أشار الشيخ عبد الله كتمتو إلى أن "الحراك الشعبي سوف يترجم إن‌ شاء الله إلى التقرير بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وتقرير مصيرهم، سوف نرى هجرة معاكسة في المستقبل القريب من قبل الصهاينة الذين لم يشعروا بالأمان يوما واحدا في الأراضي المحتلة".

أكد نائب رئيس إتحاد علماء بلاد الشام سماحة الشيخ عبد الله كتمتو في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "اليوم نحن أمام مشهدين في الأراضي المحتلة، المشهد الأول هو كيان غاصب يقتل ويضرب ويفجر ويقصف كل من يعارضه وسط صمت عربي رهيب وهذا يجعل المشهد سوداوي أكثر، وفي الزاوية الأخرى نرى إصرار الشعب الفلسطيني على الاستمرار في المسيرات من أجل العودة إلى أرضه وملكه وأيضا يسانده تعاطف شعبي عربي إسلامي في عموم العالم".

وتابع "اليوم نحن أمام معادلة صراع جديدة، معادلة صراع تفرض شعبيا على الاستكبار العالمي وهذا ما يعطيها شكلا جبارا وقويا، بالأمس عندما كان يأتي التعاطف من قبل بعض الحكام خجولا وقليلا ولم يساند بل يقابل موقف المقاومة، اليوم هذا الحراك الشعبي سوف يترجم إن ‌شاء الله إلى تقرير حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وتقرير مصيرهم".

وأضاف أن "محور المقاومة بات في هذه الأيام يمتلك زمام المبادرة، وطبعا إطلاق أو إنهاء المعركة، ربما بإمكان الأعداء اليوم أن يحددوا متى تبدأ المعركة لكن ليس بإمكان أي إنسان أن يحدد متى تنتهي هذه المعركة، ربما يمتلكون مفاتيح المناورة لكنهم لم يمتلكوا مفاتيح إنهاء المعركة، نلاحظ اليوم في داخل الأراضي المحتلة هذا القلق الذي يشوب المواطن والسياسي والمفكر الصهيوني، ولو لاحظتم الصحافة والإعلام الصهيوني لشاهدتم أن القلق اليوم بات ينتاب جميع شرائح المجتمع الصهيوني، لذلك سوف نرى أن ‌شاء الله هجرة معاكسة في المستقبل القريب من قبل الصهاينة الذين لم يشعروا بالأمان يوما واحدا في الأراضي المحتلة التي كذب عليهم وقيل أنها أرض الإباء والأجداد والأرض التي يمكنهم أن يبنوا عليها أمنهم واستقرارهم".

وحول تضامن مسيرات العودة مع يوم القدس العالمي وذكرى وفاة الإمام الخميني رحمه الله بين أنه "نعتقد أن الإمام الخميني قدس سره عندما أطلق عنوان يوم العالمي للقدس على آخر جمعة من شهر رمضان كان في لحظة إنسانية وعرفانية عالية جدا، هذا الإنسان الذي تجرد من كل الأمور المادية ووهب نفسه لله تعالى قد أنتج من هذا النضوج في مفهوم الصوم، رفع الظلم عن المظلومين، أعلن الإمام الخميني رحمه الله اليوم القدس العالمي في وقتها ويعلم أنه سوف يكون لهذا اليوم في هذه السنة نغمة جديدة وروحانية جديدة، حيث أن المسلم يتعامل مع جل رمضان بشكل وبالجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل بطريقة أخرى، هذا ما يرعب الصهاينة".

وأوضح أن "الصهاينة اليوم يتباهون أنهم نقلوا السفارة إلى القدس الشريف لكن يمكن لهذا القرار أن ينتهي في ليلة وضحاها عندما نكون فاتحين بإذن الله تعالى سوف يلغى هذا القرار وتلغى هذه السفارة حتى يلفظ هذا الكيان أنفاسه الأخيرة، وكما قال الإمام الخميني قدس سر ه أن الكيان الصهيوني الغاصب غدة سرطانية ويجب استئصالها وبإذن الله تعالى سوف يحدث هذا الأمر ولا غيره، تزامن يوم القدس العالمي ووفاة الإمام الخميني (ره) وانتصارات غزة والقلق الصهيوني سوف يمهد الطريق ليكون ليوم القدس العالمي في هذه السنة روحانية وقدسية لم يتوفر لهذا اليوم في السنين الماضية، نحن انتصرنا في محور المقاومة في أكثر من مكان، مخططات الاستكبار العالمي بإسقاط سوريا فشلت وكسرت إرادة الاستكبار العالمي وكل هذا حصل بسبب صمود محور المقاومة".

وتابع أن "فلسطين وسوريا والعراق واليمن وإيران والقوات الموالية لهم الذين حققوا الانتصارات الأخيرة ادخلوا الرعب في نفوس الأعداء وأربكوا مشاريع الدول الاستكبارية ولهذا سيكون لليوم القدس العالمي لهذه السنة شعور خاص بالانتصار على الأعداء في جميع النواحي، سوف نعيش بإذن الله تعالى انتصاران، انتصار الذات على الغرائز وانتصار المقاومة في الأراضي المحتلة بإذن الله تعالى وتغيير المعادلات من قبل المقاومة مقابل الحد من نفوذ أمريكا وحلفائها الذين يريدون أن يسيطروا ويفعلوا ما يشاؤون لكن مشيئة الله جاءت بغير ما يشتهون، نحن أصحاب حق ولا يصح لصاحب الحق إلا أن يدافع عن حقه ".

وحول تطبيع علاقات الدول العربية مع الصهاينة رغم كل المآسي التي تمر بأهل فلسطين قال أنه "نقول رب ضارة نافعة، ربما الأيام القاسية التي مر بها محور المقاومة كان من إفرازاته أن هؤلاء العربان الذين كانوا في الخفاء يطبعون العلاقات مع الكيان الصهيوني باتوا اليوم يجاهرون بعلاقاتهم مع الغاصبين لأرض فلسطين المحتلة علنا، جاءت هذه الصحوة الإسلامية عند دول محور المقاومة لتكشف زيف هؤلاء العربان من أجل ظهور حقيقتهم، قلناها وقالها قياداتنا أن العربان لم يكونوا يوما مع القضية الفلسطينية بل أكثر من ذلك كانوا ضدها، لكن جاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران وجاءت انتصارات وتوسع محور المقاومة لتظهر هؤلاء على حقيقتهم".

وختاما بين الشيخ عبدالله كتمتو على أن "تطبيع هؤلاء العربان وذهابهم إلى حضن الصهاينة لن يزيدنا إلا إصرارا وعزما بمتابعة مسيرتنا، كما في أيام الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان بعض هؤلاء الأعراب اشد كفرا ونفاقا على نبينا وعلى أله، اليوم أيضا نرى هذا الأمر، نراهم ينافقون، يقولون شيء ويعملون شيء آخر، لكن مهما فعلوا ومهما نافقوا فالله عز وجل وعدنا بالانتصار وسيكون محورنا هو المنتصر بإذن الله تعالى".

 

المصدر: وكالة رسا للأنباء