أولى انعكاسات الثورة الإسلاميةفي وسائل الإعلام

2007-08-19

ترك وقوع الثورة الإسلامية في إيران تأثيراً كبيراً على المنطقة بأسرها، إذ أدى الفراغ الذي خلفه عميل قوي في المنطقة كالشاه إلى أن تواجه القوى الاستعمارية مشاكل ومصاعب مستجدة.

كانت دول العالم وخاصة الكتلتان الشرقية والغربية وعلى رأسهما الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا، تتابع باهتمام خاص مقرون بالدهشة والحيرة، تطورات الأوضاع في إيران.

لعل إلقاء نظرة على تحليلات وأخبار وسائل الإعلام التي تعتبر انعكاساً للرأي العام ولمواقف الدول التابعة، واستخلاص أولى ردود فعلها إزاء قيام الثورة، ومقارنتها بالظروف والأوضاع الحالية، يمكن أن يكون درساً مفيداً وخاصة عند مقارنة تلك المواقف مع المواقف الراهنة.

فالتاريخ أساساً ـ لو تأملناه جيداً ـ يقدم لنا الكثير من الدروس والعبر.

 15 يناير 1978م: هروب الشاه:

أكد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الذي بدأ عليه الانفعال أ،ه من المستحيل أن يعود الشاه. ويبدو وكأن طهران قد تحررت بذهاب الشاه. وقارن المراسل الفرنسي الفرح والبهجة التي يعيشها أهالي طهران ببهجة الشعب الفرنسي بعد التحرر من الاحتلال الألماني، بل وحتى أنه اعتبر نشوة وسرور أهالي طهران أكبر وأشد. وقال المراسل الفرنسي الذي بدأ علميه وكأنه يعيش مشاعر مشابهة لمشاعر الإيرانيين: إن الإنسان لتأخذه الدهشة حين يلاحظ الاحتفالات والدبكات التي يقوم بها الإيرانيون الذين يعرفون بأنهم أكثر وقاراً من الأوربيين. وحتى في الأحياء التي يقطنها الأغنياء، خرج الناس إلى الشوارع وهم يعبرون عن مشاعر فرحهم.

ـ قال مراسل بي بي سي في طهران: سينال بختيار اليوم الثقة من مجلس الشورى الوطني. وأضاف مراسل الإذاعة الحكومية البريطانية قائلاً: في أعقاب ذهاب الشاه انخفض احتمال وقوع انقلاب عسكري؛ لأن الفريق قره باغي أعلن عن التصدي الحاسم لأي عسكري يحاول القيام بعملية انقلاب عسكري.

ـ كتبت صحيفة تايمز: في أعقاب ذهاب الشاه بقيت أمور قليلة تتفق حولها آراء معارضيه. والشاه نفسه قد أخذ انعدام مثل هذا الاتفاق بالحسبان. وكتبت الصحيفة المذكورة تقول: لقد أدى نفي آية الله الخميني طوال هذه المدة إلى إضفاء جاذبية خاصة عليه، إلا أن مثل هذه الجاذبية ستضمحل بعد عودته إلى إيران. وأضافت هذه الصحيفة: إن آية الله الخميني لا يدري حتى الآن ما الذي يجب عليه أن يحله محل الملكية.

ـ نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً يفيد أن آية الله الخميني ذكر في لقاء مع صحيفة اللواء اللبنانية أن الماركسيين لهم حرية التعبير عن رأيهم فيما إذا لم يتآمروا. وأعلن موافقته على حرية وكرامة المرأة على أساس المبادئ الإسلامية، وقال: إننا لا فرق لدينا بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، فنحن نعارض أي نظام قمعي ومستبد يستظل بمظلة الليبرالية. وأكد على العداء لإسرائيل باعتبارها غاصبة لحق المسلمين الفلسطينيين.

ـ قالت إذاعة بي بي سي: من المحتم أن آية الله الخميني فيما لو عاد إلى إيران لن يكون بإمكان حكومة بختيار مواصلة مهامها إلا بدعم من عنده.

16 يناير 1978م

ـ وصفت صحيفتا الغارديان، والديلي تلغراف مستقبل إيران بأنه مستقبل غامض. وكتب صحيفة "الغارديان: لا زال من غير الواضح هل يعلم الشعب الإيراني ما الذي يريده ممن سيحلون محل الشاه. وواصلت هذه الصحيفة القول: لا يمكن وزن الشاه ومعارضيه بموازين اليمين واليسار. فإذا كان الشاه وأنصار الحكم الملكي ملكيين، فثمة سؤال في هذا الصدد وهو: ما هو الاتجاه الذي سيتبنّاه آية الله الخميني؟

وعبرت صحيفة الديلي تلغراف عن توقعاتها بشأن دور الجيش الإيراني في الأحداث الأخيرة بأن إيران ستشهد مرحلة لا يمكن اجتنابها من الحكم العسكري. ومع أن الحكومات العسكرية في الباكستان وتركيا لم تخلف انطباعاً حسناً، وإلا فمن المحتمل أن يتعرض البلد للتمزق.

ـ ذكر محلل إذاعة بي بي سي في إطار ثنائه على ما قام به الشاه من إجراءات وإصلاحات، وفي نطاق الإعراب عن أسفه لخروجه من إيران، قائلاً: لعل في ذهاب الشاه خدمة أكبر مما قام به من إصلاحات خلال السنة الأخيرة لأن جميع التيارات قد تحالفت ضده، وبذهابه ازداد الأمل بتحسن الأوضاع.

وقال محلل الإذاعة المذكورة: ولكن ينبغي دراسة هذه القضية وهي لماذا انهار نظام كان سابقاً لبقية الشعوب في مسيرة التقدم وكان له مستقبل مشرق؟ وأكدت إذاعة بي بي سي على تحالف جميع المعارضين تحت قيادة آية الله الخميني، وصرحت بشكوكها حول إمكانية نجاح بختيار. وأضافت هذه الإذاعة: بالرغم مما يتحلى به الدكتور شاهبور بختيار من قدرة وكفاءة، إلا أن هنالك همس يتناهى إلى الأسماع في إيران يفيد بأنه سيضطر للاستقالة عند قدوم آية الله الخميني إلى إيران. وأشارت الإذاعة المذكور إلى أن العلاقة بين أفراد الجيش والشعب في الشوارع أضحت في الأيام الأخيرة علاقة حميمة، معتبرة هذه الظاهرة ناتجة عن تفاهم قادة الجيش مع بختيار.

