في ذكرى الفجر الثلاثين للانتصار .. والفجر .. وليالٍ عشر
2009-01-31
طهران ـ فارس: قبل ثلاثين عاماً، وطأت أقدام الإمام روح الله الخميني (قدس سره الشريف) أرض إيران.. غير آبهٍ بظلم نظام الشاه الطاغية ـ الذي كان لا يزال قائماً ـ فأراد من العودة أن يكون بين صفوف أهله ومحبيه رغم أن حياته كانت مهددةً بالخطر، وما هي إلا عشرة أيام حتى انتصرت الثورة الإسلامية التي أسس لها.
وأفادت وكالة أنباء فارس بأن الأمام الراحل ـ الذي اضطر لمغادرة مسقط رأسه ليُعدَّ إلى يوم الانتصار على الظلم والاستكبار، مسترجعاً موقف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي ترك مكة مضطراً كي يؤسس دولة الإسلام ويعود لها فيما بعد فاتحاً ـ أصدر بياناً للشعب الإيراني، خلُص فيه إلى القول: «إنني أريد أن أكون إلى جانبكم في هذه الأيام المصيرية والحساسة».
وعلى إثر هذا البيان أغلقت حكومة بختيار بالتنسيق مع الجنرال (هيزر) مطاراتها بوجه الرحلات الخارجية، لكنها لم تستطع الصمود كثيراً، وعادت فأجبرت على فتح المطار والإستجابة لمطالب الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه؛ فكان الاستقبال الجماهيري غير المسبوق في التاريخ البشري لهذا الرجل العظيم ـ الذي أسس أول ثورةٍ بشرية لنصرة المظلومين في عصرنا الحديث ـ، حيث أشارت وسائل الإعلام المختلفة إلى أن المستقبلين له كانوا ما بين 4ـ6 ملايين نسمة.
وكثيرٌ هم الذين عرفوا هذا الرجل الذي لطالما كان يتأسى بحياة رسول الله عاملاً بالآية القرآنية : " لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً "، حيث يقول كل من عايشه أو زاره، ولعل أبرزهم البروفيسور الفرنسي مونتي : "إنه كان يعيش في منزل صغير مكون من حجرتين لا أكثر، واحدة لنومه والثانية لعمله ولقاءاته، ولا تشاهد في وسائل معيشته السجادات والأثاث الثمين. كما أن طعامه كان بسيطاً جداً هو مقدار قليل من اللبن والأرز، وكذلك حال الخيمة التي كان يصلي فيها فهي متواضعة وبسيطة للغاية".
ويشير المقربون منه إلى أن من القضايا المهمة في حياة الإمام الخميني الراحل، الالتزام ببرنامج منظم يشمل كل أعماله اليومية.
ومما سبق، نستوحي أن حياة الإمام واقتفاءه لأثر المصطفى (صلى الله عليه وآله)، كان العامل الذي أسس لهذه الثورة العملاقة التي باتت مناراً للبشرية في الانعتاق من حياة الظلم والاستكبار والعلو في الأرض والتأسيس لحياة ملؤها الخير والسداد والعدالة.
إننا اليوم وبعد ثلاثين عاماً علي انتصار الثورة الإسلامية نشاهد أن إيران أخذت موقعاً مركزياً ورئيساً في المنطقة لا بل وعلى مستوى العالم كله. كما أن هذا الانتصار أحدث زلزالاً أفزع قادة العالم بأسره لاسيما وأن قادة الثورة الإسلامية رفعوا شعار (الثورة الدائمة) ما حدا بالغرب أن يتكتل ضد طهران ويعمل على حصارها ولا شك أن أثر الخوف باقٍ في نفوس تلك الأنظمة حتى يومنا هذا.
إذن التكتل الدولي ضد طهران وسياستها مع كثيرٍ من الدول وحركات المقاومة لاسيما الفلسطينية منها، يستهدف وقف هذا الدعم الهادف للتمرد على الظلم والعنجهية التي ترسمها أمريكا واللوبي الصهيوني من خلفها لسلب مقومات وإرادة وعزيمة الشعوب.
بوركت يا إمام وبوركت ثورتك العملاقة التي أقضّت مضاجع الطغاة والمستكبرين في الوقت الذي أحيت الأمل في قلوب المحرومين والمستضعفين.
تعليقات الزوار