراءنا وافكارنا من خلال الحكومة ومشاركتنا في الحكومة او من خلال مشاركتنا العامة في الاطر السياسية الوطنية التي تناقش موضوعات من هذا النوع.

هذا الموقف المبدئي وهذه التحفظات سيعبر عنها وزرائنا في جلسة الحكومة التي ستنعقد اليوم باتخاذ موقف معين رسمي من قبل الحكومة اللبنانية، بالتأكيد نحن نقدر كل الجهود التي بذلت على المستوى السياسي وعلى المستوى الرسمي والتي اعطت نتائج من نوع دفع ما هو أفسد، يعني هناك أمور أسوأ هناك أمور سيئة عديدة كان يمكن ان يتضمنها القرار الدولي، الجهود السياسية والديبلوماسية ساعدت وأمكنت بالاستفادة من الصمود، وهنا اكرر واؤكد على هذه النقطة بالاستفادة من الصمود الاسطوري للمقاومة وللشعب اللبناني من دفع ما هو اسوأ.

اليوم الحكومة اللبنانية هي تستطيع بالتأكيد هي تتصرف بمسسؤولية وطنية وتستطيع ان تتصرف بما تمليه عليها مسؤوليتها الوطنية ونحن لن نكون عائقا امام اي قرار، قرار الحكومة اللبنانية مناسب ولكن وزراؤنا سيسجلون تحفظاتنا على القرار وعلى بعض البنود وبعض المواد التمهيدية في هذا القرار التي نعتبرها غير عادلة وغير منصفة.

خلال المرحلة المقبلة بالتأكيد هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة اللبنانية وعلى عاتق الدولة اللبنانية عموما ترتبط بالجانب الامني, بالجانب الاعماري, بالجانب الانساني, بالجانب السياسي، هذا الامر يؤكد كما اكدنا في مرحلة الحرب وكما أعيد التأكيد في هذه الايام اننا الان مازلنا محتاجين الى التضامن الوطني والوحدة الوطنية وخلال المرحلة المقبلة ايضا بعد ان تضع الحرب اوزارها، اؤكد على اهمية التضامن الوطني والوحدة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة والقريبة جدا والتي هي على درجة عالية من الاهمية ومن الخطورة ومن الحساسية لان العدو الاسرائيلي عندما سيشعر في نهاية المطاف انه لم يتمكن من تحقيق اهدافه المعلنة او غير المعنلة من هذه الحرب لن يترك لبنان ولن يتخلى عنه، وهناك مخاطر معينة يجب ان نستعد لمواجهتها ولا نستطيع ان نواجهها الا بالتضامن والوعي واليقظة والوحدة الوطنية التي عبرت عن نفسها باشكال مختلفة خلال الاسابيع القليلة الماضية ويجب ان نحافظ عليها خلال المرحلة المقبلة.

الان بالتاكيد لن ادخل في تقييمات للحرب ولنتائج الحرب ولما يمكن ان يناقش الان في كثير من السجالات الاعلامية والسياسية لانني اعتبر اننا مازلنا في مرحلة الحرب، اولويتنا الحقيقة الان مازالت هي وقف العدوان وقف اطلاق النار بمعنى الذي يشكل تعبيرا عن العدوان الاسرائيلي، استعادة ارضنا، تحقيق الامن والاستقرار في بلدنا، وعودة المهجرين والنازحين وبعدها لكل حادث حديث، نحن لانريد ان نستعجل الامور، ندعو الى ان نشعر جميعا اننا مازلنا في المواجهة وانما علينا ان نتصرف بنفس المشاعر والاحاسيس والمسؤولية التي تصرفنا فيها جميعا منذ البداية.

الان الجهد السياسي الذي سيستمر, الحكومة اللبنانية ستتخذ الموقف الذي تراه مناسبا, المساعي ستستمر لتحديد وقت لوقف ما سمي بالاعمال الحربية, سنرى خلال الايام المقبلة كيف ستسير الامور وكيف سيكون اداء العدو بشكل حقيقي, نحن في هذا السياق قلت في البداية اننا سنتعاطى بواقعية وبالايجابية المطلوبة خصوصا في المجال الميداني، ولكن علينا جميعا ان نكون حذرين ويقظين, العدو يواصل عمليته العسكرية وخصوصا البرية, هناك يد مفتوحة للجيش الاسرائيلي في التحرك يبدو ان الاسباب الحقيقية او من الاسباب الحقيقية لاستمرار العملية العسكرية خصوصا البرية لايام ان الامور ترتبط بقضايا داخلية, الجيش الاسرائيلي نفسه والحكومة الاسرائيلية, مرحلة ما بعد الحرب في الكيان الاسرائيلي. ولذلك اليوم لبنان وبعد ان تحدد الاطار السياسي الممكن لمعالجة الحرب من خلال القرار الدولي الاسرائيليون يكملون حربهم , انا اقول يكملون حربهم لاسباب داخلية عندهم , لاسباب ترتبط بصورة الجيش الاسرائيلي بمحاولة لتقديم انجازات معينة لحفظ ماء وجه معين, لكن في كل الاحوال ايا تكن اهداف استمرار العدوان ولو البري الميداني, نحن في المقاومة, اخوانكم وابناؤكم واحباؤكم الذين سطروا حتى الان اروع الملاحم البطولية وصوروا مشاهد الرجولة والبطولة والشهامة والشموخ على ارض جنوب لبنان, هم يواصلون العمل ويواصلون التصدي ويواصلون المواجهات.

انا اعتقد ايا تكن الخطوات التي سيقدم عليها جيش الاحتلال وهو يحاول ان يتقدم في هذه المنطقة او تلك المنطقة ويحاول ان يلتف ويحاول ان يبذل جهدا كبيرا للوصول الى نهر الليطاني وفي اي نقطة من النقاط، ويقول للداخل الاسرائيلي وللعالم انني وصلت الى نهر الليطاني, اقوم باحتلال منطقة, في كل الاحوال ايا تكن الصورة التي يريد جيش العدو ان يقدمها من خلال استمراره في العدوان, انا اؤكد ان المقاومة موجودة وقوية وصلبة وشجاعة تكبد العدو المزيد والمزيد من الخسائر في ضباطه وجنوده ودباباته وآلياته وزوارقه البحرية كما حصل بالامس وكما يحصل اليوم على مستوى مجزرة الدبابات التي ينفذها مجاهدوا المقاومة الاسلامية البطلة في جنوب لبنان, هؤلاء المجاهدون يواصلون العمل ونحن جميعا معهم على امل ان نكون على نهاية قريبة جدا لهذه الحرب التي لن يخرج منها لبنان شعبا ومقاومة ودولة الا عزيزا منتصرا شامخا ان شاء الله".

وعد 12/08/2006م

**************

 

 

الإنتصار والإعمار

2007-09-04

السيد نصرالله وجه كلمة الى اللبنانيين تناول فيها المستجدات: أننا امام نصر استراتيجي وتاريخي وليس في هذا اي مبالغة للبنان كل لبنان وللمقاومة وللامة كل الامة.

وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة إلى اللبنانيين، عبر محطة تلفزيون "المنار"، تناول فيها التطورات والمستجدات المحلية، جاء فيها:

"في هذا اليوم العظيم والجليل، والذي يعود فيه أهلنا الشرفاء والاطهار الى قراهم وديارهم واحيائهم، أتوجه اليكم برسالتي هذه، وأود في هذه الرسالة أن أركز على بعض العناوين والمواضيع.

اولا: ما نحن اليوم فيه، لا اريد ان ادخل في تقييمه ولا في الحديث التفصيلي عنه، وانما استطيع ان اقول بكلمة مختصرة أننا امام نصر استراتيجي وتاريخي، وليس في هذا اي مبالغة للبنان كل لبنان، وللمقاومة وللامة كل الامة، ما معنى هذا المختصر، ما هي آفاقه، وما هي ادلته، وما هي وقائعه، هذا ما سأتركه للحديث في الأيام المقبلة لأن الحديث في هذا السياق يتوجه بالدرجة الاولى الى الشهداء، الى تضحيات الشهداء من شهداء المقاومة، من كل الأحزاب والقوى المقاومة الشريفة الى شهداء الجيش، وشهداء القوى الامنية وشهداء الدفاع المدني وشهداء وسائل الاعلام الى الرجال والنساء والاطفال المدنيين، الذين قتلوا وخصوصا شهداء المجازر، ابتداء من مروحين في الايام الاولى، انتهاء بيوم أمس في بريتال ومحلة صفير ومحلة الرويس ومجمع الامام الحسن عليه السلام، في الضاحية الجنوبية، لان الحديث في هذا السياق هو حديث عن المقاومين والتضحيات والثبات والصمود والناس والاهل والاحبة والاصدقاء والصبر والثقة والتحمل والاوفياء الذين وقفوا معنا في لبنان وفي خارجه طيلة هذه الحرب لا اعتقد انني مؤهل واستطيع ان اعبر عما يجول في عقلي ومشاعري، وان اشرح هذا الامر وانا اجلس على كرسي في قبالة الكاميرا، وانما المكان المناسب هو اللقاء القريب مع الناس، مع الاحبة، مع المجاهدين، والخطاب المباشر معهم. لذلك، ما يرتبط بهذا الموضوع سأتركه لتلك المناسبة القريبة، ان شاء الله، لنتحدث عن هذا كله عن الاسرى، عن معاناة بقية الارض المحتلة، عن غزة معاناة أهلها، عن فلسطين، عن التضحيات، عن المظلومية عن المسؤولية التاريخية عن المفصل التاريخي عن المرحلة المقبلة.

الموضوع الثاني الذي اود ان اتحدث عنه، ما يرتبط بالنازحين وعودتهم الى ديارهم وما بعد هذه العودة بالتأكيد وبالدرجة الاولى يجب ان اتوجه بالتحية الى كل الذين صمدوا في ارض المواجهة.

وفي الحقيقة، تحملوا ما لا يطاق لان حجم القصف من الجو والبر والبحر لا سابقة له في تاريخ لبنان، وان حجم الدمار الذي الحقه العدو الاسرائيلي بالبيوتن اضافة الى البنية التحتية، ولكن البيوت يعني يلحق الاذى المباشر بالعائلات لا سابقة له في اي حرب اسرائيلية على لبنان، وهناك دمار وخراب كبيران خلفهما هذا العدو الذي عبر لنا عن حقده ووحشيته وعجزه فقط في الايام القليلة الماضية قام بتدمير آلاف المنازل في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وفي مختلف المناطق اللبنانية ولكن كان هناك تركيز كبير جدا على مناطق الجنوب اللبناني وعلى الضاحية الجنوبية والهدف طبعا هو إيلام الناس ومعاقبتهم على موقفهم على شرفهم على شهامتهم على التزامهم على ايمانهم على انسانيتهم وعلى شموخهم.

في كل الأحوال الشكر يجب أن نوجهه والتحية الى الذين صبروا في مرحلة النزوح والتهجير وعادوا اليوم الى مناطقهم والى أرضهم والى ديارهم حتى ولو كانت مهدمة.

وأخص ايضا بالشكر كل السكان وأهالي المناطق وكل الطوائف وكل التيارات السياسية والدولة ومؤسسات الدولة وكل الهيئات الانسانية وكل من ساعد وساهم في احتضان أهلنا المهجرين والنازحين خلال فترة الحرب الصعبة.

وأتوجه الى العائدين والى الصامدين والى الباحثين في مسألة ما هدم من بيوت أو لحق به الضرر من البيوت هنا صنفان ونوعان وأنا سأتحدث عن الوحدات السكنية والبيوت وما سواها من أمور ترتبط بالبنية التحتية بالأوضاع الاقتصادية بالأمور الأخرى التي لحق بها خرابا ودمارا.

