المشيئة الإلهية

2007-08-20

التوكل على الله

إننا لم نتغلب على هذه المشاكل والمصائب الحاصلة بقدرة طبيعية، لأن قدرتنا بحسب الطبيعة لم تكن شيئاً يذكر ازاء القوى العظمى مثل قوة أمريكا وقوة الملك السابق مع الوسائل التي كانوا يملكونها. إن انتصارنا وانتصار شعبنا في نهضته كان بسبب التوكل على الله؛ فقد حصل تغيير في شعبنا لم يسبق له مثيل، وهذا التغيير هو أنهم اعتبروا الشهادة فوزاً كبيراً بالنسبة لهم؛ ولا يزال شباننا يأتي بعضهم عندي الآن ويطلب مني أن أدعو له بالشهادة. فهذا هو سر انتصار شعبنا مثلما كان سر انتصار المسلمين في صدر الإسلام، ويمكن للشعوب أن تتقدم من خلال هذا السر.

 

الامدادات الغيبية

إننا نعلم إن الامداد الغيبي الإلهي هو الذي جعل هذه الثورة العظمى التي قطعت أيدي ناهبي العالم والظالمين عن إيران الكبرى تنتصر، ولولا يد القدرة الإلهية لم يكن ممكناً أن ينجز شيئاً شعب الستة والثلاثين مليوناً في ظل كل تلك الدعاية المعادية للإسلام وعلمائه خاصة في القرن الأخير، وفي ظل كل جهود التفرقة التي كان يمارسها الكتّاب والخطباء عبر الصحافة ومجالس الخطابة والمحافل المعادية للإسلام وللوطنية والمتسترة بقناع الوطنية، عبر كل تلك الأشعار وأساليب النكت البذيئة.

 

ومع كل تلك المراكز المخصصة للفساد ونشر البغاء والقمار والخمر والمخدرات، وكلها ينبغي أن تنصب جهوده في طريق تقدم ورفعة ورقي وطنه العزيز، وجره إلى موقف اللامبالاة تجاه الخطوات الخيانية التي كانت تنفذ بأيدي الملك الفاسد وأبيه الجاهل، والحكومات المتعاقبة والمجالس الشكلية، التي كانت تفرضها على الشعب سفارات الأقوياء. والأسوأ من كل ذلك كان وضع الجامعات والمدارس وعموم المراكز التعليمية، التي كانت توضع بيدها مقدرات البلد وكانت تستخدم المعلمين والأساتذة والمتحزبين أو المستشرقين المناهضين بالكامل للإسلام وثقافته، بل وحتى للثقافة الوطنية الصحيحة تحت عنوان الوطنية والتعصب لها، وعلى الرغم من وجود رجال مخلصين بين هؤلاء فإنه لقلة عددهم وتعرضهم للمضايقة لم يستطيعوا فعل شيء مثمر.

 

في ظل كل هذه وعشرات من أمثالها وبضمنها أبعاد وعزل العلماء والانحراف الفكري الذي أصاب الكثير منهم نتيجة قوة الدعاية، في ظل ذلك كان محالاً أن ينتفض هذا الشعب كافة في أرجاء البلد ليدحر كل القوى المضادة ـ محلية وأجنبية ـ وينتزع منها مقدرات بلده، ويتسلمها بيده، ويحقق ذلك بصرخة الله أكبر وهدف واحد وبتضحيات محيرة وإعجازية؛ لذا لا ينبغي الشك بحقيقة أن الثورة الإسلامية الإيرانية تمتاز عن كل الثورات في الانطلاقة وفي أساليب المقارعة، وفي أهداف انتفاضتها؛ ولا ريب أن هذه تحفة إلهية وهدية غيبية قد منّ الله تعالى بها على هذا الشعب المظلوم.

 

الإيمان والوحدة

طبقاً للموازين المادية، وطبقاً للموازين العادية، فإنه يجب أن يُقضى علينا من خلال هجوم واحد… إلا أن قدرة الإيمان، ودعم الباري جل وعلا، والتوكل على ولي العصر (سلام الله عليه) هو الذي نصركم. إخوتي لا تنسوا رمز انتصاركم هذا، فهذه الوحدة التي وجدت بين جميع صفوف الشعب الإيراني كانت معجزة، لا يستطيع أحد أن يوجدها؛ إنها معجزة، إنها مسألة إلهية، إنها من الوحي الإلهي وليس من عمل البشر، فرمز انتصاركم هو الإيمان الثابت أولاً ثم وحدة الكلمة، فحافظوا على هذين الأمرين.