السيد نصر الله سنسحق نصف جيش إسرائيل إذا هاجمتنا وفلسطين ملك للأمة

2009-09-19

 

اليوم هو يوم القدس، اليوم هو آخر يوم جمعة في شهر رمضان المبارك، وكان الإمام الخميني (قدس سره) بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام نظام الجمهورية الإسلامية فيها وإسقاط نظام الشاه البهلوي الأميركي الإسرائيلي وتحويل مركز السفارة الإسرائيلية في طهران إلى أول سفارة فلسطينية في العالم. كان الإمام قد أعلن آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام يوماً عالمياً للقدس، لأهداف واضحة ترتبط بإحياء القضية وبتذكير الأمة بمسؤولياتها التاريخية. وبعد رحيل الإمام قده، واصل دربه وطريقه ونهجه وخطه سماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله حيث أكد التزامه بمبادئ الإمام ونهجه ومواقفه في كل المسائل، وفي مقدمتها مسألة فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، ومسألة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وشعوبنا العربية في المنطقة وحركات المقاومة، وبقي يوم القدس بعد رحيل الإمام من أكثر القضايا التي تركها لنا الإمام من إرثه المبارك والعظيم والجليل والمستمر في هذه الأمة.

يوم القدس هو يوم المدينة المقدسة بما فيها ومن فيها، بما فيها من مقدسات دينية للمسلمين والمسيحيين، من مقدسات مهددة، طبعاً، يمكن أن يسأل أحد: ألا يوجد مقدسات لليهود في القدس؟ يوجد نقاش حول هذا الموضوع. ما فعله بنو إسرائيل في التاريخ بأنبيائهم وبأنفسهم وبقبائلهم وبعشائرهم ومن تسلط عليهم لم يبق شيئاً لهم ولم يذر. المدينة بما فيها من مقدسات دينية مهددة، ويوم القدس هو يوم المدينة المقدسة بمن فيها من أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين المهددين أيضاً بالاقتلاع.

يوم القدس هو يوم فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر، يوم القدس هو يوم لأسرى الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال. يوم القدس هو يوم اللاجئين الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارجها، في الشتات. يوم القدس هو يوم غزة الصابرة المجاهدة المقاومة الصامدة المحاصرة. يوم القدس هو يوم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وتياراتها، هو يوم المقاومة اللبنانية والعربية والإسلامية، هو يوم كل مقاوم وممانع وصامد في وجه المشروع الصهيوني في منطقتنا. ويوم القدس هو يوم الأمة، يوم إحياء الأمة، يوم تذكير الأمة بمسؤولياتها التاريخية والدينية على حد سواء.

المسألة الرئيسية في يوم القدس هي قبل كل العناوين وقبل كل التفاصيل، الأصل والمفتاح كما نقول دائماً، هو الموقف من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولأرضنا العربية التي ما زال يحتلها سواءً في الجولان أو في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. المسألة الرئيسية هي الموقف من هذا الاحتلال، وبالتالي الموقف من هذا الكيان الذي قام ونشأ على أساس هذا الاحتلال وهذا الاقتصاد وهذه السيطرة. نحن لدينا موقف واضح ومبدأ ثابت وراسخ ونهائي وهو ما نعبّر عنه دائماً في يوم القدس بمعزل عن اختلاف الآراء في لبنان أو في غير لبنان، لأن الحق حق ويجب أن يقال ويعلن ويجهر، ولأن الباطل باطل ويجب أن ينكر وأن يرفض وأن يواجه. نحن نقول بكل وضوح وصراحة أن فلسطين من البحر إلى النهر هي ملك الشعب الفلسطيني وملك الأمة كل الأمة، وليس للصهاينة أي حق في هذه الأرض، وحاضرون أن نناقش في هذا على أسس دينية وتاريخية ومنطقية وقانونية واستناداً إلى الكتب السماوية حتى استناداً إلى العهد القديم الرائج الآن المعترف به بين يهود هذا العصر وبناء على ما تعارف عليه الناس طوال التاريخ، نؤكد أن فلسطين هي حق هذا الشعب وهذه الأمة وليست حقاً للصهاينة على الإطلاق. في شهر رمضان المبارك المسلمون يقرؤون القرآن الكريم ويسعون إلى أن يختموا كتاب الله أكثر من مرة، وتحتشد المعاني أمامهم بوضوح، فالقرآن الكريم يتحدث كثيراً عن بني إسرائيل وأنبياء بني إسرائيل، وهذه المضامين وردت في الكتب السابقة وخصوصاً في التوراة وما أنزله الله على أنبياء بني إسرائيل. نحن نقر قرآنياً وإسلامياً أن الله سبحانه وتعالى وعد إبراهيم (عليه السلام) أن يعطي نسله الأرض المقدسة، ولا ننكر ذلك، وهذا في نصنا القرآني، ولكن في العودة إلى القرآن وفي العودة إلى العهد القديم وفي العودة إلى كلمات أنبياء بني إسرائيل وفي العودة إلى الوقائع التاريخية. الله سبحانه وتعالى وعد نسل إبراهيم بالأرض المقدسة، ونسل إبراهيم ليس اليهود ولا الصهاينة كاتجاه سياسي أو ديني وكقبيلة وعنصر ليس فقط بني إسرائيل، العرب، جزء كبير من العرب هم نسل إبراهيم (عليه السلام)، ونسل إبراهيم هو في إسماعيل وإسحاق، ولكن في التوراة وفي الإنجيل وفي الزبور وفي القرآن، الله وعد نسل إبراهيم بالأرض المقدسة، أي نسل؟! الصالحين منهم، المؤمنين منهم، الطاهرين منهم، الأتقياء منهم، أتباع إبراهيم الأب والنبي، وأتباع ملة إبراهيم (عليه السلام). أما نسل إبراهيم المجرمون القتلة، الذين قتلوا الأنباء وأفسدوا في الأرض وارتكبوا الفظائع والكبائر، هؤلاء ليسوا موعدين أصلاً حتى نقول أن الوعد قد سحب، هؤلاء ليسوا موعدين أصلاً. في العهد القديم موجود وفي كتب التاريخ، بعد أن عبر موسى (عليه السلام) ببني إسرائيل متجهاً إلى فلسطين إلى الأرض المباركة، عبد بنو إسرائيل العجل والأصنام وعصوا الله وآذوا نبيه وتأمروا عليه وعلى أخيه هارون، فأمر الله بهم أن يتيهوا في صحراء تلك الأرض أربعين عاماً. إذاً، هم ليسوا موعدين، عندما انتهى نسل العصاة ، نسل المتنكرين لنعم الله عليهم، بعد أربعين عاماً دخل نبي الله يوشع إلى الأرض المباركة بنسل مؤمن تقي ورع من بني إسرائيل من نسل إبراهيم، ولكنهم عندما عادوا وأفسدوا وقتلوا الأنبياء سلط الله سبحانه وتعالى عليهم من قتلهم ودمرهم وشتتهم وهم الآن يحفرون تحت المسجد الأقصى يبحثون عن هيكل دمر قبل ثلاثة آلاف سنة بفعل إجرامهم وإفسادهم. لا يوجد لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن ولا في أي كتاب سماوي إلا مبدأ واحد: الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين. هذه الأرض هي وعد الله للصالحين من عباده.

