نظرة لمسار الثورة الحلقة الثالثة
2009-01-24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في الحلقة الثالثة من هذا البرنامج الذي أعددناه بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حيث سنتابع الحديث عن مجريات الأحداث في التاريخ الإيراني المعاصر التي ساهمت في انتصار الثورة الإسلامية وتغيير النظام الملكي في إيران.
إن غنى إيران بمصادر النفط أدى إلى أن يتوجه الأجانب بعيون الطمع إلى هذا البلد.
وعلى الرغم من معارضة الشعب الإيراني، فأنّ الصناعات النفطية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي كانت تدار من قبل البريطانيين أولاً ومن بعد ذلك الأمريكان.
وكانت 40% من أسهم الشركات النفطية، عائدة إلى الشركات الأمريكية حيث كانت هذه الشركات تتولي عمليات المسح الجيولوجي واكتشاف واستخراج البترول من حقول النفط في إيران. وكانت حكومة الشاه تستثمر عائدات بيع النفط في مصالح الأجانب غير المشروعة وخاصة الأمريكان، وهو يتجاهل رأي الشعب، فكان شاه إيران يزود الكيان الصهيوني بما نسبته 65% من حاجته إلى النفط، كما كان يغدق ما نسبته 95% من احتياجات الطاقة البترولية على نظام جنوب أفريقيا العنصري الذي كان قائماً آنذاك.
وإلى جانب هذا اتبع نظام الشاه البهلوي سياسة خاطئة، تمثلت في شراء كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحربية التقليدية من الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى حضور المستشارين العسكريين الأمريكان من جهة، ومن جهة أخرى تبديد ثروات البلاد من العملة الصعبة التي راحت تنساب في جيوب الرأسماليين في أمريكا.
ولإجراء مشاريعه الإقتصادية والصناعية المهمة كان نظام الشاه يستعين في الغالب الأعم بالشركات الأمريكية، والأوروبية التي كانت تجني من وراء ذلك أرباحاً طائلة تؤخذ من ميزانية إيران.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن كبار المشاريع الإقتصادية والصناعية في عهد الشاه كانت ذات طابع دعائي، ومن الناحية العملية لم يكن لها فائدة للناس.
وفي كتابها بعنوان «جذور الثورة ونتائجها» أشارت إلى هذه الحقيقة، البروفسورة نيكي كدي أستاذة التاريخ في جامعة كاليفرنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كتبت تقول: إن المشاريع الصناعية الإقتصادية في زمن الشاه كانت ضخمة إلى حد ما كانت تتناسب معه مع ظروف إيران وإمكاناتها، وبشكل عام لم تأت هذه المشاريع لإيران إلا بالإخفاق الإقتصادي، هذا في وقت كان يعاني فيه الكثير من الإيرانيين من الضائقة الإقتصادية وشظف العيش، على أنّ الفساد المالي والإقتصادي لعملاء الشاه من جانب آخر قد أدى إلى تزايد حدة المسافات بين شرائح المجتمع الإيراني الذي بدا مجتمعاً طبقياً يتميز فيه الغني عن الفقير ويمتاز فيه الثري عن المعدم.
ولكي يغطي الشاه على الأزمة الإقتصادية في عهده طرح في عام 1962 مشروعاً للإقتصاد في إيران، كان يبدو في الظاهر إصلاحياً إلا أنّ هذا المشروع أدى إلى تدهور الزراعة وبالتالي الهجرة من القرى إلى الأرياف وزاد من شدة الفقر والحرمان بين الناس.
ونلخص إلى القول هنا تدهور الوضع الإقتصادي كان أحد أسباب قيام الثورة الإسلامية في إيران.
تعليقات الزوار