سلام للأقصى .. وتحية لقدسنا الأبية في يوم القدس

2010-09-02

 

26 رمضان 1429هـ

طهران ـ فارس : عندما أطلق الإمام الخميني يوم السابع من أب عام 1979، دعوته بإعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، يوما عالميا للقدس، أعاد الحياة لقضية فلسطين التي أراد لها الأعداء ومن لف لفهم من ضعاف النفوس والمصلحيين والعملاء، التغييب منذ تدنيسها واحتلالها من قبل الصهاينة الغاصبين.

وجاءت دعوة الإمام الراحل، حضاً للمسلمين، على القيام بخطوة عملية تجاه أولى القبلتين، وتوجيها لعملهم وأفئدتهم نحو القدس، لتتحول الجمعة الأخيرة من شهر رمضان إلى يوم عالمي للقدس وهو في الوقت نفسه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين. فقد قال سماحته رضوان الله عليه : إن "يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوما خاصا بالقدس، وإنما يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين ويوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أمريكا وغيرها، للقوى الكبرى .. إنه اليوم الذي سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين، الذين يعتبرون هذا اليوم، يوما للقدس ويعملون ما ينبغي عليهم.

أما المنافقون، هؤلاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس, والذين هم أصدقاء لـ «إسرائيل»، فإنهم في هذا اليوم غير آبهين؛ بل ويمنعون الشعوب من إقامة التظاهرات".

لقد أوضح الإمام الخميني (قدس سره) موقع الجهاد من أجل القدس، في تحديد معالم المعركة بين المستضعفين والمستكبرين، وهو ما تتكشف معانيه في يوم القدس، الذي اعتبره الامام، يوما يجب أن يتحدد فيه مصير الشعوب المستضعفة، التي لابد أن تعلن فيه عن وجودها وموقفها تجاه المستكبرين.

إن يوم القدس كما رآه الإمام الراحل: يوم إحياء الإسلام ويوم حياة الإسلام، حيث يجب أن يصحوا المسلمون، وأن يدركوا مدى القدرة التي يتملكونها سواء المادية منها أم المعنوية. فهم كما قال سماحة الإمام مليار مسلم وهم يملكون دعما إلهياً، والإسلام سندهم، والإيمان سندهم، فمن أي شيء يخافون؟؟!.

لقد أراد الإمام الخميني الراحل، تذكير المسلمين بأن أولى القبلتين وثاني الحرمين، أسيرة بيد كيان الإرهاب الصهيوني وجحافل الموت الذي اجتمعوا من كل بقاع الأرض ليسرقوا أرض فلسطين من شعبها وليدنسوا طهارتها وليقتلوا أبناءها ويسفكوا دماءهم، بحجج كاذبة خادعة باسم التوراة وباسم تراث الأنبياء الذي كانوا قد استباحوه هم أنفسهم، في حياة أولئك الأنبياء عليهم السلام وقبل آلاف السنين.

وقد كشف اختيار آخر جمعة من شهر رمضان، يوما للقدس العالمي، عن طبيعة الصراع القائم بين شعوب المنطقة وبين كيان الإرهاب الصهيوني، بأنه صراع وجود بين قيم السماء وقيم الشيطان الماكرة التي صبغت أشكالها بملامح "المظلومية" و"القهر" ولبست نسيجا كاذبا من التعرض للقتل والاضطهاد والمعاناة، ونثرت على قسمات الغدر والغيلة في مشروعها، رماد ودخان محارق «بدعة» الهولوكوست وسيناريوهاتها المثيرة للأحزان واستثارة العواطف، لتظهر للعالم .. كقيم «انسانية» زائفة تبحث عن حقوقها «المضيعة» و«المنهوبة» على حساب فلسطين وشعبها .!!

ومن هنا، شدد الإمام الخميني على متابعة إحياء يوم القدس، لما رآى فيه من معان عظيمة تتعلق بالوحدة الإسلامية التي دعا إليها على الدوام، وبالجهاد من أجل القدس، التي احتلت حيزاً واسعا من تفكيره واهتمامه. إذ كان يقول دائما: القدس ملك المسلمين ويجب أن تعود إليهم. معتبرا أن واجب المسلمين أن يهبوا لتحرير القدس، والقضاء على شر جرثومة الفساد هذه عن بلاد المسلمين.

وقد قال قدس سره الشريف في العام 1980 : "نسأل الله أن يوفقنا يوما للذهاب إلى القدس، والصلاة فيها إن شاء الله. وآمل أن يعتبر المسلمون يوم القدس، يوما كبيراً، وأن يقيموا المظاهرات في كل الدول الإسلامية، في يوم القدس، وأن يعقدوا المجالس والمحافل، ويرددوا النداء في المساجد. وعندما يصرخ مليار مسلم، فإن إسرائيل ستشعر بالعجز، وتخاف من مجرد ذلك النداء".

وتكريسا للمكانة التي أرادها الإمام الخميني ليوم القدس، جاءت تأكيدات خلفه الصالح الإمام القائد سماحة أية الله السيد علي الخامنئي، الذي راح يشدد دوما على إحياء يوم القدس العالمي، ويؤكد أن فلسطين ستعود إلى الفلسطينيين، عاجلاً أم آجلا".

ومن هنا جاءت استجابة عشرات الملايين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لدعوة الإمام الخميني(قدس سره) لإحياء يوم القدس، وراحت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام، تشهد تظاهرات الحشود المليونية وهي تهتف للأقصي والقدس وتدعو لتحريرها في مشهد يعكس ويكرس الوحدة الإسلامية التي أرادها الامام، لتبقى القدس دوما وأبدا حاضرة وحية في عقول المسلمين وفي توجهاتهم، وتطلعاتهم. فسلام للمسجد الأقصي .. وتحية ً لقدسنا الأبية.