وتوقعت بي بي سي أنه في حالة تسلم الخميني لزمام السلطة في إيران فمن المحتمل أن يواجه مشاكل عديدة في حقل السياسة الاقتصادية، وإذا لم يفكر في إيجاد حل لها، فمن غير الممكن لإيران أن تحرز أي تقدم.

ـ ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن رئيس وزراء فرنسا ريمون بار أعرب عن أمله بعودة الاستقرار إلى إيران، لكنه امتنع عن الادلاء بأي تصريح آخر بشأنها.

نشر وكالة أنباء الاتحاد السوفيتي (تاس) تقريراً قالت فيه: في أعقاب اضطراب الأوضاع في إيران بادرت أمريكا إلى تكثيف أساطيلها البحرية في المنطقة؛ فوجهت عدة بوارج حربية وسفينة حاملة للطائرات من بحر الصين إلى مضيق مالاكا لتكون على استعداد لأية تطورات محتملة.

ـ نقل تلفاز إسرائيل مساء الثلاثاء عن أوساط سياسية قولها: لقد انهارت بذهاب الشاه الجبهة الشرقية للغرب.

ومن جانب آخر أعرب مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه إزاء مستقبل تصدير النفط الإيراني إلى كيانه.

ـ وصف طارق عزيز وزير خارجية العراق التطورات الأخيرة في إيران بأنها شأن داخلي، وقال: إن العراق يحترم إرادة الشعب الإيراني.

ـ وصفت صحيفة "تايمز" الأزمة في إيران بأنها أزمة جادة، وقالت إن عودة الشاه إلى إيران مستبعدة. وذكرت هذه الصحيفة أن أمريكا أخرجت الشاه من إيران، وهي حالياً تدعم شاهبور بختيار بهدف تهدئة الأوضاع. ولكن لا يمكن عقد الآمال على المستقبل بعد إدانة آية الله الخميني للملكية ولحكومة بختيار.

وكتب هذه الصحيفة في ختام تحليلها للأوضاع في إيران ما يلي: "لقد انتهت أخطاء الشاه وعدم كفاءته إلى توحيد معارضيه. ولكن لو أننا أزحنا جانباً هذا الموقف المشترك للمعارضين لأدركنا وجود هوة شاسعة في ما بينهم حالياً".

ـ أوضحت صحيفة "التايمز" أن آية الله الخميني سيعود في نهاية المطاف إلى إيران. ولكن من غير الواضح ما الذي سيجعله آية الله في محل الملكية، وعلى هذا فقد تكون إيران قد دخلت في أزمة جديدة بعد ذهاب الشاه.

ـ كتبت صحيفة "اسكاتسمن": كان في ذهاب الشاه من إيران نهاية لحكومته.

ـ كتب صحيفة "يوركاشير بوست": بالرغم من رغبة آية الله الخميني في إقامة حكومة إسلامية، إلا أنه لا يغفل من بعد تسلمه للسلطة أن إيران لا يمكنها الابتعاد عن نفوذ الغرب وأسواقه. وهو إذا لم يقبل بهذا الخيار عليه أن يتوجه صوب الاتحاد السوفيتي.

ـ ذكرت إذاعة كولن أن خروج الشاه من إيران يشكل منعطفاً في تاريخ هذا البلد، واعتبر حكومة الشاه قد انتهى أجلها.

ـ بث التلفاز الفرنسي مساء أمس فلماً عن التشريفات والبلاط الفخم للشاه، ووصفه بأنه حاكم مستبد. وبين التلفاز الفرنسي في تحليل له أن مستقبل إيران مستقبل مجهول، وقال: إنه يقف في أحد الجانبين بختيار بقدرات ضعيفة وحماية من قبل الجيش، ويقف في الجانب الآخر آية الله الخميني مدعوم بقوة الشعب الهائلة.

ـ كتبت صحيفة "السياسة" الكويتية أن السلطات في الاتحاد السوفيتي طلبت من الفلسطينيين التوسط لدى آية الله الخميني واستكشاف سياسته بشأن مستقبل العلاقات بين إيران والاتحاد السوفيتي.

ـ أعلنت وكالة أنباء رويتر أن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أعلن في مقابلة متلفزة أنه يعتقد أن الاتحاد السوفيتي يرغب في استقرار الأوضاع في إيران، وقال: إنه يرغب في استمرار علاقات الصداقة يبن إيران وأمريكا.

وقالت السلطات الأمريكية إن الأمل قد ازداد بتحسن الأوضاع في إيران من بعد ذهاب الشاه، إلا أن حظ شاهبور بختيار بالسيطرة على الأوضاع لا يتجاوز 50%.

وصرحت السلطات الأمريكية أن موقف آية الله الخميني لا زال خافياً عليها، وتقول أن آية الله الخميني يتخذ مواقف معتدلة ويتحدث عن قضايا كثيرة إلا أننا لازلنا نجهل مراميه.

 20 يناير 1978م

ـ الوكالة الفرنسية: في أعقاب رفض آية الله الخميني لطلب كارتر في منح الفرصة لحكومة بختيار، زالت جميع الآمال التي كانت تعلقها أمريكا على حكومة بختيار.

يعتقد بعض الخبراء أن طلب كارتر هذا من آية الله الخميني يدل على أنه قادر على إسقاط حكومة بختيار. وكان كارتر قد صرح في الآونة الأخيرة بعدم قدرته على التنبؤ باتجاه مسير التطورات في إيران، قال: "لقد كانت إيران في ما مضى أحد أصدقاء أمريكا الأوفياء، وأرجو أن تكون هكذا في المستقبل أيضاً".

وينم مثل هذا الموقف عن عدم تفاؤل الأمريكيين حيال التطورات الجارية في إيران. كما وبدا الدعم الكامل لشاهبور بختيار ينخفض في الآونة الأخيرة في واشنطن.

