يوم القدس انعكاسات وردود افعال

2008-10-05

 

المحاور: حسين مرتضى

علي رضا محرابي كاتب ومحلل سياسي (الاستوديو)

حسين جمعه رئيس اتحاد الكتاب العرب (دمشق)

أحمد مدلل قيادي في حركة الجهاد الاسلامي (غزه)

حسين مرتضى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل حقق احياء يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك اهدافه وما الذي تميز به احياء المناسبة هذا العام حتى يدفع الكيان الاسرائيلي وبعض القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الى التحرك للتغطية على المناسبة والتشويش عليها هل انفجار دمشق وتصعيد اللهجة العدائية ضد ايران من قبل الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي سيقلل من تأثيرات وتداعيات مناسبة الدفاع عن القدس والدعوة لتحريرها اين تكمن عناصر القوة والتأثير في مناسبة هذا العام هل في المشاركة الواسعة والمسيرات الطويلة والمهرجانات التي نظمت في اكثر من 50 دولة في العالم ام في مظاهر الوحدة التي عكستها هتافات المسلمين المطالبة بتحرير القدس الشريف ما هي الانطباعات السياسية والاعلامية حيال هذا المهرجان العالمي لاحياء يوم القدس.

يوم القدس العالمي انعكاسات وردود افعال موضوع هذا الحوار؛

المقدمة: يستعد المسلمون لاحياء يوم القدس العالمي في اخر جمعة من شهر رمضان المبارك وذلك في تظاهرة تعكس وحده مشاعر المسلمين وتلاحم مواقفهم في الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الاقصى وتحولت المناسبة منذ ان اسس لها الامام الخميني الراحل الى عنوان رئيسي في العمل النضالي والجهادي لمئات المؤسسات والمنظمات الاسلامية والوطنية في شتى انحاء العالم هذه المنظمات والتجمعات اصدرت سلسلة بيانات دعت الى المشاركة الفعالة في التظاهرات المليونية التي ستخرج يوم الجمعة مؤكدا على تميز وخصوصية المناسبة في هذا العام وتواجه مدينة القدس المحتلة مخاطر حقيقية تهدد مستقبلها كونها ارض مسلوبة من اراضي العرب والمسلمين لكن لكونها تحمل رموز التراث الانساني العالمي فالتقارير المدنية تؤكد استمرار اعمال الحفر السرية اسفل المسجد الاقصى والتي تهدد اساسات الموقع وذلك بذريعة البحث عن مواقع مزعومة لاثار اليهود وبالتوازي تستمر عمليات الاستيطان والتهويد في الارض المقدسة عبر انشاء وتوسيع المستوطنات على حساب هدم وعزل الاحياء العربية وفي هذا العام برزت مخاوف حيال مصير المدينة المقدسة وذلك من ما تسرب عن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي وفي وقت كثف هذا الكيان ادعائاته بان القدس ستبقى عاصمته الابدية هذا الواقع انعكس على شعارات المناسبة هذا العام والتي دعت المسلمين كافة الى الانتصار للقدس والاقصى وان يعلوا صوتهم عاليا مع العمل على تعزيز صمود المقدسيين سياسيا واعلاميا وجماهيريا وتعبويا من جهة اخرى تبدو مناسبة القدس العالمي والمشاركة في فعالياتها تبدو انتصار للمسلمين واستعراض لقوتهم ووحدتهم وثباتهم على المبادئ كونها تترافق مع اهتزازات في الاوضاع السياسية في الكيان الاسرائيلي الذي لا يزال يتلوى من نتائج هزيمة حرب تموز وفشل استراتيجياته الامنية وتراجع الثقة في استمرارية وجوده السياسي على خلفية الفساد الذي يستشري اعلى هرم السلطة.

حسين مرتضى: اذن يوم القدس العالمي انعكاسات وردود افعال موضوع هذا الحوار ابدأ مع الدكتور علي رضا محرابي كاتب ومحلل سياسي ارحب بك معنا دكتور محرابي في هذا الحوار, الامة الاسلامية والعربية احيت يوم القدس بالامس وكانت هناك تظاهرات مليونية كما وصفت في العديد من الدول الاسلامية بداية اذا اردنا ان نتحدث عن كيف يمكن ان نقيم هذه المشاركة؟

