الثورة الإسلامية وثلاثون عاماً من الدعوة إلى العدالة والأعمار ومكافحة الحرمان

2009-02-03

من ذاكرة التاريخ ـ 14 بهمن 1357هـ.ش / 5 ربيع الأول 1399هـ.ق / 3 يناير 1979م ـ في مثل هذا اليوم ذكرت إذاعة (بي.بي.سي) أنّ آية الله الشريعتمداري قال: ينبغي التحوّط في تغيير النظام الملكي إلى جمهوري، ولابدّ من مقدّمات كثيرة.

ملاحظة: إنّ المدعو كان يدعم دستور البلاد الذي ينصّ في الأساس على بقاء النظام الملكي.

من جانبه طالب الدكتور سنجابي باستقالة بختيار، وقال أيضاً: إنّ الجبهة الوطنية وفيّة للإمام الخميني.

من ناحيته أعلن سماحة الإمام في مقابلة صحفية بمدرسة رفاه: سيتمّ تعيين مجلس مؤقّت لقيادة الثورة، وستكلّف الحكومة المؤقّتة بإعداد مقدّمات الاستفتاء العام، كما سيتمّ الاستفتاء على الدستور بعد تدوينه. وأعلن عدم شرعيّة حكومة بختيار، وقال: لا تفعلوا شيئاً يضطرّني لدعوة الشعب إلى الجهاد.

هذا وعقب اجتماع أعضاء مجلس قيادة الثورة بحضور الإمام الخميني، تمّ انتخاب المهندس مهدي بازرجان رئيساً للوزراء باقتراح من الأعضاء وموافقة الإمام.

ذكر المهندس بازركان حول انتخابه رئيساً لوزراء الحكومة المؤقّتة: بعد عقد اجتماع مجلس قيادة الثورة في يوم 3 ـ2ـ 1979م خاطبنا السيد الإمام الخميني: أي شخص نعيّنه رئيساً للوزراء؟.. لا أدري هل الشيخ المطهري أو شخص آخر من العلماء في مجلس قيادة الثورة هو الذي رشّحني، وعلى كلّ حال فقد اتّجهت أنظار الجميع نحوي، وإذا كان هناك مخالف فإنّه لم يتكلّم، فتبسّم الإمام وأبدى سروره قائلاً: على هذا النحو ارتاح بالي من الطرفين، ويظهر أنّ مراده من الطرفين الوطنيون وعلماء الدين.

من جانب آخر تجمّع المشتاقون إلى زيارة الإمام الخميني أمام محلّ إقامته، وقد خمّنت وكالة اليونايتدبرس عدد الجماهير ب (4ـ5) ملايين.

من ناحية أخرى أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية: قال بختيار في حواره مع (لوماتن): أوقات الصبر أفضل أسلوب، وإذا أراد آية الله الخميني أن يؤسّس دولته المقترحة في مدينة قم المقدسة فسأسمح له بإقامة دولة مشابهة للفاتيكان.

قال الإمام الخميني في لقائه بموظّفي الدوائر وأعضاء لجنة الاستقبال: إنّ الغفلة في هذا الوقت تساوي الانتحار، فيجب عدم الغفلة والاستمرار في الثورة.

اخبار قصيرة

صدر الأمر بالإفراج عن (355) سجين من المحاكم العسكرية.

اُقيمت المظاهرات الشعبية في بعض المدن دون مواجهة مع الجيش.

أعرب الجامعيون الإيرانيون عن سخطهم على النظام الملكي في إيران من خلال هجومهم على سفارات إيران في كلّ من أمريكا واستراليا ولبنان.

استقال أربعون نائباً من عضوية البرلمان.

ذكرت جريدة الوطن العربي: أنّ جنرالاً في الجيش ذهب لمقابلة الشاه خارج البلاد.

جاء في تقرير الآسيوشيتدبرس: كانت ردود فعل الدول الإسلامية تجاه عودة الإمام الخميني متفاوتة. فقد قال السادات في مصر: سوف لا يكون أيّ آية الله في مصر. أمّا الصحف السعودية فقد التزمت جانب الصمت في هذا المجال. ونظام بغداد أيضاً لم يحدّد موقفه لحد الآن، سوى أنّ القذّافي وحده قال: سوف لن يقصّر عن بذل ما بوسعه بمجرّد الطلب منه.

أقيمت مراسم الاحتفال في ليبيا بمناسبة عودة الإمام إلى إيران.

* إيران إحدى الدول الأكثر أمنا في العالم

قال وزير الأمن: الشيخ محسني اجئي أنه رغم تحركات الأعداء والمعارضة في الداخل ومقارنه مع الدول المجاورة فإن إيران إن لم تكن من البلدان الأكثر أمناً في العالم فهي حتما من البلدان الآمنة.

