بيان القائد بمناسبة انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان على العدو الصهيوني الغاصب

2007-08-26

 

بيان ولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية

سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)

بمناسبة انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان على العدو الصهيوني الغاصب

بسم الله الرحمن الرحيم

{ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً}. القرآن الكريم

إن انتصار الشعب اللبناني العزيز الذي جاء ببركة الصمود المتواصل ومجاهدة شباب حزب الله والمقاومة الإسلامية والذي مُنّ به على هذا البلد المظلوم والجريح هو انعطافة كبرى لم يسبق لها مثيل ومليئة بالدروس والعبر.

والآن باتت الشعوب العربية والإسلامية تشاهد لأول مرة انسحاباً مشيناً للصهاينة الغاصبين وبدافع الاضطرار من أراضي كانوا يتصورون لسنوات أنها ملك مطلق لهم ورفضوا أي حوار بشأنها. إن هذه الحادثة العظمى هي منشأ قياس خالد بين نوعين من التعامل مع الحكومة الصهيونية المتغطرسة وحماتها الطاغين.

التعامل الذي يصدر بدافع الشجاعة والدعوة إلى تطبيق العدالة والقائم على أساس تضحية الشباب المؤمن، في مقابل التعامل النابع من روح الخنوع والهزيمة والذي يركن إلى قرارات المستكبرين.

إن انتصار المقاومة الإسلامية وحزب الله العملاق في لبنان والنجاح المشفوع بالفخر الذي صنعاه لشعبهم يعطي الجميع درساً مؤداه أن المواقف الشجاعة والدعوة إلى تطبيق العدالة والقائمة على أساس إيمان ووعي شباب دعاة الحق هو الصراط المستقيم لتحقيق الحرية والاستقلال فحسب.

والآن فشلت جميع المعادلات والحسابات المادية أمام تضحيات الشباب المؤمن والمخلص الذي لم يأبه بالتجحفل المزيف للجيش الصهيوني الغاصب والأحكام المرتجلة بشأن اسطورة الجيش الذي لا يقهر والذي آمن بشكل صائب بروح التضحية والإيثار التي رسختها الآيات الباهرة للإسلام والقرآن في أذهانه وقلبه واطمأن بالوعد الإلهي وبرز إلى سوح القتال بروحه الطاهرة.

واليوم تجلّى صواب منهجه البيّن حيث وجد أن علاج غطرسة وقساوة الصهاينة الغاصبين يكمن في منطق الصمود والجهاد والإيثار.

لاشك أن هذه التجربة العملاقة ستساهم في ترسيخ روح التضحية لدى الفلسطينيين وباقي الشباب العربي الطاهر المتبع لطريق الجهاد بلا هوادة ضد العدو الغاصب والسفاح أكثر من ذي قبل.

وبدوري أهنئ من صميم قلبي جميع العالم الإسلامي وخصوصاً الشعب اللبناني الذي ربّى أمثال هؤلاء الشباب وساندهم بيده ولسانه، والحكومة اللبنانية التي كرمت هذه التضحيات بالشكل اللائق وخصوصاً قادة وأعضاء حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان الذين لم يدخروا جهداً طيلة هذا الجهاد الشائك، وأوصيهم بالتوسل بالصبر والتوكل والصمود لتحقيق آخر أهدافهم.

فسلام الله وعباده الصالحين عليكم وعلى جميع المجاهدين في سبيل الله.

والسلام عليكم ورحمة الله

                                                                                                       سيد علي الخامنئي

                                                                                                         [4/3/1379هـ.ش]

[19 صفر 1421هـ.ق]

 

 

برقية التهنئة التي بعثها الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله

 

إلى ولي أمر المسلمين وقائد الثورة الإسلامية (دام ظله)

بمناسبة النصر الذي حققته المقاومة الإسلامية على العدو الصهيوني الغاصب

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الإمام وولي أمر المسلمين آية الله العظمى سيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الشريف).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أبارك لسماحتكم هذا النصر التاريخي الكبير الذي يؤسس لمرحلة انتصارات حاسمة من حياة أمتنا ويغلق الباب على مرحلة تاريخية من الصراع مع العدو كان عنوانها الهزيمة.

سيدي سماحة الإمام القائد..

هذا النصر نصركم وهذا العزّ عزّكم، هذه بركات ولايتكم وارشاداتكم وعناياتكم ودعاؤكم للمجاهدين في الليل والنهار، هذا النصر هو انتصار خطكم وفكركم الذي هو خط وفكر الإمام الخميني العظيم (قدس سره)، هذا النصر صنعه أبناؤكم المجاهدون الحسينيون بدمائهم الزكية وجهادهم، هؤلاء الأبناء الذين تخفق قلوبهم وأرواحهم بعشق الخميني والخامنئي.

إن بيانكم الأخير بمناسبة هذا الانتصار التاريخي نعتبره شهادة فخر واعتزاز كبيرين لنا ولشعبنا ولوطننا.

إنني ونيابة عن كل المقاومين الشرفاء وعوائل الشهداء والمعتقلين والمحررين والجرحى والصامدين وشعبنا، أتقدم لسماحتكم بأعظم آيات التبريك وأسمى مظاهر الفخر بدعمكم اللامحدود لشعبنا وأبوّتكم الكبيرة.

وأسأل الله تعالى أن يمدّ في عمركم الشريف ويحفظ وجودكم المبارك برحمته ولطفه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                                                                                     حسن نصر الله

 بيروت ـ 12 صفر 1421هـ