ثمانية وعشرون عاما مضت على رحيل الإمام الخميني (قدس سره) بقلب هادئ ونفس مطمئنة . والحديث اليوم عن شخصية هذا الإمام (قدس سره) ونهجه هو حديث عن الإسلام الرسالي والتدين الواقعي والشخصية النموذجية التي انعكست فيها كل المقومات العلمية والعملية للإنسان الذي يصدق عليه انه الإيمان الناطق.
وقال الشيخ حسين غبريس مسؤول العلاقات العامة والسياسية في تجمع العلماء المسلمين: الإمام الخميني ( قدس سره ) أعاد ربط الأمة بتاريخها ومجدها الغابر، وفي السياق نفسه قال: نحن أمام شخصية فريدة في عصرنا الحاضر، لقد مرّ في التاريخ العديد من الشخصيات التي تركت بصمات، إلاّ أن بصمة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه اختلفت عن غيرها . فهو جاء بعد فترة طويلة مرت على المسلمين دون أن يكون هناك شخصية تؤثر فيهم وفي عقولهم وقلوبهم .
وأضاف عند الحديث عن شخصية الإمام (قدس سره) نربطها بشخصية أمير المؤمنين عليه السلام لأنه بعد استشهاده بقي الجميع في حالة من الضياع وأصبح المسلمون كالأيتام يبحثون عن منقذ وعن شخصية تترك الأثر الكبير في حياتهم، إلى أن منّ الله تعالى علينا وقيّد للأمة شخصية كالإمام الخميني .
وتابع الشيخ غبريس، هذا الرجل العظيم يحمل ويختزن كل المسافات الواقعة بين صدر الإسلام الأول وعصرنا الحاضر ، فالإمام أعاد ربط الأمة بتاريخها ومجدها الغابر، بهذا الإسلام العظيم الذي جاء به النبي محمد (ص) وربطها بالواقع الحالي لتعيش الأمة أمجادا لم تعهدها من قبل . وبالتالي فإن كل ما أصابنا هو من بركة عاشوراء كما قال (قدس سره). وقال: لقد منّ الله علينا ووفقنا لزيارة الإمام عن قرب ما يجعلنا نقف عاجزين أما شخصية الإمام وما تركته في نفوسنا. فهو بطلته البهية يجعلك تذهب إلى شخصيات الأوصياء ، نظرا لهذه المكانة المميزة ، لافتا إلى أن لهذا الرجل تأثير كبير وشخصية مميزة لا يمكن وصفها باختصار إلاّ أنه وريث الأنبياء والأوصياء نزل بهذا الإسم والشكل روح الله الموسوي الخميني ، ومهما تحدثنا عن شخصيته نبقى مقصرين لأنه رجل تجاوز التاريخ والجغرافيا والعقول .
وأشار الشيخ غبريس إلى أن أهم ما قام به (قدس سره) أنه عمل الإمام على ترسيخ الوحدة بين المسلمين، وقد وفقنا الله تعالى بأن يكون تجمع العلماء المسلمين من ثمار الإمام (قدس سره) فتوحدت الصفوف سنّة وشيعة لمواجهة الفتنة والحرب من خلال الوحدة ، لافتا إلى أن الإمام لم يترك فرصة ومناسبة تاريخية تمر إلا وكان يتحدث فيها عن الوحدة الإسلامية ، فيشير إلى أن الوحدة هي أمر شرعي ومطلب رئيسي لجميع المسلمين ، لذا ينبغي أن لا يغفلوا عن هذا الجانب ، وبالفعل نحن اليوم ببركة وصايا الإمام نعتبر أننا في تجمع العلماء كنا جزء من الواجب وبقي علينا أجزاء عديدة . ونأمل أن نوفق للاستمرار .
وأضاف كيف لا تكون هذه الشخصية عظيمة وهي التي لفتت أنظار الدنيا تجاه فلسطين بأنها القضية المركزية، وأنها تشكل مادة رئيسية للوحدة بين المسلمين ، كما حوّل أنظار المسلمين نحو إحياء يوم القدس العالمي وجعل الأسبوع الفاصل بين الثاني عشر والسابع عشر من شهر ربيع الأول من كل سنة أسبوعا للوحدة الإسلامية.
وختم الشيخ غبرس تصريحه بما قاله الشاعر بحق الإمام الخميني : "أي عصر نحن عشنا .. يا هنا من عاش عصرك" .
تعليقات الزوار