وأوضح الشيخ غلام حسين محسني ايجئي في تصريح لوكالة مهر للأنباء ردا على سؤال عن الانجازات التي تحققت خلال الـ 30 عاما الماضية من عمر الجمهورية الإسلامية، قائلا: ينبغي أن ننظر إلى الوراء لنرى كيف كان حالنا في السابق والمكانة التي وصلنا إليها اليوم.

وعلى الصعيد الأمني أكد حجة الإسلام محسني اجئي أنه رغم المؤامرات والتحركات التي تستهدف زعزعة أمن البلاد والواقع الذي تعيشه بعض الدول المجاورة مثل باكستان وأفغانستان والعراق والأحداث الجارية فيها وعلى حدودنا المشتركة معها فإننا نرى أن حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنعم بالأمن اللازم.

وأضاف: رغم كل هذا ورغم تحركات ومؤامرات الأعداء فإني اعتقد بأن إيران إن لم تكن من البلدان الأكثر أمناً في العالم فهي حتما من البلدان الآمنة.

* الاحتفال في قرية نوفل لوشاتو بذكرى انتصار الثورة الإسلامية

نظمت الجالية الإيرانية والإسلامية في فرنسا أمس الأحد حفلا بهيجا في قرية نوفل لوشاتو مقر إقامة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بعد مغادرته النجف الاشرف.

وأفادت وكالة أنباء فارس أن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في باريس نظمت هذا الاحتفال بمشاركة الإيرانيين المقيمين في فرنسا والمسلمين من الدول الأخرى تخليدا لذكرى إقامة مؤسس النظام الإسلامي في إيران بهذه القرية الفرنسية التي تقع في ضاحية العاصمة باريس.

وجدد الإيرانيون والمسلمون في الاحتفال، العهد والميثاق مع الإمام الخميني (طاب ثراه) وخلفه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله الخامنئي لمواصلة النهج الذي رسمه ذلك العبد الصالح.

* (المنار): الثورة الإسلامية قلبت الموازين وغيّرت المعادلات

شكلت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني واحدة من ابرز الإحداث في العالم، إذ (قلبت الموازين بما لها من أهمية إستراتيجية هائلة)، و(غيّرت المعادلات).

وجاء في مقال لموقع (المنار) الالكتروني: ان الثورة الإسلامية في إيران أفرزت وعيا عميقا لدى شعوب العالم والمستضعفين في الأرض، ومهدت الأرضية لوقوع تغييرات سياسية جذرية، ولولادة حركات التحرر في العالم والمنطقة استمدت قوتها من فكر الإمام وثورته.

وأضاف المقال: تحمل الثورة الإسلامية بالمقارنة مع الثورات الأخرى التي وقعت في العالم، مجموعة من الخصائص والميزات التي تحتل في نظرية الثورات، مرتبة عليا في الظواهر السياسية والثورات الكبرى في العالم. وهي استطاعت أن تخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الثورات الأخرى، كالثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورة الأميركية وغيرها. وبدون أدنى شك فإن البعد الفكري والقيادي والشعبي في الثورة الإسلامية، أعطاها هذه القيمة و الخصائص التي تميزت بها وما تزال. لكن الشيء الذي أذهل العدو والصديق هو أن قيادة الثورة وبنفس الإرادة التي استطاعت بها أن تسقط أعتى الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة والمدعومة بشكل مباشر من قبل الولايات المتحدة والغرب، تمكنت من القضاء على الفتن الداخلية التي كانت تسعى لتشويه صورة الثورة وإفشالها.

وأضاف المقال: لم تغفل الثورة عن إقامة المؤسسات الدستورية ورغم المؤامرات وانشغالها الكثير بسبب الأزمات الحادة التي كانت تواجه الثورة في تلك المرحلة الصعبة. لكن الإمام الخميني كان يصر على ضرورة إقامة تلك المؤسسات على قاعدة أن الشعب هو صاحب الحق الأول في هذه الثورة وانه من الواجب عدم التفريط بهذا الحق المقدس، لذلك كان الإمام حريصاً جداً على أن يعرف رأي الشعب باسم النظام السياسي الذي يريده فتم إجراء انتخابات عامة حول اسم النظام السياسي رغم أن بإمكان الإمام الخميني أن يحدد هذا (الاسم)، وبالفعل تمّ التصويت على (الجمهورية الإسلامية) ثم جرت انتخابات أخرى لانتخاب مجلس الخبراء ليقوم بصياغة دستور للبلاد بعدها جرت انتخابات لاحقة على نفس الدستور. وبعد فترة قصيرة جداً جرى انتخاب أعضاء مجلس الشورى الإسلامي ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية.

*الثورة الإسلامية قدمت نموذجا ديموقراطيا فريدا في العالم

قال الكاتب والمحلل الكويتي سامي ناصر خليفة ان الثورة الإسلامية قدمت نموذجا ديموقراطيا فريدا يقوم على حكم الشعب لنفسه ضمن اطر مبادئ إسلامية تؤمن بها كل شعوب المنطقة.