ـ أعلنت إذاعة لندن ان صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي حذرت واشنطن القيام بانقلاب عسكري في إيران بمساعدة أمريكا، وهو ما يخيم اليوم بظلاله على إيران. وأشارت البرافدا إلى علاقات الصداقة القديمة بين إيران والاتحاد السوفيتي وأن موسكو تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في إيران، قائلة: إن أزمة إيران لا تنحصر في معارضة الشعب للنظام الملكي، بل ويعتبر أيضاً عن معارضته للاستثمارات الأمريكية.

وأضافت صحيفة البرافدا قائلة: إن الاتحاد السوفيتي يحتفظ بحقه في التدخل العسكري في إيران لحماية مصالحه على أساس معاهدة عام 1921 بين إيران والاتحاد السوفيتي.

 21 يناير 1978م

ـ توقعت صحف وتلفاز باريس أن يحدث آية الله الخميني عند قدومه إلى إيران، مهدي بازركان على تشكيل الحكومة، وفي هذه الحالة ستصبح هناك حكومتان في إيران. وبما أن آية الله الخميني يحظى بدعم شعبي واسع، ستجد حكومة بختيار نفسها مضطرة للاستقالة.

ـ إذاعة لندن: خروج الشاه من إيران فرض عن الولايات المتحدة وبنحو مؤلم انتهاج سياسة تنسجم مع الظروف القائمة في إيران.

ـ صحيفة الواشنطن بوست: حكومة الولايات المتحدة وصلت إلى نتيجة مفادها أن مقاليد إقامة حكومة مناهضة للشيوعية هي بيد آية الله الخميني، وأكثر ما تكون حكومة بختيار ذات طابع هي أنها ذات طابع مؤقت.

وقال مصدر أمريكي رفيع ان الولايات المتحدة تطمح إلى كسب تأييد آية الله الخميني وبختيار والجيش لاقرار معادلة لإدارة البلد من قبل نظام مناهض للشيوعية.

ـ كتبت صحيفة "الفيغارو" الفرنسية: يحتمل أن أمريكا بنت حساباتها على مزيد من تأزيم الأوضاع في إيران. وأضافت الصحيفة تقول: إن التوتر يسري على وجه السرعة في جميع أرجاء إيران، وحينذاك يتاح للبيت الأبيض السيطرة على الأوضاع بواسطة العسكر.

ـ صحيفة "البرافدا": يجب أن يكون مصير شاه إيران تحذيراً لجميع زعماء البلدان المتعاونين مع أمريكا.

وقارنت الصحيفة خطوات الشاه على طريق الإصلاحات بإجراءات بطرس الكبير في القرن التاسع عشر، وانتقدتها. وترى "البرافدا" أن انفجار الثورة في إيران نابع من التناقض بين المحتكرين والنظام الملكي الإقطاعي.

وأعلنت "البرافدا" دعمها الصريح للشيعة المعارضين للشاه.

وكتب المحلل يقول: إن أمريكا وفي أعقاب فقدانها لقاعدة ستراتيجية في إيران، أخذت تعمل على تقوية إسرائيل والسعودية.

ـ حذرت صحيفة "البعث" السورية الزعماء الإيرانيين الحاليين بوجوب التنحي عن السلطة لتفادي المزيد من إراقة الدماء. ووصفت الصحيفة بختيار بعدم الكفاءة قائلة إنه لا ينبغي له التعويل على دعم الجيش وأمريكا. وأضافت قائلة إن أمريكا قد فقدت مصالحها في إيران.

ـ عبرت صحيفة "الثورة" السورية عن الأسف لما أعلنه أنور السادات من رغبته في المصالحة بين آية الله الخميني والشاه، وتوقعت للسادات مصيراً شبيهاً لمصير الشاه.

 22 يناير 1978م

ـ نشرت مجلة "اكسبرس" وهي من أكثر المجلات مبيعاً في فرنسا، صورة جميلة للإمام الخميني على غلافها ووصفته بأنه رجل العام 1979، وجعلت عنوان تلك الصورة: "الرجل الذي هز الغرب".

وأثنت المجلة على الإمام الخميني للتغيير الهائل الذي أحدثه في الفكر.

وكتبت تلك المجلة تقول: لا شك ان للثورة الإسلامية تأثير لا يمكن تجاهله على كافة الحركات في البلدان الإسلامية. ويمكن في هذا الجانب تفهم خوف إسرائيل من وقوع مثل هذا التغيير في إيران.

ـ قالت إذاعة لندن نقلاً عن مراسل بي بي سي في طهران: يسود قلق حالياً في (ما الذي سيقع فيما لو وطأت قدم الإمام الخميني أرض طهران). لقد تولى حالياً مراجع وعلماء الدين مسؤولية إقرار الأمن والنظام في طهران. ويعتبر التصدي لمثل هذه المسؤولية في مثل هذه الظروف عملاً إنسانياً ونبيلاً.

ـ كتبت صحيفة "رود دويشه الغمانيته سايتوتغ" الألمانية: ان إيران تشهد مرحلة اختبار للقوى؛ إذ سيتوجه آية الله الخميني في القريب العاجل من باريس إلى إيران ويريد استلام السلطة سريعاً، هذا في جانب، وفي الجانب الآخر يقف شاهبور بختيار رئيس الحكومة الحالية والذي يرفض التخلي عن السلطة مستنداً إلى الدستور.

وترى هذه الصحيفة أن الجيش سيؤدي دوراً مهماً في هذا الصراع.

ـ كتبت صحيفة "فرانكفورتر الغمانيته": إن عودة آية الله الخميني اما بمثابة مطر رحمة يهطل على هذا البلد، واما أن المجابهة ستشهد ضراوة بعد عودته. وفي مثل هذه الحالة لا بد لأحد الطرفين من التنازل، اما بختيار، واما آية الله الخميني.

ـ أعلنت إذاعة "موسكو" أن أمريكا تسعى حالياً على وجه السرعة للعثور على حل لقضايا إيران. ولا زال هناك احتمال بقيام انقلاب عسكري بدعم من أمريكا، وعلى الجانب الآخر وبموازاة التطورات الجارية في إيران تسعى السلطات في واشنطن لإيجاد بديل للشاه في المنطقة.

