الصِّيامُ في الحديث

2007-08-23

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن شهر رمضان، شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع في الدرجات، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له، ومن أحسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له)).

ثم التفت إلى الناس فقال:

((إن شهركم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل اليكم، أقبل بالبركة والرحمة، وإذا ادبر عنكم، ادبر بغفران الذنوب)).

قال الامام الصادق (عليه السلام): ((إذا صمت، فليصم سمعك، وبصرك، وجلدك... ولا يكن يوم صومك، كيوم فطرك)).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجابر بن عبد الله الانصاري: ((يا جابر، هذا شهر رمضان، من صام نهاره، وقام ورداً من ليله، وعفَّ بطنه وفرجه، وكفَّ لسانه، خرج من الذنوب، كخروجه من الشهر)).

قال الامام الصادق (عليه السلام) ((ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده.. فإذا صمتم، فاحفظوا السنتكم، وغضّوا ابصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا)).

وقال (عليه السلام): ((سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، امرأة تسبّ جارية لها، وهي صائمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطعام، فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة؟ وقد سببت جاريتك، ان الصوم ليس من الطعام والشراب)).

وعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ((إذا جاء رمضان، فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النيران، وصفدت الشياطين)) و((يعتق الله في كل يوم من رمضان، سبعين الف عتيق من النار)) و((للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)) و((لو تعلم امتي ما في رمضان من الخير، لتمنّت ان يكون رمضان العام كله)) و((من صام رمضان، وهو يحدث نفسه: إذا افطر ان لا يعصي الله، دخل الجنة بغير مسئلة أو حساب)).

سئل هشام بن الحكم، الامام الصادق عن علة الصيام، فقال:

((إنما فرض الصيام، ليستوي به الغني والفقير، وذلك ان الغني لم يكن ليجد مس الجوع، فيرحم الفقير، لأن الغني كلما اراد شيئاً قدر عليه، فاراد الله تعالى: ان يسوّي بين خلقه، وان يذيق الغني مس الجوع. والالم، ليرق على الضعيف، ويرحم الجائع)).

وكتب محمد بن سنان، إلى الامام الرضا (عليه السلام)، يسئله عن مسائل، فكان في اجوبة الامام:

((.. علة الصوم: لعرفان مسّ الجوع والعطش، ليكون العبد ذليلاً مسكيناً، مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون دليلاً له على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل، ليعلم شدة مبلغ ذلك، من اهل الفقر والمسكنة...)).

قال أبو الصلت الهروي: دخلت على ابي الحسن: علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في آخر جمعة من شعبان، فقال لي:

((يا أبا الصلت: ان شعبان قد مضى اكثر، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك فيما بقي منه، تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك، وترك ما لا يعنيك، واكثر من الدعاء والاستغفار، وتلاوة القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر الله عليك، وانت مخلص لله عز وجل، ولا تدّعي أمانة في عنقك، إلاّ اديتها، ولا في قلبك حنقاً على مؤمن إلاّ نزعته، ولا ذنباً أنت ترتكبه إلاّ اقلعت عنه، واتق الله، وتوكل عليه، في سرايرك وعلانيتك، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ان الله بالغ امره، قد جعل الله لكل شيء قدراً، واكثر من ان تقول ـ فيما بقي من هذا الشهر ـ ((اللهم: ان لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان، فاغفر لنا فيما بقي منه)) فان الله تبارك وتعالى، يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار، لحرمة شهر رمضان)).