بعد ستة وثلاثين عاما من انتصار الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني الراحل رضوان الله عليه ضد نظام الشاه بسبب استبداده وفساده وتبعيته للغرب، لم تزل المسيرات المليونية التي ينظمها الشعب الإيراني في كل عام بمناسبة إحياء ذكرى الثورة شاهدة على عنفوان مبادئ الثورة التي ألهمت الشعوب في مقاومة الاستعمار ومشاريعه في داخل الوطن والإقليم. وقد ردد عشرات الملايين في العاصمة طهران وأنحاء إيران شعاراتِ الولاء لمبادئ الثورة تخللتها دعوات إلى الوحدة بين المسلمين والالتفات إلى العدو المشترك.
كما طالب المشاركون بمواصلةِ التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية خلال المفاوضاتِ النووية الجارية بين إيران والدول الست.
وفي كلمة أمام التجمع الجماهيري الكبير في ساحة الحرية بطهران، أكد الرئيسُ الإيراني حسن روحاني أن بلاده دافعتْ وستدافعُ عن استقلالِها خلالَ المفاوضات، مشددا على أن إيران تسعى لاتفاق نووي يحفظ لها عزتها وتطور شعبها ويخدم السلام والاستقرار في العالم.
ودعا روحاني الغرب إلى اقتناص فرصة المفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي معها، مؤكدا أن رفع الحظر يصب في مصلحة الطرفين، كما لفت إلى دور الأخيرة الضروري لمكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
هذا التأكيد جاء في سياق الحديث عما حققته إيران الثورة خلال العقود الماضية وعلى مختلف المستويات، والذي جعلها قوة ذات ثقل إقليمي ودولي.
من ابرز الانجازات، ما حققته إيران في مجالات الطاقة النووية والطب والفضاء والصناعات بمختلف أنواعها كصناعة الصواريخ والمعدات الدفاعية والسيارات والطائرات وصولا إلى تقنية النانو وكان آخر انجاز لإيران هو إطلاق قمر "فجر" الصناعي على متن الصاروخ "سفير فجر" القادر على حمل الأقمار الصناعية ووضعها في ارتفاع مئتين إلى اربعمئة وخمسين كيلومترا، ويعد فجر النسخة الرابعة للأقمار التي أرسلتها ايران إلى الفضاء في السنوات الماضية.
والاهم ان هذه الانجازات تحققت بيد الخبرات والطاقات الإيرانية ومن دون الاستعانة بالخارج، في خضم إجراءات الحظر الغربية المشددة وعلى وقع التهديدات والاغتيالات التي تعرّض لها علماؤها النوويون وغيرهم.
ويرى الكثير أن الاعتماد على الذات والإصرار على عدم العودة للتبعية للغرب يشكلان جزءا من المبادئ التي أسس لها الإمام الراحل واستكمل مسيرتها قائد الثورة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الذي دعا في مستهل الشهر الجاري مع بدء الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة لتسريع عجلة التقدم العلمي في إيران.
ومن هنا ترى الكثير من الأوساط السياسية الغربية أن المفاوضات مع إيران هي المسار الوحيد للتأقلم معها، مؤكدة أن سياسة الحظر والحرب الاقتصادية الجديدة التي تخاض عبر خفض أسعار النفط، وسائر الضغوط والتهديدات لا يمكنها تركيع إيران أو إخضاعها للإرادة الأميركية والغربية، خاصة وأنها (أي إيران) استطاعت رغم هذه الضغوط التصدي للسياسة الأحادية الأميركية في المنطقة ومواصلة دعمها للقضية الفلسطينية ومحور الممانعة ودعم الدول الإقليمية في مواجهة الإرهاب والتطرف.
المصدر: موقع قناة العالم
تعليقات الزوار