لم يكن القيادي العسكري الكبير في حزب الله الشهيد مصطفى بدر الدين يجهل المصير الذي ينتظره منذ اختار هذا الخط بداية ثمانينات القرن الماضي شابا في مقتبل العمر. كيف لا وقد واجه مصاعب هذا الطريق بالإصابة والأسر والملاحقة خلال ما يقرب من أربعة عقود في العمل الجهادي في مواجهة الكيان الإسرائيلي.

نعته المقاومة بكلامه: لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر ليعود شهيدا ملتحفا راية نصر، أسّس له عبر جهاد مرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة بحسب بيان النعي الذي أصدره حزب الله.

 “"المواجهة مع أعتى أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية أكسبت الشهيد خبرات أمنية واستخبارية"

السيد "ذو الفقار".. بهذا الاسم يعرف بدر في أوساط المقاومة، تسنم أهم المناصب العسكرية العليا في الحزب، مشهود له بعقليته العسكرية الخلاقة وجديته واحترافه في عمله شارك في جميع معارك المقاومة المفصلية منذ نشوؤها.

 “"تُعزى للشهيد الكثير من انجازات المقاومة ومكتسباتها على مستويات تتجاوز النطاق الأمني والعسكري لتدخل مجال التعبئة والتنشئة الحزبية والفكرية"

البصمة التي تركها بدر الدين سيذكرها الآلاف من عناصر المقاومة الذين عرفوه مبدعا للتكتيكات العسكرية ومدربا عسكريا شديد الانضباط حيث استطاع إنضاج تجربته العسكرية بالدمج بين العمل الميداني الذي فرضته طبيعة الصراع مع الكيان الإسرائيلي والدراسات العسكرية المعمقة التي حظي بها.

عقود من المواجهة مع أعتى أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية أكسبته خبرات أمنية واستخبارية شكلت نقلة نوعية في عمل جهاز أمن المقاومة على مستوى الكادر البشري والتقني.

 “"فقدت المقاومة قامة قيادية شامخة كبرت به في حياته لتتشامخ به في شهادته"

تُعزى للشهيد الكثير من انجازات المقاومة ومكتسباتها على مستويات تتجاوز النطاق الأمني والعسكري لتدخل مجال التعبئة والتنشئة الحزبية والفكرية، أمور ستتكشف تباعا خلال الأيام القادمة.

بشهادته، فقدت المقاومة قامة قيادية شامخة كبرت به في حياته لتتشامخ به في شهادته ولتشكل خسارته كفرد فاعل ومؤثر في مسيرة المقاومة نصرا للخط وتثبيتا لأتباعه في رسالة تقول إن المقاومة قيادة وعناصر يقفون في الصفوف الأولى للذود عن المبادئ التي يتبنونها.

المصدر: موقع قناة العالم