المبادئ الثابتة

في يوم القدس نحن في شهر الصيام والقيام، أقول خصوصاً للمسلمين والصائمين على امتداد العالم، إذا أردتم فعلاً أن تكون صائمين، اليوم نحقق شيئاً من نتيجة الصيام ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾، هدف أن نصوم أن نصبح أتقياء، أتقياء أي أن لا نغضب الله بقول أو فعل، أتقياء يعني أن نبقي الحق حقاً والباطل باطلاً، أتقياء يعني أن لا يتحول عندنا الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق لا بسبب خوف ولا بسبب طمع. اليوم أنا وأنتم الذين استجبنا للنداء الخالد للإمام الخميني قده، نعلن من هنا من مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) من المجمع الذي كان يحتضن أجساد شهدائنا في المقاومة وما زال، نعلن ثباتنا على المبادئ التي لا يمكن أن تتغير:

أولاً: فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هي لشعب فلسطين وهي للأمة كلها.

ثانياً: لا يجوز ولا يحق لأحد أياً كان ، فلسطيني أو عربي أو مسلم أو مسيحي، ومهما ادعى من تمثيل، شرعية تمثيل تاريخية أو ثورية أو شعبية أو قانونية أو دستورية، لا يحق لأحد في هذا العالم أن يتنازل عن حبة تراب من أرض فلسطين ولا عن قطرة ماء من مياه فلسطين ولا عن حرف واحد من اسم فلسطين.

ثالثاً: الكيان الإسرائيلي القائم على أرض فلسطين هو كيان غاصب واحتلالي وعدواني وسرطاني وغير شرعي وغير قانوني.

رابعاً: لا يجوز لأي كان أن يعترف بهذا الكيان ولا أن يقر له بشرعية أو يعترف له بوجود.

- خامسا: التعامل مع إسرائيل حرام. والتطبيع مع إسرائيل حرام, وهذا ما عليه إجماع وعلماء وفقهاء ومراجع المسلمين, ومن قال شيئا آخر فاليتقدم وليقدم حجته, هذه المبادئ وهذه الثوابت لا يغيرها الزمان ولا الظروف ولا الأحوال ولا القوة ولا الضعف على الإطلاق. أيها الإخوة والأخوات، عندما يتحدث البعض عن العجز, أو يقول بعضنا وقد نكون فعلا لسبب أو لآخر عاجزين عن تحرير فلسطين واستعادة بيت المقدس في الظروف الحالية, أو قد نكون عاجزين عن فعل أي شيء على الإطلاق، قد نكون عاجزين عن الحرب وعن المقاومة وعن الانتفاضة, لكننا لسنا مجبرين على الإطلاق أن نعترف وأن نقر وأن نستسلم وأن نسلم لعدونا وأن نوقع له صك ملكية وصك سيطرة قانونية على أرضنا وعلى مقدساتنا وعلى خيراتنا, لا يستطيع أحد أن يفرض علينا ذلك، هذا موقف نفسي وموقف شخصي وموقف شعبي وهذا موقف أمة لا يستطيع أحد أن يفرض علينا ذلك, هذه هي أمتنا منذ أكثر من ستين عاما العالم كله يضغط من أجل أن تعترف بإسرائيل ومن أجل أن تتعامل مع إسرائيل ومن أجل أن تطبع مع إسرائيل ولم يستطع أن يفرض علينا ذلك، حتى الدول التي وقعت اتفاقيات ما يسمّى بـ «سلام مع إسرائيل» لم تستطع أن تفرض على شعوبها أن تتعامل مع الصهاينة أو أن يطبعوا مع الصهاينة. هذا أمر ممكن أن لا نعترف وأن لا نقر وأن لا نستسلم وأن لا نوقع, نحن اليوم لسنا ضعافا ولسنا عاجزين ولكن لننطق ولو بالحد الأدنى لنقول، وأنا باسمكم أقول وأعلن في شهر الصيام والقيام, نحن كجزء من هذه الأمة : اللهم اشهد في شهرك وفي أيامك وفي لياليك نحن كجزء من هذه الأمة لن نعترف بإسرائيل ولن نتعامل مع إسرائيل ولن نطبع مع إسرائيل ولن نستسلم لإسرائيل ولن نسلم لإسرائيل ولو اعترف بها كل العالم، وسيبقى إيماننا واعتقادنا وإعلامنا أن إسرائيل وجود غير شرعي وغدة سرطانية ويجب أن تزول من الوجود

نحن لسنا ملزمين لا باعتراف ولا بتطبيع ولا بتنازل حتى في الظروف الصعبة والقاسية, هذا لبنان بلد يعيش منذ نشأته ظروف صعبة, تركيبته معقدة ووضعه صعب وإمكاناته متواضعة منذ عام 78 و عام 82 وحروب وحرب أهلية وانقسام طائفي وعامودي وافقي واصطفافات, هذا لبنان الذي فيه الكثير من المشاكل والعلل لم يتنازل لإسرائيل لا لبنان الرسمي ولا لبنان الشعبي, حتى الآن حتى هذه اللحظة، 61 سنة لبنان لم يتنازل لا عن حبة تراب لإسرائيل ولا عن نقطة ماء لإسرائيل, لسنا ملزمين حتى ولو كان البلد ضعيفا والمنطقة ضعيفة وإسرائيل قوية والظروف صعبة, نعم حصلت محاولة يتيمة أجهضت بسرعة هي اتفاقية 17 أيار, ولكن إذا كان هناك بلد وإذا كان يوجد شعب مصمم أن لا يتنازل، لا نريد أن نقاتل أو أن نعمل حربا إقليمية, ولكن حقوقنا لن نتنازل عنها وسنبقى نطالب فيها ولن نوقع ولن نستسلم, يمكن أن لا نعمل حربا من أجل تلال كفر شوبا ومزارع شبعا لكن هل نتركها للإسرائيلي كلا سنظل نطالب بها وسنظل نتكلم عنها, هذا الحد الأدنى وكلنا قادرين عليه. هذه سوريا، وهناك أناس يظلون فاتحين نغمة فتح الجبهات، منذ العام الـ 67 ومن ثم جاءت بعد ذلك حرب تشرين وبعد ذلك إلى اليوم أي على مدى عقود من الزمن, سوريا : مش فاتحة جبهة صح وإلى الآن لا تقاتل وهذا لأن له ظروفه وجوابه صح أم خطآ بحث آخر, ولكن ما لا يجوز أن يتجاهله أحد أن سوريا خلال 30 سنة وأربعين سنة سواء في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد أو في زمن السيد الرئيس بشار الأسد حاليا، وبالرغم من الحصار والعقوبات الدولية والعزل والمؤامرات وأصعب الظروف التي مرت خصوصا في السنوات الأخيرة بعد احتلال العراق وبعد كل التحولات التي حصلت على مستوى العالمين العربي والدولي والإسلامي وكل ما تعرضت له سوريا، يسجل للقيادة في سورية أنها لم تتنازل عن حبة تراب من أرض سوريا ولا عن قطرة ماء وهذا يجب الاعتراف به والتقدير له أم لا, حسنا في سوريا نظام، وتقول لي حزب الله حركة مقاومة وفلسطين هؤلاء حركات مقاومة – الفصائل، إنما هذا نظام لديه جيش ولديه حكومة وعنده بنية تحتية وعنده اقتصاد وعنده علاقات وصمد، لم يحارب وأغلق الجبهة صح, لكن لم يستسلم وما باع لا الأرض ولا الماء وكلنا نعرف قمة جنيف بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس بيل كلنتون وكلنا نعرف هذا الموضوع، والجماعة كانوا حاضرون أن يعطوا وتوقفت كل التسوية بين سوريا والعدو الإسرائيلي على كم متر ماء في بحيرة طبريا. هذا ممكن حتى (في وجود) النظام العربي وليست حركة مقاومة شعبية، هذا النظام العربي الذي لديه مسؤوليات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلاقات دولية ويستطيع أن يصمد لأنه يستند إلى الحق ويستند إلى القانون وعندما يمتلك الإرادة يستطيع أن يبقى صامدا.

