أحمدي نجاد: إيران الإسلامية أضحت قوة عظمى

2009-02-11

طهران ـ فارس: أكد رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد اليوم الثلاثاء ان إيران الإسلامية أضحت قوة عظمى معلنا استعداد طهران للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية لكن في إطار المساواة والاحترام المتبادل.

وأفاد مراسل القسم السياسي بوكالة أنباء فارس بأن رئيس الجمهورية أعلن ذلك في خطابه الذي ألقاه قبل ظهر اليوم في ساحة

«آزادي» بالعاصمة طهران امام حشود الجماهير التي شاركت في مسيرات الذكري الثلاثين لفجر انتصار الثورة الإسلامية.

وقال احمدي نجاد: «ان الحكومة الامريكية الجديدة اعلنت انها ترغب في التغيير والبدء في سلوك نهج الحوار، لكن التغيير الحقيقي يجب ان يكون جوهريا و ليس تكتيكيا، مضيفا بأن الشعب الايراني على استعداد للحوار لكن في مناخ من المساواة والاحترام المتبادل».

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قال امس الاثنين أبدى رغبته في محادثات دبلوماسية مباشرة مع طهران واعرب عن أمله في حصول (انفتاح) بين الولايات المتحدة وايران الاسلامية خلال (الاشهر المقبلة).

واعتبر اوباما ان الامكانية متوافرة، على الاقل، لقيام علاقة من الاحترام المتبادل، وقال: «اتوقع ان نبحث في الاشهر المقبلة عن فرص يمكن توفيرها حتى نتمكن من الجلوس الى الطاولة وجها لوجه» مع ايران.

وفي مؤشر على الارتياب الذي يطبع علاقات البلدين، وجّه الرئيس احمدي نجاد تحذيرا للولايات المتحدة الامريكية، وقال: «ان العالم لا يرغب في ان تتكرر المرحلة السوداء للرئيس السابق جورج بوش واذا حاول البعض تكرار تجربته وان كان ذلك باساليب جديدة.. فإن عليه ان يدرك ان مصيره سيكون اسوأ من مصير بوش».

وعدد رئيس الجمهورية الانجازات العلمية والتكنولوجية لايران التي حققتها الثورة الاسلامية علي مدي 30 عاما من انتصارها، خصوصا في المجال النووي فضلا عن وضع قمر صناعي في المدار اخيرا مؤكدا ان (ايران اضحت قوة عظمى).

واضاف احمدي نجاد: بفضل الله ومقاومة الشعب الايراني .. زال الى الابد شبح تهديد ايران واني اعلن رسميا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية أصبحت قوة عظمى فعلية.

وأكد الرئيس احمدي نجاد أن الانسان الكامل هو ذلك الذي يؤمن بالله وبالمبادئ السماوية وقال‌: ان هذا الانسان جعله الله خليفته في الارض ليبلغ مرتبة الكمال من خلال ايمانه ويسمو الى اعلى مرتبة فيما يسقط الذي لا يؤمن بالخالق في مستنقع الرذيلة، وبالنهاية السقوط في الحضيض‌.

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي قائلا: ان الشعب الإيراني انتصر في ثورته المباركة بفضل الجهود التي بذلها امتثالا لأوامر الإمام الخميني (رضوان الله عليه) الذي في تهذيب نفسه قبل الآخرين، على النظام الملكي الذي كان يحظى بدعم الاستكبار الغربي الذي زوده بأحدث الأسلحة المتطورة وأكثرها تعقيدا.

وشدد رئيس الجمهورية على ان الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة كل الشعوب المستضعفة والتواقة للحرية والاستقلال لأنها تريد الخير والسعادة لكل بني البشر دون أي تمييز في حين يحاول المستكبرون إذلال الشعوب لتركيعها ويسلبوا منها كرامتها وهويتها الوطنية.

واعتبر الرئيس احمدي نجاد الثورة الإسلامية مصدرا للعزة والاستقلال والكرامة والعيش الرغيد والإخلاص والتحلي بالأخلاق الحميدة موضحا أن هذه الثورة شقت طريقها لتصل إلى مراحل العلم حيث استعاد الشعب الإيراني مكانته اللائقة بفضل انتصار ثورته التي كانت نتيجة تضحيات ابنائه الابرار.

وشدد رئيس الجمهورية على ان النظام الملكي المقبور جعل من ايران التي قدمت العلماء والمفكرين والفلاسفة على مر العصور والدهور وأسدت خدمة عظيمة للعلم البشرى، بلداً تابعاً لأسياده الغربيين لإذلال هذا الشعب الغيور الابي الذي استلهم عزته من الدين الاسلامي الحنيف.

وقال رئيس الجمهورية ان ايران استطاعت تربية الاطباء المختصين بعدما كانت في عهد النظام البائد تقوم بارسال المرضي الى الخارج وتستقدم الاطباء من بعض الدول الفقيرة الا أنها اصبحت الآن تستقبل المرضي من الخارج لتلقي العلاج في ايران».

وأضاف رئيس المجلس الاعلى للامن القومي قائلا «ان بلادنا زادت من سرعة تطورها وتقدمها خلال الاعوام الثلاثين الماضية في مجال انتاج الخلايا الاساسية وزرع اعضاء البدن بينها الكبد والقلب وتوفير الادوية للامراض الصعبة مثل الايدز وغيره من الامراض الخبيثة».

وتابع رئيس الجمهورية يقول «ان ايران اصبحت تتبوأ اليوم مكانة مرموقة في المجال العلمي حيث بلغت نسبة الامية فيها أقل من 20 بالمائة بعدما كانت في عهد النظام السابق قد بلغت نسبة عالية للغاية في هذا المجال».

واعتبر الرئيس احمدي نجاد زيادة عدد الطلبة الجامعيين من الانجازات الاخرى التي حققتها ثورة الشعب الايراني المسلم وزيادة عدد الجامعات والمراكز العلمية التي تم انشاؤها في ايران بعد انتصار هذه الثورة المباركة.

وحول العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني ضد أهالي غزة العزل طالب رئيس الجمهورية بمحاكمة الصهاينة الضالعين في هذا العدوان الذي أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 6 آلاف فلسطيني اعزل بينهم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وزعماء الكيان الصهيوني.

ووصف الرئيس احمدي نجاد مجلس الأمن بأنه يتسبب في زعزعة الأمن العالمي وشدد علي ضرورة اجراء تغيير وتعديل على هيكلية هذا المجلس حتى يتمكن من الحيلولة دون ممارسة الظلم ضد الشعوب.

وأشار الرئيس احمدي نجاد الى شعار الغربيين فيما يخص مكافحة المخدرات وخاطبهم قائلا «اذا كنتم تريدون حقا اجتثاث جذور هذه السلاح الفتاك فإن عليكم الاهتمام بالشعب الإيراني الذي قدم اكثر من ثلاثة آلاف شهيد في هذا السبيل».

واعتبر الرئيس احمدي نجاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية البلد الشقيق والصديق لدول المنطقة نظرا لعلاقاتها الأخوية القائمة مع هذه الدول ورأي أن الأعداء يريدون الايقاع بين ايران والدول الإسلامية.