أعرب قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السید علي الخامنئي عن شكره لأبناء الشعب الإيراني على مشاركته الفاعلة في الانتخابات التي جرت یوم الجمعة.

وجاء في البیان الذي وجهه سماحة القائد بهذه المناسبة 'إن الاحتفال الملحمي یوم الانتخابات جسد مرة أخرى عزم وإرادة الشعب للعالم وان المشاركة الفاعلة في الانتخابات والإقبال الملفت على صنادیق الاقتراع والطوابیر الطویلة التي تم تشكیلها وصولا للصنادیق في جمیع أنحاء البلاد وبمشاركة جمیع شرائح الشعب إنما هي مؤشر على الأسس المحكمة لسیادة الشعب الإسلامية ودلیل على خروج الشعب مرفوع الرأس من ساحة العمل والاختبار.

وجاء في البیان إن الشعب الإيراني سجل بما ألقاه من أصوات في صنادیق الاقتراع رقما قیاسیا جدیدا في الانتخابات الرئاسیة وهذا ما یثبت اقتداره وتواجده الفاعل في الساحة وان إيران استطاعت بذلك مرة أخرى أن تصد الجهات التي تضمر لها الشر وتكن لها الحقد وتثلج بهذه الملحمة صدور الأصدقاء والأنصار.

الفائز في هذه الانتخابات هو الشعب الإيراني ونظام الجمهوریة الإسلامية الذي استطاع رغم مؤامرات ومحاولات الأعداء أن یكون محط ثقة هذا الشعب العظیم وان یثبت تألقه في كل فترة یمر بها.

إن الاختبار الذي خاضه الشعب یوم أمس لم یقتصر على مشاركته بل هو ضمان لسكینة ووقار وحكمة وتدبیر هؤلاء الذین شاركوا في هذه الانتخابات من جمیع الشرائح والسلائق والتوجهات السیاسیة وصوتوا لنظام الجمهوریة الإسلامية.

وهنا إذ أسجد سجدة شكر وبخشوع في محضر الله عز وجل، وأسأله اللطف والرحمة والثواب اللائق للشعب الإيراني، وأتوجه بالسلام والإخلاص إلى بقیة الله الأعظم (أرواحنا فداه).

 

وفي هذا المجال لا بد لي من التّذكیر بعدد نقاط:

1- أدعو الشعب العزیز الّذي وفقه الله لإجراء هذه الانتخابات بعد سخونة الأیام والأسابیع التي سبقتها، إلى الاتحاد والوحدة الوطنیة التي هي بدون أي شك عامل مهم من عوامل القوة والاقتدار الوطني. الكل هم تحت ظل نظام الجمهوریة الإسلامية الإيرانية وأبناء هذا الوطن العزیز. حاولوا زیادة نصیبكم في تطویر البلاد إلى أهدافه العلیا والسّامیة، وتحقیق جمیع التطلعات الوطنیة في التخطیط والعمل.

2- أوصي وأشدد على رئیس الجمهوریة وجمیع الأشخاص الّذین سیشكلون الحكومة المقبلة على العمل وبذل الجهود الشبابیة من أجل حل مشكلات البلاد وأن لا یغفلوا لحظة واحدة عن الخط المستقیم. وأن یولوا الطبقات الضعیفة، في القرى والمناطق الفقیرة، أولى اهتماماتهم، وأن یكافحوا الفساد والمشاكل الاجتماعیة.

3- أن یراعوا العزة الوطنیة، وأن یعتمدوا الحكمة في العلاقات الدولیة، والاهتمام باقتدار البلد دولیا كجملة من أهم أولویات الإدارة الثوریة والإسلامية.

4- أرى أنه من الواجب علي أن أشكر كل فرد شارك في الانتخابات وشجّع الباقین على أداء هذه المهمة، لا سیّما المراجع العظام والعلماء الأعلام والنخب الجامعیة والسیاسیة والثقافیة والفنیة.

5- أرى من الواجب علي أیضا أن أشكر المرشحین لرئاسة الجمهوریة الإسلامية الإيرانية الّذین كان لهم دور فعّال في تنویر وخلق الحماسة من أجل المشاركة في الانتخابات.

6- أرى أنّه من الواجب علي أن أتقدم بالشكر لكل العاملین على إجراء ومراقبة انتخابات رئاسة الجمهوریة وانتخابات المجالس المحلیة للمدن والقرى الّذي تحملوا أعباء مرهقة.

7- أرى من الواجب علي أن أشكر الّذین وفّروا أمن الانتخابات وكذلك الإعلام الوطني الّذین أضفوا الحماسة على الانتخابات عبر بذل الجهود الفنیة المتواصلة.

8- وفي الختام أدعو الجمیع، إلى التحلي بالتقوى والسعي لتنفیذ الواجب الإلهي والاجتماعي، والالتزام بخط الثورة الإسلامية الذي یعتبر الإرث القیّم للإمام الخمیني العظیم والشهداء الأطهار وأسأل الله تعالى لهم علو الدرجات.