الإمام الخميني أخرج القضية الفلسطينية من الدائرة العربية الضيقة

2008-09-24

 

23 رمضان 1429هـ

قال المحلل السياسي محمد صالح صدقيان أن الإمام الخميني(ره) أراد من إطلاق يوم القدس العالمي أن يخرج القضية الفلسطينية من الدائرة العربية القومية الضيقة الى الدائرة الاسلامية.

وقال محمد صالح صدقيان في حديث لمراسل وكالة مهر للأنباء حول أهداف الامام الخميني(ره) من إعلان يوم القدس العالمي: لا شك أن الامام الخميني(ره) أراد من هذه المبادرة أن يخرج القضية الفلسطينية من الدائرة العربية القومية الضيقة الى دائرة اسلامية بأن تكون الدول الاسلامية العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية وبالتالي أيضا أراد أن يخرجها الى بقية أنحاء العالم لتكون حية في ضمائر كل المسلمين وكل العرب وبالتالي القضية الفلسطينية الآن عندما نراها ليست محصورة بشعب معين وقومية معينة وإنما هي الآن بعد ثلاثين سنة من طرحه على الصعيد الدولي محط أنظار المسلمين وكل الأحرار في العالم ومحط أنظار الأسرة الدولية بأجمعها وبالتالي بعد الهزائم التي منى بها العرب خلال مواجهتهم للقضية الفلسطينية.

وأضاف : بعد ثلاثين عاما من طرح الإمام الخميني(ره) ليوم القدس العالمي وابقاء توهج القضية الفلسطينية, أعتقد بأن الإمام الخميني قد أدى عملاً كبيراً جداً للقضية الفلسطينية وما نراه اليوم من التفاف جماهيري ودولي حول هذه القضية هي نتيجة تحرك الإمام الخميني (رض) وأن قرائته قبل ثلاثين سنة كانت قراءة متأنية ومستقبلية للقضية الفلسطينية.

وحول تأثير يوم القدس العالمي في إعادة اللحمة الى صفوف الشعب الفلسطيني في ظل هذا الانقسام الموجود في الساحة الفلسطينية, قال صدقيان: في حقيقة الأمر مثل هذه المناسبات تعتبر فرصة مناسبة لكل الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال والتي تسعى الى إنهاء حالة الاحتلال في أن تستفيد من هذه الفرصة الى توحيد الصفوف من أجل مواجهة الاحتلال لأني أعتقد بأن اسرائيل لا تفرق بين فتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وغير ذلك من الفصائل الفلسطينية.

وأضاف : إن اسرائيل تعتقد بأن كل فلسطيني موجود داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة أو خارجها هو يحلم بتدمير اسرائيل وبالتالي هذا المعنى يجب أن يفرض نفسه على كل الواقع الفلسطيني من أجل توحيد الصفوف لمواجهة الكيان الاسرائيلي.

وحول اقتراح الجمهورية الاسلامية الايرانية لإجراء استفتاء عام في فلسطين لحل هذه القضية بشكا عادل, قال صدقيان: في حقيقة الأمر عندما طرحت هذه القضية لأول مرة من قبل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي كان هناك بعض الاعتراض لمثل هذه الخطوة وهو إجراء استفتاء داخل أراضي فلسطينية يشترك فيه كل أصحاب الأرض دون أولئك الذين جاؤوا من خارج فلسطين (المهاجرون) يشترك فيه المسلمون واليهود والمسيحيون من أجل تقرير مصير هذه الأرض وتحديد النظام السياسي في هذه المنطقة.

وأضاف : الآن يبدو أن الجميع متفقون بأن مثل هذه الخطوة يمكن لها أن تنهي هذه الأزمة وحالة الاحتلال ويعيش اليهود الى جانب المسلمين والمسيحيين في مشروع حضاري وهذا الاستفتاء هو استفتاء حضاري في مضمونه وديموقراطي في شكله وبالتالي يمكن لهذه الخطوة الخروج من الأزمة التي تعاني منها الشرق الأوسط برمتها.