أؤجل الحديث عن هذا الأمر الى مرحلة لاحقة وأعتقد ان ما هو ملح الآن هو مسألة المنازل والبيوت لأنها المكان الذي يؤوي هذه العائلات الشريفة.

بالنسبة للبيوت التي لحق بها أذى أو ضرر ولكن ما زالت صالحة للاستخدام والسكن ابتداء من الغد صباحا، إن شاء الله الأخوة في البلدات، في القرى، وفي المدن أيضا هم سيبادرون ويتصلون ويجولون على أصحاب هذه المنازل لتقديم العون المباشر والسريع للبدء بترميم هذه المنازل والسكن فيها في أسرع وقت ممكن.

بالنسبة للبيوت المهدمة وهي الموضوع الأصعب أود أن أؤكد أولا وأن أطمئن هذه العائلات الشريفة أن عليها ألا تقلق، يعني ما قلته في الأيام الأولى للحرب لم يكن هو كلام فقط لتصمدوا، اليوم هو يوم الوفاء في هذا الكلام وبهذا الوعد وأنتم إن شاء الله لن تحتاجوا لأن تطلبوا من أحد ولا أن تقفوا في أي صف أو أن تذهبوا الى أي مكان.

إخواننا الذين هم إخوانكم وأبناؤكم في كل المناطق والبلدات والقرى سيكونون في خدمتكم وايضا ابتداء من غد صباحا وسنتعاون نحن وإياكم في هذه المسألة.

لا نستطيع أن ننتظر طبعا أمر الحكومة والمعدات المعتمدة لديها وما قد تستهلك وتحتاج لبعض الوقت. بكل الأحوال ما ستقوم به الحكومة ويمكن متابعته خلال الفترة القريبة المقبلة ولكن ما يمكن أن نتعاون به هو أن نعمل سويا على خطين وفي وقت واحد وابتداء من الغد.

الخط الأول هو تأمين مبلغ مالي معقول لكل عائلة يساعدها على أن تستأجر منزلا لمدة سنة وتشتري أثاثا للمنزل، أثاثا لائقا ومناسبا لهذا المنزل لأن عملية إعادة بناء البيوت والمنازل والأبنية وبالتأكيد هي تحتاج الى شهور ومن الطبيعي في هذه المرحلة أن يستأجر الانسان منزلا ويشتري أثاثا لهذا المنزل وهذا ابتداء من غد.

إن شاء الله وخلال أيام قليلة أستطيع القول انه سوف يتم تغطية كل هذه الحالات وإن كانت حالات كبيرة وخطيرة. حتى هذه اللحظة الاحصاء الأولي المتوفر لدينا في ما يتعلق بالبيوت المهدمة تهديما كاملا يتجاوز الخمس عشرة ألف وحدة سكنية وأنا أعرف ان هذا أمر كبير وخطير ولكن إن شاء الله نحن نملك إرادة هذا العمل وهذا الانجاز.

والخط الثاني هو البدء برفع الأنقاض وأعمال البناء عسى ولعل أن نتمكن نحن وإياكم إن شاء الله وخلال شهور قليلة من بناء كل هذه المنازل التي هدمت، هنا المسألة أيضا هي مسألة إرادة. الارادة والايمان والصبر والتحمل والجدية والتخطيط والدقة والعمل الدؤوب الذي من خلاله استطعنا أن نواجه العدوان وأن نصمد وأن ننتصر بنفس هذه المعاني وبنفس هذه القيم والمشاعر نستطيع أن نخوض محنة وتجربة إعادة البناء وننتصر بها إن شاء الله.

في هذا السياق أدعو جميع المهندسين ونحن هنا لا يكفي أن نوفر المال إنما هناك حاجة الى التضامن والتطوع والتعاون من المهندسين وتجار البناء وتجار مواد البناء وتجار الأثاث المنزلي، يعني لا يجوز أن يقدم أحد على رفع الأسعار نتيجة ازدياد الطلب، يجب ان يتصرف الكل بمسؤولية وبمسؤولية وطنية ايضا.

نحن في حاجة الى الجهد المباشر، الى اليد العاملة امام هذا الحجم من اعمال البناء التي نحتاج اليها.

قد لا تتوافر اليد العاملة الكافيه بسبب الظروف التي عاشتها البلد خلال الشهور الماضية، هنا جميعا يجب ان نتطوع ونعمل الى جانب اصحاب هذه المنازل في اعادة البناء.

وهنا، ادعو الشباب اللبناني الى التطوع بالروح الوطني نفسها، التي شاهدناها خلال مرحلة المواجهة والاحتضان والاندفاع المدني والغيرة والحمية مع المودة والمحبة واللهفة على الناس، واوجه النداء بالتحديد الى شباب حزب الله الى اخواننا في كل المؤسسات والاطر والمجاهدين الى شباب التعبئة والطلاب والنقابيين والمهن الحرة، الى الجميع يجب ان ننزل الى الارض في معركة البناء وفي كل قرية وفي كل حي وفي كل مدينة، فلندع اعتباراتنا الشخصية جانبا وما يحتاجه هذا البناء حتى على مستوى العمل العادي البسيط يجب ان نساهم فيه، وان نكون حاضرين فيه، واعتقد ان الاعداد الكبيرة والالوف المؤلفة التي نعبر عنها لو اخذنا من كل اخ ومن كل شخص يوم او يومين او أيام عدة او ساعات عدة في كل يوم نستطيع ان نقدم جهدا كبيرا ونوفر امكانات مالية كبيرة.

في كل الاحوال، هذا جهد عظيم وضخم، وايضا المتبرعون والمغتربون الذين اعتدنا على دعمهم في كل انحاء العالم، المجال مفتوح امامهم ايضا لهذه المساهمة والمشاركة لان استكمال النصر انما يكون باعادة البناء، وخصوصا بناء البيوت والمنازل، كما كانت وافضل مما كانت ليعود اليها هؤلاء الشرفاء الذين لولا صمودهم لما كان هذا النصر.

الموضوع الأخير في رسالتي هذه يرتبط بمسألة الجدل الذي بدأ قبل أيام حول سلاح المقاومة، وأنا بالتأكيد لا أريد أن أدخل في هذا الجدل وإنما أريد أن أقارب المسألة بطريقة مسؤولة وحريصة.

أيها الأخوة والأخوات، أثناء القتال وعندما كان أحباؤكم وأعزاؤكم مجاهدو المقاومة يسطرون البطولات والملاحم ويصنعون المعجزات كان هناك نقاش في الغرف المغلقة والقنوات الخاصة حول صورة الوضع الذي يمكن أن يكون عليه الجنوب ومنطقة جنوب نهر الليطاني بالتحديد وحول مسألة المقاومة والجيش اللبناني هناك ومسألة الحدود وقوات الطوارىء الدولية، وفي حال حصول هذا الانتشار ما هو مكان المقاومة وموقعها وسلاحها وكيف ستتصرف المقاومة؟ وكانت هذه النقاشات مسؤولة وجادة وحريصة وكانت تدار هذه النقاشات في الحقيقة من خلال أخينا الأكبر الرئيس نبيه بري الذي يشكل بحق ضمانة وطنية كبرى، وأنا آمل من كل أولئك الذين فتحوا هذا الملف في الاعلام أن يصغوا اليه ويستمعوا الى صوته ويقفوا عند كلمته في معالجة هذا الأمر الحساس والخطير والمصيري.

في كل الأحوال هذه النقاشات كانت قائمة قبل صدور القرار عن مجلس الأمن وبعد صدور القرار الى آخر جلسة للحكومة اللبنانية، طرح هذا الأمر وحصل نقاش ما حوله وفوجئنا أن بعض الوزراء في الحكومة قاموا بتسريب هذا الأمر أمر النقاش والاختلاف في وجهات النظر الى بعض محطات التلفزة المحلية والعربية وبدأ الجدال والنقاش يتسع ويتسع ويكبر، وما كان ينبغي أن يبقى نقاشه في الغرف المغلقة تحول الى نقاش علني وهذا طبعا برأيي ليس فيه مصلحة وطنية وليس مناسبا على الاطلاق. لكن في كل الأحوال أدعو مجددا الى إعادة هذا النقاش الى قنواته الطبيعية المسؤولة وهي معروفة.

في كل الأحوال نحن فضلنا أن لا ندخل في هذا السجال لأننا نعتبر انه لا يخدم المصلحة الوطنية وإنما يخدم العدو, العدو الذي الآن بدأ بالداخل سجالات حادة في داخل المؤسسة العسكرية بين المستوى العسكري والمستوى السياسي وبين الحكومة والمعارضة بين اليمين واليسار في الصحافة في الشارع ويبدو ان البعض يريد أيضا أن يدخل لبنان في سجالات هي ليست لمصلحة لبنان.

أنا هنا بكل حرص ومحبة وهدوء ومسؤولية أريد أن ألفت بعض هؤلاء السادة والجهات السياسية الذين نقلوا النقاش الى المستوى الاعلامي والعلني وأود ان ألفتهم الى بعض الأمور حول خطئهم في هذا المجال.

أولا هناك خطأ في التوقيت على المستوى النفسي والاخلاقي، يعني اليوم وخصوصا عندما بدأ النقاش يعني قبل وقف إطلاق النار أو ما سمي بالأعمال الحربية فتح هذا النقاش، لبنان كان يقصف، تدمر بناه التحتية، كل المناطق أصيبت كل اللبنانيين أصيبوا ولكن بالتحديد كان الحظ الأوفر هو لأهل الجنوب وأهل البقاع وأهل الضاحية الجنوبية، وهؤلاء يعبرون عن شريحة كبيرة جدا من اللبنانيين في الوقت الذي يعني هنا أريد أن ألفت الى التوقيت النفسي الخاطىء، في الوقت الذي كانت هذه الشريحة الكبيرة المؤمنة بالمقاومة كغيرهم من بقية اللبنانيين والمتمسكة بسلاح المقاومة والمعتزة بالمقاومة والتي تقدم تضحيات جسيمة في الوقت الذي كان ما يقارب المليون نازح عن بيته، في الوقت الذي كانت بيوت هؤلاء تدمر وقلت قبل قليل لقد تجاوز العدد التقريبي حتى الآن ما يزيد عن خمس عشرة ألف وحدة سكنية، في الوقت الذي غالبية الشهداء المدنيين والمجازر هم من أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في الوقت الذي شاهدتم فيه العائلات على شاشات التلفزة تنزح وغالبيتها من النساء، الأطفال والشيوخ، الذين بقوا في جبهات القتال هم الشباب الذين كانوا يقاتلون بشهامة وبشجاعة وبصمود ويصنعوا معجزة حقيقية ويقف العدو الاسرائيلي أمامهم حائرا خائرا ضعيفا جبانا مهزوما لا يستطيع أن يحقق شيئا من أهدافه، في هذه اللحظة النفسية العاطفية الصعبة والمصيرية يأتي بعض الأشخاص ويجلسون خلف مكاتبهم وتحت المكيف ويتحدثون بأعصاب هادئة وينظرون على الناس بسلاح المقاومة ويتكلمون بلغتهم الخشبية.