وكان فهد ولي العهد في العربية السعودية قد وصل إلى أمريكا قبل بضعة أيام للتفاوض مع مسؤولي البيت الأبيض.

ـ احتملت صحيفة "واشنطن بوست" بقوة أن يلجأ الجيش إلى استلام السلطة في إيران.

ـ كتبت صحيفة "الصاندي تلغراف" عن وقوع انشقاق في الهيئة الملكية، وذكرت أن العلاقات بين آية الله الخميني، والهيئة الملكية، والجيش، وحكومة بختيار على درجة من التعقيد يصعب معها التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل.

ـ أعلنت إذاعة "موسكو" أن إيران أضحت حالياً في قلق على أجهزتها السرية والجاسوسية في إيران، وأضافت أن مقدارا كبيراً من تلك المعدات نقلت إلى تركيا على وجه السرعة.

ـ أعلنت صحيفة "الازفستيا" وهي الصحيفة الرسمية للحكومة السوفيتية دعمها للأمام الخميني في مقابل الانتقادات الغربية. وذكرت الصحيفة أن الكثير من مواقف آية الله الخميني لا تنسجم مع مواقف التنظيمات والأحزاب غير الإسلامية، لأن مواقف آية الله الخميني تنسجم مع الأحكام الإسلامية بالكامل.

 23 يناير 1978م

ـ وصف "ايون شارلتون" محلل إذاعة بي بي سي الأوضاع في إيران بأنها تسير نحو الاستقرار تقريباً. واعتبر في معرض تحليله لتلك الأوضاع بأن آية الله الخميني هو محور الكفاح ضد الشاه وأشبه بالجنرال الذي يصدر الأوامر من مقره في ضاحية باريس، والذي يعتبر في الحقيقة مقراً لقيادته. وينفذ أنصاره أوامره ـ من أي اتجاه سياسي وفكري كانوا ـ بكل شجاعة، ويفتخرون بأنهم يناضلون تحت رايته.

إلا أنه توجد خلف هذه القضايا أشياء أخرى أيضاً. ويبدو أن آية الله الخميني متمسك بموقفه المتصلب في معارضته لبختيار.

وعلى الرغم من إدراك آية الله الخميني أن كل شيء الآن بيد السلطة، إلا أنه رفض جميع الطلبات الداعية إلى التساوم مع بختيار. أما المهم فهو الكيفية التي سيتم بها انتقال السلطة. ولو جرى شرح خصائص الحكومة الإسلامية للناس بشكل أوضح لاستطاعوا تحديد مستقبلهم وفق رؤية أفضل.

القضية الأخرى المطروحة هي احتمال وقوع حرب أهلية، وهذا مرتبط بأحد الأضلاع الثلاثة التي يتألف منها مثلث الجيش والحكومة وآية الله الخميني.

ـ وجهت موسكو إنذاراً لبختيار بسبب تصريحاته الأخيرة المناهضة للشيوعية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية عند نشرها لهذا الخبر إن الاتحاد السوفيتي لم يتخذ في بداية الأمر مواقف واضحة حيال تطورات الأوضاع في إيران، في حين تؤكد الأخبار والتقارير عن ارتياح الكرملن لهذه التطورات. وأكدت موسكو مؤخراً رغبتها في استمرار علاقات الصداقة مع إيران.

وكان الاتحاد السوفيتي قد حذر أمريكا من أي تدخل في شؤون إيران الداخلية.

وتعتقد السلطات السوفيتية أن أمريكا تفكر بالتخطيط لانقلاب عسكري في إيران. ويستشف من مجمل تحركات قطع البحرية الأمريكية في المحيط الهندي، ووصول الجنرال هويزر إلى إيران أن الأمريكيين يعدون لانقلاب عسكري على غرار الانقلاب العسكري في تشيلي. كما يعتبر خروج الشاه من إيران ومجيء بختيار على رأس السلطة كمحاولة لاحداث انشقاق بين صفوف المعارضين.

 24 يناير 1978م

ـ ذكرت وكالة أنباء "الأسيوشيتدبرس" في تقرير لها من موسكو أن صحيفة "ليتراتور ناياكازتا" الصادرة في الاتحاد السوفيتي أن في نية قادة الصين تحويل بلدهم إلى إيران شرق آسيا. وفي مثل هذه الحالة ستكون مصالح الغرب في الصين أضعافاً مضاعفة وستكون عملية نهب خيرات الشعب أوسع.

ولكن الشعب الصيني لن يحصل في نهاية المطاف على شيء، مثلما أن الشعب الإيراني لم يحصل على شيء.

27 يناير 1978م

ـ نقل مراسل وكالة الأنباء "الفرنسية" عن مصادر مطلعة في طهران أن شاهبور بختيار قال لأعضاء حكومته أنه سيقدم استقالته قريباً. وأشيع أن استقالة بختيار تأتي في سبيل ان تتاح له فرصة مقابلة آية الله الخميني الذي كان اشترط الموافقة على مقابلته بالاستقالة من رئاسة الوزراء.

ـ ذكرت مجلة "المستقبل" أن العلاقة بين شاه إيران الذي يعيش حالياً في المغرب قد تأثرت مع أمريكا، مما اضطر الرئيس المصري أنور السادات إلى التوسط بينهما.

وذكرت المجلة ان الشاه نفسه طلب من فرنسا تمديد فترة إقامة آية الله الخميني في هذا البلد لكي لا يذهب إلى الجزائر أو ليبيا. وقد أرتكب الشاه بطلبه هذا خطأ جسيماً.

ـ أعلنت إذاعة "لندن" ان مصداقية بختيار قد تزعزت في أعقاب إطلاق النار على الشعب من قبل الجيش مقابل جامعة طهران، وقد فقد بختيار سلطته على الجيش أيضاً. وواصلت الإذاعة المذكورة القول إن سماح الجيش للمسيرة التي انطلقت يوم أمس يعتبر تراجعاًً تكتيكياً.

ـ قالت إذاعة "موسكو" إن انقلاباً عسكرياً على وشك الوقوع في إيران، وإن الذريعة التي تتذرع بها أمريكا لدعم هذا الانقلاب هي الدستور.