إذا ليست المسألة أيها الإخوة والأخوات أننا موضوعون بين خيارين : إما أن نحارب ولسنا قادرين أن نحارب فنقوم بالاستسلام، كلا هناك خيار ثالث هو أن نصمد وأن نمانع وأن نقاوم وأن نعمل على امتلاك القوة والقدرة وننتظر المتغيرات، هذا هو طرحنا في يوم القدس، ليس خيارنا أن نستسلم لكن نستطيع أن نصمد أن لا نسلم وأن نمانع وأن نعمل على امتلاك عناصر القوة والقدرة وأن ننتظر المتغيرات، وهذا خيار منطقي وعقلائي وناجح وقد نجح. عندما نتحدث عن الخيارات أمامنا وما هي خيارتنا اليوم، الموضوع أمامنا خيار التفاوض، مسار المفوضات بعد كل هذه السنين هو مسار عقيم لا يحتاج إلى استدلال وأدى إلى المزيد من التنازل والتفريط بالحقوق وأحيانا بالمجان ودون مقابل والذي لديه كلام آخر فليتفضل، اليوم السيد (جورج) ميتشل يبلغ الفلسطينيين أنه فشل في إقناع نتنياهو بالتجميد المؤقت للاستيطان، وفي هذا فرضيّتين: هناك احتمال العجز الأمريكي وعجز إدارة أوباما وضعيفة ولا تستطيع أن تضغط على نتنياهو ولنفترض ذلك، وأنا لا اصدق هذا، فإذا كانت الإدارة الأمريكية عاجزة فهل تراهنون على العجز والعاجز، إذا كانت الإدارة الأمريكية العظيمة لا تستطيع أن تفرض على نتنياهو بحسب هذه الفرضية تجميدا مؤقتا للاستيطان كيف يمكن أن تصنع تسوية في المنطقة تعطي الحد الأدنى من الحقوق للفلسطينيين والعرب هذا على فرضية العجز.

الفرضية الثانية هي الاحتيال وهذا ما أؤيده أنا، أنا لست مقتنعا بالعجز فالجماعة محتالون أتوا ليقولوا ضغطنا على نيتنياهو ولم يرد علينا ووضعه صعب واليمين المتطرف غدا يقتلونه كما قتلوا إسحاق رابين، أيها العرب يجب أن نقدم ثمنا مقبولا معقولا يمكن نتنياهو من القبول بالتجميد المؤقت فهيا بنا لنطبع و(تقديم) مزيدا من التفريط والتنازلات بلا طائل، هذا مسار التفاوض. الخيارات الأخرى، هناك خيار ثاني كان يتحدث عنه في العقود الماضية، في أدبيات العقود الماضية أيام جيلنا وما قبله أن الخيار هو إعلان حرب عربية شاملة فلتفتح كل الجبهات ولتتجهز كل الجيوش ولنقتحم فلسطين من كل بواباتها، هذا كلام جميل وخيار جميل وصحيح لكن يبدو الذي لا يود القتال يكبر الحجر، يعني إذا أردنا أن ننتظر حتى يأتي اليوم لتقتنع فيه كل الأنظمة العربية بفتح كل الجبهات وإرسال كل الجيوش لتحرير فلسطين يعني علينا أن ننتظر مئات الأعوام المقبلة والله العالم. طبعا هذا النمط من التفكير أوصلنا إلى تضييع المقاومة في كثير من المتاهات، فالكثير من التيارات والحركات التي تتبنى الصراع مع العدو الإسرائيلي ومواجهة المشروع الصهيوني ذهبت بناءا على هذه النظرية على إستراتيجية تغيير الأنظمة فأصبح طريق القدس يمر في جونيه، أي أنّه علينا أن نغير النظام في هذا البلد العربي وذاك البلد كي يصبح لدينا أنظمة كلها مقتنعة بالحرب كي ترسل جيوشها، لكن ما الذي كان يجري وحتى عندما يتغير النظام ويركب نظام جديد يقلع عن القتال.

إذا لندع هذا الخيار جانبا، أنا لا أقول أنه ميؤوس منه ولكني أقول أنه ليس في متناول اليد في عشر سنين أو عشرين سنة ولا يبدو أنه في متناول اليد بهذه البساطة، وأنا أقول لكم أنا أو غيري، عندما تسمعون أحدنا يقول فلتفتح كل الجبهات ليقاتل يعني أنه يبحث عن الحجة المنطقية لكي لا يقاتل، بكل صراحة، في لبنان عندما اجتاحته لو انتظر الشعب اللبناني الدول العربية والإستراتيجية العربية الموحدة والجيوش العربية لكانت إسرائيل ما زالت في النبطية وبنت جبيل وحاصبيا وجزين وصور وبيروت وجونيه ووصلت إلى زحلة وبعلبك والهرمل وطرابلس، إذا انتظرنا هذا النمط من التفكير.