على رضا محرابي: بالتأكيد طوال السنوات 29 الماضية عندما اطلق الامام رحمة الله عليه الامام الخميني هذه الدعوة للاحتفال بهذا اليوم العالمي للقدس فتحدثت بذلك استراتيجية الامة الاسلامية وقبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاجراءات الصهيونية في الحقيقة لم يكن انذاك هناك اي تحرك كبير في المجتماعات الاسلامية وعندما جاء هذا الامام الكبير والقائد العظيم وطرح هذه المبادرة فوضع بذلك المنهج التأسيسي لحركة النظام الاسلامي للمجتمع في المجتمع الدولي ونحمد الله سبحانة وتعالى انه بعد كل هذه السنوات نشاهد ان الاحتفالات تزداد سنويا اكثر فاكثر وتتقوى عزيمة المسلمين بالمشاركة فيها في سائر الدول الاسلامية خاصة في دول الشرق الاوسط والاوساط الاسلامية في جول اخرى وهناك اعتراضات على كافة الاجراءات التي يقوم بها الكيان الصهيوني وان القدس التي هي جزء من الارض الاسلامية يعبر هؤلاء المسلمون عن مواقفهم ضد الدول الاستكبارية وبالتأكيد ان هذا التواجد واحياء هذه المناسبة السنوية ان يذكروا بالمقاومة وصمود الشعوب الاسلامية.

حسين مرتضى: انطلاقا من هذه النقاط دعني انتقل الى الدكتور احمد مدلل قيادي في حركة الجهاد الاسلامي دكتور مدلل.

ما نحب ان نسلط الضوء عليه في هذا الحوار ما بعد احياء مراسم القدس كيف يمكن ان نتحدث عن هذه النقطة وما الذي تمثله هذه المشاركة فالتقارير تشير الى ان اكثر من خمسين دولة اسلامية كانت هناك تظاهرات واحتفالات بمناسبة يوم القدس العالمي ما هي دلالات هذا الموضوع؟

احمد مدلل: في البداية اهنئ المسليمن بهذه الايام المباركة شهر رمضان وليلة القدر ويوم القدس الذي اطلقه الامام الخميني رحمه الله قبل 29 عاما فيوم القدس ليس يوما ايرانيا وليس مناسبة ايرانية تخص الشعب الايراني العزيز من سائر المسلمين وليس مناسبة تخص مذهب بعينه او طائفه بعنيها يوم القدس هو مناسبة عالمية عنوانها القدس وما تعنيه القدس في الجغرافيا والتاريخ وللعالم ولخصوصية المكان فان يوم القدس يخص اول ما يخص الشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي يعيش المنحة في هذه الايام ويعيش الحصار والدمار ويعيش تهوديا للقدس لذا فهو يوما لكل عربي ومسلم اذن هو يوم عربي اسلامي لما تمثله القدس في موازين الصراع بين الحق والباطل وبين الظلم والعدل لكن يوم القدس هو يوم لكل انصار الحق لكل انصار العدل من احرار العالم وهو يوم عالمي من اجل القدس ومن اجل فلسطين وفي هذه الايام كما نلحظ بان هذا المحور الجهادي هذا المحور الرباني هو الذي يبرز على ارض الواقع وكان واجبا على المسلمين باجمعهم وكنا ننظر كيف ان المسلمين جميعا يسيرون وراء هذا المحور الذي يقف في وجه الطغيان يقف في وجه الاستكبار العالمي وفي وجه الولايات المتحدة لان شعر من هو سبب عدم الاستقرار العالمي وهو وجود اسرائيل هذه الغدة السرطانية لذا فاننا نجد المسلمين اليوم عادوا الى ذاكرتهم في هذا اليوم العظيم فيوم القدس هو يوم للذاكرة الاسلامية تحيا فيه الروح والمشاعر الاسلامية تحيا فيه ذاكره المسلمين فيتوجهون نحو القدس رمز عزتهم رمز نصرهم لانها اولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلين قد لا يكون للقدس وجودا فيما سبق عندما كان الاسلام مغيبا لكن الاسلام اليوم يأخذ دوره الحقيقي في عالم المسلمين ويتوجه بالمسلمين نحو العزة والنصر لذلك رأى المسلمون ان ارواحهم اليوم وقلوبهم وتراثهم وتاريخهم اليوم يظل مهددا طالما ان القدس ترزخ تحت الاحتلال الصهيوني.