هم دائما يقولون عنا اننا نتكلم بلغة خشبية، بينما هم الذين يتكلمون باللغة الخشبية، ولم أدخل الآن في مادة هذه اللغة الخشبية هذا أمر غير أخلاقي وغير صحيح وخطأ وغير مناسب بمعزل عن صحة الفكرة التي يتكلمون فيها او لا هل يتصورون ان هؤلاء الناس هذه الشرائح الكبيرة جدا من المجتمع اللبناني ومن يحتضنها ومن يؤمن بها ومن يدعمها اهؤلاء بلا مشاعر بلا عواطف هل يمكن ان يتصور ان هؤلاء كلهم يعني هم قادة سياسيون على درجة عالية من الوعي يتجردون من عواطفهم واحاسيسهم ومشاعرهم، ماذا يفعل هؤلاء ماذا يقول هؤلاء، هل هؤلاء الناس مجرد يعني احجار او مجرد عبيد عندما تكلم بعض النخب السياسية في لبنان عليها ان تسمع وان تصغي وان تطيع هذا خطأ هذا خطأ كبير، طبعا نحن بذلنا جهدا كبيرا حتى لا تكون هناك ردات فعل بأن ما حصل مسيئا، وانا ادعو الناس وجمهور المقاومة ومحبي المقاومة مؤيدي المقاومة الى تجاوز ما سمعوه وما يمكن ان يسمعوه لان التضامن في البلد ووحدة البلد هو اغلى ما يجب ان نحرص عليه، نحن صبرنا على القتل وعلى الهدم وعلى التدمير وعلى الجراح وعلى التهجير، يمكننا ان نتحمل بعض الاذى ممن يصدر عنه الاذى في هذا المجال وان كنت انا ادعو هؤلاء الى الكف عن هذا الاذى ادعوهم بكل حرص وبكل مسؤولية ومحبة ان يستوعبوا جيدا الوضع القائم، الوضع النفسي والوضع العاطفي وايضا الوضع المعنوي، يعني هم لا يتحدثون مع قوم صحيح دمرت بيوتهم وقتل اطفالهم ولكنهم خرجوا منتصرين في معركة كانت تهزم فيها جيوش عربية طويلة عريضة، نحن اليوم خرجنا من معركة مرفوعي الرأس وعدونا هو المهزوم وهو الذي سيشكل لجان تحقيق وهو وهو وهو.

اذا انتم هناك وتتحدثون مع اناس منتصرين ولكن يوجد تضحيات كبيرة في ثمن هذا النصر الذي حصل عليه لبنان والامة والجميع. هذا امر يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار من جهة اخرى. ثانيا في المضمون، المستغرب انه ما كان يدور النقاش حوله هو وضعية السلاح والمقاومة في منطقة جنوب الليطاني الان لا يطلب احد حتى العدو هو الان لا يطالب لبنان ولا المجتمع الدولي يطالب لبنان بأن يسارع الى نزع سلاح المقاومة، هذه المسألة وضعت في اطار المعالجة البعيدة الامد والحل الدائم وما شاكل ولكن للاسف الشديد وجدنا بعض الاصوات التي جاءت لتقول اذا كان المطلوب ان يكون جنوب النهر منزوع السلاح اذا ما هي فائدة السلاح شمال النهر وما هي فائدة سلاح المقاومة في كل لبنان اذا فلنبادر من الآن ونناقش كل هذا السلاح ليس لنناقشه، هم يطالبون بإنهاء وحسم هذه المسألة، هذا الأمر يا أحباءنا ويا أعزاءنا لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة وأنا أنصح بأن لا يلجأ أحد الى الاستفزاز والى التهويل أو الضغط للاعتبارات الانسانية والاعتبارات الأمنية، نحن نعرف أن من أهم الأهداف الحقيقية للحرب الاميركية الاسرائيلية التي قامت في لبنان مؤخرا من جملة أهدافها هو نزع هذا السلاح وإنهاؤه وعزله وأنا أدعوكم أيضا الى ان تقرأوا وتسمعوا ما قالته وزيرة خارجية العدو أن أقوى جيش في العالم لا يستطيع نزع سلاح حزب الله.

ثم هذا الأمر لا يعالج لا بالاستفزاز ولا بالتهويل ولم يعالج لا بهدم المنازل ولا قتل الأطفال والنساء ولا بخوض أشرس معركة في تاريخ لبنان.

وفي هذه النقطة يجب أن نكون دقيقين، المطروح للنقاش هو الوضع في منطقة جنوب النهر ونحن كنا وما زلنا نناقش هذا الموضوع في الأطر المسؤولة والجادة ولذلك ايضا في المضمون أنتم ترتكبون خطأ أنتم تذهبون أبعد مما يطلبه الاميركي والاسرائيلي الآن من لبنان وهذا أمر مستغرب في الحقيقة. وثالثا في حيثيات المسألة يعني الذين جاؤوا اليوم ليقولوا نحن نطلب من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة، هؤلاء العظماء هل جاؤوا ومعهم أرض مزارع شبعا وسيتمكن أصحاب هذه الأراضي من العودة اليها، هل جاؤوا وهم يطلبون منا ذلك ومعهم الأسرى في الجنوب، هل جاؤوا ومعهم ضمانات حقيقية بحماية لبنان وان العدو الاسرائيلي الذي ما زال يهدد والآن قبل أن أدخل الى التسجيل كان اولمرت يهدد لبنان الذي ما زال في دائرة التهديد واحتمال الاعتداء عليه في أي وقت.

من الذي يدافع عن هذا البلد من الذي يلقن العدو درسا من الذي يجعل هذا العدو يدفع ثمنا باهظا. اليوم نعم نحن نستطيع أن ندعي بالاعتزاز أما أي قرار تريد أن تأخذه الحكومة الاسرائيلية في المستقبل ستأخذ بعين الاعتبار أن الحرب مع لبنان ليست نزهة وان الحرب مع كل لبنان مكلفة جدا في البشر وفي الحجر وفي الاقتصاد والكرامة وفي الصورة في الحيثية هذا الأمر الآن يدرس في كيان العدو في شكل دقيق والأيام المقبلة سوف تكشف الخسائر الحقيقية على أكثر من صعيد نتيجة هذه المواجهة القائمة،اذا ما هي البدائل التي جئتم بها.

الجيش اللبناني نحن نؤيد انتشاره في الجنوب اللبناني لكن الجيش اللبناني في وضعه الحالي في إمكاناته وقدراته الحالية هل يستطيع أن يخوض حربا لو فرضت الحرب على لبنان قوات الطوارىء الدولي لو عززت بعشرة آلاف أو عشرين ألفا أو خمسين ألفا عندما تعتدي اسرائيل على لبنان سوف تقف قوات الطوارىء الدولية لتدافع عن لبنان وتحمي لبنان، هذا أمر غير مطروح إذ هناك مسألة ترتبط بمصير البلد بحماية البلد ولا يجوز أن نتعامل معها بهذه العجلة وبهذا التبسيط، هذه المسألة معقدة ونحن قلنا كلنا جاهزون للحوار وما زلنا جاهزين للحوار، الى طاولة الحوار تحدثنا طويلا ودائما الحجة الدائمة وأنا أعتقد هذا دخل باللغة الخشبية.

نحن موافقون على بسط سلطة الدولة ونحن أصلا في الدولة هل نحن خارج الدولة نحن في الحكومة ونحن في المجلس النيابي ونحن جزء أساسي من هذا البلد ونؤمن بالدولة لكن أي دولة، الدولة القوية القادرة العادلة المقاومة المطمئنة التي يشعر كل اللبنانيين انها تمثلهم وهذا ما أجمعنا عليه على طاولة الحوار هل الدولة القائمة الآن هي هذه الدولة القوية القادرة المقاومة العادلة المطمئنة لكل الشرائح والتيارات السياسية في لبنان هذا يحتاج الى تأمل على طاولة الحوار، دائما كان النقاش وأنا أصر على هذا المعنى، البعض يأتي ويقول ان سحب سلاح المقاومة شرط أساسي لبناء الدولة القوية القادرة وأنا أقول العكس ان بناء الدولة القوية والقادرة والمقاومة المطمئنة هو المقدمة الطبيعية لتأتي هذه الدولة الى الشعب اللبناني والى أهل الجنوب وتقول لهم يا أهلنا نحن دولة قوية مقتدرة ومقاومة نستطيع أن نحمي كرامتكم ودماءكم وأعراضكم وعزتكم وشرفكم ولستم بحاجة الى أن تكونوا في أطر شعبية اسمها مقاومة أو سلاح خاص اسمه او سلاح المقاومة.

البداية تبدأ من بناء دولة قوية قادرة على حماية الناس وكرامة الوطن ولا تنتهي هنا هذه مغالطة كبيرة جدا في كل الأحوال أريد أن أختم بالقول فلنعد النقاش الى مكانه الطبيعي والاستمرار في سجال حول هذا الموضوع أنا أتصور أنه يفقد لبنان قوته الآن قوة لبنان في مقاومته ليس بالمعنى الخاص مقاومته العامة التي تشمل الصمود والتضامن وايضا الحضور المباشر في الميدان والمقاومة الخاصة المقاومة والوحدة الوطنية واذا حافظنا على عنصري القوة نستطيع أن نبني الدولة القوية القادرة بجيشها ومؤسساتها الأمنية ومؤسساتها السياسية والمدنية، وبالتالي تشكل الحل لكل المشكلات القائمة حاليا في البلد.

لا تضيعوا عنصر القوة الحالي في البلد، يعني لا تدخلوا في امور وفي سجالات تضيعوا المقاومة وتضيعوا الوحدة وان هذا لا يساعد على بناء الدولة القوية والقادرة التي نجمع جميعا على لانها الحل والمخرج الوحيد لمستقبل لبنان لنعيش جميعا في لبنان في ظل هذه الدولة التي تحمي الجميع وتحافظ على كرامة الجميع وتدافع عن الجميع وتطمئن الجميع اذا فلنعد هذا النقاش الى دوائره الطبيعية والى نقطة النقاش الحقيقية الان وبالتالي انا اقول من خلال المناقشة الجديدة من خلال الحكماء الموجودين لدينا في البلد احساسنا جميعا بالمسؤولية وبعيدا عن المناقشات الاعلامية والعلنية والمزايدات انا واثق اننا نستطيع ان نصل الى المعالجات المناسبة التي تحقق المصلحة الوطنية من جهاتها المختلفة.

ختاما، ابارك للعائدين الى ديارهم عودتهم المنتصرة واطمئنكم واطمئنهم.انتم اهل هذه الارض انتم اصحابها انتم شرفها انتم كرامتها بكم تعمر الديار وتقوم الكرامة ويصنع التاريخ.

وعد 15/08/2006م 

**************

 

 

همسات من بلاد الأرز

2007-09-04

محمد عبدالله محمد

أما العزاء فقد كان لدى مدير الوكالة الأميركية في الشرق الأوسط عندما سأله أحد الصحافيين المحترفين: ألا تعتقدون أن من سخرية الأقدار أن ترسلوا مساعدات طبية لضحايا يسقطون بواسطة أسلحة أرسلتموها إلى "إسرائيل"؟ وهو ما دفعه لأن يلوذ بصمت ممزوج بعرق طارئ، الأمر الذي شجع صحافياً آخر لأن يفاجئه بسؤال أمر من سابقه: هل هذه الشحنة التي تبرعت بها واشنطن تتضمن أدوية للأسلحة الفوسفورية التي قيل إن الإسرائيليين يستعملونها؟ فأجاب بفم فاغر: "لست خبيراً طبياً" وهنا أترك التعليق للقارئ الكريم.

وفي الميدان سجلت كاميرات الصحافيين وأقلامهم مشاهد تندى لها الجباه وتشيب لها الولدان، وكيف كانت الصواريخ الأميريكية الذكية المهداة للكيان الصهيوني تصطاد أهدافها بدقة متناهية، ففي بلدة طلوسة سقط صاروخ على منزل تختبئ فيه امرأة عجوز فأصيبت بجروح خطيرة وبقيت تنزف من دون أن يتمكن المسعفون من انتشالها من تحت الأنقاض فقضت هناك. وأغارت الطائرات الصهيونية فجراً على بلدة عنجر مستهدفة جراراً زراعياً كان سائقه يعمل في الحقل عندما فاجأه صاروخ صهيوني أدى إلى تدمير الجرار، وفي مكان آخر أغارت الطائرات الصهيونية في الثانية بعد الظهر على سيارة بيك آب محمل بالبطاطا، وأخرى على حفارة آبار ارتوازية، حتى كللت تلك الاعتداءات بفاجعة قانا. إنها حقاً مأساة ضمير لم يعد يفهم الأشياء كما هي فاختلطت عليه المفاهيم حتى انحرف بسرنمة مزمنة أعيت كل من أراد لها شفاءً وعافية.