وأضاف الكاتب والمحلل الكويتي في تصريح لمراسلة وكالة مهر للانباء (معصومة فروزان): ان الثورة الإسلامية أنهت حكم الطاغوت وطردت حلفاءه الأميركيين من إيران وأنهت كل فرص التغلغل للصهاينة عبر استبدال سفارتها بسفارة لدولة فلسطين.

وأضاف سامي ناصر خليفة: انه أكثر من ذلك ان الثورة الإسلامية تبنت أهم قضية للعرب والمسلمين وهي قضية القدس السليبة المدنسة من قبل الصهاينة وفلسطين المحتلة وسعت جادة لدعم العرب في تحريرها.

وأشار الكاتب الكويتي إلى رسالة الثورة الإسلامية للأمة الإسلامية قائلا: ان من الأمور الملفتة للثورة الإسلامية في إيران أنها انطلقت من رسالة دعم أممية هدفها استنهاض المستضعف ضد المستكبر والوقوف مع المظلوم ضد الظالم أياً كان موقعه أو لونه أو جنسيته.

هذه الاطروحة الجديدة جعلت الكثير من غير الإيرانيين يكنون كل الاحترام والتقدير لهذه الثورة، بل بعضهم بات يشعر أن تلك الثورة هي الأمل في استعادة القيم الحية والمنيرة للعالم المظلم اليوم.

* انتصار الثورة الإسلامية حطم قلعة التواجد الاستعماري في المنطقة

قال الكاتب الفلسطيني علي بدوان الأحد: ان انتصار الثورة الإسلامية في إيران حطم قلعة من قلاع التواجد الامبريالي - الاستعماري في المنطقة.

وكان بدوان يتحدث في تصريح لمراسل ارنا بدمشق بمناسبة احتفالات بالذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رضوان الله عليه).

وأضاف: ان الثورة الإسلامية في إيران استطاعت تحطيم قلعة من قلاع التواجد الامبريالي - الاستعماري في المنطقة كما استطاعت في الوقت نفسه ان تستدير استدارة ممتاز بالاتجاه الصحيح وهو الاتجاه المساهم في مواجهة العدو الصهيوني.

واعتبر بدوان ان هذا التحول الذي طرأ مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران عكس نفسه إيجابا على صعيد الكفاح الوطني الفلسطيني خاصة وان الثورة الإسلامية أعلنت منذ البداية تبنيها للقضية الفلسطينية كقضية رئيسية على جدول أعمالها.

* العالم يستفيد من دروس الشعب الإيراني

أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني: ان العالم يستفيد من الدروس والعبر التي اكتسبها الشعب الإيراني من خلال اعتماد إيران على الإسلام الحنيف الذي هو عنوان النظام والشعب الذي يتمثل بالجمهورية الإسلامية.

وأضاف رفسنجاني في كلمته خلال احتفال اقيم في مرقد الامام الخميني (رضوان الله عليه) بمناسبة أعياد عشرة الفجر والذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية، ان الشعب الإيراني يستطيع ان ينقل تجاربه التي اكتسبها خلال الاستفادة من القوة الكبيرة ودور علماء الدين في إيران والدفاع المقدس (في مواجهة العدوان الذي شنه النظام العراقي السابق على مدى ثماني سنوات ضد إيران في ثمانينات القرن المنصرم) ومرحله الأعمار وإعادة البناء في البلاد.

ووصف مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بأنه بمثابة الجسر وحلقة الوصل بين الشعب والمراكز الرئيسة للفكر الإسلامي.

وتابع: ان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) استطاع بسرعة تشكيل ودفع التيارات والشرائح الشعبية إلى الأمام باتجاه تحقيق أهداف الثورة الإسلامية.

واعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة التجارب التي اكتسبتها الثورة الإسلامية في الوفاء والمقاومة والتضحية بانها يمكنها ان تكون درسا للجميع.

وأردف رفسنجاني: ان لبنان وغزة تشكلان نموذجين لاكتساب الدروس والعبر من الجمهورية الإسلامية.

وأوضح: انه حينما انتصرت الثورة الإسلامية أدرك هؤلاء ان رصيدهم الرئيس يتمثل بالانتفاضة والنهضة الإسلامية لذلك ظهرت الانتفاضة والنهضة الإسلامية على ارض الواقع ونشهد نتائجها وثمارها.

واعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى بأنها من ثمار ونتائج انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

وأردف: ان المقاومين الفلسطينيين استطاعوا خلال الدفاع عن قطاع غزة تحطيم هيمنة قوات الاحتلال وسجلوا نموذجا منقطع النظير في تاريخ الحروب في العالم.

وحيا هاشمي رفسنجاني ذكرى يوم عودة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) إلى ارض الوطن من المنفى وأكد في ذات الوقت على ضرورة اختيار اسم مناسب لهذا اليوم التاريخي.