حسين مرتضى: ساتحدث عن المطلوب اكثر من قبل الامة العربية والاسلامية تحديدا لتخليص القدس والقضية الفلسطينية من الاحتلال الموجود ولكن انتقل الى السيد حسين جمعه؛ انطلاقا من النقاط التي تحدث عنها الدكتور مدلل من غزه وقبله الدكتور محرابي, نسلط الضوء على كيف جرى مراسم احياء يوم القدس وردود الافعال وهل كانت فعلا بحجم القضية اذا صح التعبير انطلاقا من النقاط التي تحدث عنها الدكتور مدلل ان الامة عادت لخطها الصحيح عندما نلاحظ ان هناك العديد من التظاهرات واكثر من 50 دولة شاركت في مراسم احياء يوم القدس العالمي؟

حسين جمعه: اولا اريد ان ارفع الصوت عاليا في هذه اللحظات التي تذكرنا بان قضية القدس لم تعد قضية سياسية مختصة بالانظمة الرسمية العربية وانما اصبحت ثقافة جماهيرية شعبية واصبحت قضية الناس اين ما وجدوا على هذه الارض اصبحت قضية القدس هي قضية الانسان المظلوم المستبعد الذي يعيش تحت نيران الاحتلال الصهيوني منذ ما يزيد عن 60 عام هذه المدينة المنكوبة هذه المدينة الانسانية التي يعتز بها الانسان اينما ما كانت وجهته هي المدينة المظلومة الاسيرة لذلك استطيع ان اثقول ان يوم القدس في هذا العام يختلف اختلافا جذريا عن الايام الماضية التي شهدناها انها قضية الانسان نفسه قضية الانسان الحر الذي يتطلع الى القدس وقضية القدس اصبحت ثقافة جماهيرية عامة ثقافة الانسانية ثقافة الاحرار من ان هذه المندينة التي تأن تحت نار الاحتلال الصهيوني ويستبعد فيها الانسان سواء كان مسلما او مسيحيا اشعر بان الوعي بدأ يدب في اوصال الجسد الذي كان الى حد ما غائبا عن حالة الوعي الحقيقية هذه هي اللحظات التي اعيشها اليوم ونعيشها جميعا على الساحة العربية والاسلامية والدولية ومن ثم فاننا نرى ان القدس اخذت اليوم وضعا جديدا في ثقافتنا في وعينا في مشاعرنا في همنا نحن نعرف ان هناك لجنة انشأت لاحراق المسجد الاقصى ولكن هذه اللجنة لم تفعل شيئا ولم تقدم شيئا للقدس ولكن بعد 29 عاما بعد اطلاق الامام الخميني ليوم القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان تجعلنا نستشعر عظمة هذا اليوم واصبحنا نتطلع على الاقل في كل عام الى القدس بانها قضية الانسان المستبعد الذي لايزال كما قلت قبل قليل يعيش تحت حراب الكيان الصهيوني.

حسين مرتضى: اسمح لي دكتور جمعة انطلاقا من هذه النقاط ان اعود الى الدكتور محرابي, اذا اردنا ان نتحدث عن ما الذي ميز الاحياء هذا العام عن سابقاته كيف يمكننا ان نتحدث عن هذه النقطة وما هو الشئ الجديد الذي ظهر احياء مراسم هذا اليوم في العالم؟

علي رضا محرابي: الصهاينة والامريكيين سعوا الى ممارسة الضغوط على هذه المنطقة فيما يتعلق بلبنان او سوريا او حتى الجمهورية الاسلامية الايرانية بذلوا جهودا كبيرة لممارسة ضغوط مختلفة وفي حقول سياسية واقتصادية مختلفة وكما تعلم انه منذ 29 عاما الجمهورية الاسلامية الايرانية مازالت تخضع لمقاطعة الولايات المتحدة وسوريا ايضا تواجه ضغوطا من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وهناك ضغوط تمارس على شعوب المنطقة في العراق وافغانستان وفي الاحداث الاخيرة التي تراها في افغانستان وباكستان كلها تدبر على ما عتقد من قبل الموساد والمخابرات الامريكية وعلى اي حال هذا العام وعلى الرغم من كافة الضغوط التي مارسها كيان الصهيوني في فلسطين قبل مدة وفيما يتعلق بموضوع الشاب الذين اعتقلوه واصابوه في رصاصة في قدمه ولقد علمنا بهذا الشيئ وما يتميز به مراسم هذا العام ان هناك صحو لدى الشعوب الاسلامية وهذا الوعى بدا يتنامى اكثر فاكثر وان العالم الاسلامي باسره بدأ يستعيد وحدته وفي اعتقادي ان اقامة يوم عالمي للقدس قادر على توحيد وتوجيه مساعي العلالم الاسلامي للتصدي للمؤمرات الاسرائيلية والامريكية ومؤمرات القوى الاستكبارية ضد الشعوب المظلومة في هذه المنطقة في فلسطين وسوريا والعراق وهذه المراسم نموذجا للمقاومة والصمود.