وفي بلاد الأرز أيضاً حيث عاشت الثقافات والتقت الحضارات وانهزمت الامبراطوريات وتآلف البشر وتصاهروا وتدارروا، ظهرت من بين حجره وحديده نار الصمود والشرف والتضحية في قبالة النيئين والمرعوبين من أصحاب الكروش الأمومية ورساميل الكازينوات الليلية، ومن بينه أيضاً ظهرت جوقة "المغامرين" الحقيقيين، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فأسبغوا على أنفسهم نعوتاً ونياشين كثورة التحرير و14 مارس/ آذار والثورة البرتقالية، فعبثوا بأقدار بلدهم وبعذرية ما يجمع الشعوب والناس وأساؤوا إلى علاقات بلد يجاورهم منذ زمن سحيق، إلى الحد الذي وصف فيه عرابهم وليد بيك جنبلاط الشعب السوري بأنه شعب "بائس" فتشاحنت النفوس تجاه بعضها حتى ظن بعض اللبنانيين أن عدوهم الأول هو في دمشق لا في تل أبيب، وأنه بشار الأسد لا أرييل شارون، حتى انكشف المستور ولانت القلوب وانحنت القامات، فبان الآن أن أحداً لم يكن ليفقه بعد أسرار العلاقة القائمة بين الشعبين التي تجلت بوضوح في الأزمة الأخيرة، ورأى الناس بعضهم بعضاً ببشرة شفافة عندما تلاقوا عند نقطة عاطفية حاسمة، فبمجرد وصول النازحين اللبنانيين إلى الحدود السورية قدمت لهم تسهيلات العبور، وعرضت خدمات النقل المجانية إلى دمشق وأرقام الهواتف لربط القادمين بعائلات ومؤسسات سورية، كما ملئت شوارع دمشق بإعلانات حائطية تدل على عائلات مستعدة لاستضافة "الأخوة اللبنانيين" مجاناً. وفي بلدة جرمانا (15 كم من دمشق) فتح أهلها مزارعهم وفللهم الصيفية أمام النازحين اللبنانيين، ولم تتأخر جمعية حماية الأسرة في سورية في تحويل مراكزها إلى فنادق مؤقتة ضمت 32 عائلة جاءت من النبطية والضاحية الجنوبية والبقاع الغربي. وبعد ذلك الرهان الخاسر بدأت تلك الجوقة تتحدث بأن ما قام ويقوم به حزب الله هو حرب بالوكالة لا بالأصالة، وأنه ينفذ لائحة التحالف السوري ــ الإيراني في المنطقة، وأن اختطاف الجنديين كان خطأ فادحاً، لأنه تجاوز الخط الأزرق بين لبنان والكيان الصهيوني، وبالتالي أعطى الأخير ذريعة لهجومه الوحشي على لبنان، ونسوا أن ذلك الكيان الغاصب قد خرق الحدود البرية والبحرية والجوية اللبنانية أكثر من 2400 مرة منذ هزيمته وانسحابه من لبنان في مايو/ أيار،2000 ونسوا ما قاله أحد مرافقي كوندوليزا رايس عند زيارتها لبيروت إن أحد أهداف المعركة المحتدمة هو تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، ونسوا أيضاً أن حديث الوزيرة عن الشرق الأوسط الجديد سيعني النظر في القوميات والأعراق والأديان والطوائف التي اضطر بعضها للانضواء قسراً تحت لواء دول بعينها بقوة الاستبداد وليس بالتوافق والرضا، وحان الوقت الآن لتفكيكها وكنتنتها بالشكل الذي يؤمن مزيداً من الاستقرار للسياسة الأميركية في المنطقة، وبالتالي فهم يساهمون بشكل آلي في ترجمة ذلك من خلالهم وعبر بلدهم، ونسوا أيضاً أن هذه الحرب لم يكن هدفها تحرير الجنديين بل إن أهدافها أكبر من ذلك، وقد قال أولمرت ذلك صراحة للموفد الدولي: "لا أريد الجنديين، فليحتفظوا بهما ولن أفاوض عليهما، وقد أبلغت عائلتيهما أن عليهما ألا تتوقعا عودتهما القريبة، وأن استعادتهما قد تطول، حتى لا تنتظرا حلاً سريعاً لقضيتهما لأني لست مستعجلاً في ذلك". وعندما سأله الموفد الدولي: إذاً ما الذي تريده؟ أجابه أولمرت: "سأحطم حزب الله".

إذاً... ماذا بقي أمامنا لكي نفهم ولكي ندرك، والأكثر لكي نتعظ، لكي لا يعيد التاريخ نفسه بالشكل الأسوأ لأن في ذلك ترديد وتكرار للأخطاء.

الوسط 7/8/2006م

 

 

 

 

حكامنا العرب: الرهان على الأمريكان مقامرة.. (1 من 2)

2007-09-04

محمد كاظم الشهابي

في مداخلة يوم الثلاثاء الماضي، وكان عنوانها: "نصيحة للحكام العرب".. قلنا إن النتائج المباشرة لانتصار خيار المقاومة في هذه المنطقة من العالم ـ كما في المدى المتوسط والبعيد ـ ستكون أكثر اهمية من نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية، وسينشغل الجميع بإعادة قراءة الصورة الجديدة لما بعد مرحلة التفرد والغطرسة والبطش الامريكي في العالم، وأولهم إدارة الشر في أمريكا، وعصابة الموت في "تل أبيب".. ها قد بدأت تباشير فجر جديد،

وقلنا "عما قريب ستبدأ الشعوب محاسبة قاسية لحكامها، والويل كل الويل لمن يسقط في هذا الامتحان الأخير، ممن سيبقى يراهن حتى اللحظة الأخيرة على الدور الأمريكي في حفظ الكراسي والرؤوس"،. ونضيف: العاقل من اتعظ بغيره، فالحذر كل الحذر من الوصول إلى نقطة اللا عودة مع خيار المقاومة، لأنها الوعد الصادق، إنها بمنتهى البساطة زلزال سياسي قادم.. سيل جارف، إنها الرهان الناجح، إنها خيار الشعوب فلا تتمادوا كثيرا في الرهان على انتصار يحققه الطغيان الامريكي مهما تمادى، والرعونة الصهيونية مهما اشتدت... ها هي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تؤكد صحة ما ذهبنا اليه، فقد نشرت يوم الاربعاء الماضي تحليلا عسكريا لافتا حول العدوان الإسرائيلي الامريكي الغاشم ضد لبنان وفلسطين، وعلاقته بالاهداف الاستراتيجية للإدارة الأمريكية التي بدأتها قبل خمس سنوات، تحت شعار (الحرب على الإرهاب)، وخلصت الصحيفة إلى أنه على الإدارة الأمريكية أن تتعلم التكتيكات العسكرية التي يعتمدها "حزب الله" في قتاله ضد الجيش الإسرائيلي، لأنه في ظل الانتصارات التي حققها "حزب الله" حتى الآن أمام قوة جيش نظامي مثل الجيش الإسرائيلي المدجج بأحدث الاسلحة وأرقى تكنولوجيا، بات من السهل والمرجح كثيرا أن تحتذي تنظيمات أخرى بهذا النموذج اللافت، وأوضحت الصحيفة أن عددا من المسئولين في الإدارة الأمريكية أعربوا عن قلقهم بشأن الأمن الداخلي للولايات المتحدة، (والتعبير لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية) خاصة بعد أن تبين لهم أن "حزب الله" وهو في نظرهم مجرد حفنة من المقاتلين يعملون بشكل غير نظامي قد تحول إلى شوكة في حلق الجيش الإسرائيلي أشارت الصحيفة إلى أن القلق الأمريكي الآن لم يعد محصورا في كيفية كسر حلقة العنف في الشرق الأوسط فقط وإنما بدأ يتركز خلال الأيام الأخيرة على إمكان احتذاء تنظيمات (إرهابية) أخرى بأساليب "حزب الله"، تمهيدا لاستخدامها في هجمات تستهدف القوات الأمريكية حيثما وجدت، كما تطرق كاتب التحليل إلى العدوان على لبنان من وجهة النظر الإسرائيلية، وموقف الجيش الإسرائيلي المتأزم، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى الآن إلى استخلاص العبر من إخفاقاته أمام "حزب الله"، حيث لقي مقاومة شرسة من مقاتلي "الحزب"، حتى إنه اضطر لتقليص أهدافه الأساسية من المعركة، مقررا الاكتفاء بالحديث عن إضعاف "حزب الله" بدلا من محوه أو نزع سلاحه نهائيا كما كان يتبجح في أول أيام العدوان، وكشف التحليل أنه بعد أن كان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن في وسعه التغلب على "الحزب" في غضون بضعة أيام ها هو يضطر إلى مراجعة حساباته، وحمل ذلك إسرائيل على تقليص أهدافها الأساسية التي لم تعد تقضي بنزع سلاح "حزب الله" بل بإضعافه وإبعاده عن الحدود، والحد من قدرته على إطلاق الصواريخ على الكيان الغاصب انطلاقا من جنوب لبنان، وفي الوقت نفسه قام الجيش بتعزيز قواته التي تخوض المعركة، واستدعى ثلاث فرق تضم نحو 30 ألف جندي، وأوضح المحلل المتخصص في الشئون العسكرية "روفن بيداتسور" أن القيادة العليا جعلت الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن المعركة لن تستغرق أكثر من بضعة أيام، مشيرا الى أن هذا الخطأ في التقدير يعكس استخفافا بالخصم، وقد كشف سوء استعداد فاضح للوحدات التي أرسلت إلى المعركة، وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية قد أقرت بأن "حزب الله" قابلها بمفاجآت سيئة. استشهد كاتب التحليل بما قاله المتحدث العسكري الصهيوني الكابتن "دورون سبيلمان": بأن مقاتلي "حزب الله" نظموا صفوفهم بشكل ممتاز خلال السنوات الست التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وأضاف "سبيلمان" أن مقاتلي "حزب الله" مدربون بشكل جيد، ومجهزون بشكل ممتاز، و"مستعدون للموت"، وأضاف "لم نكن نعلم أن "حزب الله" تمكن من نقل تعزيزات إلى "بنت جبيل" بعد أن اقتحمت قواتنا البلدة"!!. وللحديث صلة.

 أخبار الخليج 7/8/2006م

**************

 

 

 

في استطلاع أجرته " أخبار الخليج ": 94% من المواطنين يرون أن حزب الله هو المنتصر في هذه الحرب

2007-09-04

أكد 95% من مواطنين شملهم استطلاع أعدته أخبار الخليج أن صمت وتخاذل الأنظمة العربية يشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق الشعب اللبناني، وبنفس الوقت اعتبر 36% أن الدول العربية لا تملك أي قدرة فعلية على إيقاف الحرب القائمة، فيما رأى 94% أن حزب الله هو المنتصر الحقيقي حتى الآن في هذه الحرب.