خيار الممانعة والمقاومة

الخيار الآخر الذي نطرحه والذي أشرت له قبل قليل، ممانعة وصمود ومقاومة شعبية وهو لا يحتاج لكثير شرح لأنكم أنتم أهله، في تاريخ الكيان الصهيوني ومنذ 61 عام وحتى اليوم أصعب عشر سنوات مروا على إسرائيل هذا العقد الأخير، نتيجة ماذا، نتيجة هذا الخيار، هناك دول عربية وإسلامية ممانعة وصامدة وغير مستسلمة وهناك مقاومة في لبنان وهناك مقاومة في فلسطين، ما هي النتيجة؟ خروج إسرائيل من لبنان سوى تلال كفر شوبا ومزارع شبعا والغجر، وهذا كان انجازا وانتصارا كبيرا وهزيمة تاريخية لإسرائيل وجميعنا نعرف ماذا قال الخبراء الإستراتيجيون الإسرائيليون على أثر هزيمة عام 2000 . عام 2000 أيضا كانت انتفاضة الأقصى داخل فلسطين المحتلة، الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة التي بكل صدق وحق زلزلت الكيان الإسرائيلي وقد ضاع وطاش الإسرائيليون وابتدأت الهجرة المعاكسة وبدأ الحديث في إسرائيل أنهم يخوضون حرب الاستقلال الثانية، يعني أنه لأول مرة يشعر الإسرائيلي بتهديد الوجود بفعل انتفاضة الأقصى وجهاد وتضحيات إخواننا الفلسطينيين، ثم جاء الخروج من غزة والهزيمة من غزة ثم كانت حرب تموز 2006 التي هزت مرتكزات أساسية في وجود الكيان ترتبط بجيشه ومعنوياته والثقة به وبقدراته، إذا هذا الخيار الذي أتحدث عنه وأنا لا أريد التنظير له، فمرة نقول أن هذا خيار وهو خيار صحيح لأنه يؤدي إلى كذا وكذا وكذا، أنا أقول لكل العرب والمسلمين هذا خيار صحيح ليس لأنه يؤدي بل لأنه أدّى، يعني التجربة والوقائع تثبت صحة هذا الخيار فنحن نستطيع أن نستعيد أرضنا بالمقاومة بدليل أنها استعدناها في لبنان وبدليل أننا استعدناه في غزة، نحن نستطيع أن نعطل كل أهداف العدو أياً يكن جبروته بدليل أننا عطلناها في تموز 2006 وأن إخواننا عطلوها في حرب غزة. هذا ممكن، وبالتالي أنا أقول لكم بصراحة نحن لسنا بحاجة إلى فتح جبهات وهناك أناس خرجوا لينظروا علينا بفتح الجبهات، نحن لسنا بحاجة إلى فتح جبهات

أنا أقول أن الإستراتيجية الصحيحة في يوم القدس هي التالية وإذا أردنا أنّ نعلن إستراتيجية صحيحة هي:

نبدأ من لبنان، حافظوا على المقاومة الموجودة في لبنان، حسنا لا تريدون الحفاظ على المقاومة في لبنان كما تريدون ولكن (حلّو عنها)، وهذا الحديث ليس للبنانيين وأغلبهم بلا شك يؤيدون المقاومة ويحافظون عليها وقد أثبتت التجربة ذلك، ولكن أقصد البعض في لبنان وبعض الدول العربية الذين لهم ما لهم في حرب تموز ولهم ما لهم ما قبل حرب تموز ولهم ما لهم بعد حرب تموز.

ثانيا، ادعموا الشعب الفلسطيني وحافظوا على جيوشكم لحماية عروشكم مباركة عليكم، ادعموا الشعب والمقاومة في فلسطين، ساعدوا الفلسطينيين على البقاء في أرضهم، فكوا الحصار عنهم لا تعطوهم سلاح ولكن دعوهم يمررون السلاح، لا تعطوهم مال ولكن لا تقطعوا الطريق عليهم هناك من يعطيهم مال، هل يوجد أكثر من ذلك تواضع. انتم الدول العربية والأمة العربية والحكومات العربية والشعوب العربية، أنتم لا تودون أن تدعموا حسنا لا تدعموا، إيران تدعم والآن على رأس السطح و«جاينا أحمدي نجاد ما فرقانه معو شي». أنا أقول اعدموا الشعب الفلسطيني وادعموا المقاومة في فلسطين، فكوا الحصار عن الشعب الفلسطيني، إجمعوا صفوف الفلسطينيين، صالحوهم بين بعضهم وأجمعوا كلمتهم، لا تتآمروا عليهم ولا تحرضوا طرفا على آخر ولا تشتروا سلاحا لأحد كي يقتل أحدا، إلى فلسطين يعبر سلاح الفتنة وإلى فلسطين يعبر سلاح الاقتتال الداخلي أما السلاح لقتال الصهاينة فيصادر أليست هذه هي الحقيقة، لا تزودوا الإسرائيليين بمعلومات عن المقاومة الفلسطينية وخلاياها وسلاحها وإمكاناتها وأنفاقها وطرق تهريبها للسلاح وقياداتها وأماكن سكنهم، يعني (حلو عنهم)، كما تحدثت في حرب تموز حيث قلت للحكام العرب (حلو عننا)، والآن أقول (حلّو) عن الشعب الفلسطيني، فإما أن تدعموه أو (حلّو) عنه فقط، والآن الدنيا صيام وشهر رمضان، هذا الشعب الفلسطيني إذا ترك وفك عنه الحصار ودعم وسوعد يملك من الطاقات والقيادات ومن الرجال والنساء والفتيان ومن الشجاعة والإخلاص ومن الصبر والتحمل والإرادة ومن العزم ومن روح الجهاد والشهادة ما يمكنه أن يستعيد بيت المقدس لكل الأمة، ولا يحتاج إلى جيوشكم ولا إلى جبهاتكم ولا إلى جبهتنا نحن أيضا، هذا أفق وهذا خيار.