وأشارت هذه الإذاعة إلى قدح الإعلام الغربي بآية الله الخميني ووصف اياه بمناهضة مظاهر التمدن وانتهاج أفكار ومعتقدات القرون الوسطى.

ـ حذرت صحيفة "الغادريان" البريطانية أمس من عدم عودة آية الله الخميني إلى إيران سريعاً.

وذكرت هذه الصحيفة ان آية الله الخميني يعتبر بمثابة تبلور إرادة الشعب الإيراني للانعتاق من حكومة الشاه. ووصفت الصحيفة بختيار بالاقتدار، واعتبرت إقناعه آية الله الخميني على التفاوض نصراً كبيراً له. وأضافت تقول: لقد حذر بختيار من أن عودة آية الله الخميني سريعاً ستؤدي إلى وقوع انقلاب عسكري دامي.

وتعتقد هذه الصحيفة أن طرق الحل الأخرى لن تكون أقل دموية.

28 يناير 1978م

ـ إذاعة "لندن": الاشتباكات التي وقعت يوم أمس بين الشعب والجيش مقابل جامعة طهران من أعنف الاشتباكات.

ـ تحدثت إذاعة "موسكو" عن الأحداث الدامية التي وقعت بطهران يوم أمس قائلة: إن حكومة إيران منعت مرة أخرى قدوم آية الله الخميني إلى إيران. وإن الاشتباكات في هذا البلد أخذت تزداد عنفاً في كل لحظة. وانضم عدد من أفراد القوة الجوية والجيش إلى الشعب. وتبدو معالم انقسام الجيش أكثر وضوحاً للعيان يوماً بعد آخر.

ـ نقلت مجلة "التأميم" عن مسؤول أجنبي رفيع المستوى قوله إن الشاه توجه باللوم الشديد إلى كارتر بسبب التطورات الأخيرة في إيران. كما أنب وبشده المحيطين به والمقربين إليه بسبب عدم إيضاحهم الحقائق له بشكلها الصحيح.

وقال الشاه إن أمريكا حاولت عن طريق سي آي ايه إرغامه على التخلي عن السلطة. ويعتقد أنه فيما لو ذهب إلى أمريكا قد لا يعامل هناك معاملة ملك دولة.

ـ ذكرت مجلة "نيويورك تايمز" ان عدة مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى وصلوا إلى إيران في الآونة الأخيرة لإلغاء عدة اتفاقيات عسكرية كانوا قد أبرموها سابقاً مع نظام الشاه.

29 يناير 1978م

ـ قال محلل بي بي سي: إن شجاعة الشباب في مقابل النيران التي تطلقها عليهم أسلحة الجيش تثير الدهشة؛ فهم لا يكترثون للموت. ولكن هل تستوجب المجابهة السياسية مثل هذه الشجاعة والإقدام؟

ـ قالت إذاعة "موسكو" ان تطورات الأوضاع في إيران تعبر عن رفض جميع الشعب الإيراني للسياسية الإمبريالية الأمريكية، ولا زالت هناك قوى رجعية تعد بالأصابع تتبجح ـ وبدعم من أمريكا ـ بالدفاع عن الدستور.

ـ قالت صحيفة "البرافدا لسان حال الحزب الشيوعي السوفيتي: انه وبسقوط الشاه وزوال واحد من الحلقات الأمريكية القوية في المنطقة، بدأ الغرب يفكر بنقل قواعده إلى تركيا. ففي الآونة الأخيرة أصبحت عملية تقديم المعونات المالية إلى تركيا أسهل مما كانت عليه، فقد طرح في المؤتمر الذي ضم رؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مشروع تقديم معونة مالية لهذا البلد.

 30 يناير 1978م

ـ أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية ان المراقبين يعتقدون أن حرباً أهلية قد غرست بذورها في إيران، ويحتمل في كل لحظة أن يعلن قائد الثورة الجهاد المقدس. وقد صرح أحد الزعماء الدينيين أن أنصار آية الله الخميني يحملون السلاح اليوم إلا أنهم بانتظار صدور الأمر من زعيمهم. وكان المراسلون الأجانب شاهدوا بأم أعينهم بيع وشراء البنادق في مقبرة "بهشت زهراء". وتنم الأحداث الأخيرة عن تطور الأوضاع باتجاه نشوب حرب أهلية.

وقد جرح مؤخراً رائد أمريكي في إيران بطلق ناري. وصرح البعض أن مثل هذه الأعمال ينفذها السافاك في سبيل التعجيل بوقوع حرب دامية.

ـ ذكرت صحيفة "البرافدا" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوفيتي ان الجنرال الأمريكي هويزر يعمل كوصي على العرش في إيران ويعد لانقلاب عسكري يقوم به أفراد الجيش الذين يتلقون الأوامر من الشاه.

ـ أعلنت وكالة أنباء "رويتر" من واشنطن أن أمريكا أصدرت تعليمات لأتباعها بمغادرة إيران.

ـ ذكرت إذاعة "ألمانيا" إنه لم تعد هناك أية فائدة ترجى من ألعوبة إغلاق المطار وإعادة فتحه وبث الإشاعات عن وقوع مصالحة كبرى بين آية الله الخميني وبختيار، وقد اتضحت على أدنى تقدير ملامح جبهة يقع أحد خندقيها في إيران والآخر في نوفل لوشاتو، إلا أن تقسيم القوى بينهما غير متكافئ. فبختيار مكانته مهزوزة، ووزراؤه غير قادرين على الخروج من دورهم، ويلتحق بين الحين والآخر بعض أصحاب المناصب من أنصاره بالمعارضة، والجيش لا ينصاع بالضرورة لأوامره. أضف إلى أنه حينما يهدر صوت الشعب لا يتصف هذا الرجل بالقدرة والجاذبية التي تمكنه من تهدئته. أما آية الله الخميني فيتمتع بقدرة إلهية وروحية هائلة، إضافة إلى جاذبيته الذاتية التي يتفق بشأنها حتى من ليس لهم التزام عميق بالإسلام. وربما يتمكن آية الله الخميني من تهدئة هدير الشعب، إلا أن النيران الحقيقية سيتعالى لهيبها في إيران متى ما أقدم على تأليف مجلس قيادة الثورة.