ومن جانب آخر انتقد 42% من المشاركين في الاستطلاع مستوى تعاطي الإعلام العربي الرسمي مع القضية. وشمل الاستطلاع الذي تركز حول الحرب على لبنان عينة عشوائية بلغ عددها 120 فردا من مختلف الفئات والتوجهات في البحرين. قدرة الأنظمة العربية فيما يتعلق بقدرة الأنظمة العربية على المساهمة في إيقاف الحرب على لبنان، رأى 39% من المشاركين (47 شخصا) أن لبعض الأنظمة العربية قدرة على المساهمة في حل الأزمة إذا ما أرادت، إلا أن 36% أكدوا عجز جميع هذه الأنظمة وعدم قدرتها على تحقيق شيء يمكن أن يوقف العدوان الإسرائيلي، ورجّح 25% إمكانية وجود دور عربي محدود أو (إلى حد ما) في حل الأزمة.

صمت العرب

وحول ما إذا كان صمت الأنظمة العربية وتخاذلها يساعد على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر الإسرائيلية في حق اللبنانيين أكد 95% (114 شخصا) أن هذا التخاذل العربي هو السبب الحقيقي لتواصل العدوان الإسرائيلي، وان صمت الأنظمة العربية يعطي إسرائيل جرأة أكبر لارتكاب المذابح وهي مطمئنة من عدم وجود أي تحرك عربي رادع، في حين رأى 5% أن الصمت أو التحرك العربي لا يؤثر بمواقف إسرائيل أبدا، وأن هذه الأخيرة لا تعبأ بمواقف الأنظمة العربية أيا كانت لأنها تستند إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية.

الصمود

ومن جانب آخر أجزم 96% من أفراد العينة (115 فردا) أن المقاومة الإسلامية قادرة على الصمود فترات أطول في وجه العدوان الإسرائيلي، وأن حزب الله أثبت انه يمتلك من الإرادة والقوة ما يمكّنه من مواصلة المقاومة فترات أخرى بنفس القدرة. إلا أن هذا ما شكك فيه 4% من العينة، حيث رأى 5 أفراد أن حزب الله غير قادر على مواصلة الحرب بنفس القوة.

من المستفيد من الحرب؟

وذهب 92% من المواطنين إلى أن المستفيد الأول من استمرار الحرب على لبنان هو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، وأكد 50% منهم أن أمريكا هي المستفيد الأول والأخير وليس حتى إسرائيل لان هذه الحرب تخدم مصالحها ومخططاتها في منطقة الشرق الأوسط، وإسرائيل ليست سوى وسيلة لتحقيق هذه الأهداف. واللافت للنظر تأكيد 17% من أفراد العينة أن المستفيد الآخر إلى جانب أمريكا وإسرائيل هو بعض الأنظمة العربية والحكام العرب، وبرروا ذلك بأن بعض هذه الأنظمة من صالحها القضاء على حزب الله لأسباب طائفية أو سياسية، وأخرى تستفيد من ارتفاع أسعار النفط، في حين أن بعض الأنظمة العربية عميلة لإسرائيل وتسعى إلى التقرب منها أكثر من خلال مواقف معلنة أو سرية. في حين اعتبر 4% فقط أن المستفيد من الحرب هو حزب الله الذي اثبت قوته وصلابته كمقاومة إسلامية.

من المنتصر؟

رغم ضراوة الحرب، اعتبر 94% (113 شخصا) أن حزب الله هو المنتصر الحقيقي حتى الآن في هذه الحرب (ولو معنويا)، وأنه استطاع قهر أقوى قوّة في المنطقة وسبب له مهانة عسكرية بعد أن نجح في إفشال مخططاتها العدوانية. وفي قبالة ذلك رأى 4% أن إسرائيل هي من حقق الانتصار العسكري الأكبر حتى الآن، وقال 2% إن هذه الحرب لن تشهد منتصرا أبدا!. الإعلام الرسمي وفيما يتعلق بمستوى تعاطي الإعلام العربي الرسمي مع هذه القضية، انتقد 42% من المشاركين في الاستطلاع مستوى هذا التعاطي مؤكدين انه دون المستوى وغير قادر على إيصال الحقيقة للدول الغربية التي يحاول إعلامها التعتيم على الكثير من الحقائق.

ورأى العدد نفسه (42%) أن مستوى الإعلام العربي الرسمي كان جيدا إلى حد ما، في حين اعتبر 16% من الأشخاص انه كان ممتازا في تناول القضية.

التحرك الشعبي

أما تجاوب الشعوب العربية والإسلامية وتفاعلها مع القضية، فقد اعتبره 40% من أفراد العينة تجاوبا ممتازا ويرقى إلى المستوى المأمول مقارنة بمواقف الأنظمة العربية، إلا أن 27.5% رأوا فيه تجاوبا دون المستوى ولا يخدم القضية اللبنانية، وان المنتظر من الشعوب العربية أكثر من ذلك بكثير. واعتبر 32.5% أن ردود الفعل كانت جيدة إلى حد ما.

ملاحظات

ـ كثير من الأطفال كانت لديهم رغبة في المشاركة بالاستبانة، مما يؤكد أن الحرب اللبنانية والمجازر الإسرائيلية خلقت لديهم نوعا من الوعي والرأي وجعلتهم يهتمون بالسياسة ويعون ما يجري حولهم، إلا أننا فضلنا استبعاد هذه الفئة والاقتصار على آراء الكبار. ـ يُلاحظ حجم الإدانة لصمت الأنظمة العربية إزاء ما يحدث في لبنان، حيث أكد 95% أن هذا الصمت يساهم في ارتكاب المزيد من الجرائم؟.

ـ أفراد العينة على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم المذهبية والسياسية ابدوا ثقة بحزب الله واعتبروه المنتصر الحقيقي حتى الآن، على عكس ثقتهم بأنظمتهم، حيث يُلاحظ ذلك التراجع في ثقة المواطنين بقدرة الأنظمة العربية على اتخاذ مواقف مؤثرة ومساهمة في إيقاف الحرب والعدوان. ـ انتقاد مستوى الإعلام الرسمي العربي في تناول القضية يستدعي أن يعيد هذا الإعلام تقييم نفسه، وخاصة فيما يتعلق بتناول القضايا العربية الأساسية.

أخبار الخليج 7/8/2006م

**************

 

 

 

كيف يعيش حسن نصرالله ؟

2007-09-04

في مساء الثاني عشر من تموز، كان يخطو آخر خطواته باتجاه منصة المؤتمرات التي عقد عليها عشرات من المؤتمرات للتحدث في الشؤون اللبنانية الداخلية وما يدور من حرب إسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وسبق ذلك المؤتمر العاصف، مؤتمر أعلن خلاله إطلاق حملة دعم للمقاومة والشعب الفلسطيني، وكان المؤتمر الأول والأخير له بحضور الصحفيين، ووسط مشاهدة الملايين لمؤتمراته الصحفية، الإعلان عن اسم عملية "الوعد الصادق" التي قتل خلالها مقاتلو حزب الله صباح اليوم ذاته ثمانية جنود وأصابوا آخرين واختطفوا اثنين من الجنود أحياء.

ومن بعد تلك اللحظات بدأ يظهر أمين عام حزب الله اللبناني، والقائد الأعلى للقوات المسلحة في حزب الله عبر خطابات صوتية ومتلفزة، بسبب الحرب المتواصلة على لبنان.

فقد اعتاد الشيخ نصر الله أن تكون تحركاته طبيعية جداً، وكان دائماً يزور القرى الجنوبية اللبنانية ويحي ذكرى الشهداء من مقاتلي حزب الله ويزور عائلات الأسرى والشهداء، لقد كان ولا زال المحبوب الأول للبنانيين ولآلاف المسلمين".

ويقول مصدر مقرّب من نصر الله "منذ بداية الحرب اختفى الشيخ حسن نصر الله عن الإعلام، وخاطب الجميع برسائل صوتية ومتلفزة، بسبب الوضع الأمني الذي يحتم على الجميع وليس فقط على سماحة الأمين العام ذلك، وهو يعيش كل لحظاته بلبنان، ولم يغادرها، لأنَّه من أهل الشهادة، ومن التواقين إليها، ولا يعطي اهتمام للعنجهية الصهيونية، بل واصل حياته بطبيعة عالية، فهو يجتمع مع قادة الحزب، وقادة المقاومة الإسلامية الجناح العسكري للحزب، ويواصل قيادته للحزب وللمقاومة، وهو يعطي الأوامر للمجاهدين على الأرض بالتنفيذ والتوقيف، إنَّه لا زال يعمل بروح إيمانية صلبة، لا تخشى إلا لله".

ويضيف المصدر "يتابع الشيخ ما يقوله الإسرائيليون وقادتهم، ويتابع مع قادة المقاومة في الميدان آخر التطورات ويشرف على العمليات بشكل شبه مباشر، ويعطي الأوامر بقصف البارجة تلك أو المدينة تلك بعد التشاور مع القيادة، وهو يعيش حياته بشكل طبيعي جداً، لكنه لا ينام إلا قليلاً جداً، وليس لخوف أو قلق، بل لمتابعة المجاهدين، الذين تمنى كثيراً ما أن يكون معهم ووسطهم يقاتل".

وحسب المصدر فإنَّ الشيخ نصر الله "وفي أول يوم من الحرب، رفض رفضاً تاماً النوم إلا في عتبات الضاحية الجنوبية وبداخل منزله الذي كان مهدداً للقصف منذ اللحظة الأولى، وهو يرفض رفضاً تاماً تناول الطعام إلا بشكل قليل، ويحرص على أن ينام المجاهدون وينوب آخرون عنهم، ويأكلون ويرتاحون، قبل أن يكون هو نائم ومرتاح".

واستطرد المصدر المقرب يقول "أنه يحب المجاهدين، يخاف عليهم كأبنائه، هو يسمح لأبنائه بالقتال في المعارك، إنَّهم مثلهم مثل المجاهدين الآخرين، ويطمئن على الجميع من المجاهدين أكثر مما يطمئن على أبنائه الذين يقاتلون في عتبات القرى الجنوبية من لبنان الصمود والأسطورة".

موقع فلسطين اليوم 5/8/2006م 

**************

 

 

نصرالله القيادة الكفؤة المنقحة والأكثر ‏عقلانية

2007-09-04

محمد باقر شري

تسريع الصدور اليومي لـ«الديار» بسبب الظروف الراهنة، «حَرَمنا» من التعليق الفوري ‏على الخُطب والكلمات السابقة لأمين عام حزب الله، إلى أن جاء خطابه مساء الخميس (أمس الأول).