اليوم قد يقول البعض، يا سيد تقول هذا لكن الظروف صعبة والعرب يبدو أنّ ظروفهم أصعب وأسوء, صحيح فهذا واقع الحال, لكن أود أن أقول لكم بان إسرائيل أيضا, الآن ومستقبلا ظروفها أسوا وأصعب, إسرائيل قبل الهزيمة عام 2000 هي غير إسرائيل بعد الهزيمة عام 2000, إسرائيل قبل هزيمة غزة هي غير بعد هزيمة غزة, إسرائيل قبل هزيمة تموز هي غير بعد هزيمة تموز .. الآن إسرائيل لا تخوفوا منها كثير, إسرائيل تتدرب وتتسلح وتناور وتعمل في الليل وفي النهار لأنها خائفة, تولول لأنها خائفة, في أفق نعم في أفق, أنا أدلكم على الأفق ولطالما حكيت عنه في مناسبات ماضية ولكن الآن أريد أن أوضحه قليلا, ونرجع للتاريخ, ونحن لازم نقرأ تاريخ, وتاريخ معاصر أيضا, وياما في دول كبيرة وقوية كانت إذا هوجمت تصمد, وتنتصر وتحسم معركة, ولكن أحيانا كانت ترسل جيشها خارج وطنه إلى بلد آخر ولما يذهب إلى بلد ثاني وينكسر وينهزم ويدمر, ساعة إذن يا يسقط النظام أو تذهب الدولة, أليست هناك شواهد على هذا الأمر تاريخيا, بالتاريخ والتاريخ المعاصر, أنا أضع لكم أفق, ادعموا الشعب الفلسطيني وخليه يكون قادر وجاهز ومتين ليس أن يكون مشغول بحاله وبلقمة عيشه وبأعمار بيته وبالسجون وبالاعتقالات الداخلية وما شاكل, واتركوا المقاومة على حالها, بيوم من الأيام هذا الإسرائيلي الذي يتهدد ويتوعد, نعم أنا بسلم بالمبدأ لأن الذي عما ينحكى في لبنان والذي يقولوه بعض القيادات السياسية في لبنان ما فينا أن نتنكر له أن يمكن في يوم من الأيام أن تقوم إسرائيل بشن حرب على لبنان, نحنا ما بدنا هذه الحرب, أنا لا أتكلم إستراتيجية الآن حتى أقول بدنا الحرب لا نحن لا نريد هذه الحرب. ليش في العام 1982 نحن كان بدنا هذه الحرب. والفلسطينيين الذين كانوا في لبنان آنذاك بدهم هذه الحرب لا.

لقد أخذ الإسرائيليون حجة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن قرارا بالحرب على لبنان واجتاحوا لبنان, لا اعرف ما هي الحجة التي يأخذونها ليعملوا حرب على لبنان, لكن هذا الذي كثيرين من اللبنانيين والعرب يرونه تهديدا, بالإدارة الصحيحة أو حكمة القيادة (يمكن) تحويل التهديد إلى فرصة, أنا أقول للبنانيين والعرب نحن لا نريد حرب لكن إذا هجمت إسرائيل على لبنان فإن علينا أن نحول التهديد إلى فرصة وما هي الفرصة، هي التي أشرت لها سابقا، يرسلون لنا 6 فرق أو 7 فرق يعني أكثر من نصف الجيش الإسرائيلي خارج أرض فلسطين, إذا كانت مقاومتنا جاهزة وهذا نصف الجيش الإسرائيلي أن تدمره وتسحقه وأن تشتته وأن تضيّع فلوله، أي مستقبل لإسرائيل في هذه المنطقة ؟ أنا عندما أقول أن الحرب المقبلة ستغير وجه المنطقة وأكثرهم فسروا أن السيد صار عنده نووي؟ لا والله ما عنا نووي, أصلا لا يجوز أن نمتلك نوويا ولا يجوز أن نستعمل نووي, والذي يقوله الإمام الخامنئي هو حكم شرعي وليس كلاما سياسيا وفقهنا هكذا بقول, إن امتلاك هذا النوع من السلاح واستخدام هذا النوع من السلاح حرام شرعا, لا يتغير وجه المنطقة لأن إسرائيل هي دولة صنعت لجيش, إذا حطمنا جيشها وسنحطمه إنشاء الله, إذا كسرنا جيشها وسنكسره إنشاء الله, إذا دمرنا جيشها وسندمره إن شاء الله في لبنان, أي مستقبل لإسرائيل؟ يمكن يومها ما احتجنا عسكر لنوصل على بنت جبيل واذكر في العام 2000, عندما انهارت المواقع الأمامية في الشريط الحدودي ما احتجنا عسكر لنوصل على حاصبيا وبنت جبيل وعلى الناقورة كيف وصلنا لهم بالبوسطات والفانات والسيارات, إذا حطم الجيش الإسرائيلي في لبنان ليس على الله ببعيد أن يوفقنا وأن نصل بالباصات والفانات إلى بيت المقدس, هذا خيار منطقي واقعي عملي علمي وليس تنظير وليس شعارات وليس إنشاء عربي وليس زجل لبناني هذه حقائق ووقائع ومجريات, حاضر وتاريخ وماضي وافق.

أنا في يوم القدس أدعو جميع الحكومات العربية والإسلامية وجميع الشعوب العربية والإسلامية إلى التزام خيار الممانعة والصمود والى دعم المقاومة والى رفض الاستسلام والتسليم والتطبيع والخضوع والى التخلي عن مشاعر الضعف والعجز والحقارة والدونية نحن أيها الناس خير أمة أخرجت للناس, ليس بالعنصر ولا بالدم ولا بالعرق بل لأننا أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد وعمل الخير والدعوة إلى مصالح وحقوق الناس والإنسانية.

أنا أدعو إلى هذا الخيار في يوم القدس نستحضر بعض العناوين سريعا, أول ما نستحضر المسجد الأقصى والذي يتعرض اليوم لأخطار محدقة به ونحتاج جميعا إلى إعلان صرخة

وا قدساه.. ولكن القدس يقول اليوم وا أمتاه والمسجد الأقصى يقول وا أمتاه.. الجماعة (الإسرائيليون) لا زالوا يحفرون من تحته وهذه ما عادت إشاعة ولا أنها خبرية الفلسطينيون يرموها في الإعلام حتى يستعطفوا العالم الإسلامي, هذا أمر تم التأكد منه بوسائل عديدة وباعتراف منظمات إسرائيلية, الحفر قائم على قدم وساق تحت المسجد والعياذ بالله قد نستيقظ بيوم من الأيام إذا ترك الصهاينة يحفرون الأنفاق تحت المسجد أن نستيقظ وقد انهار المسجد الأقصى, مَنْ مِنَ المسلمين ممكن أن يتحمل هذا الأمر؟ مَنْ مِنْ علمائهم ومن فقهائهم وزعمائهم من أحزابهم من رجالهم من نسائهم ؟ أية أمة هذه هي التي وقبلتها الأولى ومسرى نبيها الأعظم (ص) معرض للتدمير وللانخساف في ساعة وفي لحظة وفي أي يوم, هنا إذا كان محاولة أو الحرق الجزئي للمسجد الأقصى كان من تداعياته تشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي, ألا يستحق ما هو أخطر من الحرق وهو الهدم والتدمير والانخساف من الدول الإسلامية والدول العربية موقفا واضحا وحاسما على هذا الصعيد, ألا يستحق ذلك ؟

(يمكن) لعلماء المسلمين أنّ يجتمعوا ويوجهوا نداء واضحا ويقولوا للصهاينة إن المس بهذا المسجد سيؤدي إلى أحداث وأوضاع وتطورات في المنطقة لا يمكن توقعها على الإطلاق, إن رد فعل هذه الأمة على ما يمكن أن يتعرض له على الإطلاق سوف يخرج عن أي حسابات محلية أو قطرية أو قومية, يجب أن يسمع الصهاينة كلاما واضحا جازما ليتوقفوا عن الاستمرار في حفر الأنفاق التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الكارثة.