حسين مرتضى: دكتور مدلل اذا اردت ان استمع لتعليق منك حول هذه النقطة خاصة النقطة الاهم التي اشار اليها الدكتور محرابي ان احياء المناسبة هذا العام يأتي في ظل تراجع المشروع الامريكي اذا كان في فلسطين لبنان او بالنسبة للضغوط التي مورست على سوريا وعلى الجمهورية الاسلامية الايرانية هل يمكن ان نتحدث فعلا عن هذا المشروع لذلك نلاحظ ان هناك نوع من النهضة لدى الشعوب العربية والاسلامية لمواجهة كل انواع الهيمنة ولمواجهة كل المشاريع الامريكية الصهيونية في هذا السياق؟

احمد مدلل: نعم نستطيع قول ذلك ان الامة اليوم تعيش مرحلة ما بعد الانهيار حيث كانت غائبة عن دينها عن قرآنها عن دينها عن تاريخها ولكنها في هذه الايام بعد ان جربت كل تلك الانظمة التابعة للغرب والتابعة لولايات المتحدة ايقنت تماما ان تبعيتها لهذه الانظمة الانظمة لايزيدها الا انكسارا ولا يزيدها الا ذل ولا يزيد القدس الا تهوديات وضياعا وارض الفلسطيني المباركة ايضا وعادت الامة اليوم الى دينها بعد صعود للمنحنى الاسلامي صعود للمنحنى الجهادي صعود لمنحنى الحق الذي تلتف الامة نحوه اليوم وفي صلب هذا الحق تقع قضية القدس التي تتمحور الامة اليوم من حولها لان الامة اليوم وهي تعود الى دينها الى قرآنها تقراء سورة الاسراء "سبحان بالذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى" تعلم جيدا بان الذي يفرط في القدس يفرط في ايه من أيات القرآن الكريم لذا هي عادت الى هويتها وتراثها هذا ما نستطيع ان نقوله في هذا اليوم العظيم.

حسين مرتضى: هل يمكننا القول هنا ان يوم القدس العالمي استطاع ان يوحد الامة الاسلامية وشعوب الامة الاسلامية انطلاقا من الشعارات المشتركة التي كانت تطالب بتحرير القدس والحفاظ على القدس هل يمكننا القول فعلا ان يوم القدس فعلا استطاع ان يوحد هذه الامة؟

احمد مدلل: تحرير القدس لا يتأتى الا من خلال وحدة الامة ووحده الصف الاسلامي لذا نستطيع اننقول ان شراراة وحده الامة بدأت في هذه الايام في يوم القدس وهي ترفع شعارا واحدا ان القدس لنا ولابد من تحرير القدس ولابد ان تتوحد كل الجهود من اجل تحرير القدس بالطبع هي الشرارة الحقيقية من اجل توحيد الامة لان تحرير القدس لا يتاتى الا من خلال وحده الامة لكننا نحتاج الى مزيد من الوعي لهذه الامة من اجل ان تتحرر.

حسين مرتضى: دكتور جمعه هذه النقطة واهمية هذا الموضوع ان يكون هناك التفاف من قبل الامة العربية والاسلامية حول القضية الاساس وهي القضية الفلسطينية ضمن محاولة البعض ربما تقديم هذه القضية عن ان المشكلة هي مشكلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بينما القضية هي قضية المسلمين مع كيان الاحتلال الاسرائيلي مع المشروع الامريكي في المنطقة ما الذي يمكن ان نقوله في هذا السياق؟

