أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن الأعداء يشنون حربا استخباراتية واسعة ضد نظام الجمهورية الإسلامية منوها إلى أن أحد أبرز محاور الحرب الاستخبارية هي التسلل والتأثير على معادلات المسؤولين وتغيير قناعات الشعب.

ولدى استقباله وزير الأمن الإيراني ومسؤولي الوزارة وجمعا من منتسبيها، اعتبر قائد الثورة الإسلامية، مجموعة وزارة الأمن بأنها منبثقة من الثورة وأن منتسبيها هم أبناء الثورة والإمام الخميني (رض)، مؤكدا ضرورة استمرار الحركة الثورية في هذه الوزارة.

وأشار سماحته الى مختلف جوانب الحرب الاستخباراتية التي تشنها جبهة واسعة من الأعداء ضد النظام الإسلامي، وقال: إن أحد المحاور الهامة والرئيسة لهذه الحرب تتمثل في التغلغل والتأثير على نظام حسابات المسؤولين وتغيير معتقدات الشعب.. وفي هذه الحرب وفضلا عن الدفاع وإغلاق منافذ التغلغل، لابد من القيام بالهجوم، وتجنب أي غفلة وسذاجة بشدة.

وأكد الإمام الخامنئي أن أفراد وزارة الأمن هم منبثقون من الثورة وأبناء الإمام والثورة، لافتا الى انه ينبغي لوزارة الامن وجميع منتسبيها ان يبقوا ثوريين تماما، ويواصلوا حركتهم الثورية.

واعتبر القائد، وزارة الأمن بأنها تابعة لسياسات النظام، وقال: في جميع أنحاء العالم، فإن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تابعة لسياسات الأنظمة الحاكمة في الدول.

وأكد القائد أن الإمام الخميني (ره) حدد إطار سياسات نظام الجمهورية الاسلامية، وقد تم تشكيل هذا الإطار بناء على وصيته وتوجيهاته.. وفي هذا الإطار فإن القيادة هي أيضا جزء من النظام وليست النظام كله.

وشدد على ضرورة ان تتجنب وزارة الامن الدخول في صراع الأجنحة، وقال ان أي تحيز للأجنحة والتيارات في وزارة الأمن يعتبر خطيئة، فهنالك جناح واحد في وزارة الأمن وهو جناح الثورة.

وأوصى قائد الثورة الاسلامية جميع مرافق وزارة الأمن بمطالعة وصية الإمام الخميني (رض) وتوجيهاته بدقة، وقال: يجب ان تتعرف جميع الأقسام في وزارة الامن على أسس ومبادئ الثورة تماما، وأن تعمل بثورية في هذا الإطار.

كما أشار الى الحرب الكبرى والمعقدة التي تشنها الجبهة المعادية ضد نظام الجمهورية الاسلامي، وقال: اننا في وسط ساحة حرب كبرى، أحد طرفيها نظام الجمهورية الاسلامية وطرفها الآخر، جبهة واسعة وقوية من الأعداء.

ورأى الإمام الخامنئي ان أجهزة التجسس لدى الطرف المقابل تشكل المحور الرئيس لهذه المواجهة، وقال: ان الأجهزة الاستخباراتية للجبهة المقابلة ورغم كل ما تمتلكه من امكانات، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تنفيذ أي حماقة هامة ضدنا.

ولفت الى أن أدنى غفلة ستجعلنا نخسر في هذه الحرب، وإن السذاجة تجعلنا نتلقى الضربات.

وتطرق قائد الثورة الاسلامية الى جوانب هذه الحرب الاستخباراتية المعقدة، وقال: في هذه الحرب، هنالك تعاليم وأساليب مختلفة على جدول الأعمال، بدءا من التغلغل وسرقة المعلومات وتغيير حسابات مراكز اتخاذ القرار وتغيير معتقدات الشعب وصولا الى الإخلال المالي والاقتصادي وإثارة الفوضى الأمنية.

وأشار الى المشاكل الأخيرة في سوق العملة الصعبة، وقال: عندما يتم بذل مزيد من الدقة في هذه القضايا، نشاهد وراءها اصابع الجهات الأجنبية وأجهزتها الاستخباراتية.

وأكد الإمام الخامنئي أن علينا الصمود في هذه الحرب في مواجهة مخططات الجبهة المعادية. ومن اجل التغلب على العدو وفضلا عن الدفاع علينا ان نخطط للهجوم، بشكل يتم خلاله تحديد ساحة المواجهة من قبل جهازنا الاستخباراتي.

وعدّ  التخطيط على الأمد البعيد مع العمل على توقع الاحداث المستقبلية وتحليل المعلومات ودراستها بدقة، بأنها تشكل إحدى سبل مواجهة مجموعتنا الاستخباراتية لمخططات الجبهة المعادية.

ورأى القائد ان من السبل الأخرى لهذه المواجهة هي: الاهتمام الجاد بموضوع التغلغل.. فمثلا الشخص الذي يريد ان يتولى الأمانة في البلاد ويكون أمينا للشعب، ينبغي ان يتمتع بالأهلية، لذلك فإن أدنى شك في أهلية الأشخاص لابد من الإبلاغ عنها، وعلى مختلف الأجهزة ان تعمل على أساس رأي وزارة الأمن.

ودعا الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الى التعاون والتعاضد والتنافس المهني البناء فيما بينها، مؤكدا ضرورة الاهتمام بموضوع محاربة الفساد، لأنه يؤدي الى الهزيمة المعنوية والنفسية للأشخاص والمجتمع.

وأردف أنه لا ينبغي ان يتصور المسؤولون في النظام الإسلامي أنهم يمكنهم التمتع بنفس الامكانات المتوفرة للمسؤولين في الدول الأخرى.. ففي الجمهورية الاسلامية نحن بصدد إرساء حكومة النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع)، لذلك لابد من مواجهة الارستقراطية واتباع الشهوات بشدة.

وأبلغ قائد الثورة في الختام، تحياته الى جميع منتسبي وزارة الأمن في أنحاء البلاد وإلى عوائلهم، مخاطبا إياهم: اعلموا ان جانبا هاما من ثواب أعمالكم ونشاطاتكم هي من حق أزواجكم، لأن هذه الأعمال والنشاطات هي نتيجة لتعاونهم وتحملهم الزحمات.

وقبيل كلمة قائد الثورة الاسلامية، رفع وزير الامن السيد محمود علوي تقريرا الى القائد، تحدث فيه عن أداء وزارته ونشاطاتها، وقال: نعلن جاهزية جميع عناصر وزارة الامن لمواجهة أذناب نظام السلطة والاستكبار العالمي بزعامة أميركا الطاغية والصهيونية المجرمة وآل سعود القاتلين للأطفال، والدفاع عن مبادئ الثورة الاسلامية حتى آخر قطرة من دمائهم.