 2 فبراير 1978م

ـ قالت وكالة الأنباء "رويتر": مع وصول آية الله الخميني إلى إيران، بدأ الإسرائيليون يشعرون بالقلق من ظهور حركات متطرفة بين العرب. ونقلت هذه الوكالة عن شخصيات إسرائيلية قولها إن الشباب في الكثير من بلدان المنطقة أخذوا يتوجهون نحو ارتداء أزيائهم التقليدية ويتشاورون مع رجال الدين. وهذا كله ناتج عما يجري في إيران.

ـ نشرت وكالة أنباء الاتحاد السوفيتي "تاس" نبأ وصول الإمام الخميني على الفور، وتكون بهذا قد أعربت عن ميلها إلى أحد التيارين المتنافسين في إيران في مقابل التيار الآخر. وعبرت وسائل الإعلام عن تأييدها علانية لآية الله الخميني بصفته قائداً للثورة، وأظهرت اهتماماً بحديثه الذي دعا فيه إلى الاتحاد بوجه "القمع والاستبداد" حتى إسقاط حكومة بختيار. هذا بعد ان كانت وسائل الإعلام تلك تنهج أسلوباً حذراً في نقل أخبار إيران.

ـ أعلنت وكالة أنباء "رويتر" نقلاً عن مصادر أمريكية ان أمريكا نقلت بعض أجهزتها السرية من إيران إلى دبي ونزعت بعض القطع المتطورة من طائرات (ألف 14) وأخفتها.

ـ قالت إذاعة "لندن" في تحليلها لأوضاع إيران إن تيار اليسار المعتدل (الجبهة الوطنية) لا يرى في نفسه القدرة على منافسة آية الله الخميني، وحتى الحزب الشيوعي الإيراني وحزب تؤدة جعل نفسه في موقف المساند لقيام حكومة جمهورية إسلامية، وأعلن بأسلوب انتهازي أنه لا يوجد اختلاف واضح بين الأصول العلمية للاشتراكية، والأصول الاجتماعية في الإسلام.

الأشخاص الوحيدون الذين أعلنوا معارضهم العلنية لآية الله الخميني في الوقت الحاضر هم كبار قادة الجيش الموالون الشاه.

ودعا آية الله الخميني إلى استقالة بختيار وإلغاء الدستور الحالي .

ويبدو أنه رسم في ذهنه صورة لإيران كبلد تدبر دفة الأمور فيه هيئة من العلماء ومجلس منتخب من قبل الشعب، وستكون السلطة الأساسية لمثل هذه التشكيلة بيد المتدينين. ويواجه آية الله الخميني عدة عقبات على طريق إرساء مثل هذا النظام، وأول تلك العقبات هو بختيار الذي دعا آية الله الخميني إلى استقالته. والعقبة الثانية هي أفراد الجيش الذين يشعر بعضهم بالغيظ والحنق تجاه آية الله الخميني. ولهذا يجب عليه إما أن يضمن حيادهم أو يكسب تأييدهم.

وفي حالة عدم قدرته على التوافق مع الجيش بنحو ما، لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل. وكما نبؤه بختيار مرات عديدة، يبدو من المحتمل في كل لحظة وقوع حرب دامية على يد العسكريين.

القضية الأخرى التي يجب على آية الله الخميني أخذها بنظر الاعتبار هي إيجاد تشكيلة سياسية يتحد تحت لوائها المعارضون للنظام.

وعلى كل الأحوال يبقى مستقبل إيران وتطوراته ومقدار الدماء التي ستراق فيه رهيناً بالاقتدار السياسي لهذا الزعيم الذي يبلغ 78 سنة من عمره.

 3 فبراير 1978م

ـ قالت وكالة أنباء الاسيوشيتدبرس: على الرغم من تهديد آية الله الخميني بإعلان الجهاد، أعلن له العسكريون صراحة أنه سيحولون دون استيلائه على السلطة بطريق غير قانوني. ويرى المحللون في طهران أنه سيتحدد خلال الأيام الثلاثة المقبلة وقوع حرب دامية أو اتفاق بين آية الله الخميني ومعارضيه.

وقالت مصادر دبلوماسية أنه بالرغم ممّا يبديه آية الله الخميني من تصلب إلا أن هناك مفاوضات تجري في الخفاء، ويقال إن قادة الجيش قابلوا آية الله الخميني وأعربوا له عن تقديرهم لعدم إقدامه على اتخاذ إجراءات حاسمة في الظروف الحالية. ومن الطبيعي أن هذا الموقف يعكس جدية تمسك الجيش بالدستور الذي يعتبر وجود الشاه قانونياً.

 4 فبراير 1978م

ـ ذكرت مجلة "التايم" الأمريكية أن اتصالات جرت مؤخراً بين أمريكا وأشخاص مقربين من آية الله الخميني.

وقالت هذه الجلة نقلاً عن مصادر أمريكية: إن المقربين من آية الله الخميني صرحوا أنه لم يفت الأوان حتى الآن لتحسين العلاقات بينهم وبين أمريكا. وقد أكد "ساليفان" سفير أمريكا في إيران على مرؤوسيه بمواصلة جهودهم للاتصال بآية الله الخميني.

وقالت التايم: لقد صرح مهدي بازركان بأنه من البديهي ان إقامة علاقات عمل مع أمريكا متيسرة. وأضافت المجلة تقول إن السلطات الأمريكية تخشى وقوع انقلاب عسكري في إيران، بسبب ما قد تؤدي إليه من نشوب حرب أهلية، وهو ما يؤدي إلى تهديد الوجود الأمريكي في المنطقة سنوات طويلة.

 6 فبراير 1978م

ـ ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية أنه وفي أعقاب الذعر الذي أصاب السلطات السعودية من تطورات الأوضاع في إيران أرسلت أمريكا سرباً من طائراتها المقاتلة إلى السعودية لتقوم بمناورات تثبت للسعوديين مدى قدرتها وكفاءتها، لتهدئ من روعهم.

ـ نقلت صحيفة (عرب نيوز) الصادرة باللغة الإنجليزية عن وزير خارجية عمان قوله يجب على الدول العربية المطلة على الخليج توقيع معاهدة أمنية فيما بينها لضمان عدم تدخل القوى الأجنبية في المنطقة.