حسين جمعه: انا دائما وابدا كنت اردد ان اكبر خسارة ابتليا بها الاخوة الفلسطينيون عندما اصبحوا يزعموا ان قضيتهم تخصهم وحدهم ونحن نقول لهم ان قضية فلسطين هي قضية الامة باكملها هذه القضية هي مسئولية جماعية للامة الاسلامية والاحرار في العالم جميعا ومن ثم لا استطيع ان انظر للقضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس التيتعد ام القضايا نستطيع ان نقول ان قضية القدس هي مفتاح الازمة الحقيقية بين مشروعين مشروع نهضوي انساني حضاري وبين مشروع استيطاني استئصاليا صهيوني امبريالي ولذلك هاذين المشروعين يتصادمين حضاريا ولا بد ان يسقط احدهم الاخر ومن ثمة اذا كان المشروع الاول قد على اجولات امتلكها اوروبا اولا ثم الولايات المتحدة هذه الدولة المارقة التي تدعم الكيان الصهيوني فأن هذه القوى التي يمتكلها المشروع الصهيوني القوة المادية التي تمتلكها لن تستمر على الدوام ولابد للمشروع الحضاري النهضوي الاخر مشروع القدس مشروع الامة الاسلامية العربية الحضارية لابد ان تمتلك ادوات كثير من اجل كشف هذه الاكاذيب التي دائما ما يروجها المشروع الصهيوني الامبريالي من اجل البقاء في القدس عنوان القدس مستقبل الامة جميعا وعنوان مستقبل الحضارة الانسانية ليفرق بين الحق والباطل فاذا كان المشورع الصهيوني اليوم يدعم بكثير من الاليات التي توجد في الغرب وعلى رأسها الهيئات الدولية التي نجدها هنال وهناك لانها اسير في يد القرار الامريكي وغيره لذلك استطيع ان اقول ان المشروعين سيتصادمان الى ان ينتصر احدهما على الاخر صحيح ان هناك انتصار مؤقت للمشروع الصهيوني لاسيما حينما بدأت تحفرالانفاق تحت المسجد الاقصى وفي مدينة القدس في كل اتجاه لكن هذا المشورع لابد ان تتكشف اكاذيبه ولابد لمشروع الامة ان ينتصر في نهاية المطاف وكما قلت ان الوحدة الانسانية الاسلامية بدأت من القدس في يوم يسمى اليوم العالمي للقدس ونحن نعتز بهذا الامر.

حسين مرتضى: بدأت الوحدة الاسلامية في يوم القدس في المقابل هناك مشاريع تقوم بها الادارة الامريكية لسلب هذا الوهج الذي كان بالامس وسوف نسلط الضوء حول هذه النقاط , دكتور محرابي اذا عدت اليك حول النقطة التي تحدث عنها الدكتور جمعة القدس هي عنوان مستقبل الامة وفي المقابل لاحظنا ان هنا تحركات من قبل الادارة الامريكية من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي في محاولة للتشويش على مراسم يوم القدس ومشاركة الجماهير في عدد من الدول الاسلامية حاولت الادارة الامريكية في نيويورك في الامم المتحدة ان تسلط الضوء على ما يدعى بالمحرقة اليهودية ما هي دلالات هذا الموضوع هل هذا يدل على ان يوم القدس والجماهير استطاعوا ان تؤلم الادارة الامريكية في مشروع مثل ذلك حاولت ان تتحرك في هذا السياق؟

على رضا محرابي: بالتأكيد ان الدعايا الاعلامية الغربية الامبريالية تعمل في كل الاتجاهات ويتحكم الصهاينة في الوسائل الاعلامية المهمة وهذه الوسائل الاعلامية بالتأكيد ستمر مرور الكرام امام واقع هذه المسئلة والمسلمين يواجهون حاليا دول تتمتع بطاقات اعلامية كبيرة الامر الاخر ما هي طاقة القدس وهل هي قادرة على استيعاب واحتواء تلك الدعايا المعاكسة وازالتها في اعتقادي ان القدس عقيدة هدف وايمان وانزل الله السكينة في قلوب المؤمنين وهذه السكينة هي التي تجعلهم يستطيعوا ان ان يقاوموا العدو والقدس لبالنسبة للشعوب الاسلامية تأتي بالسشكينة وهي عقيدة وايمان بهذه الارض المقدسة من قبل المسلمين وهذه العقيدة لا يمكن نزعها من قلوب المسلمين ولهذا نستطيع ان نقول ان القدس اضافة الى الى الحقيقة الايمانية لها ايضا حقيقة سياسية متأثرة بما يقوم به الصهاينة والامريكيين منذ 60 عاما جاء عدد من الصهاينة العنصريين واقاموا على الارض المقدسة كانوا يعيشوا عليها المسلين واشخاص من ديانات اخرى منذ قرون طويلة وجائوا وفق خطة واسسوا دويلة باسم الكيان الصهيوني ويريدون الان ان يكرثوا حدود هذه الدولية خاصة في منطقة تحظى باهمية كبيرة للمسلمين وبالتالي المسلمين لا يمكنهم ان ينصرفوا عن ذلك وسيحتلفون بيوم القدس العالمي.

