أكد محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله أن الثورة التي تفجرت وانتصرت في إيران بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه خلطت جميع الأوراق على قوى الاستكبار العالمي، مشيراً إلى أن الإمام الخميني كان يتجاوز بنظرته المذهب والقومية إلى الإنسانية المستضعفة جمعاء.
وقال خسروي: الإمام الخمیني (ره) بصفته رجلاً سیاسیاً وقائداً لنهضة إسلامیة كبیرة في القرن المنصرم، لكن للأسف فانّ الجوانب والأبعاد الأخلاقیة والفقهیة التي كان یتمتّع بها غیر معروفة للعدید من الأفراد.
وأضاف: حینما فجّر الإمام الخمیني (ره) الثورة الإسلامیة، عملت هذه الثورة علی خلط جمیع الأوراق، فالجیش تبدّل كما أنّ السیاسات تغیّرت والاقتصاد تحوّل إضافة، إلا أنّ الفوضى عمّت وهذا بالطبع من طبیعة أيّ ثورة، إلا أنّ الإمام (ره) سعی منذ البدایة أن تكون الأسس والمبادئ الأخلاقیة هي التي تسیطر علی المجتمع.
وتابع محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله: ولكن بالطبع كان العمل بالغ الصعوبة، إلا أنّ أنفاس الإمام الزكیة نجحت في تحقیق هذا الهدف إلی حدّ بعید.
أضاف: كان الإمام (ره) یعتقد جازماً أنّ هذه الثورة ثقافیة وأخلاقیة، فحینما كان رضوان الله علیه في مدینة قم قبل أن یُنفی من البلاد، كان یعلنها بصراحة ویقول: أنا لستُ راض عن أولئك الأفراد الذین یدخلون منزلي ويبدءون بغیبة أشخاص آخرین. فقد كان الإمام (ره) معارضاً بقوّة للغیبة وإلقاء التهم جزافاً والقذف والتشهیر بالآخرین حتى الشاه.
وأشار إلى أن الإمام سعى حثیثاً إلی إدخال العبارات القرآنیة، التي تُعتبر مشتركة بین جمیع المسلمین في العالم، إلی لغة الإعلام والحوار الثوري. وأوضح: علی سبیل المثال، كانت صفة أو كلمة الدكتاتور مستخدمة في إيران، وكنّا نحن نجاهد الشاه المستبد والدكتاتور، لم یستخدم الإمام (ره) هذه الكلمة أو الصفة، بل استخدم كلمة "طاغوت" عوضاً عنها، فكلمة الطاغوت مصطلح قرآني، بمعنی دكتاتور لكن بمعنی أشمل وأوسع.
وتابع محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله: كان لدینا مصطلح آخر بمعنی "الإستعمار"، قام الإمام بحذف هذا المصطلح واستبدله بكلمة قرآنیة أخری ألا وهي "الاستكبار"، ویُعتبر الشیطان أوّل مستكبر في العالم، أمّا المصطلح الثالث الذي ادخله الإمام هو "المستضعف".
واستطرد : علی هذا الأساس، فعبارات كالاستضعاف والمستضعف والطاغوت والاستكبار والمستكبر، أدخلها الإمام (ره) في وسائل الإعلام في العالم الإسلامي وقد انتشرت بسرعة كبیرة كانتشار النار في الهشیم، والیوم، هذه هي اللغة المشتركة بین جمیع المسلمین من أجل الجهاد ونیل حقوقهم من المستكبرین.
وأكد أن الإمام الخمیني فرید من نوعه بین المصلحین الدینیین، والسبب أن نظرته أوسع من السنّة والشیعة، وتشمل كل الأدیان وكل من یتعرّض للظلم في هذا العالم، حتى لو لم یكونوا یعتقدون بالخالق، فالإمام لدیه نظرة خاصّة لهؤلاء، وقد دعا في باريس البابا والقساوسة المسیحیین إلى الصلاة والدعاء من أجل نجاة محرومي العالم.
وشدد محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله: إن الشخص الذي یُصبح إلهیاً ومرتبطاً بالله لا یمكنه أن یدخل في مساومات مع أمریكا، والشخص الذي وجد النفسیة المعنویة الإلهیة لا یمكنه السكوت أمام الظلم الذي تمارسه إسرائیل.
وأشار إلى أن الإمام الخميني كان يؤمن بأن الشعب هو المسؤول عن كلّ شيء في فكر الإمام الخمیني الراحل، بمعنی إذا كان علی أحد الأنظمة أن یتغیّر فانّ رأي الشعب هو الصائب هنا، وهذا الفكر كان موجوداً في وجود الإمام الخمیني (ره) ونظرته، إلی درجة أنّه كان يقول: حتى لو صوتت أغلبیة الشعب لصالح قرار یناقض مصالحه فیجب إتباع هذا القرار، ویجب علی الحكومة أن تقبل به.
وأشار محمد علي خسروي مساعد قسم الدراسات في مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني رحمه الله إلى أن الإمام الخميني كان بناء على ذلك يشدد على ضرورة منح الشعب الفلسطیني حقه في تقرير المصير.
المصدر: العالم
تعليقات الزوار