‏ورغم أن التوقيت الجديد لصدور «الديار» ظلّ على حاله، فقد آلينا على أنفسنا أن نتوقف ‏عند نقاط من خطابه ولو بعد مرور الوقت، وإلا فإننا نكون قد فاتنا إعطاء هذا الخطاب ‏حقَّه من التقييم، كما كان يحدث في المرات السابقة، معتبرين أنَّ أي حدث مستجد بعد خطاب ‏الخميس سواء كان «ميدانياً» او سياسياً، لن «يبهّت» الصورة المشرقة لهذا الخطاب، ولن يفوقه ‏أهمية مهما كانت التطورات المتعلقة بالعدوان. إلا إذا حدثت مفاجأة عسكرية أو سياسية ‏استثنائية مثل أن يقتحم ألوف المقاتلين العرب الحدود العربية دون استئذان من أنظمتهم ‏ويأخذون في طريقهم إلى فلسطين من يتعرّض لهم حتى المعترضون من جلاوزة الأنظمة، شريطة أن يكون ‏لديهم إمكانات الاختراق لحواجز الأنظمة وحواجز العدو، وان يكون لديهم معرفة دقيقة ‏بالمواقع التي يهاجمونها، وان يتمتعوا بالقدرة على مفاجأة العدو، دون أن يقدموا أنفسهم ‏‏«لقمة سائغة» لآلة الحرب الصهيونية الوحشية. أو أن يكون المستجدّ مثلا - وهو من «أحلام ‏اليقظة» التي إذا تحققت تكون من صنع قدرة خارقة - مثل أن ينقلب النظام في الشقيقة ‏الكبرى مصر على نفسه، فيعلن أنَّه قد «وضعت الأقلام وجفت الصحف» وأنَّ مصر وإن لم تكن ‏استعداداتها في مستوى ما يملك الكيان الغاصب المدعوم من «حاضنته» الكبرى، ترسانة عسكرية، ‏فإنَّ الإرادة المستجدة لقيادتها ـ ولا نزال نتحدث عن أحلام اليقظة والعزيمة المصممة لشعبها ‏العظيم، تعلن وهذا من أبسط البديهيات لو كان لا يزال في الدنيا خير ـ إنها تعتبر استمرار ‏العدوان على لبنان، عدواناً عليها، وإنها ستجد نفسها مضطرة لاتخاذ مواقف تسمح لكل من ‏يرغب من أبناء مصر، بمساعدة المقاومة في لبنان في الدفاع عن ترابها الوطني.‏

ولكن ما لنا و«لأحلام اليقظة»، فهناك في ثنايا «خطاب الخميس ـ الجمعة» ما هو تجسيد لحقائق ‏خرجت من عالم «أحلام اليقظة» إلى عالم الواقع. ورغم أنَّ «السيد» ليس بحاجة لكيل المديح، ‏فانه قد يثلج صدره، أن يتابع «المنصفون» نبضات قلبه الكبير وعقله «المولّد» حتى أنَّك كلما ‏استمعت إلى كلمة من كلماته «المدروسة» بدقة رغم «صخب الأحداث» تشعر أنَّه قد بلغ الذروة ‏في الإحاطة بمواضيع الساعة والدقة في التشخيص وتحديد ما يريد إعلانه تماماً، لدرجة أنَّه يجمع ‏في اهابه سمة رجل الدين العارف والمؤمن والمتصل بالقدرة العليا والقائد الشجاع الملم ‏بتفاصيل الحرب، والسياسي الذي يقود المعركة الدبلوماسية المواكبة للمعركة الميدانية، ‏ويأتيك من يريد أن يسارع «معلقون» للتقييم مشكورين على نحو يزري بالمعلقين الشهيرين في ‏الغرب دون مبالغة أو انتفاخ، فتتذكر وأنت تدعي لنفسك بأنك متماه معه في كل ما يقول، ‏بل أنت الذي كنت تظن انك اقرب له لطروحاته من حبل الوريد، وأنت ترى الذين يتقاطرون ‏لمدحه بعد كل معركة مظفرة يخوضها مع الذين يريدون اختراق الحدود العربية، وأنت لا تريد ‏أن تدخل معهم في سباق على «تبييض الوجه» فتردد بينك وبين نفسك وكأنك تخاطبه بما خاطب به ‏المتنبي سيف الدولة:‏

ما لي اكتّم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأممُ؟

مع الأخذ بالاعتبار - في قياس مع الفارق - انه وان كان هو «سيف الدولة الجديد» وأكثر من ‏ذلك، فانك أنت لست المتنبي - في ميدان الشعر على الأقل - وتتذكر عندما أنت في ميعة الصبا ‏في فترة النهوض الوطني العربي كيف كانت الناس تتحلق حول المذياع، تسمع صوت ضميرها عبر ‏سماعها لقائد وجدت فيه مرآة نفسك وهو جمال عبد الناصر، مع أداء جديد أكثر دقة ومخاطبة ‏للعقل من العاطفة، وان كانت تنطبق عليه صفات القائد العربي الذي يتمتع بقلب حار ‏وعقل بارد، وتري بأم العين، وباعتراف ملوك ورؤساء يتربعون في قمة السلطة في بلادهم - كيف ‏أن هذا «الشاب المعمم» الذي يقترب كما يبدو من منتصف العقد الرابع من عمره أكثر شعبية ‏في البلاد التي تعترض أنظمتها على أصل قيام المقاومة التي يقودها، من قادة هذه الأنظمة، ‏ومع ذلك فهو يخاطب هؤلاء القادة من منطق الحرص على بقائهم وعدم تحريض الجماهير عليهم، رغم ‏انه كان يستطيع أن يفعل ذلك وان يجد التجاوب معه ضد هذه الأنظمة، ولكنه كان اقرب للفت ‏النظر والنصيحة وبيان المخاطر التي تهدد هذه الأنظمة من جانب «لعبة الأمم» التي ترفع شعار ‏‏«الشرق الأوسط الجديد».. وهو لا يقول ذلك من قبيل المناورة أو التكتيك أو محاولة كسب ‏مودة هذه الأنظمة ولا من قبيل المناشدة بل أراد أن ينقل حقائق موضوعية مقنعة لصالحها ‏انطلاقا من شعار: «من حذرك (من خطر) فكأنه قد بشرك (بخير!).. ولما كان يفترض أنَّ «الدم لا ‏يصبح ماء» وان هؤلاء الحكام وهم يرون ان المؤامرة لا تستهدف المقاومة وحدها أو بقية ‏قيادات رسمية ممانعة فقط، بل تستهدف حتى الأوطان التي ترأسها هذه الأنظمة والتي يتضمن ‏‏«مشروع الشرق الأوسط الجديد» خطة «صهيو - نيرونية» كاملة لتمزيقها و«كنتنتها» بحيث يصبح ‏همّ هذه الأنظمة رد الأذى عن نفسها من جانب الذين يريدون ان «يضحوا بها» على مذبح ‏سعيهم لوراثة كراسي الحكم فيها و«تطويبها» لعملاء مباشرين يحملون «ياقات منشاة» ويحملون ‏شهادات اوكسفوردية وسوروبونية وجورج تاونيه ولكنهم مربوطون مباشرة بعملية ‏الاستخبارات على أنواعها وفي طليعتها الاستخبارات المركزية الوثيقة الصلة، على نحو يكاد ‏يكون «عضويا» «بالموساد» و«الشين بيت» وغيرهما من أكثر أجهزة المخابرات تفوقا في «الأعمال ‏القذرة» التي تستهدف حياة الأبطال والوطنيين والمناضلين والأحرار ليس في منطقتنا وحدها بل ‏في العالم بأسره، ولكنها تنتقل من فضيحة إلى فضيحة ومن إخفاق إلى إخفاق ومن عار إلى عار، ‏بحيث يمكن تصنيف العاملين فيها «بأعداء الشعوب» بالتعبير السياسي، و«أعداء الله والضمير» ‏بالتعبير العيني!‏

لقد نصح «السيد حسن» شعب اسرائيل الاستيطاني والعنصري نصيحة صادقة وليست تكتيكية، ‏بأن يضغط على حكامه حتى ينبذوا اساليب الخداع والكذب، وقدّم للأسرائليين عرضاً للخلاص مما ‏يعانونه اليوم، لا تستطيع ان تقوله لهم حكومة اولمرت التي تباهي بانها سحقت البنى التحتية ‏بما فيها من اجساد اطفال وارواح بشرية في لبنان، ثأراً لهم من الصواريخ التي تنهال على ‏شمال اسرائيل وحيفا، وقد تنهال على تل ابيب وربما ابعد وابعد من تل ابيب نفسها مقدماً ‏لهم وعداً بأن حكومتهم التي هدمت البنى التحتية وارتكبت المجازر في لبنان قبل اطلاق أي ‏صاروخ على المستوطنات والمدن في الاراض الفلسطينية المحتلة ولكي يبرهن لهم عن صدقية ما يقول ‏فانه وضع حكومة اولمرت على المحك قائلا «للمواطنين» الاسرائيليين (وكلهم مستوطنون لا ‏مواطنون) بأن المقاومة سنوقف القصف بالصواريخ بمجرد ان يبادر اولمرت الى وقف هجماته ‏الجوية الهمجية.. وهو بذلك يصيب كبد الحقيقة، وهو متيقن وواثق، ان اكثر الناس فرحاً بهذا ‏العرض هم «المواطنون» الاسرائيليون والذين كما قال القرآن: «لتجدنهم احرص الناس على ‏حياة» وسوف يجدون انفسهم تلقائيا في صف واحد مع طرح السيد حسن، وكما انهم كانوا قبل ‏هذا العرض يصدقونه أكثر مما يصدقون حكامهم، فإنهم في موضوع وقف القصف الجوي والصاروخي ‏الإسرائيلي مقابل وقف القصف الصاروخي للمقاومة، اقرب إلى طرح السيد نصرالله مما يقودهم ‏اليه اولمرت من مصير انتحاري! وعندما يقول إن اولمرت هو أفشل وأعجز وأحمق، رئيس وزراء في ‏تاريخ الكيان الصهيوني منذ قيامه، فانه يعبر بذلك عن حقيقة مستقرة في قلب معظم «سكان ‏الأرض المحتلة» من الإسرائيليين.‏

وقد كان في «منتهى الروعة» عندما تحدث عن «نصرين عسكريين عظيمين» لاولمرت مازجا الجد ‏بالسخرية اللاذعة، رغم كل ما يشغل نفسه وعقله من هموم المعركة، وما انتصار اولمرت ‏والقادة العسكريين الإسرائيليين في سحق عظام وتقطيع أشلاء أطفال ونساء وشيوخ قانا المدنيين ‏وعملية الكومندوس في بعلبك بتفصيليهما المضحكة المبكية.‏

5/8/2006م

**************

 

 

نظرة في خطابات السيد حسن نصر الله

2007-09-04

محمود اللواتي

من الطبيعي جداً أن يكون لكل حرب رجالها، ولكل رجال طرقهم في إدارة هذه الحرب، وفي توجيه رسائل ذات طابع سياسي يدخل ضمن منظومة الحرب النفسية التي يشنها كل طرف على الآخر، وفي هذه الحرب برز السيد حسن نصر الله كأبرز رجالها وتفوق في ذلك على الكثير من القادة العرب السابقين واللذين كانوا في يوم ما، رجال حرب، بعضهم ما زال أثره باقياً، أما البعض الآخر، فكما وصفهم أحد الكتاب السياسيين المعروفين مجرد نجوم يلمعون في السماء، ويختفون بعد ذلك. ومن الملاحظ أن أبرز طريقة يتبناها السيد نصر الله في إدارته هذه الحرب، هي خطاباته التي أصبحت تحظى باهتمام الكل، بداية من الشارع العربي، ونهاية بأبرز القادة الإسرائليين.

في البداية، لا أحد ينكر مقدرة السيد حسن نصر الله الفذة في إطلاق الخطابات، فهو يمتلك كاريزما خاصة جداً، يجعل مجرد بروزه على أي ساحة ومكان ليلقي خطاباً، أن تصوّب الأعين نحوه، وأن تتملك كل من يشاهده هيبة ورهبة من هذا الرجل.. مجرد وقوفه ونظراته إلى مشاهديه ومستمعيه، يجعل الجميع في حالة من الاحترام له. إذن الكل يتفق كمبدأ أن شخصية السيد، طريقة وقوفه، وحتى نظراته يمنحان للرجل طبيعة خاصة جداً، تفرض احترامها على كل من يراه ويشاهده.

إذاً أضيفت طبيعة هذه الشخصية التي وهبها الله تعالى لهذا الرجل، موهبة أخرى سبق وأن ذكرتها وهي القدرة الفذة على إلقاء الخطابات، بما يمتلكه من صوت جهوري، وقدرة على استخدام ألفاظ ومصطلحات في غاية القوة والبساطة في ذات الوقت فإن هذا كله يعطيان للسيد مكانة خاصة كقائد لحرب. لم نجد السيد في يوم من الأيام تكلّم بأمر من الأمور بشكل معقد، فهو يحترم كثيراً جمهوره، ويحترم عقلياتهم، وبالتالي الجميع بلا استثناء يستطيع فهم رسائله السياسية منها والعسكرية. كما إن درجات الصوت لديه يجيد استخدامها في الضغط على بعض الكلمات، والجهر بأخرى، وأن يخفت صوته في لحظة معينة، حتى يمنح الكلام الذي يقوله التأثير الذي يقصده.  