عنوان آخر: أهالي القدس: نحن بشهر رمضان بكل العالم الإسلامي نفطر في بيوتنا عند أهلنا وأقرباءنا منهم بالقاعات ومنهم في الفنادق ومنهم في الصالونات, ولكن ألم يكن هناك العديد من العائلات المقدسية التي كانت تفطر في الشارع, لأنها أخرجت من بيوتها بغير حق ؟

الم يحرك هذا مشاعر الصائمين؟ أي صوما نصومه إن لم تتحرك مشاعرنا لهذه المشاهد ؟ على كل حال يجب المسارعة على دعم العائلات المقدسية لتبقى في القدس, بالمال بتشتري بيوت بتعمر بيوت ما بعرف ! هذا الموضع على كل حال مؤسسة القدس, الإخوة مهتمين فيه بدرجة كبيرة, ولكن هذا الملف لا يجوز التهاون فيه على الإطلاق.

الأسرى

عنوان ثالث: يوم القدس يوم الأسرى الفلسطينيين والعرب: ولنا أيضا من بينهم وفيهم مفقودون والأسير يحيى سكاف هنا أود أن أحكي كلمتين بموضوع الأسرى, أيضا أريد أن أتكلم كلمة عاطفية, حقيقة أنا ذكرت هذا الشيء سابقا, الآن إذا برمنا في العالم العربي في الحد الأدنى.

ونسأل: هل تعرف من هو رون أراد ؟ كثار يجاوبون نعم أنه هو طيار إسرائيلي فقد في لبنان في الثمانينات والدنيا كلها قائمة تفتش عليه, صحيح والله لا,إذا الآن سألنا من هو شاليط ؟ كثار يعرفون, ولكن إذا نأتي ونرى هذه المسابقات الرمضانية المتلفزة على الفضائيات العربية كلها, أو نعمل استطلاع بشوارع العربية كلها, اذكر ثلاثة أسماء لأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية من بين ثمانية آلاف أسير فلسطيني, إذا ما تبين الذي في وجهنا فلسطيني أو أهله أسرى على ذمتي القالية جدا جداً جدا الذين يعرفون تسمية ثلاثة منهم, صحيح أم لا, هذه أليست مظلومية ؟ أيضا ثلاثة نسوة فلسطينيات موجودين في السجن, وثلاث كهول فلسطينيين موجودون في السجن, وثلاثة أطفال فلسطينيين موجودين في السجن,...الخ هذا معناه كلنا مقصرين تجاه الفلسطينيين في العالم العربي والإسلامي, أن هؤلاء من هم؟ وما أسماؤهم؟ ولماذا كل العالم يجب أن يعرف من هو رون أراد ؟ أرأيتم هذين الأسيرين الذين كانا عنا, أنا لم أحفظ أساميهم نكاية.. ولماذا نحفظ أسمائهم ؟ لماذا ننسى أسماؤنا ونحفظ أسماؤهم؟ لماذا كل الدنيا يجب أن تعرف أراد وشاليط ولا تعرف أسماء الأسرى الفلسطينيين والأردنيين والسوريين والعرب, طيب تعرفون لماذا أصبح اسم سمير القنطار معروف في العالم ؟ نحن أخذنا أسرى من شان سمير القنطار ولم نعمل حرب من شانه, إذن لما تطالب بأسير وتعمله حدث يصبح اسمه معروف في العالم, لماذا نحن أرقام وهم أسماء لماذا؟ بالأسرى هم أسماء, ونحن تسعة ألاف وعشرة ألاف و11 ألف, وبالمقابر نحن أرقام وهم أسماء وهم كلهم «شلعوطين ونصف ونتفة شذاذ أفاق» ونحن امة المليار وأربعمائة مليون, أليست هذه إهانة, أليست إهانة للعُقِل والعُبي والعمائم واللِّحَى والتيجان والجيوش والنجوم التي على أكتاف الضباط ؟ أليس هذا واقع الحال؟

والآن هؤلاء الأسرى من الذي يعمل لأجلهم شيء, قاموا الإخوة في غزة وأخذوا شاليط قامت الدنيا وقعدت, نحن أخذنا أسيرين هنا وحاولنا أن نشتغل بالموضوع الفلسطيني وعملوا علينا حرب, إسرائيل يحق لها أن تعمل حرب, وبيطلع معها حق, وبالمجتمع الدولي معها حق, وعند كثير من العرب معها حق, و(يا عيب الشوم) «عليكم يا حزب الله كيف تأخذون أسيرين, ويا حماس أيضا في غزة كيف تأخذ شاليط أسيرا, ولماذا اعتديتم على الإسرائيليين», ولكن 10 آلاف و 11 ألف و12 ألف أسير لهم عائلات ولهم أهل وبينهم نساء وأطفال ومرضى هؤلاء ليس قصة ولا يعنون شيئا لهما, أليس هذا مؤلما؟ هذا الموضوع أيضا مناسبة للتذكير, أنه يجب أن نعمل شيئا في هذا الملف إعلامي, سياسي, قانوني, اجتماعي, شعبي, ضغط, حرب, قتال, أنا لا أقول حرب لكن بالنهاية هذا يعني ما هي المسؤولية فيه؟

الإسرائيليون للآن غير قابلين أن يحكموا بموضوع رون آراد مع أننا أعطيناهم استنتاجات واضحة ولكن لم نعطهم دليلا حسيا وهذا صحيح، ولكن أنا يلزم عليّ أن أقبل مئات من المفقودين اللبنانيين والفلسطينيين الذين اعتقلوا على الحواجز الإسرائيلية يجب أن أقبل أنهم ماتوا وانتهى الموضوع وما أسأل عنهم ومن دون حسي، لماذا؟ هل رون آراد إنسان واللبنانيين والفلسطينيين والدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة ليسوا بشرا، كلا هذه القضية ستظل قضية مفتوحة وأولهم قضية يحيى سكاف ستظل قضيته مفتوحة. إنساننا إنسان ونحن لدينا قيمة الإنسان حي أو ميت له كرامة ترابه له كرامه أرضه له كرامة، هذا الموضوع لن نتغافل عنه لحظة من اللحظات.

موضوع اللاجئين

من العناوين أيضا موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، هنا أؤكد على أن يكون خطابنا جميعا لبنانيين وفلسطينيين هو التأكيد على حق العودة وتثبيته قبل أن نتحدث عن التوطين ورفض التوطين، نح في لبنان مجمعين على رفض التوطين ولو في ظاهر الحال، كل القوى الفلسطينية والشعب الفلسطيني في لبنان يقولون أنهم ضد التوطين وكل اللبنانيين يقولون أنهم ضد التوطين، هناك إجماع لبناني وإجماع فلسطيني، وهناك مخاوف أنّه في لحظة من اللحظات سيفرض التوطين، وعندما يفرض التوطين سيكون مؤامرة على الفلسطينيين قبل أن يكون مؤامرة على اللبنانيين وهو مؤامرة على فلسطين قبل أن يكون مؤامرة على لبنان والتوطين سيكون على حساب ضياع فلسطين قبل أن يكون على حساب لبنان. لنركز على موضوع حق العودة، لأنّه إذا تحدثنا فقط على التوطين هناك خشية في الساحة أحيانا أن ينزلق الخطاب قليلا ليصبح طائفيا إن كان خطاب مسلمين أو مسيحيين أو خطاب مذهبي أو ما شاكل، لكن هناك حق، حق هؤلاء الناس في العودة إلى ديارهم وبلدهم وأرضهم ومقدساتهم.

