حل يوم 12 شباط/فبراير من العام 2018 حاملا معه الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان) الذي اغتالته أيادي الغدر الصهيونية في العاصمة السورية دمشق سنة 2008.

 

*ذوالفقار ضاهر

بعد أكثر من ربع قرن من الملاحقة ومحاولات الاستهداف والتصفية استطاع خلالها "حاج فلسطين" من تأسيس مقاومة لبنانية إسلامية عينها على القدس وبوصلتها دائما وأبدا القضية الفلسطينية أيا كانت الأدوات التي يحاول العدو استخدامها هنا وهناك.

هذا الحاج الشهيد الذي رهن عمره لدعم وتقوية المقاومة الفلسطينية وهو قضى على درب القدس تاركا مؤسسة في الجهاد والمقاومة تنتج الأبطال والشهداء ولا تعرف التوقف أو المستحيل، وكل ما تنجزه المقاومة اليوم هو بفضل الله أولا وأخيرا وببركة العمل المخلص والتأسيس الجيد الذي قام به عماد مغنية، باعتراف كل قادة المقاومة وفي طليعتهم سيدها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عندما قال في يوم تشييع الحاج رضوان ".. لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين المجهزين الحاضرين للشهادة.."، فالأعداء اعتبروا أن كلام السيد نصر الله هو مجرد كلام عاطفي تستوجبه المناسبة إلا أن التجربة أثبتت لاسيما في الحرب ضد الإرهاب في سوريا أن المقاومة حاضرة وجاهزة وان زرع الحاج رضوان يزهر وينمو انتصارات تلو انتصارات.

 

انجازات بالجملة..

والجميع يتوقع أن ما ينسب إلى الحاج عماد مغنية على كثرته وغناه قد لا يكون إلا غيض من فيض ما قدمه هذا الرجل للمقاومة والأمة، وكما قال السيد نصر الله إن ".. من حق الحاج عماد مغنية الشهيد على هذه الأمة أن تعرفه من اجلها لا من اجله وحقه على الأمة أن تنصفه من اجلها لا من اجله وحقه على الأمة أن تستلهم روحه ودرسه وجهاده من اجلها لا من اجله…"، وفي هذا الإطار كشفت بعض المعلومات والأخبار عن الحاج رضوان وما خفي لأسباب عمل وجهد المقاومة هو الأهم والأكبر، ونبقى مقصرين بحق هذه الهامات المقاومة والشامخة لعظمة ما قاموا به وأنجزوه.

وقد نسب للشهيد الكبير وقوفه خلف الكثير من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي أبرزها تفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور بجنوب لبنان ونفذه فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد احمد قصير في العام 1982، بالإضافة إلى دوره الكبير في تطوير قدرات المقاومة ورسم معادلات الردع مع الاحتلال الإسرائيلي لاسيما إبان عدوان العام 1993 والعام 1996 وبالتعاون مع الشهيد الكبير السيد مصطفى بدر الدين، ناهيك عن دعم المقاومة الفلسطينية رغم كل الصعوبات التي تحيط بها والظروف التي تعمل من خلالها، وصولا إلى إطلاق اسم "بطل الانتصارين" على الشهيد، أي الانتصار في العام 2000 الذي أدى إلى دحر العدو الإسرائيلي عن لبنان والانتصار الإلهي الكبير الذي سجل في تموز-آب من العام 2006.

 

فلسطين البوصلة..

واليوم تبرز أكثر فأكثر معالم إنجازات وآثار عمل الشهيد القائد مغنية واضحة على بنية المقاومة الإسلامية التي باتت تعمل كجزء من محور على صعيد المنطقة ولها دورها في صنع المعادلات الكبرى بما لها من تأثيرات واضحة على مستوى العالم بالإضافة إلى تعطيلها لمشاريع كبيرة تهدف للقضاء على القضية الفلسطينية وشرذمة الأمة وتقسيم المنطقة عبر بعض الأدوات الإرهابية والأنظمة المتخاذلة هنا وهناك، فهذه المقاومة التي لعب القائد الحاج رضوان دورا أساسيا في تأسيسها وانطلاقتها والدور الأكثر فعالية في تطويرها راكمت من الخبرات والقدرات والجهد ما جعلها تخرج من الإطار المحلي الضيق لتصبح عائقا ورقما إقليميا صعبا أمام المخططات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، وهذا ما يفسر كل هذه الهجمة الشرسة عليها وعلى قادتها ورموزها.

وتتزامن الذكرى السنوية لاستشهاد الحاج رضوان مع تطورات استثنائية تمر بها المنطقة في ظل إسقاط الدفاعات السورية لطائرة مقاتلة إسرائيلية من نوع "أف-16" ما أدى إلى كثير من الردود والردود المضادة والتحليلات من إمكانية حصول أي مغامرة أو عدوان إسرائيلي قد يؤدي إلى جر المنطقة إلى حرب، بينما يعتقد البعض أن العدو الإسرائيلي لن يجرؤ على ارتكاب أي حماقة في ظل تيقنه من أن معادلات الردع تطورت وقواعد الاشتباك في هذه المنطقة تغيرت.

كل ذلك يؤكد أن الحساب مع العدو منذ اغتياله للحاج رضوان هو حساب مفتوح ولم ولن يقفل حتى تحقيق الثمن الحقيقي لدماء هذا القائد الكبير ألا وهو إنهاء الكيان الغاصب من هذه المنطقة، وكل ما يجري اليوم مع العدو هو انه يؤدي دفعة فقط على الحساب، وفي هذا السياق سبق للسيد نصر الله أن قال "إذا كان دم الشيخ راغب حرب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية، وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله.. الصهاينة يرون في استشهاد الحاج عماد إنجازا كبيرا ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي إن شاء الله..".

 

المصدر: موقع المنار