خطابات السيد في هذه الحرب، كانت أكبر دليل على مدى التأثير الذي تحدثه. فالكل يعلم جيداً إنه صادق في كلامه إلى أقصى درجة. الشارع العربي يعلم ذلك، والإسرائيليون يصدقونه أكثر من قادتهم. وبهذه الخلفية الصادقة التي أثبتها خلال السنوات الماضية، تميزت خطاباته باهتمام من الجميع، لأن الكل يعلم جيداً صدق كلماته، وبالتالي وعوده.. كما إنهم يستقون منه أبرز المستجدات في هذه الحرب حتى لو لم تكن مدعمة بدليل مادي كصور معينة وفيديو. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فرض السيد نفسه بكل صدق وقوة وأمانه على الجميع، حتى العدو نفسه.

استطاع السيد من خلال خطاباته أن يوجه رسائل معينة تتعلق بهدف هذا الخطاب، كما إنه ليس هناك توقيت معين لخطاباته، واختيار الزمان هو من أبرز ما يميز هذه الخطابات. فهو لا يظهر في أي وقت، وعندما يظهر نجد إن ما لديه بالفعل يستحق هذا الظهور. إذن هي ليست مسألة عرض إنجازات ميدانية، وتلخيص لمجرى الحرب فقط، كما إنها ليست مسألة ظهور لمجرد أن يقول إنني ما زلت حياً.. بل المسألة إن ظهوره على الشاشة يمنح جميع أنصاره قوّة إضافية، يمنح محبيه أملاً جديداً، كما إن رسائله السياسية عادةً ما تجد لها صدى سواء أكانت للداخل اللبناني أم للشارع العربي، وحتى الإسرائيلي. والدليل على إن رسائله بالفعل تحرّك الشارع الإسرائيلي هو إن خطابه الأخير في ليلة أمس منع من أن يبث كاملاً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبالتالي فإن تأثيره على الشارع الإسرائيلي هو أمر واقع وحقيقي، وليس مجرد كلام استنتاجات وتكهنات.

السيد نصر الله يمتلك حقاً مقدرة قوية في جعل الآخر يقتنع، وذلك لأنه وبكل بساطة يتكلم بمنطق، فمنطقه هو دائماً ما يفرض على الناس تصديقه. هو لا يتكلم كلام عام، وكلام فلسفي، وإنما كل ما يتحدث عنه هو بالفعل ضمن إطار إستراتيجي، وضمن رؤية ميدانية، تمنح حديثه منطقاً يجبرك على أن تتقبله وتتمسك به.

نظرة في خطاب السيد ليلة أمس، الذي كان من أجمل خطاباته على الإطلاق، هو أنه كالعادة بدأ بالسرد الميداني للمعركة، أكّد من خلال هذا السرد أن المقاومة في المعارك البرية لا تنظر أبداً إلى الجغرافيا، وإنما إلى الخسائر التي يتكبدها العدو حتى يستطيع أن يحتل بلدة ما. أكّد إن المعركة بالنسبة إليه هو كم سيتكبد هذا العدو حتى يحتل هذه البلدة، وليس في احتلالها. وبالنظر إلى هذه الإستراتيجية التي طبقت منذ ملحمة بنت جبيل، وصولاً إلى ملحمة عيتا الشعب الدائرة الآن، فإنه طبقاً لمنطق الخسائر مقابل الجغرافيا، فإن العدو بالفعل يتكبد خسائر فادحة حتى يستطيع فقط أن يحتل، وحتى احتلاله لا يدوم، ما دامت المقاومة موجودة. كذلك أحسن السيد استغلال خلفيته الصادقة الأمينة عند الناس طوال الفترة الماضية، ليؤكد لهم بكل وضوح قصف البارجة الإسرائيلية الثانية ساعر 4.5. أيضاً تحدث السيد عن عنصرين تتمتع بهما المقاومة الإسلامية واستطاعت بهما أن تفاجأ العدو، العنصر الأول هو العنصر البشري، الذي يمتلك المخزون الإيماني الهائل، إلى جانب قدرته القتالية المتميزة، والعنصر الثاني، هو القدرات العسكرية البرية، بمعنى الأسلحة التي يمتلكها حزب الله، من خلال مواجهاته البرية، والتي استطاع من خلالها أن يدمر عدد كبير من الدبابات في كل محاولة اجتياح من قبل العدو.

الأبرز في هذا الخطاب هو أن السيد أكّد على مبدأ " الفعل، ورد الفعل "، وهذا المبدأ تم تطبيقه بالفعل منذ بداية هذه الحرب، ومن الممكن أن نرى ذلك من خلال قصف مطار بيروت، الذي قابله قصف لمطارات المستوطنات الشمالية، كذلك قصف خزانات الوقود في بيروت، قابله قصف خزانات الوقود في المستعمرات الشمالية، وأيضاً الأبرز هو ما قابله قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، بقصف حيفا ثالث أكبر المدن الإسرائيلية. من هنا نستطيع أن نرى وبكل وضوح تهديد قصف تل أبيب الذي يقابل قصف العاصمة بيروت، وبهذا فإن السيد يثبت أن كل ما تقوم به المقاومة الإسلامية هو رد فعل، وليس الفعل ذاته. أيضاً يمكننا أن نرى هذا المبدأ يتجلى بكل وضوح من خلال توقف الطائرات الإسرائيلية من قصفها للبنان لمدة 48 ساعة، والذي قابله وقف إمطار شمال فلسطين المحتلة بصواريخ حزب الله.

خطاب السيد الأخير كان واضحاً في مخاطبته للشارع الإسرائيلي وللشارع العربي، عن كون الإدارة الأمريكية هي المسؤولة عن كل ما يحدث في لبنان، وبهذا فإن السيد ينقل الصراع الدائر بين حزب الله وإسرائيل إلى بعد آخر تدخل فيه الولايات المتحدة الأمريكية كطرف رئيسي في هذه الحرب، كما أنه يزيد من تأجيج مشاعر الغضب والرفض المطلق لدى الشعوب العربية لأيّ تدخل سياسي أمريكي في منطقة الشرق الأوسط.  

اللافت للنظر إن خطاب السيد ولأول مرة استهدف الحكّام العرب، بأن يقوموا بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف هذا العدوان، بما يمثله هذا الفعل بحفظ ما تبقى من ماء وجوههم لدى شعوبهم.

في النهاية لا أستطيع أن أضيف سوى أن السيد حسن نصر الله بارع حقاً كرجل لهذه الحرب، واستطاع أن يوظّف خطاباته جميعها لمصلحة حزب الله في هذه المواجهة المفتوحة.

 5/8/2006م

**************

 

 

مبادىء حزب الله

2007-09-04

 تعريف حزب الله:

حزب الله هو حركة إسلامية إيمانية جهادية قائمة على أساس ولاية الفقيه التي تعتبر امتدادا لولاية الأنبياء والأئمة(ع)، ويلتزم خط الإمام الخميني الذي يجسده الإمام الخامنئي لتحقيق أهداف الأنبياء وتمهيد الأرض للحجة القائم المنتظر (عج).

التنظيم:

التنظيم هو أحد الوسائل المناسبة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها الأمة, وللقيام من خلاله بالمهام والواجبات الملقاة على عاتق كل مكلف, فالتنظيم ليس هدفا بحد ذاته وإنما الأهداف الأساسية التي نسعى لتحقيقها بعيدا عن روح العصبية الحزبية. وعلى هذا الأساس تكون الأهداف التي نسعى من أجلها هي التي تحكم حركتنا ومسيرتنا وليس الإطار الذي نعمل من خلاله, فالانتماء الحقيقي هو للرسالة الإسلامية وللقيم الإلهية التي نحملها والأحكام الشرعية التي أمرنا الله بها هي التي تحكم سلوكنا في الحياة على مستوى الفرد وعلاقته بالله وعلى مستوى المجتمع والأمة وعلاقاتهم فيما بينهم.

مبادئ حزب الله:

إن مجموعة المبادئ التي ارتكز عليها حزب الله إنما تعبر عن رؤيته تجاه القضايا الفكرية والسياسية والدينية فيما يتعلق بالإنسان وحياته وسلوكه في هذه الدنيا .

ومبادئ حزب الله هي :

1. الإسلام المحمدي الأصيل:

الإسلام الذي جاء به رسول الله محمد (ص) وضحى بكل ما يملك في سبيله أي الإسلام المحمدي الأصيل بما هو الرسالة الإلهية الكاملة والخاتمة لرسالات السماء هو الحاكم على عقيدتنا عقلا وفكرا وشريعة نؤمن به ونلتزمه وندعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ونعمل على حمايته والدفاع عنه والتضحية في سبيل بقائه واستمراره، كما أننا نعتبر أن النبي الأكرم والأئمة الأطهار (ع) هم قادتنا وأولياء أمرنا وأسوتنا في حركة الإنسان في هذه الدنيا (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) والنموذج الكامل للبشرية نقتدي بسلوكهم ونلتزم أخلاقهم وسيرتهم في شتى مراحل حياتهم ونعمل جاهدين على تطبيق نهجهم العملي في مواجهة الظالمين والمشركين لإقامة حكومة العدل الإلهي.

2. الولاية:

الولاية والإمامة في عصرنا هي للإمام الثاني عشر محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عج) وولاية الأمر في زمن غيبته الكبرى الحالية واحدة لا تتعدد وهي للفقيه الجامع للشرائط والمتصدي لشؤون المسلمين في العالم.

وإن الفقيه الجامع للشرائط الذي نؤمن بولايته في هذا العصر ونلتزم بطاعته هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله.

3. الإنسان:

الإنسان في عقيدتنا هو خليفة الله في الأرض يسمو ويتكامل بعبوديته لله ويحمل مسؤولية الأمانة الإلهية بإعمار الكون {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (الأحزاب / 72)، هذا الإنسان هو محور حركتنا نؤمن بحريته وكرامته ونعمل لهدايته وعزته وتحقيق سعادته والاهتمام بكل شؤونه الخاصة التي تجعل منه عبدا حقيقيا لله ينطلق من خلال إيمانه وتقواه في سبيل خدمة الآخرين باعتبارهم هم جوهر حركتنا والحقل الواسع الذي يوجد فيه كل الخير(الخير كله في أمتي)، وعلينا واجب هدايتهم ومعرفة قدرهم وعدم التقصير في خدمتهم، لأنهم أصحاب الفضل في تطور مسيرتنا الجهادية وهم الذين قدموا التضحيات في سبيل إعلاء كلمة الله, لذا نحن مدينون لهم وعلينا التعاطي معهم بأخلاق عالية وإيجابية، ودفع الظلم عنهم والدفاع عن قضاياهم وتبني همومهم وآلامهم والعمل الدائم على تحقيق آمالهم.