الأمر الثاني، الحقوق المدنية الفلسطينية في لبنان وهذا من ثوابت يوم القدس وسنظل تذكر فيه ونؤكد عليه، ونقدر في هذا الموضوع أن نفكك فيه بدقة وحكمة دون الانزلاق إلى مخاطر التوطين، لكن لا يجوز استمرار الواقع الحالي للاجئين الفلسطينيين إلى لبنان.

وثالثا عنوان المخيمات، منذ يومين عندما طافت الدنيا رأيتم (حال) بعض المخيمات ومنها مخيم برج البراجنة، في واقع الحال نحن جيران الإخوة الفلسطينيين، كيف نقبل ونرضى نحن اللبنانيون لضيوف عندنا كما نقول عن الفلسطينيين، أن يعيشوا في هذه المخيمات وفي هذه الأزقة وفي هذه الأحوال الصعبة والقاسية، لنضع الدين والعروبة ولنتحدث كبشر لنا أحاسيس وقيم ومشاعر، هذا الموضوع بحاجة بشكل جدي علاج وهنا أنا لا أتحدث لرفع العتب، أنا أتحدث عن مسؤوليتنا كمجتمع مدني أهلي ومسؤولية النظام الرسمي أن نتساعد كلنا في هذا الموضوع لنرى أين سنصل.

نحن لسنا وحدنا في هذا المسار كله، منذ أن انتصرت الثورة الإسلامية في إيران حوربت لأنّها تبنت القضايا الأساسية للأمة ولندع كل الناس أن تدقق لماذا شنت هذه الحرب وعزلت وحوصرت إيران، لماذا عندما كانت إيران مع الشاه كان أغلب العرب معها، عندما كانت إيران شرطي الخليج كان الكل أصدقاء معها... لأنّ إيران هذه قطعت العلاقات مع إسرائيل وقطعت النفط عن إسرائيل وحولت سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين وتبنت بوضوح دعم الشعب الفلسطيني ودعم حركات المقاومة والإمام (الخميني) كان منذ أول يوم صريحا (وقال : ) إسرائيل هذه غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود، الرئيس أحمدي نجاد (بتصريحاته) لا يأتي بشيء جديد، بل هو يعود ويحيي كلام الإمام الخميني قدس سره الشريف، هنا أمريكا والغرب كله اعتبر أمريكا تهديدا، إيران سند كبير للشعب الفلسطيني وسند كبير للشعوب العربية، لذلك فرضوا عليها كل هذا الحصار وهذه الحرب وهذا الضغط وكل هذا العزل، والآن تتعرض لكل هذا التشويه من قبل بعض الفضائيات العربية وبعض الحكومات العربية. ذنب إيران الحقيقي أنها تقف إلى جانب المقاومة وإلى جانب شعوب المنطقة وإلى جانب فلسطين، والآن لتقل إيران لقد تخلصت من لبنان وسوريا والعرب كل العالم يصبح جاهزا للتحدث معها لأنّ إيران ليس بلدا صغيرا وعندها نفط وغاز وفحم وسوق وغير ذلك وهي بلد عظيمة وتاريخيا كانت هكذا، إيران تدفع ثمن التزامها بمبادئها وهذا ما يجب أن يعرفه كل اللبنانيين وكل العرب وكل المسلمين.

في الأحداث الأخيرة كل العالم راهن على سقوط النظام، وطبعا هناك من شارك في الحرب على النظام من العرب ومن الحكومات العربية ومن الإعلام العربي وفشلوا كما فشلوا في حرب تموز وفشلوا كما فشلوا في حرب غزة، وهذا المحور الذي نعتز بالانتماء إليه هذا المحور لن يهزم إنشاء الله . إيران خرجت اليوم في كل مدنها وشوارعها لتقول لكل العالم الذي كان ينتظر ارتباكها وضعفها وتزلزلها وانهيارها خرجت إلى الشارع لتقول نحن مع القدس وفلسطين ولبنان وغزة ونحن مع «يجب أن تزول إسرائيل من الوجود»، وشاهدنا الناس وسمعنا الخطاب الواضح لرئيس الجمهورية وإمام الجمعة وشعارات المظاهرات، وأنا أعرف إيران وأعرف قائدها الحكيم والشجاع والمدير والمدبر وأعرف قياداتها وأعرف شعبها وأعرف موقفها، وأنا أقول لكم إيران هذه لا يمكن أن تتخلى لا عن شعوب هذه المنطقة ولا عن حركات المقاومة في هذه المنطقة، ومسالة فلسطين والقدس بالنسبة لإيران لقائدها وقادتها وشعبها هي صلاتهم وصومهم وقيامهم في الليل، هي دينهم وآخرتهم ومن يراهن على إخراج إيران من هذا الميدان ومن هذه الساحة هو واهم وهو مشتبه، وأنا اليوم أتوجه بالشكر الجزيل باسم كل المقاومين والشهداء والأسرى والمضحين والمؤمنين بخيار المقاومة والصمود والممانعة لسماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وللإخوة في القيادة في إيران وللشعب الإيراني بالشكر الجزيل على كل الدعم والمساندة المعنوية والسياسية والمادية والمالية وعلى كل صعيد، وهذا مفخرة لإيران تعتز به أمام كل العالم وحتى أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، وسماحة السيد القائد كان واضحا في صلاح الجمعة.

هذه الأمة ليست لوحدها، لبنان ليس لوحده وسوريا ليست لوحدها وفلسطين ليست لوحدها وشعوب منطقتنا ليست لوحدها وبالتالي نحن نملك الكثير من عناصر القوة. إنّ أخطر مرحلة عبرناها هي مرحلة (جورج) بوش، اليوم الإسرائيلي ظرفه سيء والأمريكي ظرفه سيء في العراق وأفغانستان وباكستان، اليوم نسمع حكاية الدرع الصاروخي في تشيكيا بولندا وهاتين الدولتين عبرة لكل الذين يراهنون على الأمريكيين، المساكين في تشيكيا وبولندا فتحوا مشكلا مع الروس فقام الأمريكيون بتركهم، لماذا تخلّى الأمريكيون عن الدرع الصاروخي، لأنّ لديهم مشكلة وضعفا ومشكلة مالية، ما هي الحجة؟ اكتشفوا أنّ الصواريخ الإيرانية لا تشكل تهديدا!!! أفّ بين ليلة وضحاها اكتشفتم وغيرتم مسارا كان سيعمل أزمة دولية ويمكن حرب عالمية؟ وقالوا إنّ لديهم طريقة ثانية لمعالجة الصواريخ... إنّ أصعب مرحلة تجاوزناها ....

