أعادت شخصية الإمام الخميني (قدس سره) العظيمة، للإسلام والدين والإنسان قيمته واعتباره، فأضحى النموذج والمقتدى . فقد تجلت في شخصيته كل صفات الإنسان المثالي الذي بدأ حياته بالعلم والتقوى والإيمان والعمل الجاد والدؤوب، فلم يخف في الله لومة لائم، ولم تمنعه كل الحواجز المادية والدنيوية عن أن يجسد الحقائق الأصيلة في الجمهورية الإسلامية بفضل ما اتسمت به هذه الشخصية الفذة، فانعكست هذه الصفات والخصائص على نهجه وخطه، فكان خطا مميزا عن كل التوجهات والاتجاهات التي حكمت عالمنا، ولم تقف إنجازاته عند حدود الزمن الذي عاش فيه بل تعدَّت ذلك للعصور الحالية واللاحقة. وهو الأمر الذي جعل فكره، يستمر مع الزمن.

وقال الشيخ صهيب حبلي: إن الإمام الخميني (قدس سره) هو المجدد، "من باب قول النبي محمد (ص) إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام  من يجدد لها دينها" . فالإمام رفعه الله تبارك وتعالى بتواضعه. فهذه الشخصية التي عملت للإسلام كانت أعمالها واضحة، فمن أهم ما دعا إليه هو أسبوع الوحدة، ويوم القدس العالمي، وهو من أعاد فلسطين إلى الساحة بعد أن تخاذل العرب عنها، لافتا إلى أن إيران اليوم تدفع ثمن هذه المواقف المشرفة.

وأشار إلى انه بغض النظر عن بعض الحملات التشويهية على الإمام إلاّ أن من تعمق بسيرته، حمل هذا الفكر النيّر والوحدوي الذي لم يخف في الله لومة لائم .

وأضاف الشيخ حبلي، بسبب إخلاص الإمام (قدس سره)  استطاعت انجازاته أن تنبض حنى يومنا هذا، وما انتصار غزة في فلسطين إلا ثمرة من ثمرات انجازات الإمام الخميني (قدس سره) ، وانتصار تموز في لبنان أيضا، حتى أن المقاومة في لبنان، وكل من يقف في وجه الغطرسة الأمريكية والتكفير جميعها من ثمرات الإمام الخميني الذي هو بدوره (الإمام) ثمرة من ثمرات عاشوراء، وطريق الحق.

وحول الدعائم التي أرساها الإمام للوحدة الإسلامية، قال لم نجد حاكم عربي دعا للوحدة الإسلامية أو دعا لمؤتمر يحاكي هم الأمة وما تتعرض له، كما فعل الإمام الخميني من خلال دعوته ليوم القدس العالمي، التي هي ليست فقط للوحدة بين المسلمين بل للوحدة بين كل شريف وحر، فالمسجد الأقصى ليس للمسلمين فقط وإنما للمسيحيين أيضا، فدعا لوحدة حقيقية من خلال اتحاد المسلمين وتعاونهم أمام القضايا المصيرية  والتي أهمها قضية القدس، مضيفا من أهم ما دعا إليه الإمام هو الوحدة الإسلامية في مولد النبي محمد (ص) باعتبار أن المسلمين منهم من يعتبر ولادة الرسول في 12 ربيع أول والبعض الآخر يعتبره في 17 ربيع أول، لذا نسف الإمام هذا الخلاف بجعل هذا الأسبوع أسبوعا للوحدة الإسلامية بين الثاني عشر والسابع عشر من شهر ربيع الأول .

وأضاف الشيخ حبلي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبروز انجازات الإمام (قدس سره) الوحدوية في فترة قليلة، جاء الإمام وتحدث بالمستضعفين ووقف في وجه مشاريع أميركا وإسرائيل، فظهر الإسلام الحقيقي، الذي مع ظهوره قام أعداء الأمة وكل من يقف في وجه ظهور هذا الإسلام، بتكثيف موضوع الكتيبات الوهابية والفكر الوهابي الذي نشط أكثر للرد على هذا الإسلام المعتدل المحمدي الأصيل، لافتا إلى أن لظهور الإمام وتحقيقه الإنجازات، متغير سلبي على المجتمع، لجهة ظهور الأفكار المتشددة التي ظهرت كرد فعل على انتصار الثورة وانجازاته العظيمة، أما من الناحية الإيجابية فان انتصار الثورة هو دليل خير .

وتابع من دلائل الحق أن تظهر جماعات تنادي بالتكفير والتشدد والعصبية والتفريق بين المسلمين، مؤكدا أن ثمرات انجازات الإمام الخميني مستمرة حتى تحرير فلسطين.

وعن إمكانية تكرار الثورة الإسلامية في إيران بالسمات التي عرفت بها في بلدان العالم الإسلامي، قال الشيخ حبلي: لا يتسنى لهذه الثورة التكرار لأن هذه الدول مرتهنة، وكان ذلك واضحا من خلال زيارة ترامب إلى السعودية، فلا نرى في هؤلاء الحكام الدين والتأييد الإلهي الموجود عند الإمام الخميني، فهؤلاء لا صفات للمؤمنين فيهم ولا صفات للمسلمين ولا حتى صفات العرب، كل ذلك يفتقر إليه الحكام الذين يدّعون الإسلام، مشددا على " أنني كعالم سنّي فإن الإمام الخميني يمثلني أكثر من خادم الحرمين لأنه هو خائن للحرمين، ومتسائلا ماذا قدم حكام الدول الخليجية لبيت المقدس؟ بينما الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت وما زالت تقدم وتدفع ثمن وقوفها في هذا الخط .

وشدد الشيخ حبلي على أن التاريخ سيكتب ما فعلته انجازات الإمام الخميني (قدس سره) وسيذهب الحكام الخونة إلى مزبلة التاريخ .