4. الجهاد:

نؤمن بأن الجهاد في سبيل الله قوام حركتنا وأصل نشأتنا وبه نقهر أعدائنا وقد فرضه الله علينا لنحيا به في الدنيا حياة كريمة وعزيزة، وفي الآخرة الدرجات الرفيعة مع الأنبياء والصديقين والأولياء, ونعتقد بأن الآثار المترتبة على الجهاد عظيمة على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة { َفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }، { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً }، فالفرد المجاهد عند الله أعظم درجة وأكثر فضلا وأجرا، والأمة المجاهدة هي أمة مقتدرة ومهابة ولها مكانتها بين الأمم، وخاصة أن مسيرتنا تواجه أعتى أعداء الأمة أي الصهيونية العنصرية والاستكبار العالمي، وعلى رأسه الشيطان الأكبر، ونؤكد أن خيار الجهاد يوصل لانتزاع الحقوق واستردادها وهو السبيل الطبيعي لمواجهة الظلم ومقارعة الظالمين وعدم الركون إليهم مهما كانت الظروف لأننا نعتقد بوجوب إقامة العدل الإلهي وإحقاق الحق ونصرة المظلوم ومواجهة المستكبرين لاستنقاذ كل ما نهبوه من خيرات الأمة ومواردها وثرواتها، ونعتقد بأن إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي عملية استنهاض للأمة وصونها من الانحراف وتحصينها في عملية المواجهة وهي تجلب رضى الله وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

5. فلسطين:

فلسطين والقدس هما ملك للأمة، ويجب على الأمة استعادتها وعدم التفريط بحبة تراب واحدة منها, وإسرائيل كيان عنصري سرطاني غاصب لا يجوز الاعتراف بها ولا الاستسلام لها, ولا بد أن تزول في يوم من الأيام.

6. وحدة الأمة:

إن وحدة الأمة هي من المفاهيم القرآنية الثابتة في حركتنا، وعلى هذا الأساس فالتجزئة التي يقوم فرضها الاستعمار على العالم الإسلامي والعربي في فترة ضعف الأمة أمام أعدائها مرفوضة بالكامل، لأن الكيانات التي كرسها الاستعمار تسهل مهمة السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية، وعلى هذا الأساس يجب العمل في اتجاه توحيد هذه الأمة { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، ولا سبيل لذلك إلا بوحدة المسلمين، والاستفادة من جميع ثروات وخيرات العالم الإسلامي ولا يتم ذلك إلا بوحدة المسلمين، والاستفادة من جميع ثروات وخيرات العالم الإسلامي ولا يتم ذلك إلا بالتعاون فيما بينهم ونبذ الخلافات ووأد الفتن ونبذ الصراعات التي تعيق تقدم وتطور الأمة على أساس التكامل فيما بينهم وتحديد الأولويات والقواسم المشتركة مورد الالتقاء لتحقيق الرقي والتقدم وأخذ الموقع الريادي بين سائر الأمم وتشكيل أحد الأقطاب الأساسية للعالم الجديد.

7. الحركة الإسلامية العالمية:

يعتبر حزب الله نفسه جزء لا يتجزء من الحركة الإسلامية العالمية التي أسسها وقادها الإمام الخميني (قدس)، ويكمل طريقها الإمام الخامنئي دام ظله، وبهذا الاعتبار تصبح الجمهورية الإسلامية (أم القرى) دولة الإسلام المركزية التي يجب الدفاع عنها والحفاظ عليها من المخاطر، هذه الدولة التي بوجودها تحقق حلم الأنبياء والأئمة في إقامة حكومة العدل الإلهي وهي التي تساهم من خلال مواجهتها للاستكبار العالمي ولأعوانه من امتداداته في اتساع حركة المواجهة بين المستضعفين والمستكبرين ومن خلال حركتنا ومسارنا الجهادي والسياسي نؤكد على التمسك بأصالتنا الفكرية وهويتنا الثقافية والحضارية التي تمكن المسلمون من خلالها أن يسودوا العالم بعد تحررهم من براثن عبادة الأصنام على يد رسول الله الأعظم (ص) واستطاعوا في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية أن يغنوا الفكر البشري بشتى العلوم والمعارف الذي استفاد منها الغرب ليعيد الكرة على المسلمين بعد أن تخلوا عن هذه الهوية .

وهذا لا يعني على الإطلاق رفض تجارب الآخرين وخصوصا في ميادين العلم والمعرفة والتقدم التقني إنما المرفوض هو الارتهان للآخرين تحت هذه العناوين ورفض كل القيم الغربية التي تتعارض مع قيمنا الإلهية وثقافتنا وأصالتنا كما تتعارض مع استقلالنا وحريتنا في اتخاذ القرار بأنفسنا ونرفض بذلك التبعية لأي من القوى الاقليمة والمحلية، وهذا يقتضي منا جميعا بذل الجهود الجبارة للأخذ بهذه العلوم وخوض ميادينها وتأمين المناخات المناسبة والأرضية الصالحة في شتى المجالات إفساحا في المجال أمام المبدعين والمبتكرين للاعتماد على ذواتنا لتحقيق التقدم والرقي الإنساني في إطار القيم الإلهية. 

**************

 

 

كيف يقاتل «حزب الله»؟

2007-09-04

يعمل في مجموعات من 20 مقاتلا .. ومعرفته الفطرية بالأرض أجبرت إسرائيل على مراجعة حساباتها

 بيروت: ثائر عباس: تتمتع «المقاومة الإسلامية» الجناح العسكري لحزب الله بهرمية ديناميكية تسمح لأصغر تقسيماتها باتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة مهما كان حجم القرار. ويمكن أن تفاجئ أحدى المجموعات القيادة بالقيام بعملية ما على غرار عملية أسر الجنديين إذا سمحت لها الظروف الميدانية بذلك، وإذا كانت القيادة العليا قد أعطتها أساسا الضوء الأخضر لعملية مماثلة، وعندها لا تعود المجموعة مضطرة للعودة الى هيئات أعلى لاتخاذ القرار.

ويتخذ العمل المقاوم أشكالا مختلفة، فمن الناحية العسكرية ينقسم أعضاء الحزب الى أعضاء متفرغين يتلقون رواتب شهرية ولديهم تأمينات اجتماعية وصحية، وأعضاء غير متفرغين يطلق عليهم اسم «التعبئة» وهؤلاء اقل تدريبا من الوحدات المقاتلة لكنهم يتلقون تدريبات على السلاح ويمتلكون مهارات قتالية، وهم يتلقون رواتب أيضا لكنها اقل من رواتب المتفرغين. وبالإضافة الى هؤلاء هناك «الأنصار» الذين يعتبرون بمثابة الاحتياط العام للحزب. ويرفض الحزب الدخول في لعبة الأرقام عند الحديث عن عدد عناصر الحزب، لكن أوساطا مطلعة على العمل الحزبي أكدت لـ«الشرق الأوسط» ان عدد المقاتلين المحترفين الذين يشكلون النخبة القتالية في الحزب يقدر بالمئات فقط، اما المقاتلين غير النظاميين فيمكن تقديرهم بالآلاف. علما أن أعضاء النخبة القتالية هم على قدر عال من التدريب ويمتلكون تقنيات عالية وخبرات عسكرية على أجهزة إلكترونية معقدة. 

ويعتبر «حزب الله» من التجارب الهامة في الحقل العسكري، كما يقول الخبير العسكري اليأس حنا، الذي أشار الى ان «كل المؤشرات تقول ان الحزب يمتلك صاروخ «زلزال» الذي يصل مداه الى 175 كيلومترا ويمكنه ان يضرب تل أبيب من أقصى البقاع اللبناني البعيد عن الحدود. 

وتكمن الأهمية هنا في ان الحزب هو أول حركة مقاومة تستخدم قدرات الجيش التقليدي في إطار حرب العصابات. وهو أول فصيل مسلح غير نظامي يمتلك أسلحة استراتيجية. 

ويمكن تقسيم قطاعات المقاومة إلى الآتي: 

1ـ مراكز الدراسات: ومهمتها إعداد الدراسات التي تساعد المقاومة في أعمالها وتلك التي تساعد قادتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. 

2ـ الرصد: ويتألف من عدة أقسام ومهمتها رصد العدو وأجهزة إعلامه والترجمة من العبرية الى العربية. 

3ـ التدريب: ومهمته إعداد المقاتلين وتدريبهم على التقنيات الحديثة التي يتم استعمالها في الحزب وتلك التي ترده حديثا. ومن نافلة القول ان هؤلاء يخضعون لدورات تشمل كل جديد في المجال العسكري. 

4ـ التطوير التقني: ويتولى هذا القسم عمليات تطوير أنظمة الأسلحة التي يشتريها الحزب او يتلقاها. وقد عمل هذا القسم على تطوير أنواع من العبوات التي تم بها ضرب دفاعات دبابة «ميركافا» الإسرائيلية، وقد اتهمت إسرائيل الحزب بانه سرب هذه العبوات الى المقاومة الفلسطينية فيما اتهمته الولايات المتحدة بانه سربها الى المقاومة العراقية، غير أن الحزب لم يعر الاتهامات الأميركية «أية أهمية»، كما أبلغ احد قادته «الشرق الأوسط». أما الاتهامات الإسرائيلية فيبدو ان فيها نظر. 

ويتولى هذا القسم أيضا عمليات تمويه العبوات الناسفة بحيث لا تلاحظها فرق الاستطلاع الإسرائيلية التي تسير قبل الدبابات، كتمويه هذه العبوات على شكل صخرة. كما تولى أيضا زيادة فاعلية ومدى صواريخ الكاتيوشا وغيرها. ويؤكد مصدر في الحزب ان لديه «قدرات بشرية مهمة في هذا المجال». ويقول قادة «حزب الله» ان طائرة التجسس من دون طيار التي أطلقها فوق الأراضي الإسرائيلية هي من صنع هذا القسم، رغم الاتهامات الإسرائيلية لإيران بانها من زوده بها. وينتشر مقاتلو حزب الله في كل مكان ويعملون بفاعلية مع قدرة على التواري تجعلهم بعيدي المنال. ويقول تيمور غوكسل الأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت ان «مقاتلي حزب الله يعملون في مجموعات لا تزيد عن 20 شخصا.. يمكنهم اخفاء بنادقهم لكن لا يمكنك تدمير مؤسستهم العسكرية». وقال ألون بن دافيد محلل شؤون إسرائيل بمجلة جينز ديفينس ويكلي: «حزب الله عالم منفصل عن لعب القذائف الصاروخية الفلسطينية». وأضاف «انه ليس ميليشيات حركة فتح البالية.. وانما هو في الواقع فرع من القوات الخاصة الإيرانية». وقال بن دافيد «في عام 1982 لم يكن بإمكان اللبنانيين الجنوبيين مواجهة المسلحين الفلسطينيين وكانوا ينظرون إليهم باعتبارهم دخلاء يتصفون بالعنف. على النقيض من ذلك.. فجنوب لبنان هو معقل حزب الله.. والحزب يحصل على الرجال ويستمد الدعم من السكان المحليين». وأضاف «انه يتمتع بمعرفة فطرية للأرض التي مكنته حتى الآن خلال تلك الحملة الإسرائيلية من مراوغة قوات الدفاع الإسرائيلية ونصب كمائن لها بنجاح». يسعى الجيش الإسرائيلي لاستخلاص العبر من إخفاقاته التكتيكية أمام حزب الله. وبعد ان كان الجيش الإسرائيلي يعتقد ان في وسعه التغلب على الحزب في غضون بضعة أيام، اضطر الى مراجعة حساباته. 

وقال المحلل المتخصص في الشؤون العسكرية روفن بيداتسور «ان القيادة العليا جعلت الحكومة تعتقد ان المعركة لن تستغرق أكثر من بضعة أيام، سواء تلقت معلومات مغلوطة من الاستخبارات العسكرية او أنها أساءت تفسير المعلومات». وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي: ان مقاتلي حزب الله «نظموا صفوفهم بشكل ممتاز» خلال السنوات الست التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان فحفروا أنفاقا عميقة وكدسوا أسلحة. وتابع «انهم مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل ممتاز ومستعدون للموت، وهو ما يشهد عليه عدد الأسرى الضئيل لدى القوات الإسرائيلية».