غزة المحاصرة، نحن في لبنان أتى الكثير من الدول العربية والإسلامية وأعطونا مالا وإمكانات وتعمّر جزءا كبيرا من البيوت والعمار قائم وقاعد وطبيعة الإعمار يأخذ وقتا، في غزة (منذ العدوان) سيصير لنا سنة وجرى الحديث عن مليارات الدولارات في مؤتمر شرم الشيخ، أهل غزة أين؟ بعدهم في الخيم والشتاء آتٍ بعد كم يوم، هل تصمد بيوت الطين أمام الطقس والحرب والاعتداءات؟ أنا أوجه في يوم القدس نداء أو مناشدة أو تمنّي فكوا الحصار عن غزة وساعدوها، ادخلوا لهم ترابة وحديدا ومواداً أولية وأدوات صحية، ساعدوهم لبناء بيوتهم وهم لا يريدون بناء فللا أو أبينة ضخمة بل يريدون أن يستروا أنفسهم ويتقوا الشتاء، أليست هذه مسؤولية؟ كيف، هل هذا عالم عربي أو إسلامي؟ نبينا صلّى الله عليه وآله وسلم نعمل له أناشيد وموالد ونغنّي له في الفضائيات العربية، محمد هذا صلّى الله عليه وآله سيد الرسل وخاتم النبيين يقولون لنا: «من أصبح وأمسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»، نحن جميعا ذاهبون إلى العيد، أي عيد في غزة، أي عيد لعائلات الأسرى، أي عيد للعراقيين والأفغانيين والباكستانيين... حسنا في الأماكن البعيدة لا يمكننا عمل شيء لكن هنا بجانبنا ألا نقدر على عمل شيء.

موضوع اليمن

في اليمن ما يجري محزن ومؤلم جدا وأنا لا أريد التدخل في أي وضع داخلي في أي بلد عربي، عندما جرت عندنا بعض الأحداث في بيروت، وهذا قد يكون نزل في الإعلام أو لا، اتصل الرئيس علي عبد الله صالح بنا، وطبعا أنا لا استطيع التحدث على الهاتف وتحدث مع أحد الإخوة القياديين وقال له : تسلّم على السيد حسن وتحدث عن مشاعر مشكور الرجل عليها وهو كان خائفا من الأحداث التي جرت في الخامس من أيار والسابع من أيار وقال له أناشدكم الله في فلان وفلان وكذا وكذا، قلنا له طبعا نحن مسؤولين عن الناس وإنشاء الله نقبل هذه المناشدة وعلى رأسنا وعيننا وهذه مسؤوليتنا... اليوم لا أقدر على التحدث مع الرئيس اليمني على الهاتف، أنا سأستخدم نفس العبارة وأقول له : أيها السيد الرئيس علي عبد الله صالح أناشدك الله بأهلك وشعبك، لا شغل لي من غلط مين صح وما التفصيل وما القصة وما التفصيل، ولكن فلتبادر وتأمر بوقف إطلاق النار ووقف القتال ووقف النزف الأخوي ونزف الأهل ونزف الشعب وفتح باب الحل السياسي وأنت تقدر على ذلك وتملك زمام المبادرة. أتحدث بهذا الكلام إحساسا بالمسؤولية وأنا لا أعرف الوضع الميداني ولمن المصلحة الآن الحوثيين أو الجيش اليمني ولم يطلب مني أحد ولم يتصل بي أحد ولا شغل لي بهذا الموضوع، ولكن نحن في شهر رمضان وبعد يومين نذهب للعيد، وفي يوم من الأيام يا سيادة الرئيس ناشدتنا وأصغينا وأكرمناك وكان واجبنا، اليوم أنا أيضا أناشدك بأن تأمر بوقف القتال ووقف النزف وتأخذ زمام المبادرة وأنت قادر على ذلك وتفتح باب الحل السياسي وتحقن دماء أهلنا وشعبنا في اليمن.

الملف اللبناني

في الموضوع اللبناني، كل واحد منّا اشتغل بحسب حقّه الدستوري، الرئيس المكلف اشتغل حقه الذي يعتبره حقه، المعارضة اشتغلت حقها، ذهبنا إلى التسمية المعارضة لم تسمِّ ليس لضعف أو عجز أو قحط في الرجال وكانت تقدر على تسمية أي شخصية من القادة المسؤولين السنة في لبنان ليكون رئيس الحكومة بحسب نظامنا الطائفي لكنها لم تفعل ذلك لأنّه قد يعتبر تسمية أي شخص كتوتير أو تشنّج للرئيس الذي ستسميه الأغلبية، تبانينا في المعارضة أن لا نسميّ ونحن نعتبر هذا إيجابية وإلاّ الطبيعي جدا أننا معارضة وكتل نيابية وبإمكاننا أن نسمّي أي شخصية لتكليفه بتشكيل حكومة وإن كانت الأغلبية ستسمي رئيس آخر أو شخص آخر، هذا الأمر يمكن أن يرى سلبا ولكن يمكن أن ينظر إليه إيجابا، وقلنا أننا كلنا جاهزون للحوار والتعاون، الذي أريد قوله : لا يأخذ أحد البلد، وما بتحرز، إلى توتر سياسي ولا إلى توتر طائفي ولا إلى توتر مذهبي ولا إلى توتر أمني ولا داعي لذلك، كلنا جربنا وكلنا نخسر، الذي يتصور أنّه إذا أخذ البلد إلى التوتر الداخلي والزوارب والأزقة كلنا نخسر بذلك، الخطاب المذهبي سيف ذو حدين فلا أحد يرجع ويلجأ إلى خطاب مذهبي، اتركوا الساحة هادئة كما بعد الانتخابات، الرئيس المكلف بعد العيد ويرجع بالسلامة إنشاء الله يجلس إلى العالم والكتل النيابية ويتواصل معهم وهناك مسار قانوني ودستوري ولدينا في لبنان ديمقراطيتنا ولنهدئ ونطول بالنا على بعضنا البعض ولنصل إلى نتيجة، وأن نصل متأخرين أفضل من أن ّنودي ببلدنا إلى التهلكة.

في يوم القدس أشكر لكم حضوركم، وأنتم صائمون ومتعبون، لكن هذا جزء من الوفاء للقدس وجزء للوفاء للإمام، جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بالمبادئ والثوابت والحق، ووفقنا وإياكم لنصلي إن شاء الله في المسجد الأقصى في بيت المقدس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.