غدير خُم

غدير خُم هو مكان يقع في منتصف المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد سمي المكان بالغدير لوجود المياه فيه. اِشتُهِر هذا المكان في التاريخ الإسلامي بسبب حادثة مهمة جداً حصلت هناك بعد رجوع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع.

لما وصل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في 18 ذو الحِجة إلى غدير خُم في السنة العاشرة للهجرة في طريق رجوعه من آخر حجة له نزلت هذه الآية من سورة المائدة الآية 67:

﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.

عندها حط النبي محمد (صلى الله عليه وآله) رحاله في هذا الموضع ليبلغ الناس ولاسيما الراجعين من الحج ومن كان معه بلاغاً مهماً خاصة وأن ذلك المكان يقع على تقاطع الطرق. وهناك شُيد للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) منبر من أغصان كما أمر بإرجاع المسلمين الذين مروا من المكان و بانتظار المسلمين القادمين. وهكذا تجمع في غدير خُم ما يُقارب 100000 مسلم امتثالاً لأمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله). بعد صلاة الظهر جلس النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على المنبر و خطب في الناس آخر خُطبة عامة له قبل وفاته بعد ثلاثة أشهر.

ذروة الخُطبة كانت لما أمسك بيد الإمام علي (عليه السلام) و سأل أصحابه: ألست أولى بكل امرئ من نفسه؟ فقالوا: اللهم بلى.

فقال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه يقول لها ثلاث مرات اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار...

وما لبث أن أنهى النبي محمد (صلى الله عليه وآله) خُطبته حتى نزلت عليه من سورة المائدة في الآية ٣:

﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾.