فلسطين القضية الأولى .. لماذا ؟

2007-08-25

 

إن قضية فلسطين هي القضية الإسلامية الأولى على الصعيد الدولي، واليوم إذ يعمل كفاح الشعب الفلسطيني تحت لواء الإسلام على سلب النوم والراحة من جفون الدولة الصهيونية الغاصبة وحماتها، فإنّ الغدّة السرطانية إنّما يمكن اجتثاثها وإنقاذ العالم الإسلامي من أخطارها القاتلة بهذا الأسلوب لا غير.

إنّ سكوت بعض الدول العربية، ومساومتها وخيانتها وحتى تظاهر بعضها باللامبالاة وعدم الحساسية تجاه مصير فلسطين قد أوصل الأمر إلى حدّ راحت فيه الدولة الصهيونية الغاصبة ـ وبعد سنين من الكتمان وحتى الإنكار ـ تعلن اليوم، ومن جديد شعار إسرائيل الكبرى، وتكررّ بكل وقاحة وصلف آمالها الحقيرة في غصب أراض جديدة من الوطن الإسلامي.

إنّنا نجد بعض الملوك والرؤساء العرب ـ ولكي يؤمّنوا رضا معبودتهم أمريكا ـ يتنازلون في قبال إسرائيل حتى عن ادعاء الدوافع العربية أو العرقية أو القومية التي كانوا ينادون بها دائماً، ويتناسونها، وبدلاً من ذلك يتسابقون مع إسرائيل في مجال استجداء المعونة الأمريكية.

فمن الذي سيرفع هذا العار المخزي عن جبين الأمة العربية؟

ويا ترى هل يغفر الشباب المسلم الواعي في الأقطار العربية لهؤلاء العملاء هذه الجرائم؟

إنّ القومية والوحدة العربية ـ في تصّور هؤلاء القادة الخونة ـ إنّما يمكن الاستفادة منهما في المواقع التي تقررها أمريكا لمحاربة إيران الإسلام والإسلام المحمدي (صلى الله عليه وآله وسلم).

فتسعاً لتلك الضمائر الميتة والقلوب الملوّثة التي تشتري ودّ أمريكا ورحمتها في قبال التنازل عن كل شيء: الثروات الطبيعية، والشأن، والكرامة الإنسانية، والإيمان الإسلامي، وشرف شعوبهم واعتبارها وشخصيتها، وتلقي ـ عبر كفرانها بأنعم الله ـ بنفسها وبشعوبها في هاوية الانحطاط والابتلاء بالغضب الإلهي.

{ألم ترَ إلى الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار * جهنّم يصلونها وبئس القرار}

فأين ذلك الهيجان المتزايد والشوق للصراع ضدّ إسرائيل؟

فلعنة الله وعباده الصالحين على الأيدي التي وقّعت معاهدة المساومة مع إسرائيل فصبغت حياتها الدنيوية السوداء ومصيرها الأخروي بالصبغة الفرعونية، ولعنات عباد الله الصالحين والملائكة والأنبياء والأولياء على أولئك الذين واصلوا هذه المسيرة ومازالوا يواصلونها ـ خصوصاً الذين منحوا الشعب الفلسطيني المظلوم وصولات كاذبة، وراحوا يوفّرون لأنفسهم عبر ذلك حياة سوداء حقيرة وحياة غير مستقرة.

إنّ الشعب الفلسطيني لا ينبغي ولا يستطيع أن يبحث عن حقوقه الحقّة وآماله في مؤتمرات القادة العرب واجتماعاتهم، ذلك أنّ هذه الاجتماعات التي تنعقد وتنفضّ ان لم تترك آثارها المشؤومة والسيئة على الفلسطينيين المظلومين، فهي على الأقل تفقد أية خصائص حيوية.

لقد كان على الزعماء الذين تجمّعوا في هذه الأيام تحت شعار فلسطين ـ إن كانوا صادقين في ادعاءاتهم لإنقاذ فلسطين ـ عليهم وفي قبال الاقتراح اللئيم لرئيس جمهورية أمريكا أن يتخذوا مواقف صلبة حازمة عاجلة وواقعية لدعم الكفاح داخل فلسطين المحتلة، على صعيدي المال والسلاح، وعلى الصعيد السياسي، وعدم الاكتفاء بطرح الشعارات الخاوية، وإذ لم يكن الأمر كذلك ـ ولن يكون كذلك بملاحظة الوضع الراهن للعالم العربي والحكام العرب ـ فإنّ على المناضلين في الداخل أن يتوكلوا على الله تعالى، ويعتمدوا على طاقاتهم الشعبية والإسلامية ويدركوا تماماً الحقيقة القرآنية القائلة:

{كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}.

من توجيهات السيد القائد الخامنئي (دام ظله)