نظرة لمسار الثورة الحلقة السادسة

2009-02-01

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه حلقة أخرى من برنامج «نظرة لمسار الثورة»، حيث سنتابع فيها الحديث عن الثورة الإسلامية في إيران وهي اليوم أتمت عقدها الثالث.

كثيرة هي الثورات التي شهدناها في عالمنا المعاصر، بيد أن ما يميز ثورة الشعب الإيراني التي انتصرت في عام 1979 إسلاميتها، هذه الميزة في حد ذاتها هي التي مهدت لقيام نظام إسلامي في إيران الذي عرف بنظام الجمهورية الإسلامية، وقد اختار الشعب الإيراني النظام الإسلامي الجمهوري، في استفتاء عام بعد اقل من شهرين على انتصار الثورة.

ويرى المفكر الإيراني مرتضي مطهري أن أحد الأدلة على إسلامية الثورة، وجود قيادة دينية مجاهدة لها تمثلت في شخصية الإمام الخميني (رضوان الله تعالي عليه).

ويقول المفكر المطهري: إنّ الإمام الخميني الذي تولى قيادة الثورة الإسلامية في إيران كان شخصاً شجاعاً حازماً نير الفكر قاد جهاد الشعب الإيراني ضد الحكم البهلوي في إطار مفاهيم إسلامية ومن هنا تكللت مساعيه في إزالة الظلم والإستبداد بالنجاح وراح الشعب الإيراني يتذوق ثمار الثورة الحلوة المذاق.

بيد أنه لابد هنا من الإشارة إلى نقطة أخرى وهي أن التواصل الروحي والأواصر القلبية بين الإمام والشعب، هو السبب في انتصار مثل هذه الثورة العظيمة على نظام عتي مستبد هو نظام الشاه في فترة قصيرة نسبياً.

لا ريب ولا شك أن قائد الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، سماحة الإمام الخميني (قدس سره) الشريف شخصية يقل نظيرها في التاريخ تبلورت فيها مميزات وخصوصيات رائعة، فالإمام الخميني فقيه بارز ومرجع تقليد كبير مدير ومدبر عارف بشؤون العصر لقد درس الإمام الراحل في الحوزة الدينية في مدينتي أراك وقم على أيدي كبار الأساتذة وفطاحلة الفقهاء وجهابذة المجتهدين، وبعد أن ارتوى من مناهل الفقه والأصول، اخذ ينتهل من نمير العرفان هذا الأرتواء وهذا الإنتهال صقلا شخصية هذا الرجل الفذ الذي بدأ جهاده ضد نظام الشاه أوائل عقد الستينات من القرن الماضي.

لقد وقف الإمام الراحل بكل شجاعة بوجه نظام الشاه البهلوي المستبد، وشجاعته هذه كانت حديث الصديق والعدو، وقد لعبت دوراً مهماً في انتصار الثورة الإسلامية.

ومن الصفات البارزة في شخصية الإمام الراحل الإخلاص في العمل، حيث نهض سماحته بأعباء الثورة في سبيل الله، ومن اجل إنقاذ شعبه من الظلم والطغيان.

لقد سار سماحة الإمام (رحمه الله) على خطى جده الإمام علي بن أبي طالب(عليه السّلام) الذي يقول: «اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا إلتماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك».

اجل، بحلة علوية قاد الإمام الخميني (رحمه الله) الثورة الإسلامية خالصة لوجه الله تعالى، وهو القائد الفذ عاش بعد الثورة كما كان قبلها لم يبهره سلطان، بل كان بيته بيت الزهد والتقوى لا هم له إلا الإسلام والذود عن حياض الإسلام.