أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا “الآن أمام انتصار كبير ومنجز” في جرود عرسال وفليطة “وسيكتمل إن شاء الله عبر الخطوات الأخيرة إما بالميدان أو التفاوض وستعود كل هذه الأرض إلى أهلها وسيأمن الناس جميعا”.

وقال السيد نصر الله أن “هذا النصر المنجز يهديه مجاهدونا وجرحانا وعوائل شهدائنا إلى كل اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الإرهاب التكفيري والإرعاب التكفيري والوحشية التكفيرية والى المسيحيين والمسلمين”.  وأشار إلى أننا ” في جرود فليطة قاتلنا نحن والجيش السوري كتفا إلى كتف واستطعنا تحرير كافة الجرود من جبهة النصرة”.

وقال “العمل جار على خطين الأول في الميدان والثاني في المفاوضات، يستمر التقدم الميداني ولكن مع إصراري أنا على الإخوة أن يتقدموا بشكل مدروس ولا يعجلوا، السبب الرئيسي في ذلك انه المسلحين باتوا محصورين في مساحة ضيقة جدا ، وكذلك لإعطاء فرصة لتسوية من خلال المفاوضات تقضي يخروج المسلحين”.

وأعلن السيد نصر الله أن “هناك مفاوضات تقودها جهة رسمية لبنانية وهناك جدية ولكن لا يزال هناك بعض البعد (من النصرة) عن الواقع حيث يجب أن تعرف جبهة النصرة أن وضعها حاليا في جرود عرسال لا يضعها الآن في موقع من يفرض الشروط”.

وحول المرحلة المقبلة  قال سماحته “سأدع الكلام عن باقي الجرود إلى حين الانتهاء من ملف جبهة النصرة”.

وأكد انه “يجب التوقف عند المستوى العالي من التأييد الذي حظيت به المعركة المحقة من السياسيين ووسائل الإعلام والنخب الإعلامية والثقافية والاجتماعية وعلى المستوى الشعبي وأشكال التعبير المختلفة من شبكات التواصل والبيانات والتبرع بالدم وأشكال الدعم المختلفة، لكل من أيد ودعم وساهم بكلمة أو خط يد أو دعاء، كل الشكر”.

وتوجه إلى المضحين كلهم، إلى الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى وعائلات الجرحى والمجاهدين والمقاومين بالقول إن فيكم روح زينب وروح الإمام الحسين الذي عندما حاصره العالم قال هيهات منا الذلة “. وقال “بأبي انتم وامي ونفسي كيف اصف حسن ثنائكم، اللسان عاجز عن مدحكم،  فأنتم النجباء الكرام وبكم أخرجنا الله من الذل والهوان والضعف والخوف والهزيمة، وفرج عنا بكم”.

وأكد السيد نصرالله انه “بفضل الشهداء والجرحى والمقاومين وعوائلهم بات كل لبنان آمنا عزيزا وقادرا على مواجهة كل التهديدات والمصاعب”.

السيد نصر الله أكد في مستهل حديثه عن معركة الجرود إلى اننا “في معركة مسؤولة ينزف فيها دماء ويصنع فيها مصير بلد” متحدثا أن هدف المعركة “إخراج المسلحين والجماعات المسلحة من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة في جرود فليطة وعرسال وقد شرحنا كثيرا مخاطر تواجد هذه الجماعات على لبنان وسوريا والجميع”.

وأضاف “يمكن لأي احد متردد أن يذهب إلى أهل الهرمل والقاع والفاكهة ورأس بعلبك وعرسال والنبي عثمان والبزالية ومقنة ويونين ونحلة والجمالية وصولا لبعلبك ويسأل ويذهب للمناطق التي ضربت بالسيارات المفخخة والتي كان يحضر لاستهدافها ويجيب نفسه لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هذا الهدف”.

وحول توقيت المعركة أشار إلى أنها “عملية مؤجلة من 2015 وقد ثبت مؤخرا أن الجرود عادت ليعتمد عليها في تحضير السيارات المفخخة ولم يعد هناك مصلحة أن تؤجل”، مشيرا أن “هذا قرار داخلي لا علاقة له بأي جهة إقليمية وكنا نعد لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي والتوقيت لا علاقة له بجنيف واستانا ولا بلقاء بوتين ترامب ولا الأزمة الخليجية لأنه سابق على كل هذه الأحداث”.

وأشار السيد نصر الله أن “المنطقة التي كانت تسيطر عليها النصرة مساحتها حوالي 100 كم مربع وهي عبارة عن منطقة جبلية ووديان سحيقة وجرداء والقتال في هذه المنطقة من أصعب أنواع القتال، في هذه التلال عدو في وضعية دفاع ومحصن لذا له الارجحية ووضعهم مرتاح يهبون إلى عوائلهم وعندهم سلاح ومواد غذائية وطبية”.

وأشار إلى أننا “كنا نعرض تسويات وان تتم تسوية تخرج المسلحين وتحدثنا عن الخيارات ولم يكن ذلك سرا”.

وأكد أننا “أمام انتصار عسكري وميداني كبير جدا تحقق خلال 48 ساعة وهذا الانتصار فاجأ الجميع”.

أضاف “عمليا هماصبحوا في مكان ضيق ، من جهة هناك حزب الله ومن جهة الجيش اللبناني ومن جهة ثالثة داعش التي ترفض أن تستقبلهم إلا بعد إذلالها لهم”.

وأشاد السيد نصر الله بدور الجيش وقال إن “ما قام به الجيش اللبناني في محيط عرسال وعلى خط التماس كان أساسيا جدا في صنع هذا الانجاز، وأي مجموعات كانت تحاول أن تأتي باتجاه عرسال كان يتصدى لها”، وأشار أن “الحماية الأمنية التي قدمها الجيش لعرسال والبلدات على خط التماس أنتجت جوا من الاطمئنان”.

وأردف سماحته “نتوقف عند السلوك العقلاني والمسؤول ل”سرايا أهل الشام” حيث اخذوا قرار عقلانيا في اليوم الثاني بالانسحاب من الخطوط الأمامية إلى مخيمات النازحين وسهلنا لهم هذا الانسحاب وحاضرون للعمل على تامين  خروجهم والأمر يعود إليهم”.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن “لدينا التزام أن لا تمس مخيمات النازحين في وادي حميد والملاهي”. 

وأكد أن “عرسال لم تكن يوما مستهدفة وحاول البعض إثارة فتنة وكله كان ظلما واتهاما غير صحيح والدليل مسار الأحداث”.

وأعلن أننا “جاهزون أن نسلم الأرض إلى الجيش اللبناني ونأمل أن تتحمل قيادة الجيش هذه المسؤولية لكي يتاح لأهل عرسال العودة إلى أرضهم وبساتينهم ومقالعهم”.

وفي مستهل الكلمة توجه  السيّد نصرالله بالتحية والإجلال والإكبار إلى كل الفلسطينيين الذين دافعوا عن المسجد الأقصى وصنعوا نصرا، وحيا  السيّد نصرالله  السيد عبد الملك الحوثي الذي أعلن وقوفه إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين في أي مواجهة مع العدو الصهيوني.

كما  هنأ السيّد نصرالله  الجيش اللبناني في عيده والذي هو شريك وعمدة المعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة”.

 

المصدر:  موقع المنار