حسين مرتضى: دكتور مدلل اذا اردت ان اسمع لتعليق منك بشأن هذه النقاط في المقابل هل استطاعت الادارة الامريكية واستطاع المشروع الصهيوني فعلا ان يغيب القضية المركزية عن ضمير الامة العربية والاسلامية والدكتور محرابي قال بان القدس هي حقيقة ومهما حول البعض العمل في هذا السياق لن تغيب هذه القضية المركزية وسيظل حاضرة في ضمير الامة العربية والاسلامية؟

احمد مدلل: تعتقد الولايات المتحدة واسرائيل انهما سيظلان يستهزئون بعقول الشعوب اعلامية من خلال التهم الاعلامية ومن خلال ترويج اكذوبة المحرقة اليهودية لكن العالم كله اكتشف ان اليهود والولايات المتحدة اكثر نازية من النازيين انفسهم وقدكشف عن ذلك الكثير من العلماء والكثير من فلاسفة الغرب لذا نقول ان المشروع الامريكي والصهيوني يعيش هذه الايام حالة انحسار وضمور لا يستطيعون الان ان يقاوموا هذا الوجه الاسلامي في كل الشعوب الاسلامية اصبحت القدس اليوم هي القاسم المشترك الذي يمكن ان يجمع الامة القسم الذي يمكن ان يتجاوز واقع التجزئة والشرذمة القسم الذي يتجاوز كل الكيانات المذهبية والطائفية والسياسية القاسم الذي يتجاوز حدود الفتنة التي يخطط لها الولايات المتحدة والغرب ويحيط بها الاعداء القدس اليوم ي عنوان لوحدة الامة وينبغي ان يصبح هذا العنوان برنامج للعمل وليس مجرد شعارات ان تتحول هذه الشعارات التي برنامج للعمل الاسلامي لانه في هذه الحالة الولايات المتحدة واسرائيل ستعيشان حالة الخطر الحقيقي.

حسين مرتضى: لكن دكتور جمعه هناك من يتحدث في هذا السياق ربما احيت قضية القدس حية في ضمير شعوب المنطقة وشعوب الامة الاسلامية والعربية ولكن في المقابل تحدث البعض من مراجع وعلماء دين ان بعض الدول مارست بعض الضغوط ومنعت بعض التظاهرات التي كان من المفترض ان تخرج بالامس للمشاركة في احياء مراسم يوم القدس العالمي دلالات وخطورة هذا الموضوع ان تقوم دولة عربية او اسلامية معينة بمنع اي تظاهره لاحياء يوم القدس لتذكير الامة الاسلامية والعربية بما يعانيه الشعب الفلسطيني ان كان في غزه او في الضفة او القدس المحتلة والحفريات التي يقوم بها كيان الاحتلال الاسرائيلي اسفل المسجد الاقصى؟

حسين جمعه: اريد ان اضيف لما قاله الاخ مدلل اشياء مهمة في هذا الاطار ولا اخشى من الحكومات التي تمنع اللتظاهرات بالعكس انا ارى ان في هذا المنع ما يعزز مكانة القدس في النفوس ارادوا ان يغيروا شيئا واراد الله ان يثبت شيئا وهي ان اؤلئك الذين منعوا من التظاهر في اي مكان من العالم انما تعلقوا بالقدس اكثر وعرفوا بالحقيقة اكثر فمن ثم لا اريد ان انظر فقط الى القدس على انها قضية مقدسة وقضية دينية وانما اريد ان امد النظر الى ابعد من ذلك من ان القدس كما قلت في البداية كلامي هي قضية الانسان اينما كان الذي يشعر ان مدينة القدس كانت في يوم من الايام تحت ظل راية العروبة والاسلام اما اليوم فاصبحت هذه المدينة اسيرة ويريدون لهذه المدينة ان تصبح يهودية وكيف يستقيم ذلك من مدينة مفتوحة انسانية تسمى بمدينة السلام الى مدينة عنصرية لاناس مشحونون بخرافات وبافكار من التوراة التلمود يريدون ان يثبتوا بشكل من الاشكال ان هيكل سليمان المزعوم تحت المسجد الاقصى ولذلك يحفرون الانفاق وهدفهم في النهاية ان يزيلوا الاقصى لكن اذا ازالوا الاقصى حجرا فهل يزيلوا الاقصى تاريخا وتراثا واصالة وفكرة وبرنامج حياة لنا نستطيع ان نقول ان الاقصى كامن في عقولنا في ذاكرتنا في تاريخنا لذلك اقول مرة اخرى ان القدس قضية الانسانية جمعاء وعليهم ان يتحملوا مسئوليتهم كاملة تجاه هذه المدينة مدينة السلام وان يعرفوا ان الخطر الحقيقي على القدس ليس العرب او المسلمون او المسيحيون وانما الخطر الحقيقي الذي يكمن في القدس انما هم اولئك الصهاينة الذين يريدون ان يقضوا على كل خير تضمنها تاريخ القدس منذ ان انشانها اليبوسيون من هنا انظر الان الى اخوتي في القدس المحتلة واشد على اياديهم واقول لهم اصمدوا وحاولوا ان تحفروا باظافركم بيدكم وان لا تتركوها وان تدافعوا عنها لانهم يريدون ان تصبح القدس خالية من سكانها.