ـ ذكرت وكالة أنباء "الاسيوشيتدبرس" نقلاً عن وكالة رويتر للأنباء ان الجنرال هويزر قائد حلف شمال الأطلسي قد غادر إيران بعد إقامة استمرت شهراً.

وقالت مصادر أمريكية إن هدفه كان حث العسكريين على دعم بختيار.

ـ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا زالت تعترف رسمياً بحكومة بختيار في إيران.

ـ نقلت وكالة الأنباء "الفرنسية" تقريراً لها من واشنطن ان السلطات الأمريكية قلقة من تأثير الأوضاع في إيران على العلاقات بين واشنطن والرياض. وقلقهم هذا نابع من احتمال أن يجد الاتحاد السوفيتي موطئ قدم له في العربية السعودية.

 7 فبراير 1978م

ـ قالت إذاعة "لندن" إن أكثر شؤون المدن اعتباراً من النظافة وانتهاء بتصريف الأمور الإدارية الأخرى يجري تحت قيادة علماء الدين، وفقدت الدولة سلطتها على الدوائر في الكثير من النقاط وخاصة في قم ومشهد، وحتى الشؤون المصرفية يتولى إدارتها العلماء. وشوهد أحياناً ان المجرمين يحاكمون ويعاقبون من قبل علماء الدين ويطلق سراحهم بدون أن تتدخل قوى الأمن الداخلي في ذلك.

وفي طهران تدار الشؤون الخارجية من قبل أنصار علماء الدين، وتحول المساجد اليوم إلى مقرات لإدارة شؤون المدن. ويبدو أن الجمهورية الإسلامية أثبتت قدرتها في وقت بدأ الجيش يفقد سيطرته على أكثر المدن.

ـ أعلنت صحيفة "البرافدا" دعمها للحكومة التي انتخبها آية الله الخميني، وقالت: لم يعد المعارضون للملكية اليوم مجرد "أقلية معارضة" وإنما ثبت أنهم يؤلفون الأكثرية الساحقة.

ـ أعلنت "وكالة الأنباء الفرنسية" ان الشاه فقد خلال بضعة أسابيع دعم جميع الدول العربية في شرق الوطن العربي، ومع هذا لاذت هذه البلدان بالصمت إزاء الإجراءات التي يقوم بها آية الله الخميني، في الوقت الذي كانت فيه البلدان العربية المطلة على الخليج حتى قبل بضعة أسابيع تدعم الشاه دعماً شاملاً، وترى أن زواله يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة، إلا أنها التزمت حالياً السكوت المدهش، مؤكدة أن ما يجري في إيران شأن داخلي لا تأثير له على بلدانهم.

ـ كتبت مجلة "الاكونوميست" التي تصدر في لندن عن أحداث أيام الأخيرة في إيران قائلة: إلى الشعب حقق انتصاره الثاني.

وذكرت هذه المجلة ان العسكريين الذين فقدوا انسجامهم وافقوا على مجيء آية الله الخميني. ولكن على كل الأحوال سيرسم مستقبل إيران على يد آية الله الخميني والجيش. وبتوافق هذين الطرفين فقط يمكن تخفيض أثر السم الجاري حالياً في عروق إيران.

واعترفت المجلة ان الدعم الجماهيري الشامل لآية الله الخميني قد زاده اقتداراً، وأشارت إلى وجوب إتاحة الفرصة أمام الشعب للتفكير أكثر بشأن المبادئ التي ينتهجها آية الله الخميني، والتأثير الذي ستتركه على نمط حياة الناس، ليعبر عن رأيه في ما بعد عبر الاستفتاء.

 9 فبراير 1978م

ـ نشرت مجلة "الوطن العربي" الأسبوعية تقريراً ذكرت فيه ان الدول المطلة على الساحل الجنوبي للخليج ستعقد مؤتمراً رفيع المستوى يتضمن برنامج عمله اتخاذ التدابير الأمنية لمواجهة عواقب الثورة الإيرانية.

وأشارت هذه المجلة أن وجوب إقامة مثل هذا المؤتمر طرح في لقاء تم بين وزير الداخلية العراقي عزة الدوري، والأمير فهد بن عبد العزيز ولي عهد العربية السعودية.

 10 فبراير 1978م

ـ تحليل "وكالة الأنباء الفرنسية" حول وضع الجيش الإيراني:

جاء في تحليل هذه الوكالة ان ضخامة التحرك الإسلامي، وخروج المستشارين الأمريكيين من إيران، وما تبعه من ضعف احتمال عودة الشاه، أدى على أن يتهيء الجيش الإيراني للقبول بنظام جمهوري يحل محل النظام الملكي بشرط أن يكون النظام الجديد منتخباً من قبل الشعب.

ـ بعث مراسل "إذاعة بي بي سي" تقريراً عن الوضع في طهران وعن الاشتباكات الجارية بين قوات الحرس الملكي من جهة والقوة الجوية والجماهير من جهة أخرى، وقال: إن أشخاصاً من أفراد القوة الجوية يخرجون مع أسلحتهم من ثكنتهم في دوشان تبه، وسط استقبال حماسي من قبل غير العسكريين، في سبيل اتخاذ المتارس والدفاع عن الشعب.

ـ قالت إذاعة موسكو عند نقلها تقارير عن الاشتباكات في طهران انه بعد سماع أصوات عبارات نارية الليلة البارحة، سارع أنصار آية الله الخميني وشكلوا جداراً بشرياً حول مقره في طهران خشية وقوع انقلاب عسكري وتعرض حياة آية الله الخميني للخطر.

ـ نقلت "وكالة رويتر" من باريس قائلة إن انتصار الثورة الإسلامية لم يسبب ذعراً لأي بلد بحجم الذعر الذي أوجده لإسرائيل. والضربة الأولى التي وجهت إليها هي قطع تصدير نفط هذا البلد إليها.

وقال مناحيم بيغن في أول رد فعل له إزاء تطورات الأوضاع في إيران إن على الغرب العمل على تقوية إسرائيل بصفتها أكثر البلدان استقراراً في المنطقة.