حسين مرتضى: ولكن في المقابل هناك محاولات من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي من قبل الادارة الامريكية وبعض الدول الغربية لردع هذه الشعوب التي لاتزال حية ولممارسة ضغوط على الدول التي ترفض الهيمنة والسياسة الامريكية وتحدث البعض على الهجمة التي كانت على ايران في الامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومحاولة تسليط الضوء على هذه النقطة وربط البعض ما حدث اليوم في دمشق الانفجار الذي وقع في العاصمة السورية لهذا البلد الذي شهد بالامس تظاهرات عديدة احيا فيها المواطنون السوريون والفلسطينيون مراسم يوم القدس العالمي وهم يرفضون الهيمنة الامريكية فكيف يمكن ان نعلق على ذلك؟

حسين جمعه: الامبريالية لن تتركنا وشاننا وستعمل جاهدة على تخريب هذه المنطقة وكما تعرف انها جائت لتطبق مشروع الشرق الاوسط الجديد من بوابة العراق وعندما وجدت ان هذا المشروع قد يخفق من بوابة العراق حاولت ان تنفذ هذا المشروع من بوابة اخرى هي البوابة اللبنانية ولكن المقاومة الوطنية العراقية اولا ثم المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله استطاعت ان تسقط هذا المشروع والى الابد اذن علينا ان نضحي من اجل قضيتنا الاولى وهي قضية كيف نعيش احرارا في هذه البلاد وكيف يمكن ان يكون قرارا قرار مستقل سواء كان على صعيد الانظمة ام كان على صعيد الشعوب ومن ثم فان كل ما تقوم به الامبريالية الامريكية بقيادة بوش لتي بدأت سفينته تغرق في الكثير من انماط الاخطاء التي كبل بها الولايات المتحدة نستطيع ان نقول صمودنا وعينا حقيقتنا بان هذه الارض هي لنا ولن يستطيع احد ان يأخذها من ايدينا على ان ندافع عنها مهما كانت شراسة هذا الاحتلال ومهما كانت شراسة وسائلها الامبريالية الامريكية وهي اوجدت من 1776 انما وجدت على انقاض شعب باسره وقتلت ما قتلت ويقال انها قتلت 120 مليونا فالذين قتلوا الهنود الحمر في الولايات المتحدة الامريكية لديهم الجحرائة لان يقتلوا اي انسان يقف امام مشاريعهم ولذلك لا اتصور ان تتركنا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وشأننا ولكن علينا ان نكون مدركين لحقيقة قضيتنا وان نتمسك بهذه القضية وان نصبر ونضحي وقدرنا ان نصبر ونضحي لنعيش احرارا وعلى اية حال ان تعرف ان هذه القضية التي ابتليت منذ قديم الزمان بغزوات متتالية عندما صمد اهلها وضحوا بانفسهم استطعنا ان ننعم بقدر من الحرية وعندما نضحي اليوم باجسادنا وارواحنا فقد قتل في دمشق 17 مواطنا ونعتبرهم شهداء فان هؤلاء يمرون على ذات طريق الشهادة وعلى طريق تحرير القدس علينا في لبنان وسوريا وفي كل مكان ان نصمد ونعمل على تحرير القدس.