 13 فبراير 1978م

ـ قالت "وكالة أنباء الاسيوشيتدبرس" ان الحكومة الأمريكية قلقة إزاء الاستقرار السياسي للنظام الجديد في إيران. وفي الوقت ذاته أعلن مسؤول أمريكي ان أمريكا تسير نحو إقامة علاقات متينة مع إيران.

وصرح هايديغ كارتر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان أمريكا ترى أن وضع الشاه قد حسم سياسياً، وان حكومة كارتر ترى نفسها طرفاً في مقابل النظام الإيراني الجديد.

ـ وصفت "وكالة الأنباء الفرنسية" حكومة الشاه بأنها كانت مدعاة للخجل لدى الفلسطينيين، ووصفت وحدة الفصائل الفلسطينية في تأييد الثورة الإيرانية بأنها مثيرة الدهشة.

وذكرت وكالة الأنباء هذه في تقرير لها أن شيعة جنوب لبنان والفلسطينيين اللاجئين في هذه المنطقة أمضوا ساعات من الليل في فرح وسرور بمناسبة انتصار الثورة في إيران. وعبر قادة الفصائل الفلسطينية عن ارتياحهم لسقوط الشاه الذي كان هو المانع الأساسي دون مجابهتهم لإسرائيل.

الكلمة الوحيدة التي كانت تسمع على لسان أهالي الضاحية الجنوبية من بيروت هي الخميني.

ـ انتقدت صحيفة "الشعب" الجزائرية الصحافة الغربية بسبب وصفها للثورة الإيرانية بأنها ثورة دينية متعصبّة ورجعية، وقالت أن الثورة الإيرانية انتصار عظيم لكل القوى التحريرية والتقدمية في العالم.

وقالت صحيفة "المجاهد" الجزائرية: أثبت الشعب الإيراني قدرته الثورية، وبرهن بوضوح على إرادته في إلغاء كل أنواع الاستغلال في المجتمع.

ـ أظهرت عموم الصحافة الأمريكية تشاؤمها من الثورة الإيرانية، وصورت العلاقات القادمة بأنها ستكون علاقات فاترة. وتنبأت "نيويورك تايمز" لمستقبل قاتم في العلاقات بين إيران وأمريكا، وعزت الصحيفة تنبؤها هذا إلى مناهضة قادة إيران لأمريكا.

وأعلنت هذه الصحيفة عن أسفها لأن الشعب الإيراني يعتبر الشاه وأمريكا شيئاً واحداً.

واعتبرت صحيفة "ديلي نيوز" ذات الاتجاه المحافظ سقوط بختيار ضربة موجعة لنفوذ أمريكا في الشرق الأوسط.

ـ كتبت صحيفة "الوطن" الكويتية: نجح الشعب الإيراني الشقيق في استعادة كرامته التي بقيت تداس سنوات طويلة من قبل المستبدين. واعتبرت هذه الصحيفة انتصار الثورة الإيرانية دعماً لأهداف العرب.

ـ اعتبرت صحيفة "البعث" السورية انتصار الثورة في إيران بأن له تأثير على كل المنطقة، ووصفت تاريخ إيران بأنه تاريخ نابع من إرادة الشعب ومصبوغ بدمه.

ـ قالت صحيفة "دافار" الصادرة عن حزب العمال أنه لا سبب يدعو الإسرائيليين للبهجة لانتصار آية الله الخميني، ودعت الساسة إلى إعادة النظر في أوضاع الشرق الأوسط.

ـ لم تظهر صحف العربية السعودية أي ارتياح إزاء تغيرات الوضع في إيران وانتصار الثورة، فقد وصفت صحيفة "البلاد" الثورة الإيرانية بأنها خطوة يلفها الغموض وحذرت من المخاطر الناجمة عنها.

ـ ذكرت صحيفة "درفلت" الصادرة في بون: من المؤكد ان البلد الثوري إيران لا يمكنها أن تكون عامل استقرار في المنطقة.

ـ كتبت صحيفة "فرانكفورتر روند شائو" أنه لم يخطر على بال أنصار آية الله الخميني قط أن انتصارهم الساحق قد يؤدي بحياة آلاف الأشخاص.

ـ وصفت صحيفة "لونيا" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الإيطالي انتصار ثورة إيران بأنه انتصار لقوى المقاومة التي لا تعرف التراجع. وقالت: إن الثورة الإيرانية لا تخضع لمقاييس معينة، ولهذا السبب فقد استقطبت إليها اهتماماً خاصاً.

ـ موسكو، رويتر ـ قارن بوريس بونوماروف العضو الاحتياطي في المكتب السياسي لحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي، وأحد المنظرين البارزين في هذا البلد انتصار الثورة الإيرانية بانهيار الأنظمة اليمينية المتطرفة خلال السنوات الأخيرة (قبل عشرين سنة) في البرتغال واليونان وإسبانيا، وقال إن إيران تعيش انتصاراً ساحقاً من بعد سقوط الشاه وتلاحم الجيش والشعب . ولم يدل بونو ماروف بأية وجهة نظر معينة.

ويبدو أن هذا التعامل الحذر للسلطات السوفيتية مع الثورة الإيرانية ناتج عن عدم معرفتهم للاتجاه الذي سيسلكه النظام الجديد الذي سيتولى على السلطة، وهل سيميل إلى الاتحاد السوفيتي أم إلى أمريكا.

 16 فبراير 1978م

ـ أعلن البيت الأبيض رسمياً الاعتراف الرسمي بالحكومة الإيرانية الجديدة، ووجه في الوقت ذاته تحذيراً للاتحاد السوفيتي بأن نشر التقارير غير الصحيحة عن الإجراءات الأمريكية في إيران سيضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.

ويعتقد الخبراء أن دعم حكومة بازركان وآية الله الخميني إنما يستهدف سد الطريق أمام وصول المجموعات اليسارية إلى السلطة. ويرى هؤلاء الخبراء أنه لو أخذت جميع جوانب الأمر بنظر الاعتبار لكانت حكومة كارتر تفضل نظاماً وطنياً مناهضاً للشيوعية على إقامة حكومة شعبية اشتراكية جديدة في الشرق الأوسط.