حسين مرتضى: لاسمع منك سيد محرابي تعليقا حول هذه النقطة دائما ما تمارس الضغوط ومحاولة خلق اضطرابات في العديد من الدول خاصة الدول التي ترفض الهيمنة الامريكية ترفض المشروع الامريكي وما يمارس على ايران من ضغوط ما يمارس على ابناء الشعب الفسطيني خاصة ما يصدر عن اللجنة الرباعية ويتم وصف المقاومة بالارهاب على الرغم نن انها تقاوم وتحرر ارضها اضافة الى ذلك ما حدث اليوم في سوريا هناك من يضع كل تلك الامور في خانة واحدة والمنفذ لهذه الاعمال هو واحد؟

علي رضا محرابي: بالتأكيد ان الصهاينة والحليف الامريكي ليست مهتمين بمصلحة الامة الاسلامية ويجب ان يأخذ المسلمون هذه الحقيقة بعين الاعتبار وان المسلمون يفكرون فقط بمصلحتهم بالتأكيد ان التفجيرات والتوترات والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والصهاينة هدفها ايجاد الوقيعة والخلاف بين المسلمين وربما ان اليوم العالمي للقدس هو الرابط لكل ما يجري على المسلمين وهذا اليوم ياتي بالمسلمين في ساحة للوقوف ضد الكيان الصهيوني وهذا يدل على ان المسلمين اصبحوا اكثر قوة من الماضي واكثر يقظة وان النخب السياسية في العالم الاسلامي اصبحت هي ايضا حاضرة بجدية وقوة في الساحة وتنتقد الممارسات الصهيونية وفي بحسب رأي كمحلل سياسي ان الصهاينة الامريكيين بلغوا مرحلة يستعينون بعمليات التفجير والضغوط السياسية والاقتصادية ويحاولون عبر ذلك ايجاد ثغرة وخلافات بين المسلمين ونأمل ان يعمل المسلمين على اباط هذه المؤمرات.

حسين مرتضى: دكتور مدلل مع هذه الصحوة اذا صح التعبير في العالم العربي والاسلامي وانطلاقا مما شاهدناه بالامس من خلال هذه التظاهرات والشعارات التي رددها المتظاهرون ثم هناك سؤال يطرح انه كيف يمكن لمقاومة الفلسطينية للمقاومة الداخلة في الاراضي الفلسطينية ان تستفيد من هذه المرحلة هناك صحوة وهناك تراجع في المشروع الامريكي الاسرائيلي وفي المقابل هناك مقاومة فلسطينية موجودة في فلسطين فكيف يمكن الاستفادة من هذه المرحلة بالذات؟

احمد مدلل: انها بالشك مرحلة صعبة وفي هذه المرحلة يجب ان تتحقق الوحدة تحقق الوحدة على مستويين الاول تحقيق وحدة الامة الاسلامية والعربية ثانيا تحقيق وحدة ارض فلسطين واذا تعذر تحقيق وحدة الامة فلا ينبغي ان لاهل وطن واحد ان يكونوا شتاتا وممزقين فان هذا الانقسام المؤسف والمأساوي يجب ان ينتهي فبعد ان قسم العدو الوطن وقطع اوصاله ينقسم اليوم اهل فلسطين ليصبحوا قسمين بدلا من ان يكونوا بلدا واحدا وفصائل واحدة بتنظيمات متناحرة يجب ان ينتهي هذا الانقسام وان تتوحد الراية اليوم خلف الجهاد والمقاومة لانه لا يمكن ان يكوان هناك تحرير للقدس في المفاوضات لا يمكن ان يكون هناك تحرير مع الانقسامات والتنازع جربت المفوضات وثبت فشلها وثبت عقمها بل انها وفرت للعدو الصهيوني امر رهيبا في التهويد والتوغل في الاستيطان والاستيلاء على ما تبقى في الاراض وجلب المزيد من المستوطنين الى قلب القدس ان طريق تحرير القدس وفلسطين معروف وجربته الامة على مدار تاريخها في مواجهة كل الغزاه.

حسين مرتضى: اذن التاكيد على المقاومة لانها الخيار الوحيد لتحرير القدس وتحرير كل الاراضي المحتلة من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية.

الدكتور احمد مدلل قيادي في حركة الجهاد الاسلامي من غزه شكرا جزيلا لك والشكر من دمشق للدكتور حسين جمعه رئيس اتحاد الكتاب العرب والشكر للدكتور علي رضا محرابي كاتب ومحلل سياسي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.